الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابة تاريخها؟ فلقد أعلن الزعماء الأندلسيون بلاس إنفانتي أبًا للأمة وتبنوا كثيرًا من أفكاره ومجدوه بعد استشهاده بما يقرب من نصف قرن، ولكن ماذا عن رغبته في إعادة بناء الأمة الأندلسية وانبعاث شخصيتها التاريخية واستعادة هويتها الإسلامية وتراثها العريق؟ لقد نجح برنامج بلاس إنفانتي السياسي ولكن بقي برنامجه الحضاري لانبعاث الأمة الأندلسية ينتظر من يحققه.
9/ 5 - إحصائيات الأندلس المعاصرة:
تنتشر الأندلس الحالية جغرافيًّا حول سهول الوادي الكبير، وتضم جبال الشارات الجنوبية المكونة من النظام الجبلي البيتيقي الموازي لجبال الريف بالمغرب، كما تضم هضاب جبل العروس الشمالية، وهي مطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ويفرقها عن المغرب مضيق جبل طارق. وبالأندلس تنوع كبير في المناخ،
من البارد الذي يشبه القطبي في أعالي جبل شلير إلى مناخ شبه استوائي في بعض الأودية أو شبه صحراوي في وادي المنصورة. أما مناخ الوادي الكبير فهو معتدل يتناسب مع زراعة غنية واستيطان كثيف.
وتتكون منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي المعاصرة من المقاطعات الثمانية المذكورة أعلاه، ومجموع مساحتها 87.268 كيلومتر مربع، وسكانها سنة 1981 م 6.442.000 نسمة، وعاصمتها إشبيلية. ويضم القوميون الأندلسيون إلى المنطقة الحالية منطقة مرسية (مساحتها 11.317 كيلومتر مربع وسكانها 958.000 نسمة سنة 1981 م)، ومقاطعة بطليوس (مساحتها 21.657 كيلومتر مربع وسكانها 635.000 نسمة سنة 1981 م)، والنصف الجنوبي لمقاطعة قلعة رباح (مساحتها حوالي 10.000 كيلومتر مربع وسكانها حوالي 200.000 نسمة سنة 1981 م)، والنصف الجنوبي لمقاطعة البسيط (مساحتها حواي 6.000 كيلومتر مربع وسكانها حوالي 150.000 نسمة سنة 1981 م)، والثلث الجنوبي من مقاطعة لقنت (مساحتها حوالي 2.000 كيلومتر مربع وسكانها حوالي 350.000 نسمة سنة 1981 م). فتكون مساحة منطقة الأندلس الطبيعية حوالي 140.000 كيلومتر مربع (28 في المائة من مساحة إسبانيا) وسكانها حوالي 8.735.000 نسمة سنة 1981 م. ويقدر عدد الأندلسيين النازحين إلى مناطق إسبانيا الأخرى خارج منطقة الأندلس بحوالي عددهم في الأندلس الطبيعية، فيكون عدد الأندلسيين في إسبانيا حوالي 17.500.000 نسمة سنة 1981 م (أي حوالي 46 في المائة من سكان إسبانيا). ولنقتصر على المقاطعات الثمانية التي
تكون منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي مبينين في الجدول التالي مساحتها بالكيلومتر
مربع وسكانها سنة 1981 م.
إشبيلية
المساحة بالكيلومتر مربع: 14.001
السكان سنة 1981 م: 1.477.428
مالقة
المساحة بالكيلومتر مربع: 7.276
السكان سنة 1981 م: 1.036.261
قادس
المساحة بالكيلومتر مربع: 7.385
السكان سنة 1981 م: 1.001.716
غرناطة
المساحة بالكيلومتر مربع: 12.531
السكان سنة 1981 م: 761.734
قرطبة
المساحة بالكيلومتر مربع: 13.718
السكان سنة 1981 م: 717.213
جيان
المساحة بالكيلومتر مربع: 13.498
السكان سنة 1981 م: 627.598
ولبة
المساحة بالكيلومتر مربع: 10.085
السكان سنة 1981 م: 414.492
المرية
المساحة بالكيلومتر مربع: 8.774
السكان سنة 1981 م: 405.313
المجموع
المساحة بالكيلومتر مربع: 87.268
السكان سنة 1981 م: 6.441.765
ويبين الجدول التالي تزايد السكان في المقاطعات الثمانية منذ سنة 1860 م:
إشبيلية
سكانها سنة 1860 م: 473.920
1900 م: 555.256
1940 م: 963.44
1980 م: 1.415.153
مالقة
سكانها سنة 1860 م: 446.659
1900 م: 511.989
1940 م: 677.474
1980 م: 964.933
قادس
سكانها سنة 1860 م: 391.206
1900 م: 452.659
1940 م: 600.440
1980 م: 1.012.981
غرناطة
سكانها سنة 1860 م: 441.404
1900 م: 492.460
1940 م: 737.690
1980 م: 735.636
قرطبة
سكانها سنة 1860 م: 358.657
1900 م: 455.859
1940 م: 761.150
1980 م: 707.953
جيان
سكانها سنة 1860 م: 362.466
1900 م: 474.490
1940 م: 753.308
1980 م: 629.368
ولبة
سكانها سنة 1860 م: 176.626
1900 م: 260.880
1940 م: 366.526
1980 م: 400.764
المرية
سكانها سنة 1860 م: 315.450
1900 م: 359.013
1940 م: 359.730
1980 م: 396.174
المجموع
سكانها سنة 1860 م: 2.966.388
1900 م: 3.562.606
1940 م: 5.219.362
1980 م: 6.262.962
وكانت كثافة السكان في الأندلس سنة 1981 م حوالي 74 شخص للكيلومتر المربع، وهي في ارتفاع مستمر، يقطن منهم حوالي 37 في المائة في المناطق القروية، و 63 في المائة في المناطق الحضرية، وهذه النسبة الأخيرة في ارتفاع مستمر. وأهم مدن الأندلس هي عواصم المقاطعات الثمانية، أكبرها العاصمة إشبيلية تليها مالقة ثم قرطبة فغرناطة. ويبين الجدول التالي تزايد عدد سكان العواصم الثمانية منذ سنة 1860 م:
إشبيلية
سكانها سنة 1860 م: 118.298
1900 م: 148.315
1930 م: 228.729
1980 م: 628.331
مالقة
سكانها سنة 1860 م: 94.732
1900 م: 130.109
1930 م: 188.010
1980 م: 445.345
قرطبة
سكانها سنة 1860 م: 45.963
1900 م: 58.275
1930 م: 103.106
1980 م: 273.253
غرناطة
سكانها سنة 1860 م: 67.326
1900 م: 75.900
1930 م: 118.179
1980 م: 236.841
قادس
سكانها سنة 1860 م: 71.521
1900 م: 69.382
1930 م: 75.769
1980 م: 147.778
المرية
سكانها سنة 1860 م: 29.426
1900 م: 47.326
1930 م: 53.977
1980 م: 127.259
ولبة
سكانها سنة 1860 م: 9.805
1900 م: 21.359
1930 م: 44.872
1980 م: 125.681
جيان
سكانها سنة 1860 م: 22.938
1900 م: 26.434
1930 م: 39.787
1980 م: 89.489
ومن خصوصيات سكان الأندلس سنة 1975 م أن 30.5 في المائة منهم أقل من 15 سنة (33.1 في المائة سنة 1900 م)، و 60.1 في المائة تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 سنة (62.1 في المائة سنة 1900 م)، و 9.4 في المائة تزيد أعمارهم عن 65 سنة (4.8 في المائة سنة 1900 م). وكانت نسبة المواليد في الحقبة بين 1961 م و 1970 م بمعدل 20.79 مولود لكل ألف ساكن في السنة (38.25 في الحقبة 1901 - 1910 م) ونسبة الوفيات 8.58 متوفَّى لكل ألف ساكن في السنة (28.87 في الحقبة 1901 - 1910 م)، وبذلك تكون الزيادة الطبيعية 12.21 شخصًا لكل ألف ساكن في السنة في الحقبة المذكورة (9.38 في الحقبة 1901 - 1910 م)، وهي نسبة مرتفعة بالنسبة لباقي أوروبا، وإن كانت تتجه إلى الانخفاض. لذلك فالأمة الأندلسية المعاصرة هي أمة شابة يكثر فيها الشباب ويقل العجزة.
ولا زالت الأمية مرتفعة بين الأندلسيين، إذ كانت نسبة الأميين من مجموع السكان 10 في المائة سنة 1975 م (68 في المائة سنة 1900 م) ويتوقع أن تصل إلى الصفر في المستقبل القريب. وفي سنة 1979 م كان يعمل 30.3 في المائة من السكان العاملين في الزراعة (57 في المائة سنة 1950 م) و 16.1 في المائة في الصناعة (11.1 في المائة سنة 1950 م) و 10.3 في المائة في التجارة (5.4 في المائة سنة 1950 م). غير أن نسبة البطالة ظلت مرتفعة مما أدى إلى هجرة متواصلة للأندلسيين لباقي إسبانيا وخارجها. وتدل الأرقام أعلاه على أن الأندلس بلاد زراعية أكثر من باقي إسبانيا. كما أن دخل الفرد في الأندلس بقي أقل منه في باقي إسبانيا، إذ وصل سنة 1977 م إلى حوالي 150.000 بسيطة فقط للفرد الواحد، وهو في ارتفاع سريع ومستمر.
والأندلس أرض زراعية تستثمر 91.4 في المائة من مساحتها، وهي نسبة أعلى بقليل منها في باقي إسبانيا. وأهم المنتوجات الزراعية سنة 1982 م هي الحبوب (معظمها القمح والذرى والأرز)، خصصت لها 1.174.740 هكتار (27 في المائة من الأراضي المستثمرة) وهي في زيادة، والزيتون، خصصت له 1.282.198 هكتار (29 في المائة من الأراضي المستثمرة) وهي في انخفاض، بينما خصصت باقي الأراضي (44 في المائة) لزراعة العنب والقطن والشمندر والفواكه والقطنيات والزهور، الخ
…
أما المواشي فكان عددها في الأندلس سنة 1972 م 1.400.000 من الغنم و 710.000 من الماعز و 480.000 من البقر و 460.000 من الخنازير. وتقدمت الزراعة في السنين الأخيرة بشكل ملحوظ، إذ تضاعف فيها استعمال الآليات الزراعية عدة مرات، وانتشرت الزراعة المغطاة خاصة بعد انضمام إسبانيا للسوق الأوروبية المشتركة.
أما الصناعة فقد بقيت محدودة، عدا في منطقة ولبة حيث انتشرت الصناعات الكيماوية، وأثرت تأثيرًا سيئًا على البيئة.
ويذهب إلى المدارس في الأندلس حوالي 750.000 طالب (سنة 1979 م) يعلمهم حوالي 25.000 معلم مسجل، يدرس حوالي 40 في المائة منهم في المدارس الخاصة و 60 في المائة في المدارس الحكومية. وتوجد في الأندلس عدة جامعات (في غرناطة وإشبيلية ومالقة وقرطبة) تدرس فيها شتى العلوم، كما بها عدة مؤسسات للتعليم العالي علمية وفنية في مدن متعددة.
والأندلس اليوم منطقة سياحية كذلك. وقد جلبت السياحة دخلاً كبيرًا من العملة الصعبة، لكن كثيرًا من المفكرين الأندلسيين انتقدوها لتأثيرها السيىء على الثقافة والقيم والبيئة الأندلسية، ولكون معظم المستفيدين منها من غير الأندلسيين أو طبقات خاصة منهم مما أدى إلى تحويل المجتمع الأندلسي إلى خدمة المقاهي والملاهي؛ وقد انتشرت التسهيلات الفندقية في كل الأندلس، خاصة الشواطىء، إذ اقترب عدد الغرف الفندقية سنة 1977 م إلى المائة ألف غرفة وتعدتها بكثير اليوم (سنة 1990 م)، بينما وصل عدد السياح سنة 1974 م وحدها إلى 3.5 مليون سائح (وتضاعف هذا العدد سنة 1990 م).
أما النقل، فقد كان في الأندلس سنة 1975 م 132.550 شاحنة و 5.189 حافلة و 525.927 سيارة خاصة (86 سيارة لكل ألف مواطن، و 41 سنة 1970 م)، وهي في ارتفاع كبير، و 203.624 دراجة نارية (33 دراجة لكل ألف مواطن) وهي في انخفاض، و 154.260 دراجة عادية (25 دراجة لكل ألف مواطن، و 33 سنة 1970 م) وهي في انخفاض. وسجلت سنة 1978 م وحدها 70.529 سيارة خاصة جديدة و 4.580 دراجة نارية. كما توجد في الأندلس شبكة طرق مهمة، وقد ابتدىء في بناء شبكة للطرق السريعة تربط العواصم الأندلسية المختلفة. كما توجد بالأندلس عدة موانىء كبيرة، أهمها مالقة وإشبيلية والمرية والجزيرة الخضراء وولبة، وعدة مطارات، منها الدولية في مالقة وإشبيلية، والوطنية في غرناطة وشريش (مقاطعة قادس) والمرية.