الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكل إلى الله كل الأمر واغن به. . . عمن سواه فإن الله خير ولي
ولابن الونان من قصيدته الشمقمقية التي مدح فيها السلطان محمد بن عبدالله وقد ألغينا هذه الصفة العرضية واعتبرناها كما هي قصيدة أدبية ولم نطول بشرح غريبها وتفسير إشاراتها إلا ما خف اعتماداً على قرب ذلك من تناول القارئ بسبب الرجوع إلى شروحها العديدة
(1):
مهلا على رسلك حادي الأينق. . . رلا تكلفها بما لم تطق
فطالما كلفتها وسقتها. . . سوق فتى من حالها لم يشفق
ولم تزل ترمي بها يد النوى. . . بكل فج وفلاة سملق
وما أئتلت تذرع كل فدفد. . . أذرعها وكل قاع قرق
وكل أبطح وأجرع وجزع. . . وصريمة وكل أبرق
مجاهل تحار فيهن القطا. . . لا دمنة لا رسم دار قد بقي
ولم تزل تقطع جلباب الدجى. . . يجلم اليد (2) وسيف العنق
فما استراحت من عبور جعفر (3). . . ومن صعود بصعيد زلق
إلا وفي خضخاض دمع عينيها. . . خاضت وغابت بسراب مطبق
(1) ولنا عليها شرح مختصر طبع مراراً.
(2)
أي بأيديها الشبيهة بالجلم وهو المقراض.
(3)
أي نهر.
كأنما رقراقه بحر طمى. . . والنوق أمواج عليه ترتقي
وكل هودج على أقتابها. . . مثل سفين ماخر أو زورق
مرت بها هوج الرياح فهي في. . . تفرق حيناً وحينا تلتقي
وكم بسوط البغي سقت سوقها. . . سوق المعنف الذي لم يتق
حتى غدت خوصاً عجافاً ضمراً. . . أعناقها تشكو طويل العنق (1)
مرثومة الأيدي شكت فرط الوجا. . . لكنها تشكو لغير مشفق
من بعد ما كانت هنيدة غدت. . . أكثر من ذود ودون شنق (2)
وإن تماديت على إتعابها. . . ولم تكن منتهياً عن رهق
فسوف تعروك على إتلافها. . . ندامة العسكي والفرزدق
وكنت قد عوضت عن أخفافها. . . خفي حنين ظافراً بالأنق
لأنت أظلم من ابن ظالم. . . إن كنت من بعد بها لم ترفق
رفقاً بها قد بلغ السيل الزبي. . . واتسع الخرق على المرتق
وهب لأيديهن أيداً ولها. . . متناً متيناً ما خلا عن مصدق
فما لظغن حملت من مرة. . . بظعن أودى بها في الغسق (3)
(1) العنق نوع من السير فسيح.
(2)
الهنيدة مائة من الابل والذود ما بين ثلاث وعشر، والشنق ما بين عشر إلى عشرين.
(3)
الظعن جمع ظعينة وهي المرأة الظاعنة والظعن بالفتح السفر.
أسأت للعيد وللنوق ولي. . . إساءة بتوبة لم تمحق
لو لم يكن بحب حلم أحتف. . . والمنقري قلبي ذا تعلق
حملت رأسك على شبا القنا. . . مروعاً به حداة الأيق
فسق فلا نعم عوفك ولا. . . أمن خوفك ولا تدر نفق
ودع يسوق بعضها بعضاً فقد. . . دنا ولوجها بوعر ضيق
ولتتخذني رائداً فإنني. . . ذو خبرة بمبهمات (1) الطرق
إن غرثت علفتها ولو يما. . . جمعته من ذهب وورق
أو صديت أوردتها من أدمعي. . . نهر الأبلة ونهر جلق
* * *
رفقاً بها شفيعها هوادج. . . غدت سماء كل بدر شرق
من كل غيداء عروب بضة. . . رعبوبة عيطاء ذات رونق
خريدة ممسودة رقراقة. . . وهنانة بهنانة المعتنق
وقل لربات الهوادج انجلين آمنات فزع وفرق
فإنني أشجع من ربيعة. . . حامي الظعينة لدي وقت اللقى
فربما يبدو إذا برزن لي. . . ريم إليه طار بي تشوقي
لبنى وما أدراك ما لبني بها. . . عرفت صبا مغرماً ذا قلق
(1) أي لا تمش سريعاً.
تسبي بثغر أشنب ومرشف. . . قد ارتوى من قرقف معتق
وناعم مهيكل وفاحم. . . مرجل وحاجب مرقق
وعقب محجل ومعصم. . . مسور وعنق مطوق
ومقلة ترمي بقوس حاجب. . . لاحظها بسمها المفوق
تمتع مس جسمها لثوبها. . . ثلاثة مثل الأثافي في الزقي
حقان من عاج وقعب فضة. . . من ظاهر وباطن كالشفق
وزاد مسك الخال ورد خدها. . . حسناً وقد عم بطيب عبق
وقبلت أقدامها دوائب. . . سود كقلب العاشق المحترق
كم أودعت في مقلتي من سهر. . . وأضرمت في مهجتي من حرق
ولا يزال في رياض حسنها. . . يسرح فكري ويجول رمقي
ولا تسل عما أبث من جوى. . . . وما تريق من دموع حدقي
يوم اشتكى كل بما في قلبه. . . لحبه بطرفه بما لقي
ما عذر من يشكو الجوى لمن جفا. . . وهو لدمع عينه لم يرق
آه على ذكر ليال سلفت. . . لي معها كالبارقي المؤتلق
في معهد (1) كنا به كنخلتي. . . حلوان (2) في وصل بلا تفرق
(1) المعهد المكان لا يزال القوم يتعاهدونه.
(2)
هما نخلتان كانتا بقرب مدينة حلوان يضرب بهما المثل في طول الصحية.
نلنا به ما نشتهي من لذة. . . ودعة في ظل عيش دغفق
أزمان كان السعد في مساعداً. . . ومقلة الرقيب ذات بخق (1)
واليوم قد صار سلام عزة. . . يقنع من لبى إذا لم نلتق
* * *
والله لو حلت ديار قومها. . . واحتجبت عني بباب مغلق
لزرتها والليل جون حالك. . . وجفنها لم يكتحل بأرق
مع ثلاثة تقي صاحبها. . . ما لم تكن نون الوقاية تقي
سيف كصمصامة عمرو باتر. . . لا يتقي بيلب ودرق
وبين جنبي فؤاد ابن أبي. . . صفرة قاطع قرا لين الأزرق
وفرس كداحس أو لاحق. . . يوم الرهان شأوه لم يلحق
تقدح نيران الحباحب حراً. . . فره عند خبب وطلق
كالريح في هبوبه والسمع (2). . . وثوبه وكالمها في فشق (3)
به أجوس في خلال دارها. . . وأثني كالبارق المؤتلق
فإن تلك الزبا دخلت قصرها. . . وكقصير سقتها للنفق
(1) أي عور.
(2)
هو ولد الذئب مع الضبع.
(3)
أي نشاط ومرح.
ومن حماها ككليب فله. . . حساس رمح راصد بالطرق
لا بد لي منها وإن تحصنت. . . بالأبلق الفرد وبالخورنق
لا بد لي منها وإن عثرت. . . في ذيل الحسام والسنان الأزرق
فإن ظفرت بالمنى من وصلها. . . بالغت في صيانة العرض النقي
وإن بقيت مثل ما كنت فلا. . . زلت بغيض مضجعي ونمرقي
أشن كل غارة شعوا على. . . من يحمها في مقنب أو فيلق
وفي خميس من خيار يعرب. . . ذوي رماح وخيول سبق
من أسرتي بني ملوك فهم. . . أطوع لي من ساعدي ومرفقي
سل ابن خلدون علينا فلنا. . . بيمن مآثر لم تمحق
وسل سليمان الكلاعي (1) كم لنا. . . من خبر يخبر وخندق
ويوم بدر وحنين وتبو. . . ك والسويق وبني المصطلق
بهم فخرت ثم راد مفخري. . . بأدبي الغض وحسن منطقي
وزان علمي أدبي فلن ترى. . . من شعره كشعري المتمق
فإن مدحت فمديحي يشتفي. . . به كمثل العسل المروق
وإن هجوت فهجائي كالشجي. . . يقف في الحلق ومثل الشرق
فبشرن ذاك الحسود أنه. . . يظفر في بحر الهجا بالغرق
(1) هو عالم مشهور من مؤلفي السير له كتاب الاكتفا في سيرة المصطفى.
وقل له إذا اشتكى من دنس. . . أنت الذي سلكت نهج الزلق
وفقت في الجرأة خاصي أسد. . . فمت بغيظك وبالريق أشرق
وما الذي دعاك يا خب إلى. . . ذا الأفعوان ذي اللسان الفرق (1)
نطقت بالزور أما كنت تعي. . . أن البلا موكل بالمنطق
ولم تخف من شاعر مهما انتضي. . . سيف الهجا فرى حبال العنق
فلتق نفسك بكفك ولا. . . تسم فصيح النطق بالتمشدق
فذاك خير لك واستمع إلى. . . نصح الحكيم الماهر المدقق
فكن مهذب الطباع حافظاً. . . لحكم وأدب مفترق
وعاشر الناس بخلق حسن. . . تحمد عليه زمن التفرق
ولا صاحب من يرى لنفسه. . . فضلاً بلا فضل وغير المتقي
وكل من ليس له عليك من. . . فضل فلا تطمعه بالتملق
وفوقن سهم النميري لمن. . . لطرق العلياء لم يوفق
وأفعل بمن تراب منه مثل فعـ. . . ـل المتلمس اللبيب الحذق
القى الصحيفة بنهر حيرة (2). . . وقال يا بن هند أرعد وأبرق
ولا تعد بوعد عرقوب أخاً. . . وفة وفاء سموأل (3) بالأبلق
(1) أي الفريق والفرق في لسان الحيات معروف.
(2)
الحيرة بأل وأسقطها الشاعر ضرورة، مدينة.
(3)
السموأل بأل وأسقطها الشاعر ضرورة أيضاً.
شح بأذرع امرئ القيس وقد. . . ترك نجله غسيل العلق
ومثل جار لأبي دؤاد لا. . . تطمع به إن لم تكن بالأحمق
وأحمد جليساً لا تخاف شره. . . وكابن شور لن ترى من مطرق
ونم كنوم الفهد أو عبود عن. . . عيب الورى والظن لا تحقق
ولتك أبصر من الهدهد والزر. . . قا بعيب نفسك المحقق
وكن كمثل واسطي غفلة. . . عن شتم ضارع وعتب سقق (1)
واعد على رجلي سليك هارباً. . . من قرب كل خنبق وسهوق (2)
وكن نديم الفرقدين تنج من. . . منقص ومن طرو الرنق
وكن كعقرب وضب مع من. . . عليك قلبه امتلأ بالحنق
تُمَّث لا تعجل وكن أبطأ من. . . غراب نوح أو كفند الموسقي
مضى لنار طالباً بعد عام. . . جآ بها يسب فرط القلق
وخذ بثارك وكن كمن أتى. . . بالجيش خلف شجر ذي ورق
وانتهز الفرصة مثل بيهس. . . وبالمدى لحم العداة شرق
وكابن قيس يهم كن مولماً. . . وليمة شهيرة كالفتق
(1) الضارع الذليل والسقي المغتاب.
(2)
الخنبق البخيل والسهوق الكذاب.
يوم ملاكه بأم فروة. . . عرقب كل ذات أربع لقي
ولا تدع وإن قدرت حيلة. . . فهي أجل عسكر مدهدق
إن كان في سفك دم العدا الشفا. . . سفك دم البريء غير أليق
ولا تحارب ساقط القدر فكم. . . من شاهة قد غلبت ببيذق
وكم حبارى أمها صقر فلم. . . يظفر بغير حتفه بالذرق
وكم عيون لأسود دميت. . . بالعض من بعوضها الملتصق
والخلد قد مزق أقوام سبا. . . وهد سداً محكم التأنق
ولا تنقص أحداً فكلنا. . . من رجل وأصلنا من علق
لا تلزم المرء عيوب أصله. . . فالمسك أصله دم في العنق
والخمر مهما طهرت فبينها. . . وبين أصلها بحكم فرق
ولا تؤيس طامعاً في رتبة. . . لمثلها نظيره لم يلحق
فالزرد يوم الغار لم يثبت له. . . فضل وكان الفضل للخدرنق (1)
وقوس حاجب برهنها لدى. . . كسرى اطمأن قلبه مما لقي
لا تغش دار الظلم واعلم أنها. . . أخرب من جوف حمار خلق
ولا تبع عرضك بيعة أبي. . . غبشان بيع الغبن والتبلصق (2)
(1) أي العنكبوت.
(2)
أي الخديعة.
باع السدانة قصياً آخذاً. . . عوضهاً نحياً من أم زنبق (1)
ولا تكن كأشعب فربما. . . تلحق يوماً وافد المحرق
ولا تكن كواو عمرو زائداً. . . في القوم أو كمثل نون ملحق
لا ترجون صفواً بغير كدر. . . فذا لعمر الله لم يتفق
لا تكتم الحق وقله معلناً. . . فهو جمال صوتك الصهصلق
وصح به شبه شبيب وأبي. . . عروة والعباس عند الزعق
لا تأمن الدهر فإن خطبه. . . أرشق نبلاً من رماة الحدق
لا تنس من دنياك حظاً والى كالطلقاني (2) والخصيب انطلق
واعضل كهمام بنات فكرة. . . ضنا بها عن غير فحل مغرق
كي لا تقول بلسان حالها. . . مقال هند ألق من لم يلق
وسل مهور كندة إن تهدها. . . لذي ندىً كالبحر في تدفق
لا تهج من لم يعط واهج من أتى. . . إلى السراب بالدلاء يستقي
وعد لما عودت من بذل اللها. . . فالعود أحمد لكل مملق
ولا تعد لحرب مَنْ مَنَّ ولو. . . مَنَّ (3) فما غل يداً كمطلق
(1) من كنى الخمر.
(2)
هو الصاحب بن عباد.
(3)
أي الذي أعطى ولو أتبع العطاء بالمن.
والعود يختار على من كان كالـ. . . ـمختار أو من كان ذا تزندق
والصمت حصن للفتى من الردى. . . وقل من شر لسانه وقي
وإن وجدت للكلام موضعاً. . . فكن عراراً فيه أو كالأشدق
لا تبخلن برد ما استعرته. . . كضابئ فالبخل شر موبق
شح برد كلب صيد وهجا. . . أربابه ظلماً فلم يصدق
ومات في سجن ابن عفان كما. . . قضى الإله ميتة المحزرق (1)
ونجله من أجلِه أجَلُه. . . من سطوة الحجاج لم يكن وقي
واسترعن الحساد كل نعمة. . . كم فاضل بكأس مكرهم سقي
فصاعد على مديح وردة. . . أصبح منحطاً بقول سهوق
وافخر كفخر خالد بالعير والنـ. . . ـفير لا بحلة من سرق
واتخذ الصبر دلاصاً سابغاً. . . وبمجن عمر لا تتق
وإن حملت راية الأمر فكن. . . كجعفر أو دع ولا تستبق
قد قطعت يداه يوم موتة. . . ولم يدعها لكمي سوحق (2)
لكنه احتضنها لحبها. . . فيا له من سيد موفق
وكن إذا استنجدت مثل من غزا. . . أرض العدا بكل طرف أبلق (3)
(1) هو المحبوس المضيق عليه.
(2)
السوحق: الطويل.
(3)
يشير إلى غزو المعتصم لأرض الروم بالخيل البلق وفتحه لعمورية.
وسم عدو الدين بالخسف وكن. . . مثل أبي يوسف ذي التخبق (1)
رد كتاب من دعاه للوغى. . . منهم ممزقاً لفرط الحنق
وقال إني لا أجيب بسوى. . . جيش عرمرم وخيل دلق
وضرب الفسطاط في الحين وقد. . . أحاط جيشه بهم كالشوذق
وكان ما قد أبصروا من بأسه. . . أبلغ من جوابه المشبرق
يا صاح واشغل فسحة العمر بما. . . يعني وزر غبا رسوم العيهق (2)
وابك على ذنب وقلب قد قسا. . . كالصخر من هواه لم يستفق
بمقلة كمقلة الخنساء إذ. . . بكت على صخر بلا ترفق
أو كبكا فارعة على الوليـ. . . ـد وبكاء خندف وخرنق
أو كن متمماً بكا متمم. . . على الذنوب وارج عفو معتق
وكن خميص البطن من زاد الربا. . . وخمرة التقوى اصطبح واغتبق
وحصل العلم وزنه بالتقى. . . وسائر الأوقات فيه استغرق
وليك قلبك له افرغ من. . . حجام ساباط ومن لم يعشق
ولا تكن من قوم موسى واصطبر. . . لكده وللملال طلق
فالعلم في الدنيا وفي الأخرى له. . . فضل فبشر حزبه شراً وقي
واعن بقول الشعر فالشعر كما. . . لٌ للفتى إن به لم يرتزق
(1) أي الترفع ويريد به يعقوب المنصور الموحدي.
(2)
أي اللهو.