الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. سبح. الحديد
السّورة مدنية، وقيل: مكِّيّة. وآياتها تسع وعشرون فى عدّ الكوفة والبصرة، وثمان فى عدّ الباقين. وكلماتها خمسمائة وأَربع وأَربعون. وحروفها أَلفان وأَربعمائة وستّ وسبعون. المختلف فيها آيتان:{مِن قِبَلِهِ العذاب} و {الإنجيل} مجموع فواصل آياتها (من بزَّ ردّ) على الزاءِ {إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ} وعلى الدّال {هُوَ الغني الحميد} سمّيت سورة الحديد لقوله تعالى فيها: {وَأَنزَلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} .
معظم مقصود السّورة: الإِشارة [إِلى] تسبيح جملة المخلوقين والمخلوقات فى الأَرض والسّماوات، وتنزيهُ الحقّ تعالى فى الذَّات والصفات، وأَمر المؤمنين بإِنفاق النفقات والصّدقات، وذكر حيرة المنافقين فى صحراءِ العَرَصَات وبيان خِسّة الدّنيا وعزّ الجَنَّات، وتسلية الخَلْق عند هجوم النكبات والمصيبات، فى قوله:{وَأَنَّ الفضل بِيَدِ الله} بهذه الآيات. والسّورة محكمة: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
المتشابهات:
قوله تعالى: {سَبَّحَ للَّهِ} وكذلك فى الحَشْر، والصَّفِّ، ثمّ {يُسَبِّحُ} فى الجمعة والتَّغابن. هذه كلمة استأْثر الله بها، فبدأَ بالمصدر فى بنى إِسرائيل؛ لأَنه الأَصل، ثمّ بالماضى؛ لأَنَّه أَسبق الزَّمانين، ثمَّ بالمستقبل، ثم بالأَمر فى سورة الأَعلى؛ استيعاباً لهذه الكلمة مِن جميع جهاتها. وهى أَربع: المصدر، والماضى، والمستقبل، والأَمر للمخاطب.
قوله: {مَا فِي السماوات والأرض} وفى السّور الخمس {مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} إِعادة (ما) هو الأَصل. وخُصّت هذه السّورة بالحذف؛ موافقة لما بعدها. وهو {خَلْقُ السماوات والأرض} وبعدها {لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض} ، لأَنَّ التَّقدير فى هذه السّورة: سبّح لله خَلْق السماوات والأَرض. ولذلك قال فى آخر الحشر بعد قوله: {الخالق البارىء المصور} {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السماوات والأرض} أَى خَلْقُها.
قوله: {لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض} وبعده: {لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض} ليس بتكرار؛ لأَنَّ الأُولى فى الدّنيا؛ لقوله: {يُحْيِي وَيُمِيتُ} والثَّانية فى العقبى؛ لقوله: {وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور} .
قوله: {ذَلِكَ هُوَ الفوز العظيم} بزيادة {هُوَ} لأَن {بُشْرَاكُمُ} مبتدأ {جَنَّاتٌ} خبره {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} صفة لها {خَالِدِينَ فِيهَا} حال {ذَلِكَ} إِشارة إِلى ما قبله. و {هُوَ} تنبيه على عظم شأْن المذكور {الفوز العظيم} خبره.
قوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات} ابتداء كلام {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا} عَطْف عليه.
قوله: {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرض وَلَا في أَنفُسِكُمْ} ، وفى التَّغابن {مِن مُّصِيبَةٍ إِلَاّ بِإِذْنِ الله} فصّل فى هذه السّورة، وأَجمل هناك؛ موافقة لما قبلها فى هذه السّورة، فإِنَّه فصّل أَحوال الدّنيا والآخرة فيها، بقوله:{اعلموا أَنَّمَا الحياة الدنيا} الآية.
فضل السّورة
فيه الحديث الضعيف عن أُبىّ: مَن قرأَ سورة الحديد كُتِب من الذين آمنوا بالله ورسوله، وحديث علىّ: يا علىّ من قرأَها شرّكه الله فى ثواب المجاهدين، ولا يغلُّه بأَغلال النَّار، وله بكل آية قرأَها مثلُ ثوابِ القائم بما أَمر الله.