الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يزل ضابطاً حافظاً للوقائع والتاريخ إلى أن توفي يوم الخميس سادس عشر شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثمانمائة، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية خارج باب النصر من القاهرة، رحمه الله تعالى.
العلامة مظفر الدين الحنفي البغدادي بن الساعاتي صاحب البديع في الأصول
694هـ، 1294م
أحمد بن علي بن تغلب بن أبي الضياء، الإمام العلامة شيخ الإسلام مظفر الدين أبو العباس بن الإمام نور الدين البعلبكي الأصل، البغدادي المولد والمنشأ، الحنفي، المعروف بابن الساعاتي، ووالده هو صانع الساعات المشهورة على باب المستنصرية ببغداد.
ونشأ ببغداد، وطلب العلم، ولازم علماء عصره، إلى أن برع في الفقه، والأصلين، والنحو، والمعاني، والبيان، وغير ذلك، وتصدر للإفتاء والتدريس، والإشغال، مدة طويلة، وكان الشيخ شمس الدين الأصبهاني يفضله ويثني عليه كثيراً، ويرجحه على ابن الحاجب، ويقول هو أذكى منه.
وكان بارعاً في عدة فنون، متقناً لمذهبه، ملازماً للأشغال والاشتغال والتصنيف، وألف التأليف المفيدة الحسنة، من ذلك: البديع في أصول الفقه الذي لم يصنف مثله، جمع فيه بين أصول فخر الإسلام البزدوي والأحكام للآمدي، وكتاب الدر المنضود في الرد على فيلسوف اليهود، يعني بذلك ابن كمونه اليهودي، وكتاب مجمع البحرين، جمع فيه بين مختصر القدوري ومنظومة النسفي مع زوائد، ورتبه فأحسن وأبدع في اختصاره إلى الغاية، ورتبه على جملة يعرف منها الخلاف بين الإمام والصاحبين والأئمة الأربعة، وشرحه في مجلدين كبيرين.
وأما خطبة هذا الكتاب فذكر فيها ألفاظاً تدل على غزير علمه وعذوبة لفظه، قال الحافظ عبد القادر في طبقاته: وقال في خطبة كتابه البديع في الأصول: قد منحتك أيها الطالب لنهاية الوصول إلى علم الأصول بهذا الكتاب البديع في
معناه، المطابق إسمه لمسماه، وذكر الحافظ عبد القادر من الخطبة قطعة جيدة إلى أن قال: أخبرني الثقة من أصحابنا أنه شاهد على نسخة من مجمع البحرين بخط المصنف، قوبلت هذه النسخة، وكتبت من أصل فصحت ووافقت، والله يعفو عما طغى به القلم وتجاوز عنه النظر، وقد أجزت لمالكها الشيخ الإمام العالم الفاضل الورع الكامل، ذي الأخلاق الكريمة، والفضائل الجسيمة، رضي الدين السمرقندي، أدام الله حراسته، وكتب سلامته أن يرويها عني، وكذا أجزت له رواية الشرح الذي صنعته، وكذلك ما يصح عنده أنه من مقولاتي، أو مسموعاتي، أو مستجازاتي، فهو أدام الله أيامه يحمل ما يرويه، وأنا معتمد على الله، ثم ملتمس من خدمته أن خدمته أن يصون هذا الكتاب، ويحفظه عن تغيير يقع فيه، من مخالفة لفظ أو معنى لما في أحد الكتابين فلا يسرع إلى إنكاره، فإن لي فيه مقصداً صالحاً من تحرير نقل أو اختيار ما هو أصح من الأقوال والروايات، وقد كنت عازماً على التنبيه على ذلك في حواشي الكتاب فلم يتسع الزمان لسرعة التوجه إلى بلاد السلام، صانها الله على الغير، وفتح لها أبواب النصر والظفر، ولكن كل ذلك منقول من مواضعه محرر عند واضعه منبه على ما في شرح الكتاب والله هو الملهم للصواب، كتبه المصنف أحمد بن الساعاتي الشامي الأصل البغدادي المنشأ بالمدرسة الشريفة