الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفعل مثل ذلك فى المدينة، ثم ذهب إِلى اليمن قاصدا الأَشرف، فمات الأَشرف قبل وصوله. والأَشرف هو إِسماعيل بن العباس، ولى الملك سنة 778، وكان كريما ممدَّحا مقبلا على العلم والعلماء، يكرم الغرباءَ ويبالغ فى الإِحسان إِليهم، اشتغل بفنون من الفقه والنحو والأَدب والتاريخ والأَنساب والحساب وغيرها، كما فى ترجمته فى الضوءِ اللامع، ومات بزبيد سنة 803هـ.
وصحب المجد بعد الأَشرف ابنه السلطان الناصر أَحمد. ويظهر أَن المجد لم يلق فى عهده ما لقيه فى عهد أَبيه الأَشرف. ومن ثم أَبطل المدرستين فى مكة والمدينة اللتين جعلهما باسم الأَشرف. ويذكر السخاوى فى ترجمته أَنه فى أَيامه خرب غالب بلاد اليمن لكثرة ظلمه وعَسْفه وعدم سياسته. وكانت وفاته سنة 827هـ.
نسب المجد ولقبه، وما اشتهر به
أملى المجد نسبه، ورفعه إِلى أَبى إِسحاق الشيرازى إِبراهيم بن علىّ الذى كان علما فى فقه الشافعية، وهو صاحب التنبيه والمهذَّب. وكانت وفاته سنة 476هـ.
وسياقه نسبه - كما فى الضوءِ اللامع -: محمد بن يعقوب بن إِبراهيم ابن عُمَر بن أَبى بكر بن أَحمد بن محمود بن إِدريس بن فضل الله ابن الشيخ أَبى إِسحاق إِبراهيم بن على بن يوسف بن عبد الله.
ويذكر ابن حَجَر فى إِنباءِ الغُمر أَن شيوخه كانوا يطعنون فى رفع نسبه
إِلى أَبى إِسحاق مستندين إِلى أَن أَبا إِسحاق لم يُعقب. وفى الضوءِ أَن هذا القول مرجعه إِلى الظن لا إِلى اليقين.
ويذكر ابن حَجَر أَيضاً أَن المجد بعد أَن ولى القضاءَ باليمن ارتقى درجة فصار يدّعى انتسابه إِلى أَبى بكر الصدِّيق رضى الله عنه، ويقول:
"وزاد إِلى أَن قرأْت بخطِّه لبعض نوّابه فى بعض كتبه: كتبه محمد الصدِّيقى. ولم يكن مدفوعاً عن معرفة، إِلَاّ أَن النفس تأْبى قبول ذلك" وقد حاولت أَن أَقف على تمام نَسب أَبى إِسحاق، وأَن أَتعرَّف حال نسبته إِلى أَبى بكر رضى الله عنه، فلم أَهتد إِلى مرجع فى ذلك.
واشتهرت نسبته "الفيروز ابادى" وهى نسبه إِلى فيروز اباد - بفتح الفاءِ وكسرها - وهى مدينة (جُور) فى جنوبىِّ شيروز، وفى شمالىِّ كارِزين. وفى خاتمة تاج العروس أَن فيروز اباد كان منها أَبوه وجَدّه. وهذا القول فى النفس منه شىء. فقد كان مولد المجد فى كارزين، وبقى فيها سنيه السبع الأُولى ثم ينتقل إِلى شيراز، ولا نرى له علاقة بفيروز اباد، وكذلك نرى أَباه من علماءِ شيراز، ولا نرى له ذكراً فى فيروز اباد. وقد يقال: إِن كارزين بلدة أُمّه، وإِن أَخبار أَبيه لم يبلغنا منها إِلا النزر اليسير. وفى ظنِّى أَن هذه النسبة أَتته من قبل انتسابه إِلى أَبى إِسحاق، فقد كان من فيروز اباد، وطلب العلم فى شيراز، واستقرّ به المقام فى بغداد.
ويقال فى نسبه أَيضاً: الشيرازىّ، إِذ تلقى العلم فى مبدإِ أَمره فى شيراز. ونراه ينسب إِلى كارزين.