الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولد بدمشق في سابع عشرين شهر رمضان سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ونشأ بدمشق وطلب العلم، وبرع في عدة علوم من فقه وعربية وأدب، وغلب عليه الأدبيات، وله نظم رائق ونثر فائق، وقفت على عدة كتب من مكاتباته تدل على غزير فضله واتساع باعه، وله رسالة عاطلة من النقط أبدع فيها بأشياء غرائب مع عدم التكلف فيما يرومه فيها من أنواع البديع، وولى خطابة الجامع الأموي بدمشق، وولي مشيخة الخانقاه الباسطية، وسئل بالقضاء فامتنع من قبوله، ووليها أخوه جمال الدين يوسف بعد ذلك بمدة، ويأتي ذكر والده وأخيه في محلهما إن شاء الله تعالى.
برهان الدين البيجوري 750 - 825هـ، 1349 - 1421م
إبراهيم بن أحمد بن علي، الشيخ الإمام العالم العلامة فقيه عصره برهان الدين البيجوري الشافعي.
مولده قبل الخمسين وسبعمائة.
قرأت في تاريخ القاضي علاء الدين بن خطيب الناصرية، قال: شيخنا برهان الدين أبو إسحاق: قدم حلب سنة سبع وسبعين وسبعمائة، ونزل بالمدرسة العصرونية، وكتب بخطه شرح الأذرعي على المنهاج المسمى بالقوت، وكان ينظر عليه في أماكن من دماغه على الكتابة، أخبرني أنه نظر إلى كتاب الطلاق ثم تركه حياء من الشيخ شهاب الدين الأذرعي فإنه كان نازلا عنده في المدرسة، وكان تفقه على الشيخ جمال الدين الأسنوي، وبرع في الفقه وأفتى وأشغل الطلبة، حضرت عنده بالقاهرة بالمدرستين الناصرية والسابقية، وقرأت
عليه، ورأيته يستحضر كثيراً من الفقه خصوصا من كلام المتأخرين في ذلك، ولم أر في القاهرة في ذلك الوقت - وهو في سنة ثمان أو تسع وثمانمائة - من يستحضر الفقه كاستحضاره، وهو فقير جدا، ووظائفه قليلة، ثم قال: ولقد رأيته يجاري شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني حتى يحرد منه، ويلج هو فلا يرجع، ولا يزال الصواب يظهر معه في النقل، انتهى كلام ابن خطيب الناصرية.
قلت: ودام بعد ذلك دهرا إلى أن بني الأمير فخر الدين عبد الغني بن أبي الفرج الاستادار مدرسته التي بين الصوريين من القاهرة، وأعطى مشيخة المدرسة المذكورة للشيخ شمس الدين محمد البرماوي، فباشرها مدة إلى أن تحول إلى دمشق صحبة قاضي القضاة نجم الدين عمر بن حجي في سنة ثلاث وعشرين
وثمانمائة دفع القاضي نجم الدين المذكور إلى البرماوي مالا وأمره أن ينزل عن المشيخة للشيخ برهان الدين البيجوري هذا، فلما وصل النزول إلى البيجوري امتنع من قبوله حتى ألح الطلبة عليه فقبل، وأمضاه الأمير زين الدين عبد القادر ابن الواقف وجعله مدرسها وشيخها على العادة، ورأيت في بعض الطبقات أن قاضي القضاة ولي الدين أحمد بن العراقي كان لا يزال يصلح في تصانيفه مما ينقله له الطلبة عن البيجوري. انتهى.
وقال الشيخ تقي الدين أحمد المقريزي: تصدر للاشتغال عدة سنين، ولم يخلف بعده أحفظ لفروع الفقه مثله، مع إطراح التكلف، وقلة الاكتراث بالملبس، والإعراض عن الرئاسة التي عرضت فأباها.
انتهى كلام المقريزي.
قلت: رأيته مرارا عديدة، كان إماما بارعا، فقيه عصره بلا مدافعة مع علمي بمن عاصره من العلماء، تصدر للتدريس والإفتاء عدة سنين، وانتفع به