الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتبحره في المذهب.
وكان له يد طولى في الأصول والخلاف والجبر والمقابلة، وله قصيدة طويلة في السنة، وأجاز لي مروياته، وكان أبوه من فقهاء حران، انتهى كلام الذهبي.
قلت: وكانت وفاته سنة خمس وتسعين وستمائة، رحمه الله تعالى.
العلامة شهاب الدين الأذرعي 709 - 783هـ، 1309 - 1381م
أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف بن جار، الشيخ الإمام العالم شهاب الدين أبو العباس الأذرعي الشافعي.
مولده في إحدى الجمادين من سنة تسع وسبعمائة، وسمع من علي القاسم بن عساكر، والحجاز، وغرهما، وقرأ بنفسه على المزي والذهبي، وكان يعجبان بقراءته، وسمع
علي صدر الدين علي بن عبد المؤمن بن عبد العزيز الحارثي، وأجاز له جماعة من أهل دمشق ومن مصر، وخرج الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجي جزءاً حدث به، وأخذ الفقه عن شيوخ دمشق، وغيرهم.
قال القاضي علاء الدين بن خطيب الناصرية: تفقه بدمشق على العلامة تقي الدين أبي الحسن السبكي، وبالقدس على الإمام تقي الدين أبي الفداء إسماعيل بن علي بن الحسين القلقشندي، وغيرهما، ورجع إلى دمشق ولازم الفخر المصري، وهو الذي أذن له، وشهد له بالأهلية عند السبكي، وبرع في المذهب، ثم قدم حلب نائباً في القضاء عن قاضي القضاة نور الدين أبي عبد الله محمد الصائغ الشافعي
بعد سنة أربعين وسبعمائة، فسكن بالمدرسة العصرونية، ثم ترك نيابة الحكم واستمر يشغل ويفيد ويفتي ويصنف ويدرس، وانتفع الناس به وبفتاويه، ورُحل إليه من البلاد، وصنف كتباً منها: التوسط والفتح بي الروضة والشرح، وهو كتاب كبير كثير القول والفوائد، وشرح المنهاج للنووي شرحين مفيدين: سمى أحدهما القوت والآخر الغنية، واختصر الحاوي للماوردي، وكتب على المهمات ولم يكمله.
وكان رحمه الله فقيه النفس، محكماً للفقه، مليح المحاضرة، كثير الإنشاد للشعر، وله نظم، قوالَا بالحق، ينكر المنكر، ويخاطب نواب حلب بخطاب فيه غلط، كثير الفوائد، ولديه فضائل وكياسة وحشمة وإنسانية ومروءة، ومحبة لأهل العلم، خصوصاً للغرباء، محسناً إليهم، معتقداً لأهل الخير، ديناً صالحاً.
وكان كثير الانقطاع، ملازماً لبيته يصنف، ولا يخرج إلا للضرورة، ودرس بالمدارس الظاهرية والأسدية والبلدية، ودار الحديث البهائية، بحلب استقلالاً.
وكان الشيخ زين الدين أبو حفص عمر الباريني الشافعي نزيل حلب، مع جلالة قدره يجتمع عنده فتاوى يستشكلها فيأتيه فيسأله عنها، انتهى كلام ابن خطيب الناصرية.
قلت: ومن نظم العلامة شهاب الدين المذكور قوله:
كيف لا يستجيب ربي دعائي
…
وهو سبحانه دعاني إليه
مع رجائي لفضله وابتهالي
…
واتكالي في كل خطب عليه
وله غير ذلك. توفي يوم الأحد خامس عشرين شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، بحلب، رحمه الله تعالى.