الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. ص. والقرآن
السّورة مكِّيّة إِجماعاً. وآياتها ثمان وثمانون فى عدّ الكوفة، وستّ فى عدّ الحجاز، والشأم، والبصر، وخمس فى عَدّ أَيّوب بن المتوكِّل وحده. وكلماتها سبعمائة واثنتان وثلاثون. وحروفها ثلاثة آلاف وسبع وستّون. المختلف فيها ثلاث: الذكر، وغوّاص، {والحق أَقُولُ} مجموع فواصل آياتها (صدّ قُطْرُب مَن لجّ) ولها اسمان سورة صاد؛ لافتتاحها بها، وسورة داود؛ لاشتمالها على مقصد قصَّته فى قوله:{واذكر عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأيد} .
معظم مقصود السورة: بيان تعجّب الكفَّار من نبوّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووصف المنكرين رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاختلاق والإفتراءِ، واختصاص الحقِّ تعالى بمُلْك الأَرض والسّماءِ، وظهور أَحوال يوم القضاءِ، وعجائب حديث داود وأُوريَا وقصّة سليمان فى حديث المَلَك، على سبيل المِنَّة والعطاءِ، وذكر أَيّوب فى الشفاءِ، والابتلاءِ، وتخصيص
إِبراهيم وأَولاده من الأَنبياءِ، وحكاية أَحوال ساكنى جَنَّةِ المأْوَى، وعجز حال الأَشقياءِ فى سقر ولَظَى، وواقعة إِبليس مع آدم وحوّاء وتهديد الكفَّار على تكذيبهم للنبىّ المجتبى فى قوله:{إِنْ هُوَ إِلَاّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ} .
الناسخ والمنسوخ:
فيها من المنسوخ آيتان: {إِن يوحى إِلَيَّ} م آية السّيف ن {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ} م آية السّيف ن.
ومن المتشابهات: قوله تعالى: {وعجبوا أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الكافرون} بالواو، وفى ق:(فقال) بالفاءِ؛ لأَنَّ اتَّصاله بما قبله فى هذه السّورة معنوى، وهو أَنَّهم عجِبُوا من مجئ المنذر وقالوا: هذا المنذر ساحر كذاب، واتِّصاله فى ق معنوىّ ولفظىّ؛ وهو أَنهم عجبُوا، فقالوا: هذا شئ عجيب. فراعى المطابقة بالعَجُزِ والصّدر، وختم بما بدأَ به، وهو النّهاية فى البلاغة.
قوله: {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذكر مِن بَيْنِنَا} وفى القمر {أَأُلْقِيَ} لأَنَّ ما فى هذه السّورة حكاية عن كفَّار قريش يُجيبون محمّدا صلى الله عليه وسلم حين قرأَ عليهم {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ} فقالوا: أَأُنزل عليه الذكر. ومثله {الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ الكتاب} و {تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الفرقان على عَبْدِهِ} هو كثير. وما فى القمر حكاية عن قوم صالح. وكان يأْتى الأَنبياءَ يومئذ صحفٌ مكتوبة، وأَلواح مسطورة؛ كما جاءَ إِبراهيمَ وموسى. فلهذا قالوا:{أَأُلْقِيَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} مع أَنَّ لفظ الإِلقاءِ يستعمل لما يستعمل له الإِنزال.
قوله: {وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا} ، وفى الأَنبياءِ:{مِنْ عِنْدِنَا} ؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى ميّز أَيُّوب بحسن صبره على بلائه، من بين أَنبيائه، فحيث قال لهم: من عندنا قال له: منَّا، وحيث لم يقل لهم: من عندنا قال له: من عندنا [فخصت هذه السورة بقوله: منا لما تقدم فى حقهم (من عندنا) ] فى مواضع. وخُصّت سورة الأَنبياء بقوله: (من عندنا) لتفرّده بذلك.
قوله {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو الأوتاد} وفى ق: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرس} إِلى قوله: {فَحَقَّ وَعِيْد} قال الإِمام: سورة ص بُنيت فواصلها على رَدْف أَواخرها [بالأَلف؛ وسورة ق على ردف أَواخرها] بالياءِ والواو. فقال فى هذه السّورة: الأَوتاد،
الأَحزاب، عقاب، وجاءَ بإِزاءِ ذلك فى ق: ثمود، وعيد، ومثله فى الصافات:{قَاصِرَاتُ الطرف عِينٌ} وفى ص {قَاصِرَاتُ الطرف أَتْرَابٌ} فالقصد إِلى التَّوفيق بين الأَلفاظ مع وضوح المعانى.
قوله فى قصّة آدم: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ} قد سبق.
فضل السورة
فيه حديث أُبىّ الواهى: مَن قرأَ سورة ص كان له بوزن كلّ جبل سخّره الله لداود عشرُ حسنات، وعُصِم أَن يُصرّ على ذنب صغير أَو كبير، وحديث علىّ مثله: يا على من قرأَ (ص والقرآن) . فكأَنما قرأَ التَّوراة، وله بكلِّ آية قرأَها ثوابٌ الأَسخياءِ.