الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. اذا وقعت الواقعة
السّورة مَكِّيّة بالاتِّفاق. آياتها تسع وتسعون فى عدّ الحجاز والشام، وسبع فى البصرة، وستّ فى الكوفة. وكلماتها ثلاثمائة وثمان وسبعون. وحروفها أَلف وسبعمائة وثلاث. المختلف فيها أَربع عشرة آية:{فَأَصْحَابُ الميمنة} {وَأَصْحَابُ المشأمة} {وَأَصْحَابُ الشمال} {وَأَصْحَابُ اليمين} إنشاءً {فِي سَمُوْمٍ وَحَمِيمٍ} {وَكَانُواْ يِقُولُونَ} {وَأَبَارِيقَ} {مَّوْضُونَةٍ} {وَحُورٌ عِينٌ} تأْثيما {والآخرين} {لَمَجْمُوْعُونَ} {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} . مجموع فواصل آياتها (لا بدّ منه) على الباءِ منها آية واحدة: {وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ} . سمّيت بسورة الواقعة؛ لمفتتحها.
معظم مقصود السورة: ظهور واقعة القيامة، وأَصناف الخلق بالإِضافة إِلى العذاب والعقوبة، وبيان حال السّابقين بالطاعة، وبيان حال قوم يكونون متوسّطين بين أَهل الطاعة وأَهل المعصية، وذكر حال أَصحاب الشِمال، والغَرْقَى فى بحار الهلاك، وبرهان البعث من ابتداءِ الخِلْقة،
ودليل الحشر والنشر من الحَرْث والزّرع، وحديث الماءِ والنَّار، وما فى ضمنهما: من النّعمة والمِنَّة، ومَسّ المصحف، وقراءَته فى حال الطَّهارة، وحال المتوفَّى فى ساعة السّكرة، وذكر قوم بالبشارة، وقوم بالخسارة، والخُطْبة على جلال الحقّ تعالى بالكبرياءِ والعظمة بقوله:{فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم} .
والسّورة محكمة لا ناسخ فيها ولا منسوخ. وعن مقاتل أَنَّ {ثُلَّةٌ مِّنَ الأولين} فى أَوّل السّورة منسوخٌ بثلَّة من الآخرين الَّذى بعده.
المتشابهات:
قوله: {فَأَصْحَابُ الميمنة مَآ أَصْحَابُ الميمنة} أَعاد ذكرها. وكذلك {وَأَصْحَابُ المشأمة مَآ أَصْحَابُ المشأمة} ثمّ قال: {السابقون} لأَنَّ التقدير عند بعضهم: والسابقون ما السّابقون، فحذف (ما) لدلالة ما قبله عليه وقيل: تقديره: أَزواجاً ثلاثة فأَصحاب الميمنة وأَصحاب المشأَمة والسّابقون ثم ذكر عقيب كلّ واحد منهم تعظيماً أَو تهويلاً فقال: ما أَصحاب الميمنة ما أَصحاب المشأَمة، والسّابقون أَى هم السّابقون. والكلام فيه يطول.
قوله: {أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ} {أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تَحْرُثُوْنَ} {أَفَرَأَيْتُمُ المآء الذي تَشْرَبُونَ} {أَفَرَأَيْتُمُ النار التي تُورُونَ} بدأَ بذكر خَلْق الإِنسان، ثمّ بما لا غنى له عنه، وهو الحَبّ الَّذى منه قُوتُه (وقوّته)
ثمّ الماء الَّذى منه سَوْغه وعَجْنه، ثمّ النَّار التى منها نُضْجه وصلاحه. وذكر عقيب كلّ واحد ما يأْتى عليه ويفسده، فقال فى الأُولى:{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ} وفى الثَّانية {لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} وفى الثالثة {لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} ولم يقل فى الرّابعة ما يفسدها، بل قال: نحن جعلناها تذكرة: يتَّعظون بها [ومتاعا] للمُقْوِين: أَى للمسافرين ينتفعون بها.
فضل السّورة
فيه حديث ابن مسعود: "من قرأَ سورة الواقعة فى كلّ ليلة لم تصبه فاقةٌ أَبداً" وحديث علىّ الضَّعيف: يا علىّ مَنْ قرأَها أَعطاه الله من الثواب مثل ثواب أَيّوب، وله بكل آية قرأَها مثل ثواب امرأَة أَيّوب.