الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وللعلامة الطيب بن صالح الغماري الرزيني في السلطان مولاي سليمان العلوي:
كم بالصريمة (1) من جذيل (2) عبقري. . . يفري فلا يلوى على متعذر
قذفت به قذف النوى قلب الفلا. . . متعجراً (3) ثوب الظلام الأعجر
فرداً كسيف بل كسهم قد هفا. . . ريش الزماع به إلى مستنفر
يضحي مع الكدري ويمسي تارة. . . ضيفا لسرحان الفيافي المقفر
في الليلة الظلماء يعتسف الفضا. . . وكأنما يمشي بليل مقمر
يرمي بهمته مخاطر دونها. . . همم الزمان لغيره لم تخطر
ليوم مولانا سليمان الذي. . . قال السماح عليه أثني خنصري
هو في ملوك الأرض غير مدافع. . . فيهم بمنزل مقلة من محجر
علماً وحلماً في مقام تحكم. . . وشمائلاً تزكو بطيب العنصر
ما إن يرى إلا بصهوة سابح. . يمشي العرضنة (4) أو بصهوة منبر
لم يخل من ضرب الجيوش ببعضها. . . إلا لدقة مصحف أو دفتر
وإذا استراح الناس في دعة لهم. . . لم يخل منهم في الجهاد الأكبر
(1)) اسم مكان.
(2)
) من قولهم هو جذيلها المحكك أي الملتجأ إليه في الأمور.
(3)
) أي مشتملاً.
(4)
) هي مشية فيها نشاط.
وتراه يستقصي وكان وظيف من. . . ندريه بين مقصر أو مقصر
ما زال يعتد العتاد مشمراً. . . من حزمه للحادث المتنمر
تلقاه يوم الروع فوق مطهم. . . يختال بين أسنة وسنور (1)
متقلداً سيف الحماسة سافراً. . . لكنه من بأسه في مغفر
والخط قد طافت به خرصانها. . . من كل أسمر ذابل متأطر
والخيل تمرح في الأعنة شزباً. . . يعثرن في قصد (2) القنا المتكسر
حتى إذا أعتجر العوالي والظبا. . . والشمس جللها دخان العثير (3)
وأسنة المران في أرجائه. . . كالشهب تلمع في خلال كنهور (4)
وبدا أمير المؤمنين بمقنب. . . زجل كليث في الهياج غضنفر
عاذت رعيته به وتأنقت. . . من عدله في ظل عيش أخضر
ما كاد يسرحان الفلا من عدله. . . يعدو بظبي بالصريمة أعفر
ألقوا بإقليد الأمور وأصبحوا. . . يردون ماء الأمن غير مكدر
يهدون من نشر الثناء له شذاً. . . وكأنما فتقوا لطائم (5) عنبر
(1)) أي سلاح.
(2)
) جمع قصدة وهي القطعة.
(3)
) أي العجاج.
(4)
) الكنهور: السحاب المتراكم.
(5)
) جمع لطيمة وهي نفيجة المسك.