الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بقوص ثمانون ألف درهم، ثم صادره الأمير سيف الدين كراي المنصوري في أخر عمره، وأخذ منه مائة وستين ألف درهم، ثم قدم إلى مصر وتمارض، فمرض في شهر رجب إلى أن توفي في سنة أربع وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
الشيخ تقي الدين المقريزي 766 - 845هـ، 1364 - 1441م
أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد، الشيخ الإمام البارع، عمدة المؤرخين، وعين المحدثين، تقي الدين المقريزي، البعلبكي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة.
مولده بعد سنة ستين وسبعمائة بسنيات، ونشأ بالقاهرة، وتفقه على مذهب الحنفية وهو مذهب جده العلامة شمس الدين محمد بن الصائغ، ثم تحول شافعياً بعد مدة طويلة لسبب من الأسباب ذكره لي، وسمع الكثير من الشيخ
برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الشامي، ومن ناصر الدين محمد بن علي الحراوي، والشيخ برهان الدين الآمدي، وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، والحافظ زين الدين العراقي، والهيثمي، وسمع بمكة من ابن سكر، والنشاوري، وغيرهما، وله إجازة من الشيخ شهاب الدين الأذرعي، والشيخ بهاء الدين أبي البقاء، والشيخ جمال الدين الإسنوي، وغيرهم، وتفقه وبرع، وصنف التصانيف المفيدة النافعة الجامعة لكل علم، وكان ضابطاً مؤرخاً، مفنناً، محدثاً، معظماً في الدول.
ولي حسبة القاهرة غير مرة، أول ولاياته من قبل الملك برقوق في
حادي عشرين شهر رجب سنة إحدى وثمانمائة عوضاً عن شمس الدين محمد النجانسي، ثم عزل بالقاضي بدر الدين العينتابي في سادس عشرين ذي الحجة من السنة، ثم وليها عنه أيضاً، وولي عدة وظائف دينية، وعرض عليه قضاء دمشق في أوائل الدولة الناصرية فرد فأبى أن يقبل ذلك.
وكان إماماً مفنناً، كتب الكثير بخطه، وانتقى أشياء، وحصل الفوائد، واشتهر ذكره في حياته وبعد موته في التاريخ وغيره، حتى صار به يضرب المثل، وكان له محاسن شتى، ومحاضرة جيدة إلى الغاية لا سيما في ذكر السلف من العلماء والملوك وغير ذلك، وكان منقطعاً في داره، ملازماً للعبادة والخلوة، قل أن يتردد إلى أحد إلا لضرورة، إلا أنه كان كثير التعصب على السادة الحنفية وغيرهم لميله إلى مذهب الظاهر.
وقرأت عليه كثيراً من مصنفاته، وكان يرجع إلى قولي فيما أذكره له من الصواب، ويغير ما كتبه أولاً في مصنفاته، وأجاز لي جميع ما يجوز له وعنه روايته من إجازة وتصنيف وغير ذلك، وسمعت عليه كتاب فضل الخيل للحافظ شرف الدين الدمياطي بكماله في عدة مجالس بقراءة الحافظ قطب الدين
محمد الخضيري بسماعه من الحراوي بسماعه من المصنف، وأخذت عنه، وانتفعت به، واستفدت منه.
وكان كثير الكتابة والتصنيف، وصنف كتباً كثيرة من ذلك: إمتاع الأسماع في ما للنبي " صلى الله عليه وسلم " من الحفدة والمتاع، في ست مجلدات، رأيته وطالعته وهو كتاب نفيس، وحدث به في مكة، قال لي مؤلفه رحمه الله: سألت الله تعالى أن تكتب من هذا الكتاب نسخة بمكة وأن أحدث به، فوقع ذلك في مجاورتي ولله الحمد، وله كتاب الخبر عن البشر، ذكر فيه القبائل لأجل نسب النبي " صلى الله عليه وسلم " في أربع مجلدات، وعمل له مقدمة في مجلد، وكتاب السلوك في معرفة دول الملوك، في عدة مجلدات، يشتمل على ذكر ما وقع من الحوادث إلى يوم وفاته، ذيلت عليه في حياته من سنة أربعين وثمانمائة وسميته حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور، ولم ألتزم فيه ترتيبه، وله تاريخه الكبير المقفى في تراجم أهل مصر والواردين إليها، ذكر
لي رحمه الله قال: لو كمل هذا التاريخ على ما أختاره لجاوز الثمانين مجلداً، وله كتاب درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، ذكر فيه من مات بعد مولده إلى يوم وفاته، ثلاث مجلدات، وكتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار، في عدة مجلدات، وهو في غاية الحسن، وكتاب نحل عبر النحل، وكتاب تجريد التوحيد، وكتاب مجمع الفرائد ومنبع الفوائد، كمل منه نحو الثمانين مجلداً كالتذكرة، وكتاب شذور العقود، وكتاب ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري، وكتاب الأوزان والأكيال الشرعية، وكتاب إزالة التعب والعنى في معرفة الحال في الغنى، وكتاب التنازع والتخاهم فيما بين بني أمية وبني هاشم، وكتاب حصول الإنعام والمير في سؤال خاتمة الخير، وكتاب المقاصد السنية في معرفة الأجسام المعدنية، وكتاب البيان والإعراب عما في أرض مصر من الأعراب، وكتاب الإلمام في تأخر من بأرض الحبشة من ملوك الإسلام، وكتاب الطرفة الغربية في أخبار دار حضرموت العجيبة، وكتاب في معرفة ما يجب لآل البيت من الحق على من عداهم، وكتاب في ذكر من حج من الخلفاء والملوك، وكتاب عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط، وكتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار أئمة الخلفاء، وله عدة تصانيف أخر.