الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس
ديموغرافية المورسكيين وحياتهم الاجتماعية
6/ 1 - ديموغرافية المورسكيين:
يجد الباحث صعوبة في إحصاء عدد المورسكيين عند محاولته للتعرف على من هو المورسكي في إسبانيا القرن السادس عشر. فمعظم الأندلسيين الذين أجبروا على التنصير أظهروا التنصر تقية واحتفظوا بالإسلام سرًّا وتنظموا للدفاع عنه ولتعليمه لأبنائهم. وأدى هذا الوضع إلى عدم ثقة النصارى القدامى في كل المتنصرين قهرًا، حتى في الأقلية الصغيرة منهم التي أخلصت للنصرانية. وشرعت الحكومة الإسبانية لمقاومة الأندلسيين مفهومًا عنصريًّا غريبًا، هو نقاوة الدم النصراني. ويعني ذلك أن كل من تنسل من أجداد مسلمين يعد دمه غير نقي، ويصبح بذلك مشكوكًا في ولائه للدين النصراني والدولة الإسبانية، فيبعد عن مسؤوليات الدولة. وهذا ما حدث فعلاً لعدة شخصيات اشتهرت في التاريخ الثقافي والفكري الإسباني، كسرفانتس، مؤلف قصة دون كيشوطي. ومن جهة أخرى، لم يكن المورسكيون مجموعة عرقية مختلفة عن النصارى. فكلاهما من عرق واحد، ولا يمكن التعرف على المورسكيين إلا باختلاف اللباس والعادات، بينما معظم نصارى الأندلس آنذاك كانوا من أصول إسلامية وهذا ما يجعل تقدير عدد المورسكيين صعبًا، عدا في مملكتي بلنسية وأراغون القديمة حيث كانوا منظمين في جماعات محددة المعالم، ولم يكونوا أول الأمر مضطهدين بمستوى اضطهاد أهل الأندلس في الجنوب.
سندرس أولاً ديموغرافية مسلمي مملكة أراغون بمناطقها الثلاثة: مملكة بلنسية،
ومملكة أراغون القديمة، وقطلونية.
أما مملكة بلنسية، فقد طرد منها عدد من المسلمين عدة مرات منذ احتلالها في القرن الثالث عشر الميلادي، كما هاجرت منها أعداد كبيرة من المسلمين عبر القرون.
ورغم ذلك، بقي في مملكة بلنسية عدد كبير منهم كمدجنين بينما تنصرت أعداد أخرى، طمعًا أو قهرًا. وفي سنة 1510 م، كان عدد سكان مملكة بلنسية حوالي 273.000 شخص، وأصبح عددهم سنة 1550 م حوالي 432.000 نسمة موزعين على 84.504 بيت، من بينهم حوالي 159.000 مورسكيًّا موزعين على 31.515 بيت. أي أن نسبة المورسكيين من مجموع سكان مملكة بلنسية كانت سنة 1550 م تعادل حوالي 37.6 في المائة.
وفي سنة 1600 م، قدر عدد سكان مملكة بلنسية بحوالي 509.000 نسمة يسكنون 101.792 بيتًا، منهم حوالي 140.000 مورسكيًّا يسكنون 28.071 بيتًا، وبهذا نزلت نسبة المورسكيين من مجموع السكان في ظرف أربعين سنة إلى 27.7 في المائة. لكن الأرقام التي قدمت عن عدد المورسكيين سنة 1600 م ليست موثوقة، إذ ذكر المؤرخون النصارى المعاصرون "بأن السكان المورسكيين في بلنسية أصبح يتزايد عددهم بطريقة مهولة لدرجة أن الكورتس (مجلس الدولة) أمر في أوائل القرن السابع عشر عدم إحصاء عددهم لكي لا يعرفوا مدى قوتهم العددية". بل قدرت نسبة زيادة مسلمي مملكة بلنسية بحوالي 69.7 في المائة في الحقبة بين سنتي 1563 م و 1609 م، بينما قدرت نسبة زيادة النصارى في نفس الحقبة بحوالي 44.7 في المائة فقط. وإذا اعتبرنا عدد المورسكيين المنشور في مملكة بلنسية سنة 1550 م قريبًا من الواقع وطبقنا عليه نسبة زيادة المورسكيين المذكورة، وجدنا أن عدد المورسكيين المحتمل في مملكة بلنسية يعادل حوالي 280.000 مورسكيًّا سنة 1600 م، ويمكن تقدير من هاجر منهم إلى البلاد الإسلامية في نفس الحقبة بحوالي 80.000 مورسكيًّا. فيكون إذن عدد المورسكيين المقيمين في مملكة بلنسية سنة 1600 م حوالي 200.000 مورسكيًّا، أي ما يعادل حوالي 40 في المائة من مجموع سكانها. وهذا ما يفسر رعب السلطات الكنسية والحكومية من تزايدهم.
ويقدر عدد سكان مملكة بلنسية سنة 1609 م، باعتبار الزيادة الطبيعية، بحوالي 580.000 نسمة، منهم حوالي 230.000 مورسكيًّا. وقد قدرنا عدد من طرد منهم سنة 1609 م، وما قبلها مباشرة، بحوالي 130.000 مورسكيًّا، بينما قتل منهم في مقاومتهم لهذا الطرد حوالي 10.000 مورسكيًّا، فيكون المجموع حوالي 140.000
مورسكيًّا. لذا يمكن تقدير من بقي من المورسكيين في مملكة بلنسية بعد الطرد بحوالي 90.000 شخص. أي أن عدد سكان مملكة بلنسية نزل بسبب طرد ربع سكانها في بضعة شهور، من 580.000 نسمة إلى 440.000 نسمة، خمسهم ممن تبقى من المورسكيين، الأطفال والمستعبدين والمخفيين والهاربين، في حالة يرثى لها من الفقر والقهر والتشتيت بعد أن قضي على تنظيمهم وزعمائهم، طردًا وقتلاً. فمن المورسكيين المتخلفين من اندمج في السكان النصارى، ومنهم من التحق بقبائل الغجر، ولم يبق لهم اليوم من الإسلام إلا ذكراه والحنين إليه.
وكان مسلمو مملكة بلنسية يقطنون بنسب كبيرة في المناطق الجبلية، إذ طرد معظمهم من المدن والسهول، عدا منطقة شاطبة، بعد احتلال البلاد في القرن الثالث عشر الميلادي. وكان معظم المسلمين يعيشون في قرى صغيرة تحت سيادة نبلاء مدنيين، وأقلهم تحت سيادة الكنيسة الكاثوليكية. وأظهر إحصاء سنة 1550 م أنهم كانوا يقطنون في 450 قرية إسلامية، أكبرها بونيول (3.800 نسمة) في مقاطعة بلنسية، والدا (3.500 نسمة) في مقاطعة لقنت، وآسب (2850 نسمة) جنوب الدا في مقاطعة لقنت كذلك. وكان عدد سكان مدينة بلنسية حوالي 50.000 نسمة، لم يكن منهم سوى عدد قليل من المسلمين.
أما مملكة أراغون القديمة، فقد طرد عند احتلالها المسلمون من مدنها الكبرى، وهاجر عدد كبير منهم إلى الأراضي الإسلامية، بينما بقيت أعداد أخرى في السهول الزراعية، خاصة حول نهر ابرة. وعلى عكس مملكة بلنسية، كانت نسبة المسلمين في أراغون القديمة مرتفعة في السهول ومنخفضة في الجبال. وكان "معظم سكان القرى في المنطقة التي تكون ولاية سرقسطة اليوم مسلمين" عند احتلال النصارى للثغر الأعلى. وفي سنة 1495 م، أظهر أول إحصاء أجري في مملكة أراغون القديمة أن عدد سكانها 200.000 نسمة، من بينهم حوالي 50.000 مسلم، أي ربع مجموع سكانها. وفي سنة 1575 م، أصبح عدد المورسكيين في أراغون القديمة يقارب 54.000 مورسكي يقطنون في 10.825 بيت. وفي سنة 1593 م، وصل مجموع سكان مملكة أراغون القديمة إلى 302.000 نسمة، من بينهم حوالي 84.000 مورسكي يعيشون في 16.865 بيت، أي ما يعادل حوالي 28 في المائة من مجموع السكان. وفي إحصاء سنة 1603 م، نزل عدد المورسكيين إلى 71.000 مورسكي فقط، يقطنون في 14.109 بيت، من مجموع 332.000 نسمة،. يقطنون في 66.547
بيت. أي أن نسبة المورسكيين من مجموع سكان مملكة أراغون القديمة نزلت سنة 1603 م إلى حوالي 21 في المائة.
وكما ذكرنا بالنسبة لمملكة بلنسية، فهناك أسباب وجيهة للشك في صحة هذه الأرقام الأخيرة، والاعتقاد بأنها أقل من الواقع. إذ وجد أن عدد المعمدين في مملكة أراغون القديمة في الفترة ما بين سنتي 1590 م و 1609 م، أي قبل طرد
المورسكيين، يساوي 3.05 طفل لكل زوجين، وأصبح يساوي 2.94 طفل لكل زوجين في الفترة ما بين سنتي 1610 م و 1650 م، أي بعد الطرد. فإذا فرضنا أن الفرق بين الرقمين يعود إلى إخراج المورسكيين، نجد أنه يولد لكل زوجين مورسكيين 3.51 من الأطفال، ولكل زوجين نصرانيين 2.94 من الأطفال، أي أن نسبة زيادة المسلمين كانت أعلى من نسبة زيادة النصارى بحوالي 16 في المائة.
وباعتبار نسبة التزايد هذه منذ سنة 1593 م، يصبح عدد المورسكيين في أراغون القديمة سنة 1603 م حوالي 103.000 مورسكي، أي حوالي 31 في المائة من مجموع السكان. وفي سنة 1609 م، أصبح مجموع سكان مملكة أراغون القديمة حوالي 352.000 نسمة، منهم حوالي 110.000 مورسكي. وطرد من هؤلاء سنة 1609 م وما بعدها، كما رأينا، حوالي 61.000 مورسكي، أي حوالي 17 في المائة من مجموع سكان أراغون القديمة.
فيكون قد مكث في البلاد حوالي 49.000 مورسكي من مجموع 291.000 نسمة، أي نزلت نسبتهم بعد الطرد إلى 17 في المائة من مجموع السكان. وكان معظم المورسكيين المتخلفين في أراغون القديمة من الأطفال والعبيد والمشردين والمختفين، بعد أن طرد جميع فقهائهم ومنظميهم، فاندمجوا في الأهالي النصارى ولم يبق اليوم من الإسلام إلا ذكراه، كما حدث في مملكة بلنسية.
وفي سنة 1603 م، كان مورسكيو أراغون القديمة يقطنون في حوالي 130 قرية مورسكية، أكبرها إيجيا (2260 مورسكي)، وبيلا فليش (2230 مورسكي)، وبريا (2165 مورسكي)، وكلها في مقاطعة سرقسطة. أما المدن الكبيرة فلم يكن يقطن في كل من سرقسطة وطرويل سوى 750 مورسكي.
أما قطلونية، بما فيها منطقة الروسيون (الفرنسية اليوم)، فكان عدد سكانها سنة 1552 م حوالي 358.000 نسمة يقطنون في 71.680 بيت. وكان معظم مورسكييها
يقطنون في مصب نهر ابرة في مقاطعة طرقونة، حيث كان يقطن سنة 1587 م حوالي 6.275 مورسكي. وفي نفس السنة، كان يقطن حوالي 1.500 مورسكي ثلاث قرى في مقاطعة لاردة. فيكون مجموع مورسكيي قطلونية حوالي 10.000 مورسكي إذا اعتبرنا أن حوالي 2.000 مورسكي آخرين يقطنون مناطق أخرى من الإمارة. وفي سنة 1609 م، كان مجموع عدد سكان قطلونية حوالي 488.000 نسمة، منهم حوالي 13.000 مورسكي، أي 2.7 في المائة من مجموع السكان. طرد منهم بعد سنة 1609 م، كما رأينا، حوالي 4.000 مورسكي، وتخلف 9.000 مورسكي من مجموع 484.000 نسمة في قطلونية، أي 1.9 في المائة من مجموع السكان، اندمجوا في المجتمع النصراني مع مرور السنين.
أما الجزر الشرقية، فلم يذكر عن وضع مُسلِمِيها شيء كثير. ولا شك أن عددهم كان يُعَدُّ بالآلاف، تخلفوا واندمجوا في المجتمع النصراني كذلك. ونلخص في الجدول التالي عدد المسلمين في ممالك أراغون الثلاثة، قبيل الطرد وبعده.
عدد سكان مملكة أراغون سنة 1609 م
مملكة بلنسية
قبل الطرد:
المجموع: 580.000
المسلمون: 230.000
نسبة المسلمين: 39.7%
بعد الطرد:
المجموع: 440.000
المسلمون: 90.000
نسبة المسلمين: 20.5%
مملكة أراغون القديمة
قبل الطرد:
المجموع: 352.000
المسلمون: 110.000
نسبة المسلمين: 31.2%
بعد الطرد:
المجموع: 291.000
المسلمون: 49.000
نسبة المسلمين: 16.8%
مملكة قطلونية
قبل الطرد:
المجموع: 488.000
المسلمون: 13.000
نسبة المسلمين: 2.7%
بعد الطرد:
المجموع: 484.000
المسلمون: 9.000
نسبة المسلمين: 1.9%
المجموع العام لمملكة أراغون
قبل الطرد:
المجموع: 1.420.000
المسلمون: 353.000
نسبة المسلمين: 24.9%
بعد الطرد:
المجموع: 1.215.000
المسلمون: 148.000
نسبة المسلمين: 12.2%
لتقدير عدد مسلمي مملكة قشتالة، يجب تقدير عدد المدجنين القدامى بمفردهم، ثم تقدير عدد الغرناطيين الذين شتتوا بعد ثورة غرناطة الكبرى. ولنبدأ بتقدير عدد مورسكيي مملكة قشتالة خارج مملكة غرناطة.
فيما يخص الاسترمادورا قدرت إحصائية محاكم التفتيش لسنة 1594 م عدد المورسكيين القدامى (أي من أصل مدجن) في مقاطعتي فرنجوس وليرينة بحوالي 14.000 مورسكي، أو حوالي 17.000 مورسكي سنة 1609 م.
أما مملكة مرسية، فقد قدرنا عدد المورسكيين الذين طردوا منها بحوالي 22.000 مورسكي، فيكون عدد المورسكيين القدامى بها حوالي 38.000 مورسكي سنة 1609 م.
أما القشتالتين، القديمة والجديدة، فقد قدرت محاكم التفتيش سنة 1594 م عدد المورسكيين القدامى في منطقة بلد الوليد بقشتالة القديمة بـ 8.336 مورسكي، وفي منطقة كونكة بقشتالة الجديدة بـ 4.753 مورسكي، أي ما مجموعه 13.089 مورسكي، أو حوالي 16.000 مورسكي سنة 1609 م. وفي سنة 1501 م، قدر عدد المورسكيين القدامى في مملكة طليطلة بقشتالة الجديدة بـ 19.819 مورسكي، أي أن عددهم أصبح يقارب 68.000 مورسكي سنة 1609 م، إذا أخذنا بعين الاعتبار زيادتهم الطبيعية في مدة تزيد على القرن. وكان جل هؤلاء يقطنون مدينة طليطلة وجنوب قشتالة الجديدة في قرى هضبة قلعة رباح التي يشعر أهلها إلى اليوم بالانتماء إلى الأندلس.
وأما لامانشا فكان بها أواسط القرن السادس عشر الميلادي حوالي 8.340 مورسكي قديم، أو حوالي 17.000 مورسكي قديم سنة 1609 م.
وهكذا نرى أن عدد المدجنين سنة 1609 م في مملكة قشتالة، خارج الأندلس الحالية، حوالي 156.000 مورسكي قديم، وهو مجموع المورسكيين القدامى الذين يقطنون الاسترمادورا ومرسية وبلد الوليد وكونكة وطليطلة والمانشا.
أما منطقة الأندلس، خارج مملكة غرناطة، فقد كان عدد المدجنين القاطنين بها كبيرًا في معظم مقاطعاتها، ويكونون نسبًا عالية من مجموع سكانها. ففي سنة 1580 م، كان يسكن حوالي 5.000 مورسكي قديم في قرطبة، 8.000 مورسكي قديم في إشبيلية، و 2225 في جيان، و 2.000 في بياسة، و 2.000 في براغة، و 1.100 في أستجة، و 1.000 في أبدة، الخ
…
أي أن عدد المورسكيين القدامى في مدن الأندلس الكبيرة يقارب 25.000 مورسكي، وإذا أخذنا في الاعتبار سكان القرى، وصلنا إلى ضعف هذا الرقم أو حوالي 50.000 مورسكي قديم في منطقة الأندلس خارج غرناطة سنة 1580 م، أو حوالي 70.000 مورسكي قديم سنة
1609 م. مع العلم أن معظم نصارى مناطق الأندلس كانوا من أصل إسلامي، أجبروا على التنصير بضغوط متواصلة عبر القرون.
أما مملكة غرناطة، فكان عدد سكانها قبل انهيارها في أواخر القرن الخامس عشر حوالي نصف مليون نسمة، هاجر نصفهم، أو قتل، في الأحداث التي أدت إلى سقوطها، وبعدها. وتزايد، بعد ذلك، عدد سكان غرناطة، رغم الهجرة المتواصلة إلى المغرب، حتى وصل سنة 1561 م، أي قبيل ثورة غرناطة الكبرى، إلى حوالي 304.000 نسمة يسكنون في 60.827 بيت. منهم حوالي 180.000 مورسكي (أي 59.2 في المائة من مجموع السكان) يسكنون في 35.681 بيت. فيكون عدد النصارى حوالي 124.000 نصراني، معظمهم من أصول إسلامية.
ولو افترضنا التزايد الطبيعي للنصارى والمسلمين حسب ما ذكرناه آنفًا لمملكة أراغون القديمة، يكون عدد سكان مملكة غرناطة المحتمل سنة 1587 م حوالي 390.000 نسمة، 240.000 مورسكي (61.5 في المائة من مجموع السكان)، و150.000 نصراني. غير أن أحداث ثورة غرناطة الكبرى أدت إلى طرد حوالي 80.000 مورسكي إلى قشتالة، منهم 46.000 فور انتهاء الحرب، و 34.000 إبان الحرب وبعد انتهائها ببضع سنين. وإذا قدر عدد المستشهدين في الحرب بحوالي 20.000 مسلم، وعدد المهاجرين إلى شمال إفريقيا بحوالي 20.000 آخرين، فيكون عدد المورسكيين في غرناطة سنة 1587 م حوالي 120.000 شخص. ويمكن تقدير عدد قتلى النصارى بـ 15.000 شخص، وعدد الهاربين منهم بـ 25.000 شخص، فيكون عددهم سنة 1587 م 110.000 شخص، وعدد مجموع سكان مملكة غرناطة 230.000 شخص، أي أن نسبة المسلمين أصبحت 52.2 في المائة. وقد عد المرجع السابق عدد بيوت غرناطة سنة 1587 م بـ 44.481 بيت يسكنها حوالي 222.405 نسمة. ولا شك أن هذا التقدير الأخير، يقل عن الواقع بالنسبة للمورسكيين، بسبب تشتتهم في الجبال وفي بيوت النصارى والكنائس والأديرة كعبيد وأطفال.
يمكن إذن تقدير عدد سكان مملكة غرناطة سنة 1609 م بحوالي 285.000 نسمة، منهم 155.000 مورسكي (54.4 في المائة من مجموع السكان)، و 130.000 نصراني.