الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وللسلطان أبي عنان المريني:
وإذا تصدر للرياسة خامل. . . جرت الأمور على الطريق الأعوج
وللعلامة المكودي من مقصورته في السيرة النبوية:
أرقني بارق نجد إذ سرى. . . يومض ما بين فرادى وثتى
أهبني إذ هب منه موهنا (1). . . ما سد ما بين الثريا والثرى
شممت من أرجائه إذ شمته. . . ريح صباً أضوع من ريح الكبا (2)
فيا له من بارق ذكرني. . . من الهوى ما كنت عنه في غنى
أثار شوقاً بان مني كامناً. . . بين ضلوع طالما فيها ثوى
فكان قلبي المجتوى إذ هاجه. . . كالزند إذ أوراه مور فورى
وسح سحب مقلتي فما بقي. . . نوع من الدمع بها إلا همي
ما كنت أدري قبل أن أنفده. . . أن البكي يمنعني من البكى
وليلة سبحت في ظلماتها. . . إذ سحبت فضول أذيال الدجي
ألفت فيها كل ما ألفيته. . . يوهي القوى إلا التسلي والكري
طالت وما أطل نائي صبحها. . . إلا بإغيا (3) ما لديها من توى
(1) الموهن كالوهن نحو منتصف الليل.
(2)
عود البخور.
(3)
أي بغاية.
قد وقفت نجومها في أفقها. . . وقفة حيران طويل المشتكى
جبت بها وحدي قفراً سبسباً. . . ليس به إلا النعام والمها
نائي الزيازي والفلاداني الصفا. . . خالي الفيافي والري خافي الصوي
قطعته ببازل في مرة. . . ينوع السي بأنواع المشي
فتارة يعمل فيها الخيرلي. . . وتارة يعدو عليها الهيدبى
كأن رحلي إذ علوت ظهره. . . فوق متين المتن وجري القوى (1)
من وحش مممه بعيد غوره. . . ذي أكرع أصلب من صم الصفا
يقذف بي من فدفد لفدفد. . . وينتهي بي من فلا إلى فلا
حتى إذا انتضى الصباح تصله. . . وقد جلباب الدياجي فانفري
كأنه كتائب قد نشرت. . . راياتها على الأكام والربى
أحست الشهب بها فأجفلت. . . وأمت الغرب وجدت في السرى
إذا أنا بقعة غيطانها. . . جرى بها سلسال نهر وانحنى
كأنه يعصم خود غادة. . . على رداء قد وشاه من وشى
وظل روض راضه صوب الحيا. . . فاعتم من نور حلاه واكتسى
باكره وسمه فانفتحت. . . كمامه عن زهر طيب الشذا
(1) منسوب إلى وجرة مكان كثير الوحش.
وهز أيدي الريح منه قضباً. . . غنى بها الطير الأغن وشدا
ونشرت شمس الغداة أيدعاً (1). . . فيه وقد بلله قطر الندى
أحسن به روضاً ذكياً عرفه. . . معطراً داني القطوف والجنى
وقفت طرفي بإزاء دوحه. . . أسرح طرفي في مبانيه العلى (2)
واشتكي دهراً دهاني صرفه. . . لما قضى بالبين فيما قد قضى
منازل كانت بنا أواهلاً. . . نلنا بها حيناً أساليب المني
كم بت في أفيائها أجري إلى. . . غاياتها بطرف جد ماكبا
وكم سحبت إذ صحبت غيدها. . . بروضها ديل الشرور والهنا
وكم مددت من سرادق على. . . ضفة نهر أرج رحب الذرى
وكم سعدت إذ صعدت صهوة. . . لمنزه ذي نزه لمن رنا
وكم هصرت فيه من غصن نقا. . . من قد ظبي أهيف طاوي الحشا
وكم لثمت زهر ثغر أشنب. . . من شادن عذب الثنايا واللمي
وكم رشفت من رضاب سلسل. . . يفعل بالألباب أفعال الطلا
أيام أزهار التي مونقة. . . والدهر ذو وجه منير مجتلى
تزف لي من الأماني آمناً. . . عرائس ذوات حلي وحلى
(1) أي زعفراناً والكلام على التشبيه.
(2)
الطرف بالكسر الكريم من الخيل والفتح العين الباصرة.
أني أرجي لفؤادي سلوة. . . من بَعْد بُعْد المونقات المجتلى
يا ليت شعري والأماني خدع. . . هل يرجع الدهر لنا عهداً مضى
وهل لنا من عودة لمعهد. . . صبوت فيه جل أيام الصبا
إذ لا مشيب فوق فودي يرعوى. . . من شينه ولا رقيب يختشى
أيام أنس أسرعت في خطوها. . . كذا اللذاذات سريعات الخطا
* * *
يا قلب لا تجزع فأنت قلب. . . وأنت عندي ذو دهاء وحجا
فلا يهولنك صرف الدهر في. . . ما قد جنى عليك من خطب النوى
فكل وصل ينتهي لفرقة. . . تفري العرى منه وإن طال المدى
والدهر في صروفه ذو عجب. . . يدني بها كل جديد للبلى
يبكي اذا أضحك يوماً أهله. . . ويعقب الكرب إذا العيش صفا
كم ملك في نجدة من ملكه. . . يضيق عن جنوده رحب الفضا
قد ملك الأرض وراض صعبها. . . وشد القصور فيها والبني
أخنى عليه دهره وعاقه. . . عن كل ما شيده وما بنى
أين الألى سادوا وساسوا ملكهم. . . كمثل ساسان وعاد وسبا (1)
(1) ساسان أبو الملوك الساسانية من ملوك الفرس، وعاد وسبأ من العرب البائدة.
دارت على أدورهم) (1) دوائر. . . وجرعوا كاس المنايا والردى
وأين باني إرم (2) وجيشه. . . صاروا رميماً تحت أطباق الثرى
وملك كسرى حين تم أيده. . . أوهته أحداث الزمان فوهى
ولم تقصر عن ملوك قيصر. . . حتى أبادتهم وطاحوا في البري (3)
ولم تدع من ملك غسان فتى. . . سامي المعالي في ذراها فسما
وكم ملوك قهروا بملكهم. . . أسد الشرى صاروا حديثاً في الدنا
* * *
هاذي هي الدنيا فلا يغررك ما. . . تراه فيها من سرور وهنا
فانفض يديك من عراها وارمها. . . وادرأ بها إن كنت من أهل النهى
وظن بالإخوان شراً واخشم. . . وصير الأحباب منهم كالعدا
وإن جهلت حالهم فاخبر فما. . . يخبر قوماً أحد إلا قلى
وسرك اكتمه عن الخلق ولا. . . تطلع عليه أحداً من الورى
واقنع على عز بما يكفي ولا. . . تحرص فإن الحرص ذل للفتى
وساير الناس على أخلاقهم. . . وساعد المسعد وأحمل من جفا
(1) جمع دار.
(2)
مدينة هائلة بناها شداد بن عاد.
(3)
البري: التراب.
وصافهم وإن أساءوا نية. . . فإنما لكل مرء ما نوى
كم من صديق مظهر لوده. . . لكن له قلب على الحقد انطوى
يبش في وجهك إن لاقيته. . . وإن تغب يغتبك في كل ملا
يذيع ما يراه من قبح وإن. . . رأي جميلاً منك أخفى ما رأي
فاترك إخا من هذه شيمته. . . وأهجره في الله ودعه والعمى
ولا تهابن ذوي الجهل وإن. . . راقك منهم منتدى ومنتمي
كم من أناس كالأناسي منظراً. . . فهم إذا أشبه شيء بالدمى
وكم أناس في الدنا ليس لهم. . . من العلا إلا الأسامي والكني
يرون أن المجد والعلياء في. . . ما يغتني من أبهات وكسى
ليس العلا والمجد إلا لامريء. . . رنا إلى أفق المعالي وارتقى
وصمم العزم على ترك الهوى. . . وجد في طلاب ما يجدي الثنا
وانتعل الشهب الدراري رفعة. . . وامتهد البدر المنير واعتلى
وما المعالي غير علم رائق. . . يصير المرء على أعلى السها
طوبى لمن برز في ميدانه. . . وابتدر السبق لديه وجرى
وجد فيه وحماه جده. . . حتى ارتقى منه بأسمى مرتقى
ودان بالدين القويم والعلى. . . وازدان بالخلق الجميل والتقى
* * *