المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11/ 5 - العلاقة مع الشتات الأندلسي: - انبعاث الإسلام في الأندلس

[علي المنتصر الكتاني]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌تقديم

- ‌مقدمة الشيخ المجاهد الإسلامي إبراهيم بن أحمد الكتاني

- ‌مقدمة المؤلِّف

- ‌الفصل الأولنشأة وسقوط دولة الإسلام في الأندلس

- ‌1/ 1 - الأمة الأندلسية وتكوينها:

- ‌1/ 2 - قيام مملكة غرناطة:

- ‌1/ 3 - جهاد مملكة غرناطة المتواصل:

- ‌1/ 4 - اتحاد الممالك النصرانية:

- ‌1/ 5 - الحرب الأهلية وسقوط غرناطة:

- ‌مراجع الفصل الأول

- ‌الفصل الثانيالاضطهاد والتنصير 1492 - 1568 م

- ‌2/ 1 - بداية الغدر وتنصير مسلمي غرناطة (1492 - 1502 م):

- ‌2/ 2 - محاكم التفتيش الكاثوليكية في إسبانيا:

- ‌2/ 3 - ذروة اضطهاد المسلمين 1502 - 1567 م:

- ‌2/ 4 - وضع المسلمين في مملكتي البرتغال وقشتالة:

- ‌2/ 5 - وضع المدجنين في مملكة أراغون:

- ‌مراجعالفصل الثاني

- ‌الفصل الثالثثورة غرناطة الكبرى (1568 - 1570 م)

- ‌3/ 1 - تهيىء الثورة:

- ‌3/ 2 - إعلان الثورة وبيعة ابن أمية:

- ‌3/ 3 - انتشار الثورة واستشهاد ابن أمية:

- ‌3/ 4 - مراحل الثورة تحت قيادة ابن عبو:

- ‌3/ 5 - الانهزام والاستسلام:

- ‌مراجعالفصل الثالث

- ‌الفصل الرابعالتشتيت وزيادة القهر (1570 - 1608 م)

- ‌4/ 1 - إخراج المورسكيين من مملكة غرناطة:

- ‌4/ 2 - أوضاع المسلمين في مملكة قشتالة من سنة 1570 م إلى سنة 1608 م:

- ‌4/ 3 - أوضاع المسلمين في مملكة أراغون من سنة 1570 م إلي سنة 1608 م:

- ‌4/ 4 - علاقات مسلمي إسبانيا الخارجية من 1570 م إلى 1608 م:

- ‌4/ 5 - التفكير في الطرد:

- ‌مراجع الفصل الرابع

- ‌الفصل الخامسطرد المسلمين الجماعي عن إسبانيا (1608 - 1614 م)

- ‌5/ 1 - قرار الطرد سنة 1608 م:

- ‌5/ 2 - طرد مسلمي مملكة بلنسية:

- ‌5/ 3 - طرد مسلمي أراغون القديمة وباقي مملكة أراغون:

- ‌5/ 4 - مسلمي مملكة قشتالة:

- ‌5/ 5 - المورسكيون المطرودون في مناطق هجرتهم:

- ‌مراجعالفصل الخامس

- ‌الفصل السادسديموغرافية المورسكيين وحياتهم الاجتماعية

- ‌6/ 1 - ديموغرافية المورسكيين:

- ‌6/ 2 - حياة المورسكيين الدينية:

- ‌6/ 3 - حياة المورسكيين الاجتماعية:

- ‌6/ 4 - حياة المورسكيين الاقتصادية:

- ‌6/ 5 - الثقافة المورسكية:

- ‌مراجعالفصل السادس

- ‌الفصل السابعاستمرار الوجود الإسلامي في الأندلس في القرنين السابع عشر والثامن عشر

- ‌7/ 1 - إسبانيا في القرنين السابع عشر والثامن عشر:

- ‌7/ 2 - معاملة الدولة للمورسكيين:

- ‌7/ 3 - معاملة محاكم التفتيش:

- ‌7/ 4 - مؤامرات وثورات:

- ‌7/ 5 - شواهد الرحالة:

- ‌مراجعالفصل السابع

- ‌الفصل الثامنتكوين القومية الأندلسية (في القرنين التاسع عشر والعشرين)

- ‌8/ 1 - إسبانيا في القرنين التاسع عشر والعشرين:

- ‌8/ 2 - الجذور الإسلامية للقومية الأندلسية:

- ‌8/ 3 - انبعاث الهوية الأندلسية (1808 - 1873 م):

- ‌8/ 4 - بروز الحركة الأندلسية ودور بلاس إنفانتي:

- ‌8/ 5 - تطور الحركة الأندلسية: إسلام بلاس إنفانتي واستشهاده:

- ‌مراجعالفصل الثامن

- ‌الفصل التاسعانبعاث القومية الأندلسية 1975 - 1990 م

- ‌9/ 1 - دكتاتورية فرانكو (1939 - 1975 م):

- ‌9/ 2 - رجوع الديموقراطية وانبعاث القومية الأندلسية:

- ‌9/ 3 - إنشاء منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي:

- ‌9/ 4 - رموز منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي:

- ‌9/ 5 - إحصائيات الأندلس المعاصرة:

- ‌مراجعالفصل التاسع

- ‌الفصل العاشرالانبعاث الإسلامي على مفترق الطرق (منذ سنة 1970 م)

- ‌10/ 1 - الجمعيات الإسلامية للوافدين:

- ‌10/ 2 - الطريقة الدرقاوية في غرناطة:

- ‌10/ 3 - جمعية قرطبة الإسلامية:

- ‌10/ 4 - محاولات تنظيمية أخرى في الأندلس:

- ‌10/ 5 - محاولات تنظيمية خارج منطقة الأندلس:

- ‌مراجعالفصل العاشر

- ‌الفصل الحادي عشرالجماعة الإسلامية في الأندلس

- ‌11/ 1 - الأيام الأولى في إشبيلية:

- ‌11/ 2 - الإنطلاقة من إشبيلية:

- ‌11/ 3 - النكسة والانطلاقة الجديدة:

- ‌11/ 4 - العودة إلى قرطبة:

- ‌11/ 5 - العلاقة مع الشتات الأندلسي:

- ‌مراجعالفصل الحادي عشر

- ‌الفصل الثاني عشرالشتات الأندلسي اليوم

- ‌12/ 1 - الأندلسيون في المغرب:

- ‌12/ 2 - الأندلسيون في تونس:

- ‌12/ 3 - الأندلسيون في باقي القارة الإفريقية:

- ‌12/ 5 - الأندلسيون في باقي أوروبا وأمريكا:

- ‌مراجعالفصل الثاني عشر

- ‌خاتمة

- ‌ملحق معاهدة تسليم غرناطة المعقودة بين أبي عبد الله الصغير والملكين الكاثوليكيين

- ‌المادة الأولى:

- ‌المادة الثانية:

- ‌المادة الثالثة:

- ‌المادة الرابعة:

- ‌المادة الخامسة:

- ‌المادة السادسة:

- ‌المادة السابعة:

- ‌المادة الثامنة:

- ‌المادة التاسعة:

- ‌المادة العاشرة:

- ‌المادة الحادية عشر:

- ‌المادة الثانية عشر:

- ‌المادة الثالثة عشر:

- ‌المادة الرابعة عشر:

- ‌المادة الخامسة عشر:

- ‌المادة السادسة عشر:

- ‌المادة السابعة عشر:

- ‌المادة الثامنة عشر:

- ‌المادة التاسعة عشر:

- ‌المادة العشرون:

- ‌المادة الحادية والعشرون:

- ‌المادة الثانية والعشرون:

- ‌المادة الثالثة والعشرون:

- ‌المادة الرابعة والعشرون:

- ‌المادة الخامسة والعشرون:

- ‌المادة السادسة والعشرون:

- ‌المادة السابعة والعشرون:

- ‌المادة الثامنة والعشرون:

- ‌المادة التاسعة والعشرون:

- ‌المادة الثلاثون:

- ‌المادة الحادية والثلاثون:

- ‌المادة الثانية والثلاثون:

- ‌المادة الثالثة والثلاثون:

- ‌المادة الرابعة والثلاثون:

- ‌المادة الخامسة والثلاثون:

- ‌المادة السادسة والثلاثون:

- ‌المادة السابعة والثلاثون:

- ‌المادة الثامنة والثلاثون:

- ‌المادة التاسعة والثلاثون:

- ‌المادة الأربعون:

- ‌المادة الحادية والأربعون:

- ‌المادة الثانية والأربعون:

- ‌المادة الثالثة والأربعون:

- ‌المادة الرابعة والأربعون:

- ‌المادة الخامسة والأربعون:

- ‌المادة السادسة والأربعون:

- ‌المادة السابعة والأربعون:

- ‌فهرس المحتويات

الفصل: ‌11/ 5 - العلاقة مع الشتات الأندلسي:

وهكذا تعددت أوجه نشاطات "الجماعة الإسلامية في الأندلس"، وأخذت تفكر في تقوية علاقاتها خارج إسبانيا وداخلها. أما خارجها، فبإقامة روابط الأخوة بالجماعات الإسلامية بصفة عامة، وبالشتات الأندلسي بصفة خاصة. أما في الأندلس، فبالتعاون مع كل القوى الحية الأندلسية بصفة عامة، وبالجمعيات الإسلامية الأخرى بصفة خاصة. كما أخذت "الجماعة" تفكر في تأسيس مراكز أبحاث ونشر المجلات.

كما ظلت "الجماعة" حريصة على تقوية صفها، وعدم السماح لأحد أن يشتت وحدتها.

‌11/ 5 - العلاقة مع الشتات الأندلسي:

منذ النصف الثاني من سنة 1988 م، أخذت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" بربط علاقتها بالشتات الأندلسي، خاصة في إفريقيا وجنوب أمريكا. ففي 14/ 7 / 1988 م، استدعت "الجماعة" السيد إسماعيل بن عثمان بن بركة من قبيلة "الآرما"، وهي قبيلة متأصلة من الجيش المغربي الأندلسي الذي غزا تمبكتو برئاسة الأندلسي جودر في القرن السابع عشر الميلادي، لإلقاء سلسلة من المحاضرات في المركز الإسلامي بقرطبة، حضرها جم غفير من القرطبيين. وقد حضر إسماعيل وكاتبه احتفال عيد الأضحى في قرطبة، كما حضره عدد كبير من مسلمي قرطبة.

وفي 3/ 8 / 1988 م، أقامت بلدة قسطلة (مقاطعة قادس) حفلاً تكريميًّا لسيدي الوالد، الشيخ محمد المنتصر الكتاني، حيث أعطت اسمه للشارع الرئيسي بالبلدة، فأصبح يسمى "شارع المنتصر الكتاني"، تكريمًا له لخدمته للجماعة الإسلامية بالأندلس ومساعدة الأندلسيين في استعادة شخصيتهم وهويتهم وحضارتهم. ولقد سلم المجلس البلدي لكاتبه، ممثلاً عن السيد الوالد، رسالة رسمية تقول إن المجلس اتخذ هذا القرار "اعترافًا للحب والمساعدة التي أظهرها الأستاذ الكتاني للأندلس". وقد حضر كاتبه قسطلة، كما حضر شقيقه محمد الزمزمي، وعدد من المسلمين الأندلسيين. وأقام العمدة حفلاً للضيوف في إحدى فنادق البلدة بهذه المناسبة التي اتخذتها البلدة يوم عيد. وكان هذا التكريم للسيد الوالد هو في الحقيقة تكريمًا "للجماعة الإسلامية في الأندلس" التي حرصت على الاعتراف بالجميل للسيد الوالد الذي أبدى لها النصح والتشجيع منذ بداية نشاطها. ثم نظم مركز الجزيرة الخضراء الإسلامي التابع "للجماعة"، أسبوعًا ثقافيًّا أندلسيًّا بمدينة طريف المجاورة، شاركت فيه أجواق أندلسية من الأندلس والمغرب،

ص: 377

كما قُدم فيه فن البناء والطبخ الأندلسيين. وقد حضر احتفال الافتتاح عمدة طريف وعمدة سبتة والمدن المجاورة للجزيرة الخضراء.

وفي 23/ 11 / 1988 م، تظاهر مسلمو "الجماعة" بمعارضة احتفالات ذكرى سقوط إشبيلية في يد النصارى برئاسة فراندو الثالث، ملك قشتالة. وفي أوائل ديسمبر شاركت "الجماعة" عبر مركزها الإسلامي بمرسية في ندوة حوار بين الديانات الإسبانية، كما احتفل المسلمون في 4/ 12 / 1988 م في قرطبة بيوم الأندلس على عادتهم.

وفي آخر شهر ديسمبر استدعت "الجماعة"، في إطار ربط علاقتها بالشتات الأندلسي، الشاب المهندس رضوان الرشيكو، من بلدة سليمان بتونس، وهو من سلالة أبي عبد الله، آخر ملوك غرناطة. ومكث رضوان في ضيافة "الجماعة" مدة شهر، زار إبانها المراكز الإسلامية المختلفة وألقى المحاضرات عن الهجرة الأندلسية إلى تونس. وفي 2/ 1 / 1989 م، شارك في معارضة "الجماعة" لاحتفالات سقوط غرناطة بدخول قصر الحمراء رافعًا العلم الأندلسي على رأس جماعة من الأندلسيين، في استرجاع رمزي لقصر الحمراء.

ومنذ سنة 1988 م، أخذت "الجماعة" تفكر في عقد مؤتمر عالمي أندلسي إسلامي تجمع فيه الشتات الأندلسي بالمسلمين الأندلسيين في أرض الأندلس، يكون فاتحة للتعاون بين من بقوا في الأندلس ورجعوا إلى الإسلام ومن طردوا من بلادهم وبقيت الأندلس حية في أشخاصهم وفي قلوبهم. وفي 25/ 1 / 1989 م، أعلن قرار عقد المؤتمر رسميًّا في الصحافة الإسبانية بتاريخ 1 - 3/ 9 / 1989 م في بلدة قسطلة (مقاطعة قادس). ثم تكونت لجنة لتهيىء المؤتمر برئاسة محمد رميرز فرج، والي "الجماعة" على فرع الجزيرة الخضراء. وفي 10/ 3 / 1988 م، أقام هذا الأخير مؤتمرًا صحفيًّا في أحد فنادق الجزيرة الخضراء الكبرى، فسّر فيه للصحافيين أهداف المؤتمر وأهميته، مما كان له الأثر الطيب في الصحافة الإسبانية، ورددت صداه الصحافة المغربية الناطقة بالفرنسية.

وفي سنتي 1988 م و 1989 م، كلفت الحكومة الإسبانية "الجماعة" بالمشاركة في تعليم العاطلين عن العمل وتأهيلهم. وهكذا نظمت "الجماعة" نفسها، ونجحت في إعطاء دروس للمئات من المواطنين بتمويل من الدولة في مراكزها بإشبيلية وقرطبة

ص: 378

ومالقة ومرسية والجزيرة الخضراء في اختصاصات مختلفة، بما فيها تعليم اللغة العربية كلغة من اللغات القومية الإسبانية، لكونها لغة الأندلس القديمة.

وفي 19/ 6 / 1989 م، شارك "حزب التحرير الأندلسي" في الانتخابات الأوروبية، فحصل على 9.419 صوتًا في كل إسبانيا، أي أقل بـ 462 صوت من عدد الأصوات المحصلة في انتخابات سنة 1987 م، منها 2.216 صوت من الأندلس و 1.999 صوت من قطلونية و 5.204 صوت من مناطق إسبانيا الأخرى.

ولم ترض هذه النتيجة لا "الجماعة" ولا أعضاء "حزب التحرير الأندلسي".

فاجتمع مجلس الجماعة في الجزيرة الخضراء يوم السبت 15/ 7 / 1989 م وتدارس فائدة العمل السياسي في الوقت الراهن، موازيًا محاسنه بمساوئه. وكان رأي الأكثرية أن هدف تأسيس "حزب التحرير الأندلسي" كان التعريف بالمبادىء الإسلامية والهوية الأندلسية لأكبر عدد من الأندلسيين، وأن عدد المقتنعين بهذه الأفكار لم يزدد حسب الانتخابات بينما ازدادت أعداد أعداء "الجماعة" بسبب الحركة السياسية. لذا رأوا أن مضار "الحزب" في الوقت الراهن هي أكثر من محاسنه، فقررت "الجماعة" أن تطلب من "الحزب" أن يلغي نفسه، فصوت بالأكثرية قرار إلغاء "حزب التحرير الأندلسي"، وقررت "الجماعة" التعاون مع كل الأحزاب السياسية التي تعطف على الشعب الأندلسي والهوية الأندلسية والمبادىء الإسلامية.

وفي 14/ 7 / 1989 م، اعترفت "اللجنة الاستشارية للحرية الدينية" في إسبانيا بالإجماع بالإسلام كدين ذي جذور إسبانية وثيقة. ويعني هذا الاعتراف بالدين الإسلامي بعد سقوط غرناطة بـ 497 سنة، وبعد الطرد الكبير بـ 380 سنة، حصول المسلمين على نفس المساعدات التي تحصل عليها الأديان الأخرى المعترف بها، كالكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية، شرط أن تتوحد جميع الجماعات الإسلامية في إسبانيا في اتحاد للتعامل كمسلمين مع السلطة الإسبانية بصوت واحد.

وفي نفس الشهر، أسست "الجماعة" في قرطبة مركزًا للدراسات الأندلسية، ومجلة "لام ألف". وهي مجلة إسلامية علمية ذات مستوى رفيع تقدم باللغة الإسبانية أبحاثًا أندلسية إسلامية ومواضيع تهم الحاضر والتاريخ والهوية الأندلسية. رئيس تحرير المجلة هو عبد الرحمن مدينة مليرة ومدير النشر هو عبد الرحمن محمد معنان الحبصاوي. وقد نشرت الجماعة 5.000 نسخة للمجلة التي ظهر منها لحد منتصف سنة 1991 م خمسة أعداد.

ص: 379

وفي أوائل آب سنة 1989 م، زار بعض مراكز "الجماعة" في الجزيرة الخضراء وشريش وإشبيلية وقرطبة ومالقة وفد من المفكرين السعوديين منهم الأساتذة كامل سلامة الدقس، نائب أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وخليل محمد حمد، أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية بالكويت، ومحمد عمر جمجوم، أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وحامد الرفاعي مستشار برابطة العالم الإسلامي.

وفي يوم الجمعة 1/ 9 / 1989 م، افتتح "المؤتمر الأندلسي الأول" في مقر المريمة ببلدة قسطلة (مقاطعة قادس) بآيات من القرآن الكريم بقراءة الحسن ابن كاتبه، ثم النشيد الوطني الأندلسي بحضور أنطونيو كونزالس اسبينوزا، عمدة قسطلة، وأنطونيو رويز خمينيس، عمدة طريف، ومحمد رميرز فرج، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، وعبد الرحمن محمد معنان الحبصاوي، رئيس مجلس "الجماعة الإسلامية في الأندلس"، كما حضر المؤتمر ما يزيد عن المائتين من أعضاء "الجماعة" وأصدقائها، وحوالي مائة ممثل عن الجاليات الأندلسية في الشتات الأندلسي، منهم الدكتور عبد الكريم كريم ممثلاً عن جمعية رباط الفتح، وعائلته، وكاتبه وعائلته، وأندلسيون من تونس على رأسهم رضوان الرشيكو ومن الجزائر والمكسيك وتركيا وغيرها من البلاد. وغطى المؤتمر أكثر من 30 صحافيًّا من عدة دول. وكان الجميع مقيمًا في مقر المؤتمرات بالمريمة، حيث أقيمت الصلوات الخمس جماعة في مسجد هيأ للمناسبة، طيلة أيام المؤتمر.

وبعد الحفل الافتتاحي، تقدم عبد الرحمن معنان بالترحيب بالحاضرين ثم قدم رؤساء الوفود كلمات جمعياتهم: رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وجمعية رباط الفتح بالرباط، ومركز الدراسات الإسلامية بمربلة، وكلية العلوم الإسلامية بإسطنبول، ومسجد باريز بفرنسا، والجمعية الثقافية الإسلامية بتطوان، وغيرها من الجمعيات. ثم قدم في الجلسة الأولى عبد الرحمن مدينة بحثًا عن الجذور الأندلسية وتاريخ الأندلس، وفرنسيسكو سانشس روانو عن الأندلسيين في جزيرة أقريطش، وحاج الدين ساري الغوشي (جزائري من فرنسا) عن التصوف في الأندلس، ثم أقيمت صلاة الجمعة بإمامة عبد الرحمن معنان. وقدم كاتبه بحثًا في الجلسة الثانية عن الجذور الإسلامية للقومية الأندلسية المعاصرة، كما قدم الأستاذ محمد بن شقرون (من الدار البيضاء) بحثًا في الأدب الأندلسي. وبعد المناقشات، توجه المؤتمرون إلى بلدة طريف حيث صلوا صلاة المغرب في الساحة العامة، ثم استقبلهم العمدة والمجلس

ص: 380

البلدي ورحبوا بهم، ثم استقبلتهم "مدرسة جنوب أوروبا للفنون" حيث أقام لهم فيها مديرها، هارون قومس دي أبلانيدا (عضو في الجماعة)، عشاء فاخرًا.

وفي يوم السبت، افتتحت الجلستان الثالثة والرابعة للمؤتمر بمحاضرة الأستاذ إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني عن الثقافة الأندلسية، وأخرى لكارلوس بوساكمون عن الآثار الأندلسية، وثالثة للشيخ علال البشر عن الواقع الأندلسي، ورابعة للمهندس رضوان الرشيكو عن الهجرة الأندلسية إلى تونس، وخامسة للأستاذ المأمون الفاسي الفهري عن تاريخ عائلة أندلسية في المغرب، وسادسة للأستاذ خابير كبلو لارا، وسابعة للأستاذ جعفر بن محمد الزمزمي الكتاني عن الشتات الأندلسي، وثامنة للشريف علي الريسوني، من شفشاون، وتاسعة للأستاذ علي أوزاك، من جامعة إسطنبول بتركيا. وانتهى برنامج اليوم بزيارة إلى قشريش (مقاطعة مالقة)، بلدة بلاس إنفانتي، فأقام جميع سكان البلدة وعلى رأسهم عمدتها احتفالاً رائعًا بالمؤتمرين.

انتهى المؤتمر يوم الأحد بتأسيس مجلس أعلى أندلسي يجمع بين أهل المهجر وأهل الأندلس، انتخب له رئيسان (محمد رميرز فرج وكاتبه) وحدد له مهام تقوية الثقافة الأندلسية في المهجر، وربط أبناء السلالات الأندلسية بإخوانهم في الأندلس. كما تقرر عقد المؤتمر الثاني في الرباط والثالث في إشبيلية وتأسيس جامعة إسلامية في قرطبة، عينت لها لجنة منظمة، من بين أعضائها كاتبه. وفي 18/ 11 / 1989 م، عقدت أول اجتماعها في مقر "الجماعة" بالجزيرة الخضراء.

ولقد حصل المؤتمر على تغطية جيدة في الصحافة الإسبانية والتلفزيون والراديو. وكان له الأثر الطيب، خاصة في منطقة الأندلس، كما غطي المؤتمر تغطية لا بأس بها في المغرب. وقامت "الجماعة الإسلامية في الأندلس" بمجهود كبير في تنظيم هذا المؤتمر وعملت على تمويله دون مساعدة.

وفي الأسبوع 1 - 8/ 2 / 1990 م، زار وفد من "مؤسسة الإسلام والأندلس" حكومة مرسية، واجتمع مع وزير الثقافة بها للمساهمة في ذكرى الشيخ محيي الدين ابن عربي الذي تود مدينة مرسية إحياءه. كما زار الوفد بلدة بليش مالقة، عاصمة منطقة الشرقية (مقاطعة مالقة) واجتمع بخوزي منويل سلسيدو عمدتها، للمساهمة في إحياء الثقافة الأندلسية الإسلامية بها، وكان كاتبه صحبة الوفد. ثم ألقى كاتبه محاضرة عن المسلمين في الاتحاد السوفياتي بقرطبة، حضرها جم غفير.

ص: 381

وفي الحقبة 3 - 5/ 5 / 1990 م، أقامت "الجماعة" بمركزها بقرطبة مؤتمراً للحوار الديني بين عدة ديانات إسبانية، حضره عدد كبير من أهل البلد، كان مناسبة هامة لتقديم الإسلام للحاضرين.

وفي يوليوز سنة 1990 م، فتحت "الجماعة" مركزها الثامن في مدينة قبرة، جنوب مقاطعة قرطبة. كما تابعت "الجماعة" الحوار مع الجماعات الإسلامية الأخرى في إسبانيا لتأسيس اتحاد شامل لمسلمي إسبانيا يكون فيه الدور الفعال لأهل البلد من الأندلسيين. كما استطاعت الجماعة الحصول على بيت "جماعة قرطبة الإسلامية" وضم أعضائها إليها، وبهذا لم يضع المجهود الأول الذي بسببه ابتدأ النشاط الإسلامي في قرطبة.

هذا هو المجهود الضخم الذي قامت به "الجماعة الإسلامية في الأندلس" في ظرف عشر سنوات من العمل الشاق، حتى أصبحت أهم جماعة إسلامية منظمة في إسبانيا. وذلك بدون عون يذكر من العالم الإسلامي، بل رغم كثير من المثبطات والعراقيل التي جعلتها بعض الجمعيات الإسلامية الوافدة في طريقها. وللجماعة أمل كبير في أن تتابع مسيرتها حتى يصبح الإسلام حي ورائد من جديد في أرض الأندلس المجاهدة، بإذن الله.

ص: 382