الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة.. فى تبارك الذى بيده الملك
السّورة مكية. وآياتها ثلاثون عند الجمهور، وإِحدى وثلاثون عند المكيّين. وكلماتها ثلاثمائة وثلاثون. وحروفها أَلف وثلاثمائة وثلاث عشرة. والمختلف فيها آية {قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ} مجموع فواصل آياتها (تمر) على الميم اثنان: أَليم ومستقيم.
ولها فى القرآن والسُّنن سبعة أَسماء: سُورة المُلْك؛ لمفتتحها، والمُنجية لأَنها تنجى قارئها من العذاب، والمانعة؛ لأَنها تمنع مِن قارئها عذابَ القبر - وهذا الاسم فى التوراة - والدافعة؛ لأَنها تدفع بلاءَ الدنيا وعذابَ الآخرة من قارئها، والشافعة؛ لأَنها تشفع فى القيامة لقارئها، والمجادِلة؛ لأنها تجادل منكراً ونكيراً، فتناظرهما كيلا يؤذيا قارئها، السابعة: المخلِّصة؛ لأَنها تخاصم زَبانية جهنم؛ لئلا يكون لهم يدٌ على قارئها.
معظم مقصود السّورة: بيان استحقاق الله المُلْك، وخَلْقُ الحياة والموت للتجربة، والنظرُ إِلى السماوات للعِبرة، واشتعال النجوم والكواكب للزينة، وما أُعد للمنكرين: من العذاب، والعقوبة، و (ما) وُعد به المتَّقون: من الثَّواب، والكرامة، وتأْخير العذاب عن المستحقين بالفضل
والرّحمة، وحفظ الطُّيور فى الهواءِ بكمال القدرة، واتصال الرّزق إِلى الخليقة، بالنَّوال والمِنَّة، وبيان حال أَهل الضَّلالة، والهداية، وتعجُّل الكفَّار بمجىءِ القيامة، وتهديد المشركين بزوال النعمة بقوله:{فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ} .
والسّورة محكمة: لا ناسخ فيها ولا منسوخ.
المتشابهات
قوله: {فارجع البصر} وبعده: {ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ} أَى مع الكرّة الأُولى. وقيل: هى ثلاث مرّات، أَى ارجع البصر - وهذه مرّة - ثم ارجع البصر كرّتين، فمجموعها ثلاث مرّات. قال أَبو القاسم الكرمانى: ويحتمل أَن يكون أَربع مرّات؛ لأَنَّ قوله {ارجِعِ} يدلُّ على سابقة مرّة.
قوله: {أَأَمِنتُمْ مَّن فِي السمآء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرض} ، وبعده:{أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً} خوّفهم بالخسف أَوّلا، لكونهم على الأَرض، وأَنها أَقرب عليهم من السّماءِ، ثم بالحصْب من السماءِ. فلذلك جاءَ ثانية.
فضل السّورة
فيه حديث حسن عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: إِن سورة من كتاب الله ما هى إِلَاّ ثلاثون آية، شفعت لرجل، فأَخرجته يوم القيامة
من النار، وأَدخلته الجنَّة، وهى سورة تبارك؛ وأَحاديث ضعيفة: منها حديث أُبىّ: ودِدْتُ أَنَّ {تَبَارَكَ الذي بِيَدِهِ الملك} فى قلب كلّ مؤمن، وحديث: إِنَّ فى القرآن سُورةً تجادل عن صاحبها يوم القيامة خُصَماءَه، وهى الواقية: تقيه من شدائد القيامة، وهى الدّافعة: تدفع عنه بَلْوَى الدّنيا، وهى المانعة: تمنع عن قارئها عذاب القبر، فلا يؤذيه منكر ونكير؛ وحديث علىّ: يا علىّ مَنْ قرأَها جاءَ يوم القيامة راكباً على أَجنحة الملائكة، ووجهه فى الحسن كوجه يوسف الصّدّيق، وله بكلّ آية قرأَها مثلُ ثواب شُعَيْب النبىّ صلى الله عليه وسلم.