الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولازم السنة واهجر البدع. . . فالطرق قد سدت على من ابتدع
ولازم الصمت الحميد إلا. . . عن ذكر مولاك الكريم جلا
أو ما جرى مجراه مما تنتفع. . . به ليوم هائل وترتفع
فكل ما يحصده اللسان. . . يجده يوم الجزا الإنسان
ولتك معنياً بحسن الخلق. . . تحز رضا الحق به والخلق
واحرص على العزلة ما استطعت. . . وان تسر من دونها انقطعت
فخلطة الناس أخي عقال. . . والقيل لازم لهم والقال
فدعهم ترحهم وتسترح. . . فقل من خالطهم ثم ربح
وأقطع إذا رمت العلا العلائق. . . وأدفع بجنة التقى العوائق
ولابي علي اليوسي:
إنا ناس لست تبصرنا. . . نتحين الطعم (1) التي تزري
يعرى الفتى ويجوع وهو يزي. . . متجملاً بالصبر والبشر
والحرة الشماء ربتما. . . جاعت ولم ترضع على أجر
والمورد العذب الفرات إذا. . . راثته (2) حمر سيم بالهجر
(1) جمع طعمة وهي الماكلة والمكسب.
(2)
هو من باب الحذف والإيصال مثل قولهم في المثل أحثك وتروثني.
وإذا تري طيراً بمزبلة. . . فالطير غير الباز والصقر
وإذا رأيت المرء محتسيياً. . . كأس الهوان فليس بالحر
والحر ليس حياته بيوى. . . عز الجناب ورفعة القدر
لا بالطعام ولا الشراب ولا. . . استلقائه بأرائك وثر
وإذا تزايلك الحياة فما. . . من عيشة تبقى ولا عمر
وسؤال ذي لوم وذي بخل. . . ورجاؤه لنوائب تجري
أنكى لقلب أخي المروءة من. . . نقل الجبال ومحمل الصخر
وأضر من كل المصائب أن. . . عظمت عليك وكلما شر
وتقلد للمن من يده. . . غل على هاديك (1) في الأسر
بل وخزة في القلب ناكئة. . . بل طعنة في لبة النحر
وغناك عنه بالقناعة في. . . حاليك من عسر ومن يسر
أجدى من الملك الذي جمعت. . . أبناء هرمز غابر الدهر
وألذ من سنة الشباب على. . . جدة ومن وثر على وثر (2)
ولباس صونك عن تملقه. . . أبهى من الاستبرق الخضر
وحلا الوقار عليك أجمل من. . . أن تحتلي بقلائد النضر
(1) الهادي: العنق.
(2)
هو من قول بعض العرب: أعجب الأشياء وثر بالفتح على وثر بالكسر أي وقاع على فراش وثير.
وصبابة من ماء وجهك أنـ. . . فس من رحيق سلسل عمر
فإذا غرتك الحادثات فثق. . . بمليكها ذي الخلق والأمر
وأصبر لروح الله مرتجياً. . . فلتحمدن عواقب الصبر
أن اصطبار المرء مفتتح. . . متغلق البأساء والعسر
ومنفس عنه الكروب إذا ضاقت بهن جوانح الصدر
كم من حزين بات مكتئباً. . . متسعر الأحشاء ذا زفر
لا يرتجي جلباب ليلته. . . أن ينثني طرفاه بالسفر
فأتته ألطاف منفسة. . . لفؤاده من حيث لا يدري
ولكم بعيد الضيق من سعة. . . ولكم بعيد العسر من يسر
هل بعد معترك الظلام سوى. . بلج الصباح وطلعة الفجر
وإذا تحاول نيل مكرمة. . . فأنهض إليها نهضة الشمر (1)
وأركب جواد الجد مكتفيتاً. . . ذيل الملالة منك والنثر
وأعلم بأن الغوص في لجج. . . خضر يحق لجالب الدر
ولدى الرباح الكثر يحمد ما. . . جاب المفاوز صاحب التجر
ولدي الصباح يكون مغتبطاً. . . وينال بغيته الذي يسري
(1) الشمر بالكسر البصير النافذ.
وتسنمن ذرى الأمور ولا. . . تخلد إلى سفسافها الخضر
وأعلم بأنك ما استطعت جنى. . . إلا لطيب الجذر والبذر
والكرم يجدي المجتني عنباً. . . والشوك لا يجدي سوى الشصر (1)
ولكم ترى مرعى ولست ترى. . . كرعاية السعدان والثغر (2)
والناس كالغوغاء هائمة. . . لو كان يبلو الناس ذو خبر
والمرء كل المرء بينهم. . . ذو الملبس الزاهي وذو الوفز
لا ينظرون إلى الوفاء ولا. . . فضل الذكاء وثاقب الفكر
فتوخ في الناس الوفي إذا. . . عاشرتهم وحذار ذا الغدر
واسبرهم قبل الإخاء ولا. . . تغتر في الإخوان بالسبر
كم من أخ مذق الوداد على. . . ما فيه من إحن من سبر (3)
إن تلقه فالشهد مقوله. . . وإذا تغيب يكون كالصبر
وإذا تصادف ذا الصفاء فكن. . . منه ولو صافاك ذا حذر
وأسم سوائم سرحه طرراً. . . مطروقة من مسرح السر
وصن السرارة (4) واللباب ولا. . . تبذل له منها سوى القشر
(1) الطعن والوخز.
(2)
السعدان والثغر من أفضل المرعى.
(3)
السبر بالكسر العداوة.
(4)
سرارة الشيء أطيبه وخالصه.
فلربما يلوي الزمان به. . . فيكون أبصر فيك بالضر
وإذا تصاحب أو تجالس أو. . . تستب فالتمسن ذوي القدر
فصداقة التبهاء مفخرة. . . وكذا نواوهم (1) من الفخر
وصداقة اللؤماء معقبة. . . لوما كمثل حكاك ذي العر
والساقط الواني، مشاتمه. . . كالبائع العقيان بالصفر
والحظ والمقدار ما حصرا. . . في ذي الذكاء يبيت يستمري
بل منحة أزلية نشأت. . . بيدي مدبرها على قدر
وإذا نظرت وجدت في قرن. . . غمر الغنى وجهالة الغمر
وترى اللبيب يبيت في ضفف (2). . . بهمومه متقسم الفكر
ليكون فضل حجا الفتى عوضاً. . . عن فضل مال الأنوك الكثر
وتكون أحكام الإلاه جرت. . . في الخلق عن غلب وعن قسر
والمرء ممدود له أجل. . . قح مداه نصائب الغبر (3)
فأعد لليوم الذي خضعت. . . فيه الطلا لرواجب الذعر (4)
وتحولت فيه الذين هم. . . قنن الذرى شمما إلى الذر
(1) أي عداوتهم.
(2)
الضفف قلة المال مع كثرة العيال.
(3)
جمع أغبار وهي بقايا الشيء.
(4)
الطلا الأعناق.
وتدوسهم أقدام طائفة. . . كانت لديهم موقع السخر
وأزمم ركابك للرحيل غداً. . . إن الخليط غدوا على ظهر
وتسل عن ليلى فقد أزفت. . . عنها النوى ومضاضة الهجر
وأعلم بأن الوجه) (1) ذو شحط. . . ومخاوف ومجاهل غبر
فتزودن وخير زادك من. . . تقوي المهيمن سامع الأمر
وإذا ارتحلت فلا تشذ وسر. . . وسط الخليط ومعظم السفر
وحذار رحلك يقتفي سبلا (2). . . عن نهجهم فيضل في القفر
وارع البطاح إذا مرعن ولا. . . تترقين بحالق وعر
وإذا ظمئت ففي الأصيل فرد فرداً عن الضوضاء والكدر
وإذا رأيت سفينة خرقت. . . فتأن لا تعجل إلى النكر (3)
وإذا تكون نزيل ذي كرم. . . رحب الذرى متفضل غمر
لا يعدم العافي نداه ولا. . . يعتل عن ذهل رعن فقر
فأرح فؤادك أن يكون به. . . هم إلى زاد على ذكر
وحذار أن يلقاك مرتجياً. . . ما يجتبيه سواه من حبر
وكن الخلي وأنت ضائفه. . . عار النزيل على الذي يثري
(1) أبي القصد والنية في السفر والمقصود سفر الآخرة.
(2)
أي يتبع ببنات الطريق ويترك النهج القويم، والمضي مقتبس من قوله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [الأنعام: 153]
(3)
تلميح إلى قصة موسى مع الخضر في خرق السفينة.