الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مولده.........
كان إماماً بارعاً في الفقه والأصول والفرائض والنحو والتصريف، وتصدر للتدريس عدة سنين، وخطب مدة مع سلوك ونسك وعبادة وصلاح، وكان للناس فيه اعتقاد حسن، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي يوم الأربعاء ثامن عشرين ذي الحجة سنة أربع وأربعين وثمانمائة.
رحمه الله.
والمحلة مدينة كبيرة من قرى الغربية من أعمال القاهرة. انتهى.
شهاب الدين بن السفاح 835هـ، 1431م
أحمد بن صالح بن أحمد بن عمر، القاضي شهاب الدين القاضي صلاح الدين، المعروف بابن السفاح، الحلبي الأصل والمولد والمنشأ والدار، المصري الوفاة، كاتب السر بالمملكة الحلبية، ثم بديار مصر.
هو من بيت رئاسة ووجاهة وعراقة بحلب، ولي كتابة سر حلب هو وأبوه وأخوه، وطالت مدته في كتابة سر حلب، وبنى بها جامعاً، وعدة أملاك، ثم أشخص إلى القاهرة، وولي كتابة السر بها، بعد موت السيد الشريف
شهاب الدين أحمد بن إبراهيم ين عدنان الدمشقي، وبعد موت أخيه عماد الدين أبي بكر، وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وتولى كتابة سر حلب من بعد ولده سراج الدين عمر.
فباشر شهاب الدين المذكور كتابة سر مصر بغير دربة، وعدم سياسة لأهل مصر، فلم ينتج أمره، وصار لا يلتفت إليه في الدولة، لما كان احتوى عليه من الجهل، وعدم معرفة صناعة الإنشاء، مع طيش وخفة وحدة مزاج وهرج، وكان يتكلم في بعض الأحيان مع نفسه كلاماً كثيراً يظهر منه ذلك في الملأ من الناس، وكان يتكرر منه ذلك إلى أن يحتد من نفسه، ويظهر عليه الغضب، وكان يعتريه ذلك حتى في الصلاة.
وكان باشر التوقيع عند والدي في نيابة لحلب، فأخذ مرة يحدثني عن ما وقع له بحلب، وشرع يتكلم، وقبل أن يتم الحكاية تركها والتفت يحدث نفسه، وانفض المجلس على ذلك، وكان لا يعتريه ذلك غالباً إلا في حالة الغضب، أو إذا شرع في أمر مهم.
وكان إذا
تكلم من كلامه أنه غير فاضل، ووقع له مرة أنه أرسل من حلب وهو كاتب سرها كتاباً إلى الملك الأشرف برسباي بواقعة حال، وكان القاضي بدر الدين محمد بن مزهر إذ ذاك كاتب سر مصر، وكانت كتابة ابن السفاح هذا ضعيفة قلقة، وتركيب ألفاظه في الكتب ركيكة، فلم يفهم ابن مزهر ما تضمنه الكتاب، فختمه ثانياً وأرسله في طي كتاب يقول فيه قد عجزنا عن فهم ما في كتابك، فالمخدوم ينقل خطواته إلى الديار المصرية ليقرأه على مولانا السلطان، فعزم بسبب هذا الكتاب جملة مستكثرة.
ولم يزل في وظيفة كتابة السر إلى أن توفي في ليلة الأربعاء رابع عشر شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وثمانمائة عن ثلاث وستين سنة، وتولى كاتب السر الصاحب كريم الدين عبد الكريم بن كاتب المناخ، رحمهما الله تعالى.