الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال لي قد جعلت القلب لي وطناً. . . وقد قضيت على الأجفان بالسهد
وكيف تطلب عدلاً والهوى حكم. . . وحكمه قط لم يعدل على أحد
من لي بأغيد لا يرثي لذي شجن. . . وليس يعرف ما يلقاه ذو كمد
ما كنت من قبل إذعاني لسطوته. . . أخال أن الرشا يسطو على الأسد
إن جاء بالوعد لم تصدق مواعده. . . فإن قنعت بزور الوعد لم يعد
شكوته علتي منه فقال: ألا. . . سر للطبيب فما برء الضنا بيدي
فقلت إن شئت برئي أو شفا ألمي. . . فبارتشاف لماك الكوثري جد
وقال:
غرامي فيك جل عن القياس. . . وقد أسقيتنيه بكل كاس
ولا أنسى هواك ولو جفاني. . . عليك أقاربي طراً وناسي
ولا أدري لنفسي من كمال. . . سوى أني لعهدك غير ناس
وقال أبو العباس الجزنائي:
أعلمت ما صنع الفراق. . . غداة جد به الرفاق
ووقفت منهم حيث للنـ. . . ـظرات والدمع اتساق
سبقت مطاياهم فما. . . أبطا بنفسك في السباق
أأطقت حمل صدودهم. . . ألبين خطب لا يطاق
عن ذات عرق (1) اصعدوا. . . أتقول دارهم العراق
ما ضرهم وهم المنى. . . لو وافقوا بعض الوفاق
وتيامنوا عسفان (2) أن. . . يقفوا بمجتمع الرفاق
قالوا تفرقنا غداً. . . فشغلت عن وعد التلاق
عمداً رأوا قتل العميد. . . فكان عيشك في نفاق
أولى بجسمك أن يرق. . . ودمع عينك أن يراق
أما الفؤاد فعندهم. . . دعه ودعوى الاشتياق
اعتاد حب محلهم. . . فرحيب صدرك عنه ضاق
واهاً لسالفة الشباب. . . مضت بأيامي الرقاق
أبقت حرارة لوعة. . . بين الترائب والتراق
لا تنطفي وورودها. . . من ادمعي كأس دهاق
وقال:
يا موحشي والبعد دون لقائه. . . أدعوك عن شحط وإن لم تسمع
يدنيك مني الشوق حتى إنني. . . لأراك رأي العين لولا أدمعي
(1) ذات عرق مكان وهو مهل أهل العراق.
(2)
عسفان قرية على مرحلتين من مكة.