الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعليكم من سلامي صيب
…
وسلام الله بدأ وثنى
أبد الدهر إلى يوم يرى
…
بعضنا بعضا لرحب وهنا
ولأبي جعفر بن عطية يكي نفسه حيث نكبه عبد المومن:
أنوح على نفسي أم انتظر الصفحا
…
فقد آن أن تنسى الذنوب وأن تمحى
وها أنا في ليل من السخط حائر
…
ولا أهتدي حتى أرى للرضا صبحا
ولميمون الخطابي يرثي عبد الله بن أبي بكر ابن الجد ويعزي أباه وهو يومئذ وزير إشبيلية وعظيمها وكانت حاضرة الأندلس:
أرجة الصعق يوم النفخ في الصور
…
أم دكة الطور يوم الصعق في الطور
أم هدة الأرض إظهاراً لما زجرت
…
به الخليقة من إيقاع محذور
أم الكواكب في آفاقها انتثرت
…
وباتت الشمس في طي وتكوير
ما للنهار تعرى من ثياب سنا
…
وشابة الليل في أثواب ديجور
قد كان الصبح طرف زانه بلق
…
مقسم الخلق بين الدجن والنور
فما الملم الذي غشى بدهمته
…
أديمه عنبراً من بعد كافور
أصخ لتسمع من أنبائها نبأ
…
يطوي من الأنس فيها كل منشور
وانظر فإن بني عدنان ما حشروا
…
إلا لرزء عظيم القدر مشهور
وافي مع العيد لا عادت مضاضته
…
فشاب سلساله الأصفى بتكدير
واعتام داراً لها في السبق جمهرة
…
من المفاخر أزرت بالجماهير
رمى قريشاً فأصمى سهم حادثه
…
أبناء فهر بتوفيق المقادير
فخانها الجد في ابن الجد يوم قضى
…
وأثر الخطب فيها أي تأثير
لله والمجد ما أبقاه من أثر
…
أخرى الليالي بطيب الذكر مأثور
نوارة عند ما راقت بدوحتها
…
أهوت إلى الترب من بين النواوير
جار الذبول عليها عندما ملأت
…
معاطس الدهر من طيب وتعطير
وسيف بأس لكسر الخطب أغمده
…
صرف الحوادث فيها بعد تكسير
قضى فرافق شهر الصوم مرتحلاً
…
ووافق الشهر في فضل وتطهير
واختاره خاطب الخطب الملم به
…
للصهر كفؤاً فأمضى العقد للحور
فسار للحين مسروراً وخلفنا
…
للحزن فأعجب لمحزون بمسرور
ناديت يا حادي الأحزان يوم حدا
…
أظعان قلبي رفقاً بالقوارير
فالوجد والدمع من حزن قد اقتسما
…
قلبي وجفني بمنظوم ومنثور
فالقلب بالغيظ في تصعيد مستعر
…
والجفن بالفيض في تصويب ممطور
وسائق الخطب يشدو الحاملين له
…
يسوقهم سوق حادي العير للعير
وللملائك في آفاقها زجل
…
قد شفعته بتهليل وتكبير
ثني المصاب على شيخ الجزيرة في
…
عهد وحل وتقديم وتأخير
ذاق الرزايا على مقدار منصبه
…
والابتلاء على قدر المقادير
إن كان فرق شمل الأنس منه فكم
…
أولاه للجد من جمع وتوفير
يا دهر حملته وقع الخطوب ولم
…
تزل تنفذ عنه كل مأمور
أردت بالصبر منه أن تقيم لنا
…
برهان تقديمه للخير والخير
يا عامر الثرب كم خلفت من كبد
…
ومن فؤاد بثاوي الحزن معمور
لو كنت تحمي وتفدى للعلا ابتدرت
…
آلافها بالقنى أو بالقناطير (1)
وإنما الموت حكم ليس يدخله
…
نسخ لخلق وعدل دون تجوير
يقضي على الأسد في الآجام حاكمه
…
وفي الكناس على البيض اليعافير
ويمتطي الشهب في شم الجبال كما
…
في الوكر يعتام أفراخ العصافير
أعظم بآيته من آية عظمت
…
فليس تدرك في حال تفسير
فسلم الأمر فالأقدار قد نفذت
…
وكل شيء بتدبير وتقدير
ما فقر ذي الفقر عن جهل وعن كسل
…
ولا غنى المرء عن كيس وتشمير
ولا الحمام بنقص في المزاج ولا
…
ضعف الطبيعة عن أسباب تدبير
فكم صحيح قضى فيها بلا مرض
…
كم مريض أقامته لتعمير
* * *
فأسمع بقلبك فالأشياء ناطقة
…
وألسن الحال تغني كل نحرير
مقدمات الليالي طالما فضحت
…
نتائج الغدر منها كل مغرور
جمع السلامة معدوم الوجود بها
…
فكم بها للردى من جمع تكسير
(1) القنا جميع قناة وهي الرمح والقناطير المال الكبير مع قنطار.
والكون طرس وهذا الخلق أحرفه
…
والحرف ما بين ممحو ومبتور
والدهر يعرب والأفعال يظهرها
…
طوعاً ويعجم منها كل مسطور
وإنما الخلق أسماء تعاورها
…
إعرابه بين مرفوع ومجرور
وكلهم في مدى الأعمار تحسبهم
…
كحالها بين ممدود ومقصور
والموت مثل عروضي قطع من
…
أبياتهم كل موزون ومكسور
يا من يؤمل أن يبقى وقد نفضت
…
أيدي المقادير من إبرام تقدير
هذي الحقيقة لا ما حدثتك به
…
آمال نفسك عن دنياك من زور
لا تخدعنك الليالي إن فتنتها
…
كادت فكادت ترينا كل محذور
كم باكرت بعبوس الخطب من ملك
…
قد كان بالبشر وضاح الأسارير
سائل بكسرى مليك الفرس هل تركت
…
له المنايا جناحاً غير مكسور
وأنزل بصنعاء في قصر ابن ذي يزن
…
تلمم بقسر على الأغيار مقصور
وأعبر على حيرة النعامن معتبراً
…
تعبر بأطلال نعمى ذات تغيير
وأين من كان سجن الجن في يده
…
والإنس والجن في قهر وتسخير
وأين مخترق الدنيا بعزمته
…
يطوي البلاد معاً طي الطوامير (1)
بادوا فليس بها باد يحس به
…
منهم وأفناهم ريب الدهارير
* * *
(1) جمع طومار وهي الصحيفة.