الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رعى الله جيراناً بقرطبة العلا. . . وسقى رباها بالعهاد السواكب
وحيا زماناً بينهم قد ألفته. . . طليق المحيا مستلان الجوانب
أإخواننا بالله فيها تذكروا. . . معاهد جار أو مودة صاحب
غدوت بهم من برهم واحتفائهم. . . كأني في أهلي وبين أقاربي
وقال الأمير أبو الربيع سليمان الموحد:
أقول لركب أدلجوا بسحيرة. . . قفوا ساعة حتى أزور ركابها
وأملأ عيني من محاسن وجهها. . . وأشكو إليها أن أطالت عتابها
فإن هي جادت بالوصال وأنعمت. . . وإلا فحسبي أن رأيت قبابها
وقفت بها أشكو وأسكب عبرة. . . على غير بين ما عرفت انسكابها
فأومت برخص من بنان مخضب. . . وحطت على البدر المنير نقابها
وقالت أيبكي البين من قد أراده. . . ويشكو النوى من قد أثار غرابها
ولما تناءت دارها وتباعدت. . . وعاقت على بعد المزار خطابها
كتبت إليها أشتكي ألم النوى. . . لعلي أرى يوماً إليّ كتابها
وكنت أرى أن الجواب تعلل. . . وقد زاد ما بي إذ رأيت جوابها
وقال أبو حفص ابن عمر:
هم نظروا لواحظها فهاموا. . . وتشرب عقل شاربها المدام
يخاف الناس مقلتها سواها. . . أيذعر قلب حامله الحسام
سما طرفي إليها وهو باك. . . وتحت الشمس ينسكب الغمام
وأذكر قدها فأنوح شوقاً. . . على الأغصان تنتدب الحمام
وأعقب بينها في الصدر غماً. . . إذا اغتربت ذكاء أتى الظلام (1)
وقال:
أغار على الصب من أنبه. . . هو الحب من يطفه ألهبه
نأى القلب عني وشوقي معي. . . فلله أمري ما أعجبه
يحن فؤادي إلى قاتلي. . . كذاك الهوى عند من جربه
ترق شمائل من ذاقه. . . وتلطف شمأل (2) من هذبه
يجود لمسخطه بالرضا. . . ويطلب راحة من أتعبه
إذا شف قلبي غرام الهوى. . . دعا بالنعيم لمن عذبه
وقال:
مشت كالغصن يثنيه النسيم. . . ويعدوه النسيم فيستقيم
لها ردف تعلق في ضعيف. . . وذاك الردف لي ولها ظلوم
(1) ذكاء الشمس.
(2)
الشمأل الريح التي تهب من الشمال والمراد تخف روحه.