الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحماسة والفخر
للمولى إدريس الأزهر يخاطب بهلول بن عبد الواحد وقد مال إلى إبراهيم ابن الأغلب؛ عامل الرشيد على إفريقية:
أبهلول قد شممت (1) نفسك خطة. . . تبدلت منها عولة (2) برشاد
أضلك إبراهيم عن بعد داره. . . فأصبحت منقاداً بغير قياد
كأنك لم تسمع بمكر ابن أغلب. . . غدا آخذاً بالسيف كل بلاد
ومن دون ما منَّتْك نفسك خالياً. . . ومَنَّاك إبراهيم شوك قتاد
ولولده القاسم لما خرج عيسى بن إدريس على أخيه محمد، وكتب له محمد يأمره بحرب عيسى فامتنع وقال معتذراً عن ذلك:
(1) أي أطمعت نفسك بخطة لم تدركها إلا شماً.
(2)
أي جوراً أو ميلاً عن الحق.
سأترك للراغب الغرب نهباً. . . وإن كنت في الغرب قيلاً (1) وندبا
وأسمو إلى الشرق في همة. . . يعز بها رتباً من أحبَّا
وأترك عيسى على رأيه. . . يعالج في الغرب همَّاً وكربا
ولو كان قلبي على قلبه. . . لكنت له في القرابة قلبا
وإن أحدث الدهر من ريبه. . . شقاقاً علينا وأحدث حربا
فإني أرى البعد ستراً لنا. . . يجدّد شوقاً لدينا وحبا
ولم نجن قطعاً لأرحامنا. . . نلاقي به آخر الدهر عتبا
وتبقى العداوة في عقبنا. . . وأكرم به حين نعقب عقبا
وأوفق من ذاك جوب الفلاة. . . وقطع المخارم نقباً فنقبا (2)
ولإبراهيم المؤبل يشكو الزمان ويفتخر:
للبين في تعذيب نفسي مذهب. . . ولنائبات الدهر عندي مطلب
أما ديون الحادثات فإنها. . . تأتي لوقت صادق لا تكذب
والبين مغرىً كيده بذوي النهى. . . طبعاً تطبع والطبيعة أغلب
(1) أي رئيساً.
(2)
المخارم رؤوس الجبال والنقب الطريق في الجبل.