الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. يأيها الناس اتقوا ربكم
السّورة مكِّيّة بالاتِّفاق، سوى ستّ آياتٍ منها، فهى مَدَنِيَّة:{هاذان خَصْمَانِ} إِلى قوله: {صِرَاطِ الحميد} . وعدد آياتها ثمانٍ وسبعون فى عدّ الكوفيِّين، وسبع للمدَنيين، وخمس للبصرييِّن، وأَربع للشاميِّين. وكلماتها ألفان ومائتان وإِحدى وتسعون كلمة. وحروفها خمسة آلاف وخمسة وسبعون.
والآيات المختلف فيها خمس: الحميم، الجلود، وعاد وثمود، {وَقَوْمُ لُوطٍ} ، {سَمَّاكُمُ المسلمين} . مجموع فواصل آياتها (انتظم زبرجد قطَّ) على الهمزة منها {إِنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ} .
سمِّيت: سورة الحج؛ لاشتمالها على مناسك الحجّ، وتعظيم الشَّعائر، وتأذين إِبراهيم للنَّاس بالحج.
مقصود السورة على طريق الإِجمال: الوصيّة بالتَّقوى، والطَّاعة، وبيان هَوْل السّاعة، وزلزلة القيامة، (والحجّة) على إِثبات الحشر والنشر،
وجدال أَهل الباطل مع أَهل الحقِّ، والشكاية من أَهل النفاق بعد الثبات، وعَيْب الأَوثان وعبادتها، وذكر نُصْرة الرّسول صلى الله عليه وسلم، وإِقامة البرهان والحُجَّة، وخصومة المؤمن والكافر فى دين التوحيد، وتأذين إِبراهيم على المسلم بالحجِّ، وتعظيم الحُرُمات والشعائر، وتفضيل القرآن فى الموسم، والمِنَّة على العباد بدفع فساد أَهل الفساد، وحديث البئر المعطَّلة، وذكر نسيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهوه حال تلاوة القرآن، وأَنواع الحجّة على إِثبات القيامة، وعجز الأَصنام وعُبَّادها، واختيار الرّسول من الملائكة والإِنس، وأَمر المؤمنين بأَنواع العبادة والإِحسان، والمِنَّة عليهم باسم المسلمين، والاعتصام بحفظ الله وحِياطته فى قوله {واعتصموا بالله هُوَ مَوْلَاكُمْ} إِلى قوله {وَنِعْمَ النصير} .
الناسخ والمنسوخ:
المنسوخ فيها آيتان: {إِلَاّ إِذَا تمنى أَلْقَى الشيطان في أُمْنِيَّتِهِ} م {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تنسى} ن {الله يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} م آية السّيف ن. والنَّاسخ فى هذه السّورة {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} .
المتشابهات:
قوله: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا} وبعده {وَتَرَى الناس سكارى} محمول على: أَيُّها المخاطب كما سبق فى قوله {وَتَرَى الفلك} .
قوله: {ومِنَ الناس مَن يُجَادِلُ فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} [فى هذه السورة، وفى لقمان: {وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} ] لأَنَّ ما فى هذه السّورة وافق ما قبلها [من الآيات، وهى: نذير، القبور، وكذلك فى لقمان وافق ما قبلها] وما بعدها وهى الحمير والسّعير والأُمور.
قوله: {مِن بَعْدِ عِلْمٍ} بزيادة (مِن) لقوله {مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ} الآيه وقد سبق فى النحل.
قوله: {ذلك بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} وفى غيرها {أَيْدِيْكُمْ} لأَنَّ هذه الآية نزلت فى نضر بن الحارث وقيل [فى] أَبى جهل [فوحده، وفى غيرها] نزلت فى الجماعة الَّذين تقدم ذكرهم.
قوله: {إِنَّ الذين آمَنُواْ والذين هَادُواْ "والصابئين والنصارى"} (قدّم الصابئين لتقدم زمانهم. وقد سبق فى البقرة.
قوله: {يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السماوات} سبق فى الرّعد.
قوله: {كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا} وفى السّجدة {مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا} لأَنَّ المراد بالغمِّ [الكرب] والأَخذ بالنَّفْس حتى
لا يجد صاحبه مُتنفَّساً، وما قبله من الآيات يقتضى ذلك، وهو {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ} إِلى قوله {مِنْ حَدِيْدٍ} فمَنْ كان فى ثياب من نار فوق رأسه جهنم يذوب من حَرّه أَحشاءُ بطنه، حتى يذوب ظاهرُ جِلده، وعليه موكَّلون يضربونه بمقامع من حديد، كيف يجد سروراً ومُتنفَّساً من تلك الكُرَبِ التى عليه وليس فى السّجدة من هذا ذِكر، وإِنما قبلها {فَمَأْوَاهُمُ النار كُلَّمَآ أرادوا أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا} .
قوله: {وَذُوْقُواْ} ، وفى السَّجدة:{وَقِيْلَ لَهُمْ ذُوْقُواْ} القول ها هنا مضمر. وخُصّ بالإِضمار لطُول الكلام بوصف العذاب. وخصّت سورة السّجدة بالإِظهار، موافقة للقول قبله فى مواضع منها {أَم يَقُوْلُونَ افْتَرَاهُ} {وَقَالُواْ أَءِذَا ضَلَلْنَا} ، و {قُلْ يَتَوَفَّاكُم} و {حَقَّ الْقَوْلُ} وليس فى الحجّ منه شىء. قوله:{إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} مكرَّرة. وموجِب التكرار قوله: {هاذان خَصْمَانِ} ، لأَنَّه لمّا ذكر أَحَدَ الخَصْمين وهو {فالذين كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ} لم يكن بُدّ من ذِكر الخَصْم الآخر فقال:{إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين آمَنُواْ} .
قوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّآئِفِينَ والقآئمين} وفى البقرة {وَالْعَاكِفِيْنَ} وَحَقَّه أَن يذكر هناك لأَنَّ ذكر العاكف هاهنا سبق فى قوله {سَوَآءً العَاكِفَ فِيْهِ وَالبَاد} ومعنى {والقآئمين والركع السجود} المُصَلُّون. وقيل:
(القائمين) بمعنى المقيمين. وهم العاكفون [لكن] لمَّا تقدّم ذكرهم عُبِّر عنهم بعبارة أُخرى.
قوله: {فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ القانع والمعتر} كرّر؛ لأَنَّ الأَوّل متَّصل بكلام إِبراهيم وهو اعتراض ثم أَعاده مع قوله {والبدن جَعَلْنَاهَا لَكُمْ} .
قوله: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} وبعده {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا} خصّ الأَوّل بذكر الإِهلاك؛ لاتِّصاله بقوله: {فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ} أَى أَهلكتهم، والثانى بالإِملاءِ؛ لأَنَّ قوله:{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب} دَلّ على أَنَّه لم يأتهم فى الوقت، فحسنُ ذكر الإملاءِ.
قوله: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الباطل} هنا وفى لقمان {مِن دُونِهِ الباطل} لأَنَّ هنا وقع بين عشر آيات كلُّ آية مؤكَّدة مرّة أَو مرَّتيْن، ولهذا أَيضاً زيدَ فى هذه السّورة اللَاّم فى قوله:{وَإِنَّ الله لَهُوَ الغني الحميد} وفى لقمان: {إِنَّ الله هُوَ الغني الحميد} إِذ لم يكن سورة لقمان بهذه الصّفة. وإِن شئت قلت: لمّا تقدّم فى هذه السّورة ذِكْرُ الله سبحانه وتعالى وذكرُ الشيطان أَكَّدهما؛ فإِنَّه خبر [وقع] بين خبرين. ولم يتقدّم فى لقمان ذِكرُ الشيطان، فأَكد ذكر الله، وأَهمل ذكر الشَّيطان. وهذه دقيقة.
فضل السّورة
ذكر المفسّرون فيه أَحاديث واهية. منها: من قرأَ من سورة الحجّ أَعْطَى من الأَجر كحَجّة حَجَّها، وعمرة اعتمرها، بعدَد مَن حجّ واعتمر، مَنْ مضى منهم ومن بَقى، ويُكتب له بعدد كلّ واحد منهم حجَّة وعمرة وله بكلِّ آية قرأَها مثلُ ثواب مَنْ حَجّ عن أَبويه.