الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما بين آساد يهيج زئيرها. . . وأساود يسلي لهن صفير
ودحت من الأنهار أرض زجاجة. . . وأظلها فلك يضيء منير
راقت فمن حصبائها وفواقع. . . تطفو عليها اللؤلؤ المنثور
يا حسنه من مصنع فبهاؤه. . . باهي نجوم الأفق وهي تنور
وكأنما زهر الرياض بجنبه. . . حيث التفت كواكب وبدور
ولدسته الأسمى تخير رصفه. . . فخر الورى وإمامها المنصور
ولأبي الحسن الشامي في النعل النبوية الكريمة وأشار إلى كتاب المقري أزهار الرياض بأخبار عياض وقد رسم فيه مثال النعل الشريف بماء الذهب واللازورد:
دعوا شفة المشتاق من سقمها تشفى
…
وترشف من أسآر ترب الهدي رشفا
وتلثم نعلاً للنبي كريمة. . . بها الدهر يستسقى الغمام ويستشفى
ولا تصرفوها عن هواها وسؤلها. . . بعدلكم فالعدل يمنعها الصرفا
ولا تعتبوها فالعتاب يزيدها. . . هياماً ويسقيها مدام الهوى صرفا
جفتها بكتم الدمع بخلاً جفونها. . . فمن لامها في اللثم فهو لها أجفى
لئن حجبت بالبعد عنهم فهذه. . . مكارمهم لم تبق ستراً ولا سجفا
وإن كان ذاك الخيف ملفى وصالهم
فها نفحة الإفضال قربت الملفى
فحركت الأشواق منا لروضة. . . أباح لنا الإسعاد من زهرها قطفا
زماناً به موصولنا نال عائداً
وأكد نعت الوصل من نحوهم عطفا
تولى كمثل الطيف إن زار في الكرى
وإلا كمثل البرق إن سارع الخطفا
كأنا وما كنا نجوب منازلاً. . . يود بها المشتاق لو راهق الحتفا
ولم تبصر الأبصار منها محاسناً. . . ولم تسمع الآذان من ذكرها هتفا
كذاك الليالي لم تحل عن طباعها
متى واصلت يوماً تصل قطعها ألفا
فلا عيش لي أرجوه من بعد بعدهم
وهيهات يرجو العيش من فارق الإلفا
* * *
أيا من نأت عنه ديار أحبة
فمن بعدهم مثلي على الهلك قد أشفى
لئن فاتنا وصل بمنزل خيفهم. . . فها نفحة من عرفهم للحشا أشفى
وهاذيك أنفاس الرياض تنفست. . . برياهم فاستشفين بها تشفى
وقل للألي هاموا اشتياقاً لبانهم. . . هلموا لعرف البان نستنشق العرفا
فصفحة هذا الطرس أبدت نعالهم. . . وصارت له ظرفاً فيا حسنه ظرفا
تعالوا نغالي في مديح علائها. . . فرب غلو لم يعب ربه عرفا
ولله قوم في هواها تنافسوا. . . وقد غرفوا من بحر أمداحها غرفا
وإنا وإن كنا على الكل لم نطق
نحاول بعض البعض من بعض ما يلفى
لئن قبلوا ألفاً نزد نحن بعدهم
على الألف ما يستغرق الفرد والألفا
وإن وصفوا واستغرقوا الوصف حسبنا
نجيل بروض الحسن من وصفهم طرفا
ونقبس من آثارهم قدر وسعنا. . . ونركض في مضمار آثارهم طرفا
* * *
أناديك يا خير البرية كلها. . . نداء عبيد يرتجي العفو واللطفا
وإني محق في هوى حبك الذي. . . يفل جيوش الهم إن أقبلت زحفا
وما أنا فيه بالذي قال هازلاً (1). . . (أليلتنا إذ أرسلت وارداً وحفا)
(1) هو ابن هانئ الأندلسي وقد ضمن الناظم مطلع قصيدته.