الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما كنت محتاجا إلى حسن نبتها
…
ولكنها زادتك حسنا على حسن
قلا: وكانت وفاته سنة إحدى وخمسين وستمائة، رحمه الله تعالى.
ابن سهل 646هـ، 1248م
إبراهيم بن سهل الإشبيلى الإسرائيلي.
قال ابن الآبار: في تحفة القادم: كان من الأدباء الأذكياء الشعراء، مات غريقا مع ابن خلاص والى سبتة في الغراب الذي غرق بهم عند قدومهم إلى إفريقية مع أبي الربيع سليمان بن علي الغريغر قبل سنة ست وأربعين وستمائة، انتهى.
قلت: وقيل: سنة تسع وأربعين وستمائة، وقيل بعد الخمسين.
وكان يهوديا فأسلم، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة أولها:
وركب دعتهم نحو يثرب نيةُ
…
فما خلت إلا سامعا ومطيعا
وكان إبراهيم بن سهل قبل أن يسلم يهوى غلاما يهوديا اسمه موسى، فلما أسلم تركه وهوى مليحا اسمه محمد، فقيل له في ذلك، فأنشد بديها فقال:
تركت هوى موسى لحب محمد
…
ولولا هدى الرحمن ما كنت أهتدي
وما عن قِلى مني تركت وإنما
…
شريعة موسى عطّلت بمحمد
وكان أكثر شعره قبل إسلامه في موسى المذكور، وكان يقرأ مع المسلمين ويختلط معهم حتى أسلم، وكان شاعرا ماهرا وله ديوان شعر في مجلد، وهو في غاية الحسن.
ومن نظمه القصيدة التي شاع ذكرها في الآفاق، وهي:
ردوا على طرفي النوم الذي سلبا
…
وخبروني بقلبي أيّةَ ذهبا
علمت لما رضيت الحب منزلة
…
أن المنام على عيني قد غضبا
فقلت واحربا والصمت أجد ربي
…
قد يغضب الحب إذ ناديت واحربا
إني له عن دمي المسفوك معتذر
…
أقول: حملته في سفكه تعبا
نفسي تلذ الأسى فيه وتألفه
…
هل تعلمون لنفسي في الجوى نسبا
قالوا عهدناك من أهل الرشاد فما
…
أغواك؟ قلت: اطلبوا في الجوى نسبا
من صاغه الله من ماء الحياة وقد
…
جرت بفيته في ثغره شنبا
يا غائبا مقلتي تهمي لغرقته
…
والقطر إن حجبت شمس الضحى انسكبا
مرددا في الدجى لهفا ولو نطقت
…
شجونها رددت من حالتي عجبا
ماذا ترى في محب ما ذكرت له
…
إلا بكى أو شكا أو حن أو طربا
يرى خيالك في الماء الزلال وما
…
ذاق الزلال فيروي وهو ما شربا
وهى أطول من هذا، وله موشحة:
يا لحظات للفتن
…
في كرها أوفى نصيب
ترمي وكلّي مقتل
…
وكلها سهم مصيب
اللوم للاحى مباح
…
أما قبوله فلا
علقتها وجه صباح
…
ريق طلا عيني طلا
كالظبي ثغره أقاح
…
بما ارتعاه في الغلا
يا ظبي خذ قلبي وطن
…
فأنت في الأنس غريب
وارتع فدمعي سلسل
…
ومهجتي مرعى خصيب
بين اللما والحور
…
منها الحياة والأجل
سقت مياه الخفر
…
في خدها ورد الخجل
زرعته بالنظر
…
وأجتنيته بالأمل
في طرفها الساجي وسن
…
سهّد أجفان الكئيب
والردف فيه ثقل
…
خفّ له عقل اللبيب
أهدت إلى حر العتاب
…
برد اللملي وقد وَقَد
فلو لثمته لذاب
…
من زفرتي ذاك البرد
ثم لوت جيد كعاب
…
ما حليه إلا الغيد
في نزعة الظبي الأغن
…
وهزة الغصن الرطيب
يجري لدمعي جدول
…
فينثني منها قضيب
أأنت حورا أرسلك
…
رضوان صدقا للخبر
قطعت القلوب لك
…
وقيل: ما هذا بشر
أم الصفا مضني هلك
…
من النوى أو الكدر
حتى تزكيه المحن
…
أمر الهوى أمر غريب
كأن عشقي مندل
…
زاد بنار الهجر طيب
غربت في الحسن البديع
…
فصار دمعي معربا
شمل الهوى عندي جميع
…
وأدمعي أيدي سبا
فاستمعي عبدا مطيع
…
غنى لنفس الرقبا
هذا الرقيب ما أسوأه يظن
…
إيش لو كان إنسان قريب
مولاي قم تانعملو
…
ذاك الذي ظن الرقيب
وله موشحة أخرى:
باكر اللذة والاصطباح
…
بشرب راح
فما على أهل الهوى
…
من جناح
أغنم زمان الوصل قب
…
ل الذهاب
فالروض قد روّاه دم
…
ع السحاب
وقد بدا في الروض س
…
ر عجاب
ورد ونسرين وزهر الأقاح
…
كالمسك فاح
والطير تشدو
…
باختلاف النواح
انهض وباكر للمدام العتيق
في كأسها تبدو كلون العقيق
بكف ظبي ذي قوام رشيق
مهفهف القامة طاوي الجناح
…
كالبدر لاح
عصيت من وجدي
…
عليه اللواح
لما رأيت الليل
…
أبدى المشيب
والأنجم الزهر
…
هوت للمغيب
والورق تبدي
…
كل لحن عجيب
ناديت صحبي حين لاح الصباح
…
قولا صراح
حي على اللذة
…
والاصطباح
سبحان من أبدع هذا الرشا
قلت له والنار حشو الحشا
جد لي بوصل يا مليحا نشا