الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. مجملات السورة
اعلم أَنَّ عدد سور القرآن - بالاتِّفاق - مائة وأَربعة عشر سورة. وأَمّا عدد الآيات فإِن صدر الأُمّة وأَئمة السّلف من العلماءِ والقراءِ كانوا ذوى عنايةٍ شديدة فى باب القرآن وعِلمه؛ حتى لم يبق لفظ ومعنى إِلَاّ بحثوا عنه، حتى الآيات والكلمات والحروف، فإِنهم حَصَروها وعدُّوها. وبين القرّاءِ فى ذلك اختلاف؛ لكنَّه لفظى لا حقيقىّ.
مثال ذلك أَنَّ قرّاءَ الكوفة عدُّوا قوله {والقرآن ذِي الذكر} آية، والباقون لم يعدّوها آية. وقراء الكوفة عدّوا {قَالَ فالحق والحق أَقُولُ} آية والباقون لم يعدّوها، بل جعلوا آخر الآية {فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} ، و {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} وهكذا عدّ أَهل مكَّة والمدينة والكوفة والشَّام آخر الآية {والشياطين كُلَّ بَنَّآءٍ وَغَوَّاصٍ} ، وأَهل البصرة جعلوا آخرها {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصفاد} ولا شكَّ أَنَّ ما هذا سبيله اختلاف فى التَّسمية لا اختلاف فى القرآن.
ومن هاهنا صار عند بعضهم آيات القرآن أَكثر، وعند بعضهم أَقلّ، لا أَن بعضهم يزيد فيه، وبعضهم ينقص، فإِنَّ الزّيادة والنّقصان فى القرآن كفر ونفاق؛ على أَنَّه غير مقدور للبشر؛ قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
فإِذا علمت هذه القاعدة فى الآيات. فكذلك الأَمر فى الكلمات والحروف، فإِنَّ بعض القرّاءِ عدّ (فى السّماءِ) و (فى الأَرض) و (فى خَلْق) وأَمثالَها كلمتين، على أَنَّ (فى) كلمةٌ، و (السّماء) كلمة، وبعضهم عدّهما كلمة واحدةً فمن ذلك حصل الاختلاف؛ لأَنَّ مَن عدّ (فى السّماءِ) وأَمثَاله كلمتين كانت كلمات القرآن عنده أَكثر.
وأَما الحروف فإِن بعض القراءِ عدّ الحرف المشدّد حرفين، فيكون على هذا القرآن عنده أَكثر.
فإِذا فهِمت ذلك فاعلم أَنَّ عدد آيات القرآن عند أَهل الكوفة ستة آلاف ومائتان وستّ وثلاثون آية. هكذا مسند المشايخ من طريق الكسائى إِلى علىّ بن أَبى طالب. وقال سليم عن حمزة قال: هو عدد أَبى عبد الرّحمن السُّلَمى. ولا شكَّ فيه أَنَّه عن على، إِلا أَنى أجبُن عنه. وروى عبد الله بن وهب عن عبد الله بن مسعود أَنَّه قال: آيات القرآن ستَّة آلاف ومائتان وثمان عشرة آية. وحروفها ثلاثمائة أَلْف حرف وستمائة حرف وسبعون حرفاً، بكلّ حرف منها عشر حسنات لقارئ القرآن. وروينا عن الفضل بن عبد الحنَّان قال: سمعت أَبا معاذ النحوىّ يقول: القرآن ستَّة آلاف آية ومائتان
وسبع عشرة آية. وهو ثلاثمائة أَلف حرف وأَحد وعشرون أَلفَ حرف ومائتان حرف. وقال: صاحب الإِيضاح: عدد آيات القرآن فى قول المدَنىّ الأَوّل ستَّة آلاف ومائتان (وأَربع عشرة آية، وهو أَحد وعشرون وأَلْف. وهو العدد الذى رواه أَهل الكوفة عن أَهل المدينة، قال: وفى قول المدنىّ الأَخير ستة آلاف ومائتان) وسبع عسرة آية. وهو عدد شَيْبة بن نِصَاح قال: وفى عدد يزيد بن القعقاع: ستَّة آلاف ومائتان وعشر آيات. قال: وعددها عند أَهل مكَّة ستة آلاف وعشر آيات. وفى بعض الرّوايات مائتان وخمس وفى بعضها مائتان وأَربع. وعند أَهل الشام ستة آلاف ومائتان وستّ (وعشرون آية. وروينا عن ابن عباس وابن سيرين أَنه ستة آلاف ومائتان وست) عشرة آية وعن عطاءِ بن يسارٍ أَنَّه ستَّة آلاف ومائة وتسعون وسبع آيات. وعن قتادة مائتان وثمان عشرة آية.
هذه جملة الاختلاف فى عدّ الآى.
قلت: ومن هذه الجملة أَلف آية وستمائة آية فى قِصَصِ الأَنبياءِ، وأَلف ومائتان فى شرائع الإِيمان، وأَلف وعشرون فى التوحيد والصّفات، وأَلْف فى ترتيب الولايات، وأَربعمائة فى الرُّقية وتعويذ الآفات، وأَربعمائة فى أَنواع المعاملات، ومائة فى عذر جُرْم العُصات، ومائة فى
ضمان أَرزاق البرّيات، وسبعون فى جهاد الغزات، وخمسون فيما يتعلق بقصد مكّة وعرفات. والباقى فى أَحكام النكاح، وطلاق المنكوحات.
أَمّا عدد كلمات القرآن على سبيل الإِجمال.
اعلم أَنَّ كلمات القرآن مع أَوائل السّور - نحو حم والم - سبعون أَلفاً وسبعة آلاف وأَربعمائة وسبع وثلاثون كلمة. ورُوى عن عطاءِ بن يَسار أَنَّها سبعون أَلفًا وسبعة آلاف وأَربعمائة وسبع وثلاثون كلمة، ومائتان وسبع وسبعون.
وأَمّا عدد الحروف فإِنَّ جملتها ثلاثمائة أَلف وثلاث. وعشرون أَلفاً وستمائة وإِحدى وسبعون حرفاً. قال صاحب الإِيضاح: [أَخبرنى] بذلك أَبو الحسن بن الحسين إِجازةً، أَخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد، أَنا ابن سلم، انا وكيع، حدّثنى الحسن بن عباس أَنا محمّد بن أَيوب، قال حَسَبُوا حروف القرآن وفيهم حُمَيد بن قيس فعرضوه على مجاهد وسعيد بن جُبَيْر، فلم يخطئوهم فبلغ ما عدّوه ثلاثمائة أَلفِ حرف وثلاثة وعشرين أَلف حرف وأَحد وسبعين حرفاً، وعدُّوا كِلم القرآن بما فيه من الحَرْف - يعنى الم وحم - فبلغ سبعاً وسبعين أَلف كلمة وأَربعمائة كلمة وسبعاً وثلاثين كلمة. قال: وأَخبرنا الحسن، أَنا أَبو الحسن، أَنا ابن سلم، أَنا وكيع، أَنا إِسماعيل بن مجمع، أَنا محمّد بن يحيى،
أَنا عبد الملك بن عبد الرّحمن، حدّثنى أَيوب، وأَبو عكرمة، عن مرجّى، عن جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، وراشد وغيرهما قالوا: قال لنا الحَجَّاج: عُدّوا لى حروف القرآن، ومعنا الحسن وأَبو العالية، ونصر بن عاصم فحَسَبْنَا بالشعير، وأَجمعنا على أَنَّه ثلاثمائة أَلف حرف وثلاثة وعشرون حرفاً. وفى رواية عطاء بن يَسَار: ثلاثمائة أَلف حرف وستّون أَلفًا وثلاثة وعشرون حرفًا. وكلماته سبع وسبعون أَلف كلمة ومائتان وسبع وسبعون كلمة. قال وكيع: قال: أَبو عُمَر حفص بن عُمَر: حدّثنى أَبو عمارة حمزة بن القاسم، عن حمزة الزَّيّات، وأَبى حفص الخراز، قالا: حروف القرآن ثلاثمائة أَلف حرف وثلاثة وسبعون أَلف حرف ومائتان وخمسون حرفاً. وقال وكيع: أَخبرنى الحارث بن محمّد، عن محمّد بن مسعود عن محمّد بن عمر، عن سُوَيد بن عبد العزيز، عن يحيى بن الحارث الذَمارى قال: عدد حروف القرآن ثلاثمائة أَلف حرف وأَحدٌ وعشرون أَلفَ حرف ومائتا حرف وخمسون حرفاً. قال: وكيع: وذكر ابن شمّاس عن أَبى عُمَرَ عن سهل ابن حمّاد، عن شهاب بن شرنُقة، عن راشد أَبى محمّد - وكان شهد الحجّاج حين ميّز القرآن قال: القرآن ستَّة آلاف ومائة وسبع وتسعون آية. وحروفه ثلاثمائة أَلف وأَحد وعشرون أَلف حرف ومائة وثمانية وثمانون حرفاً. وروى بسنده عن عبد الواحد الضَّرير. قال: القرآن ثلاثمائة أَلف حرف وأَحد وعشرون أَلف حرف ومائتان وخمسون حرفاً. وقال: القرآن ستَّة وسبعون أَلف كلمة.
وأَمّا نُقَطُةُ فجملة نُقط القرآن مائة أَلف وخمسون أَلفا وستَّة آلاف وإِحدى وثمانون نقطة.
وجملة أَلِفات القرآن أَربعون أَلِفا وثمانية آلاف وثمانمائة أَلف.
وجملة الباءَات أَحد عشر أَلفاً ومائتان واثنان باء.
وجملة التَّاءَات عشرة آلاف ومائة وتسع وتسعون تاء.
وجملة الثاءَات (أَلف ومائتان وست وسبعون ثاء) .
وجملة الجيمات ثلاثة آلاف ومائتان وثلاث وسبعون جيماً.
وجملة الحاءَات ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون حاءً.
وجملة الخاءَات أَلفان وأَربعمائة وستَّ عشرة خاءَ.
وجملة الدّالات خمسة آلاف وستمائة واثنان وأَربعون دالاً.
وجملة الذَّالات أَربعة آلاف وستمائة وتسع وتسعون ذالاً.
وجملة الرّاءَات إِحدى عشرة أَلفاً وسبعمائة وثلاث وتسعون راء.
وجملة الزّايات أَلف وخمسمائة وسبعون زاياً.
وجملة السّينات خمسة آلاف وثمان مائة وأَحَد وتسعون سيناً.
وجملة الشِّينات أَلفان ومائتان وثلاث وخمسون شيناً.
وجملة الصّادات أَلف وإِحدى وثمانون صاداً.
وجملة الضَّادات أَلفان ومائتان وثلاثمائة وتسع ضادات.
وجملة الطَّاءَات أَلفان ومائتان وأَربع وسبعون طاء.
وجملة الظَّاءَات ثمانمائة واثنتان وأَربعون ظاء.
وجملة العَيْنات تسعة آلاف وعشرون عَيْناً.
وجملة الغَيْنَات أَلفان ومائتان وثمان غينات.
وجملة الفاءَات ثمانية آلاف وأَربع مائة وتسع وتسعون فاء.
وجملة القافات ستَّة آلاف وثمانمائة وثلاثة عشر قافاً.
وجملة الكافات عشرة آلاف وثلاثمائة وأَربع وخمسون كافاً.
وجملة اللَاّمات ثلاثون أَلفًا وثلاثة آلاف وخمسمائة واثنتان وعشرن لاماً.
وجملة الميمات عشرون أَلفاً وستَّة آلاف ومائة وخمس وعشرون ميماً.
وجملة النُّونات عشرون أَلفًا وستَّة آلاف وخمسمائة وخمس وعشرون نوناً.
وجملة الواوات عشرون أَلفًا وستَّة آلاف وخمسمائة وخمس وستُّون واوا.
وجملة الهاءَات تسعة عشر أَلفاً وسبعون هاء.
وجملة اللاءَات أَربعة آلاف وتسع وتسعون لاءً.
وجملة الياءَات عشرون أَلفاً وخمسة آلاف وتسعمائة وتسع ياءَات.
وأَمّا ما ينقله أَبو الفضائل المعينى فى تفسيره ففيه زيادة ونقص على هذا. فإِنَّه قال: جملة الأَلفات أَربعون أَلفًا وثمانية آلاف واثنان وتسعون أَلفًا والباءَات اثنا عشر أَلْفا وأَربعمائة وثمان وعشرون.
والتاءَات أَلفان وأَربعمائة وأَربع.
والثاءَات أَلف ومائة وخمس.
والجيمات أَربعة آلاف وثلاثمائة واثنتان وعشرون.
والحاءَات أَربعة آلاف ومائة وثلاثون.
والخاءَات أَلفان وخمسمائة وخمس.
والدّالات خمسة آلاف وتسعمائة وثمان وسبعون.
والذَّالات أَربعة آلاف وتسعمائة وتسع وثلاثون.
والرّاءَات اثنتا عشرة أَلْفا ومائتا وستّ وأَربعون.
والزَّايات ثلاثة آلاف وستّ وثلاثون.
والسّينات خمسة آلاف وتسعمائة وستّ وتسعون.
والشِّينات أَلفان ومائة وإِحدى عشرة.
والصّادات أَلف وستّمائة واثنتان وسبعون.
والضّادات أَلفان وسبع وثلاثون.
والطّاءَات أَلفان ومائتان وأَربع وسبعون.
والظَّاءَات ثمانمائة واثنتان وأَربعون.
والعينات تسعة آلاف وأَربعمائة وسبعة عشر.
والغَيْنَات أَلف ومائتان وسبعة عشر.
والفاءَات ثمانية آلاف وأَربعمائة وتسعة عشر.
والقافات ستَّة آلاف ومائتان وثلاثة عشر.
والكافات عشرة آلاف وخمسمائة وثمان وعشرون.
واللَاّمات ثلاثون أَلْفاً وثلاثة آلاف وخمسمائة واثنتا عشرة.
والميمات عشرون أَلفاً وستَّة آلاف وسبعمائة وخمس وخمسون.
والنونات أَربعون أَلفاً وخمسة آلاف ومائة وتسعة.
والواوات عشرون أَلفاً وخمسة آلاف وخمسمائة وستّ وثمانون.
والهاءَات ستَّة عشر أَلفاً وسبعون.
واللَاّءَات أَربعة آلاف وتسعمائة وتسع.
والياءَات عشرون أَلفاً وخمسة آلاف وتسعمائة وتسعة عشر.
***
هذه سُوَر القرآن - بكمالها - مع ذكر موضوع النزول، وعدد الآيات، والحروف، والكلمات، والنِقاط، وما اشتملت عليه السّورة: من المقاصد، وما فيها من المنسوخ والناسخ، وما اختلف فيها من الآيات، وما ورد فى فضل السّورة.