الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. يأيها الناس اتقوا ربكم
هذه السّورة مدنيّة بإِجماع القُرَّاءِ.
وعدد آياتها مائة وخمس وسبعون، فى عدّ الكوفىّ، وستّ فى عدِّ البصرىّ، وسبع فى عدّ الشَّامىّ.
وكلماتها ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمس وأَربعون. وحروفها ستَّة عشر أَلفاً وثلاثون حرفاً.
والآيات المختلف فيها {أَن تَضِلُّواْ السبيل} ، {عَذَابًا أَلِيْمًا} .
مجموع فواصل الآيات (م ل ان) يجمعها قولك (مِلْنَا) فعلى اللَاّم آية واحدة (السّبيل) وعلى النُّون آية واحدة (مهين) وخمس آيات منها على الميم المضمومة، وسائر الآيات على الأَلف.
واسم السّورة سورة النِّساءِ الكبرى، واسم سورة الطَّلاق سورةُ النِّساءِ الصّغرى.
وأَمّا ما اشتملت عليه السّورة مجملاً فبيان خِلْقة آدم وحوَّاءَ، والأَمر [بصلة] الرّحم، والنَّهى عن أَكل مال اليتيم، وما يترتَّب عليه من عظم الإِثم، والعذاب لآكليه، وبيان المناكحات، وعدد النساءِ، وحكم الصَّداق، وحفظ المال من السّفهاءِ، وتَجربة اليتيم قبل دفع المال إِليه، والرِّفْق بالأَقارب وقت قسمة الميراث، وحكم ميراث أَصحاب الفرائض، وذكر ذوات المحارم، وبيان طَوْل الحُرَّةِ، وجواز التَّزَوُّج بالأَمَة، والاجتناب عن الكبائر، وفضل الرّجال على النِّساءِ، وبيان الحقوق، وحكم السّكران وقت الصلاة، وآية التيُّمم، وذمّ اليهود، وتحريفهم التوراة، وردّ الأَمانات إِلى أَهلها، وصفة المنافقين فى امتناعهم عن قبول أَوامر القرآن، والأَمر بالقتال، ووجوب رَدِّ السّلام، والنَّهى عن موالاة المشركين، وتفصيل قَتْل العمد والخطأ، وفضل الهجرةِ، ووزْر المتأَخِّرين عنها، والإِشارة إِلى صلاة الخوف حال القتال، والنَّهى عن حماية الخائنين، وإِيقاعُ الصّلح بين الأَزواج والزَّوجات، وإِقامة الشهادات، ومدح العدل، وذمّ المنافقين، وذمّ اليهود، وذكر قَصْدهم قتل عيسى عليه السلام، وفضل الرّاسخين فى العلم، وإِظهار فساد اعتقاد النَّصارى، وافتخار الملائكة والمسيح بمقام العبوديّة، وذكر ميراث الكلالة، والإِشارة إِلى أَنَّ الغرض من بيان الأَحكام صيانةُ الخَلْق من الضَّلالة، فى قوله {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوْا} أَى كراهة أَن تضلُّوا. وأَمّا النَّاسخ والمنسوخ فى هذه السّورة ففى أَربع وعشرين آية {وَإِذَا
حَضَرَ القسمة} م {يُوصِيكُمُ الله في أَوْلَادِكُمْ} ن {وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ} الآية م {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً} ن {إِنَّ الذين يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليتامى ظُلْماً} م {قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ} ن {واللاتي يَأْتِينَ الفاحشة مِن نِّسَآئِكُمْ} م (الثَّيِّب بالثيب) ن {واللذان يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ} م {الزانية والزاني فاجلدوا} ن {إِنَّمَا التوبة عَلَى الله} بعض الآية م {وَلَيْسَتِ التوبة لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السيئات} ن والآيتان مفسّرتان بالعموم والخصوص {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النسآء كَرْهاً} م والاستثناء فى قوله {إِلَاّ مَا قَدْ سَلَفْ} ن وقيل الآية مُحكمة {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ آتَيْتُمُوهُنَّ} م والاستثناء فى قوله {إِلَاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ} ن {وَلَا تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِّنَ
النسآء} م والاستثناء فى قوله: {إِلَاّ مَا قَدْ سَلَفَ} ن وقيل الآية محكمة {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأختين} م والاستثناء منه ن فيما مضى {فَمَا استمتعتم بِهِ مِنْهُنَّ} م {والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} وقول النَّبىّ صلى الله عليه وسلم: "أَلا وإِنى حَرَّمت المُتْعَة" ن {لَا تأكلوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بالباطل} م {لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ} ن أَراد مؤاكلتهم {والذين عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} م {وَأُوْلُو الأرحام بَعْضُهُمْ أولى بِبَعْضٍ} ن {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ} م آية السّيف ن {وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُوْلُ} م {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِر لَهُمْ} ن {خُذُوْا حِذْرَكُمْ} م {لِيَنْفِرُوْا كآفَّة} ن {فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} م آية السّيف ن {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ} م {فَاقْتُلُوْا الْمُشْرِكِينَ} ن {فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ
عَدُوٍّ لَّكُمْ} م {بَرَآءَةٌ مِّنَ الله} ن {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً} م {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} ن وقوله {والذين لَا يَدْعُونَ} إِلى قوله {وَمَنْ تَابَ} ن {إِنَّ المنافقين فِي الدرك الأسفل مِنَ النار} م {إِلَاّ الذين تَابُواْ} ن {فَمَا لَكُمْ فِي المنافقين فِئَتَيْنِ} وقوله {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله لَا تُكَلَّفُ إِلَاّ نَفْسَكَ} م آية السّيف ن.
المتشابهات فى هذه السورة:
{والله عَلِيمٌ حَلِيمٌ} ليس غيره أَى عليم بالمُضارة، حليم عن المُضارة.
قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا وذلك الفوز العظيم} بالواو، وفى براءَة (ذلك) بغير واو، لأَنَّ الجملة إِذا وقعت بعد أَجنبيَّة لا تحسن إِلَاّ بحرف العطف. وإِن كان بالجملة الثانية ما يعود إِلى الجملة الأَولى حسن إِثبات حرف العطف، وحسن الحذف؛ اكتفاءً بالعائد. ولفظ (ذلك) فى الآيتين يعود إِلى ما قبل الجملة، فحسن الحذف والإِثبات فيهما. ولتخصيص هذه السّورة بالواو وجهان لم يكونا فى براءَة: أَحدهما موافقة
ما قبلها، وهى جملة مبدوءَة بالواو، وذلك قوله {وَمَنْ يَطِعِ الله} ؛ والثانى موافقة ما بعدها، وهو قوله:(وَلَهُ) بعد قوله: {خَالِداً فِيهَا} وفى براءَة [أَوعد] أَعداءَ الله بغير واو، ولذلك قال (ذلك) بغير واو.
وقوله: {مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} فى أَوّل السّورة، وبعدها {مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} وفى المائدة {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا متخذي أَخْدَانٍ} لأَنَّ ما فى أَوّل السورة وقع فى حقِّ الأَحرار المسلمين، فاقتُصِر على لفظ {غَيْرَ مُسَافِحِينَ} والثانية فى الجوارى، وما فى المائدة فى الكتابيّات فزاد {وَلَا متخذي أَخْدَانٍ} حرمة للحرائر المسلمات، ولأَنهنَّ إِلى الصّيانة أَقرب، ومن الخيانة أَبعد، ولأَّنَّهنَّ لا يتعاطين ما يتعاطاه الإِماءُ والكتابيَّات من اتِّخاذ الأَخدان.
قوله: {فامسحوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} فى هذه السّورة وزاد فى المائدة (منه) لأَنَّ المذكور فى هذه بعضُ أَحكام الوضوءِ والتيمّم، فحسن الحذف؛ والمذكور فى المائدة جميع أَحكامهما، فحسن الإِثبات والبيان.
قوله: {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} ختم الآية مرة بقوله (فقد افترى) ومرّة بقوله (فقد ضلَّ) لأَنَّ الأَوّل نزل فى اليهود، وهم الَّذين افتروْا على الله ما ليس فى كتابهم، والثَّانى نزل فى الكفار، ولم يكن لهم كتاب فكان ضلالهم أَشدّ.
قوله {يَا أَيُّهَآ الذين أُوتُواْ الكتاب} وفى غيرها (يأهل الكتاب) لأَنَّه سبحانه استخفَّ بهم فى هذه الآية، وبالغ، ثمّ ختم بالطمس، وردِّ الوجوه على الأَدبار، واللَّعن، وأَنَّها كلَّها واقعة بهم.
قوله {دَرَجَة} ثمّ فى الاية الأُخرى {دَرَجَات} لأَنَّ الأُولى فى الدُّنيا والثانية فى الجنة. وقيل: الأُولى بالمنزلة، والثانية بالمنزل. وهى درجات. وقيل: الأُولى على القاعدين بعُذْر، والثانية على القاعدين بغير عذر.
قوله: {وَمَن يُشَاقِقِ الرسول} بالإِظهار هنا وفى الأَنفال، وفى الحشر بالإِدغام، لأَنَّ الثانى من المثلين إِذا تحرّك بحركة لازمة وجب إِدغام الأَوّل فى الثانى؛ أَلا ترى أَنَّك تقول ارْدُدْ بالإِظهار، ولا يجوز ارْدُدَا وارددوا وازددى، لأَنها تحركت بحركة لازمة (والأَلف واللام فى "الله" لازمتان، فصارت حركة القاف لازمة) و (ليس) الأَلف واللَاّم فى الرّسول كذلك. وأَمَّا فى الأَنفال فلانضمام (الرّسول) إليه فى العطف لم يدغم؛ لأَنَّ التقدير فى القاف أَن قد اتَّصل بهما؛ فإِنَّ الواو يوجب ذلك.
قوله {كُونُواْ قَوَّامِينَ بالقسط شُهَدَآءَ للَّهِ} ، وفى المائدة: {قَوَّامِينَ
للَّهِ شُهَدَآءَ بالقسط} لأَنَّ (الله) فى هذه السّورة متصل ومتعلِّق بالشَّهادة، بدليل قوله:{وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} أَى ولو تشهدون عليهم، وفى المائدة متَّصل ومتعلِّق بقوّامين، والخطاب للولاة بدليل قوله:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} الآية.
قوله: {إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوْهُ} وفى الأَحزاب {إِن تُبْدُواْ شَيْئاً} لأَنَّ هنا وقع الخير فى مقابلة السّوءِ فى قوله: {لَا يُحِبُّ اللهُ الجَهْرَ بِالسَّوْءِ} والمقابلة اقتضت أَن يكون بإِزاءِ السُّوءِ الخيرُ، وفى الأَحزاب بعد (ما فى قلوبهم) فاقتضى العموم، وأَعمُّ الأَسماءِ شىءٌ. ثم ختم الآية بقوله:{فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا} .
قوله: {وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي السماوات والأرض} وباقى ما فى هذه السّورة {مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} لأَنَّ الله سبحانه ذكر أَهلَ الأَرض فى هذه الآية تبعاً لأَهل السّماوات، ولم يفردهم بالذكر لانضمام المخاطَبين إِليهم ودخولهم فى زُمْرتهم وهم كفَّارُ عبدة الأَوثان، وليسوا المؤْمنين ولا من أَهل الكتاب لقوله {وَإِنْ تَكْفُرُوْا} فليس هذا قياساً مُطَّرِداً بل علامة.
قوله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النسآء} بواو العطف وقال فى آخر السّورة {يَسْتَفْتُونَكَ} بغيرواو، لأَنَّ الأَوّل لمّا اتَّصل بما بعده وهو قوله:{فِي النسآء} وصله بما قبله بواو العطف والعائد جميعاً، والثَّانى لَمَّا انفصل عمّا
بعده اقتصر من الاتِّصال على العائد وهو ضمير المستفتين و [ليس] فى الآية متَّصل بقوله: {يَسْتَفْتُونَكَ} لأَنَّ ذلك يستدعى: قل الله يفتيكم فيها أَى فى الكلالة، والذى يتَّصل بيستفتونك محذوف، يحتمل أَن يكون (فى الكلالة) ، ويحتمل أَن يكون فيما بدالهم من الوقائع.
فضل السّورة
رُوى عن النبى صلى الله عليه وسلم: مَنْ قرأَ سورة النِّساءِ فكأَنَّما تصدّق على كلِّ مَن ورثَ ميراثاً، وأُعطى من الأَجر كمن اشترى محرَّراً، وبرئ من الشرك، وكان فى مشيئة الله مِن الَّذين يتجاوز عنهم. وعنه صلى الله عليه وسلم منْ قرأَ هذه السّورة كان له بعدد كلِّ امرأَة خلقها الله قنطاراً من الأَجر، وبعددهنَّ حسناتٍ ودرجات، وتزوّج بكلِّ حرف منها زوجةً من الحُور العين. ويروى: يا علىّ، مَنْ قرأَ سورة النِّساءِ كُتب له مثلُ ثواب حملة العرش، وله بكلِّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَن يموت فى طريق الجهاد.
هذه الأَحاديث ضعيفة جدًّا وبالموضوعات أَشبه والله أَعلم.