الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى.. الحمد لله فاطر السماوات
السّورة مكِّيّة إِجماعاً. عدد آياتها خمس وأَربعون عند الأَكثرين، وعند الشاميّين ستّ. وكلماتها سبعمائة وسبعون. وحروفها ثلاثة آلاف ومائة وثلاثة وثلاثون. المختلف فيها سبع آيات؛ {الذين كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} جديد، النور، البصير {مَنْ فِي القُبُوْرِ} ، {أَنْ تَزُوْلا} تبديلاً. فواصل آياتها (زاد من بز) لها اسمان: سورة فاطر (لما فى أَولها فاطر) السماوات وسورة الملائكة؛ لقوله: {جَاعِلِ الملائكة} .
معظم مقصود السّورة: بيان تخليق الملائكة، وفتح أَبواب الرّحمة، وتذكير النّعمة، والتحذير من الجِنّ، وعداوتهم، وتسلية الرّسول (وإِنشاءِ السحاب، وإِثارته، وحوالة العزَّة إِلى الله، وصعود كلمة الشهادة وتحويل الإنسان) من حال إِلى حال، وذكر عجائب البحر، واستخراج الحِلْية منه، وتخليق اللَّيل، والنَّهار، وعجز الأَصنام عن الرُّبوبيّة، وصفة الخلائق بالفقر والفاقة، واحتياج الخَلْق فى القيامة، وإقامة البرهان، والحجة، وفضل القرآن، وشرَفَ التلاوة، وأَصناف الخَلْق فى ميراث
القرآن، ودخول الجنَّة من أَهل الإِيمان، وخلود النار لأَهل الكفر والطغيان، وأَن عاقبة الكفر الخسران، والمِنَّة على العباد بحفظ السّماءِ والأَرض عن تخلخل الأَركان، وأَنَّ العقوبة عاقبة المكر، والإِخبار بأَنَّه لو عَدَلَ رَبُّنَا فى الْخَلْقِ لم يسلم من عذابه أَحد من الإِنس والجانّ.
الناسخ والمنسوخ:
فيها من المنسوخ آية واحدة: {إِنْ أَنتَ إِلَاّ نَذِيرٌ} م آية السّيف ن.
المتشابهات:
قوله: {والله الذي أَرْسَلَ الرياح} بلفظ الماضى؛ موافقة لأَوّل السّورة {الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض جَاعِلِ} لأَنهما للماضى لا غير وقد سبق قوله: {وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ} بتقديم (فيه) موافقة لتقدّم {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُوْنَ} وقد سبق.
قوله: {جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات وبالزبر وبالكتاب} بزيادة الباءَات قد سبق.
قوله: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} وبعده {أَلْوَانُهَا} ثمّ {أَلْوَانُهُ} لأَنَّ الأَوّل يعود إِلى ثمرات، والثاني يعود إِلى الجبال؛ وقيل إِلى حُمْر، والثالث يعود
إلى بعض الدّال عليه (مِن) ؛ لأَنه ذكر (من) ولم يفسّره كما فسّره فى قوله {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ} فاختصّ الثالث بالتذكير.
قوله: {إِنَّ الله بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ} بالتصريح وبزيادة اللَاّم، وفى الشُّورى {إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} ، لأَن الآية المتقدمة فى هذه السّورة لم يكن فيها ذكر الله فصرّح باسمه سبحانه وتعالى، وفى الشورى متَّصل بقوله:{وَلَوْ بَسَطَ الله} فخُصّ بالكناية، ودخل اللام فى الخبر موافقة لقوله {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} .
قوله: {جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الأرض} على الأَصل قد سبق.
{أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي} سبق.
{عَلَى ظَهْرِهَا} سبق.
قوله: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ الله تَحْوِيلاً} كرّر، وقال فى الفتح:{وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً} وقال فى سبحان {وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً} التبديل تغيير الشئ عمّا كان عليه قبلُ مع بقاءِ مادّة الأَصل؛ كقوله تعالى: {بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا} ، وكذلك {تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الأرض والسماوات} ؛ والتحويل: نقل الشىء من مكان إِلى مكان آخر، وسنة الله لا تبديل ولا تحوّل، فخص هذا الموضع بالجمع بين الوصفين لمّا وصف الكفار بوصفين، وذكر لهم
عَرَضين، وهو قوله، {وَلَا يَزِيدُ الكافرين كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَاّ مَقْتاً وَلَا يَزِيدُ الكافرين كُفْرُهُمْ إِلَاّ خَسَاراً} وقوله:{استكبارا فِي الأرض وَمَكْرَ السيىء} وقيل: هما بدلان من قوله: {نُفُوراً} فكما ثنَّى الأَوّل والثَّانى ثَنَّى الثالث؛ ليكون الكلام كلُّه على غِرار واحد. وقال فى الفتح {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً} فاقتصر على مرّة واحدة لمّا لم يكن (التكرار موجَباً) وخصّ سورة سبحان بقوله: {تَحْوِيلاً} لأَنَّ قريشاً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت نبيّاً لذهبت إِلى الشأم؛ فإِنَّها أَرض المبعث والمحشر، فهَمّ النبى صلى الله عليه وسلم بالذهاب إِليها، فهيّأَ أَسباب الرّحيل والتحويل، فنزل جبرائيل عليه السلام بهذه الآيات، وهى:{وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرض لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا} وخَتَم الآيات بقوله {تَحْوِيلاً} تطبيقا للمعنى.
فضل السّورة
فيه أَحاديث ضعيفة، منها: مَن قرأَ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثمانيةُ أَبوابِ الجنَّة: أَنِ ادخل مِن أَىّ باب شئت. ورُوى: مَنْ قرأَ سورة الملائكة كتب له بكلّ آية قرأَها بكلّ ملك فى السّماوات والأَرض عشرُ حسنات، ورفع له عشرُ درجات. وله بكلّ آية قرأَها فُصّ من ياقوتة حمراء.