الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرثاء وذكر الموت
لأبي الحسن المسفر في الموت وفلسفته، ويقال إنها وجدت تحت وسادته بعد وفاته:
قل لإخوان رأوني ميتاً
…
فبكوني ورثوني حزناً
أعلى الغائب مني حزنكم
…
أم على الحاضر منكم هاهنا
أتظنون بأني ميتكم
…
ليس ذاك الميت والله أنا
أنا في الصور وهذا جسدي
…
كان لبسي وقميصي زمنا
أنا كنز وحجابي طلسم
…
من تراب قد تهيا للفنا
أنا در قد حواني صدف
…
طرت عنه فتخلى رهنا
أنا عصفور وهذا قفصي
…
كان سجني فألفت السجنا
أشكر الله الذي خلصني
…
وبنى لي في المعالي ركنا
كنت قبل اليوم ميتاً بينكم
…
فحييت وخلعت الكفنا
فأنا اليوم أناجي ملأ
…
وأرى الله جهاراً علنا
عاكف في اللوح أقرأ وأرى
…
كل ما كان ويأتي ودنا
وطعامي وشرابي واحد
…
هو رمز فافهموه حسنا
ليس خمراً سائغاً أو عسلاً
…
لا، ولا ماء ولكن لبنا
هو مشروب رسول الله إذ
…
كان يسري فطره مع فطرنا
فأفهموا السر ففيه نبأ
…
أي معنى تحت لفظ كمنا
فأهدموا بيتي ورضوا قفصي
…
وذرا الطلسم بعدي وثنا
وقميصي مزقوه رمماً
…
ودعوا الكل دفيناً بيننا
قد ترحلت وخلفتكم
…
لست أرضى داركم لي وطنا
حي ذي الدار نووم مغرق
…
فإذا مات أطار الوسنا
لا تظنوا الموت موتاً إنه
…
لحياة هي غايات المنى
لا ترعكم هجمة الموت فما
…
هي إلا نقلة من هاهنا
فاخلعوا الأجساد عن أنفسكم
…
تبصروا الحق عياناً بينا
وخذوا في الزاد جهداً لا تنوا
…
ليس بالعاقل منا من ونى
حسنوا الظن برب راحم
…
تشكروا السعي وتأتوا أمنا
ما أرى نفسيي إلا أنتم
…
واعتقادي أنكم أنتم أنا
عنصر الأنفس منا واحد
…
وكذا الجسم جميعاً عمنا
فمتى ما كان خير فلنا
…
ومتى ما كان شر فينا
فارحموني ترحموا أنفسكم
…
وأعلموا أنكم في إثرنا
أسأل الله لنفسي رحمة
…
رحم الله صديقاً أمناً