الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وآويت منها إلى جثة. . . فلا شمس فيها ولا زمهريرا
لدى عالم قد حوى عالماً. . . وحبر ضمن خلقا كثيراً
وألحفها من محاسنه. . . بروداً حكت سندسا وحريرا
وأسرجها بسراج الهدى. . . وكم مكثت قبل تحكي قبورا
فلا نجد إلا استطار سناً. . . ولا غور إلا تلألأ نورا
ولا غصن إلا تثنى ارتياحاً. . . ولا طير إلا تغني سرورا
وضاء سناها وضاع شذاها. . . فشمت سناً وشممت عبيرا
إمام الورى بشفيع الورى. . . أصخ لنظامي وكن لي عذيرا
وأسبل عليه برود القبول. . . فلست حبيباً ولست جريرا
وهبني كذاك فمن لي بما. . . أحلي به مجدك المستنيرا
ومن أرهقته خطوب الدنا. . . فكيف يحوك القريض النضيرا
فعذراً لمن خانه دهره. . . وأخنى عليه الزمان مغيرا
ودونك مني سلام كريم. . . يفاوح عرفه روضة مطيرا
والقاضي ابن طاهر الهواري يمدح أبا حفص الفاسي:
طابت بطيب حياتك الأعمار. . . وجرت برفعة قدرك الأقدار
وعلا على الجوزاء أخصمك الذي. . . تصبو إلى قبيلة الأحرار
وسمت بك العلياء فوق منازل. . . من دونها الأفلاك والأدوار
وجلوت في أفق السيادة غرة. . . تعلو لبهجة حسنها الأقمار
وأتت بك الأيام علقا طالما. . . ضئت به فيما مضى الأعصار
سعدت بك الأيام وابتهج الورى. . . ورقت بغرة وجهك الأمصار
وقضى لك الرحمن أنك مخمل. . . جميل ذ كرك من إليه يشار
حلاك بالعلم الشريف فأشرقت. . . بحليك الآفاق والأقطار
أحييت روض فنونهن بعيدما. . . عفت المعالم منه والآثار
وجلوت منه عرائس الفكر التي. . . تختال منها العون والأبكار
وسرت بهمتك المعارف في الورى. . . وجلت بنور فهومك الأسرار
وبدت بحسن بيانك الحكم التي. . . نطقت بها من قبلك الأحبار
لكم التقدم في الورى سواكم. . . يعزى له التقصير والإقصار
هيهات سر الله أودع فيكم. . . والله يفعل كل ما يختار
فلئن تلوت السابقين فإنما. . . أنت الذي تختاره الأنظار
أنشأت إخباري بوصفك مادحاً. . . فزها بك الإنشاء والإخبار
من لي بإحصاء الثناء على أمريء. . . شرفت لحسن مديحه الأشعار
أني لمثلي أن يحيط بوصفه. . . ولو أنه في مدحه مكثار
خذها أبا حفص إليك مديحة. . . من صفو ود لم يشبه غيار
والله جل ثناؤه يوليك من. . . عز المكانة فوق ما تختار
وعليك يا علم الهداة تحية. . . تحكي ذكي نسيها الأزهار
ما رنحت أيدي الصبا قضب الربا. . . وترنمت في أيكها الأطيار