الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَمِعت بدمشق من: أبيها، وأبي نصر أَحْمَد الطُّرَيْثِيثيّ.
ومولدها بصور فِي سنة اثنتين وسبعين.
روى عَنْهَا: الحافظ ابن عساكر، وغيره.
وتُوُفّيت بدمشق فِي جُمادَى الْأولى.
-
حرف الصاد
-
13-
صَدَقة بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بْن المحلبان.
أبو القَاسِم سِبْط ابن السّياف البغداديّ.
شيخ متجمّل، ظاهره الخير، وكان على العمائر.
سمع الكثير من: مالك البانياسيّ، وأبي الفضل بْن خَيْرون، وأحمد بْن عثمان بْن نفيس الواسطيّ، وأبي الفضل حَمْد الحداد.
روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وجماعة.
وتُوُفيّ فِي وسط جُمادَى الأولى.
وروى عَنْهُ: ابن الأخضر، وعبد الرزّاق.
-
حرف العين
-
14-
عَبْد [اللَّه][1] بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْنِ بن المحلبان.
الكرجيّ الأديب، شيخ معمّر.
ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: أبو مُوسَى المَدِينيّ، وقال: سَمِعت منه بالكْرخِ.
15-
عَبْد الحميد بْن مظَّفر بْن أَحْمَد.
أبو نصر البنّاء، الصُّوفيّ، الهَرَويّ.
سمع: حاتم بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أبي عمر النّرسيّ، والحسين بن محمد الكتبيّ.
[1] في الأصل بياض.
حدَّث ببغداد، وسمع منه: أبو سَعْد السَّمْعانيّ.
قلت: عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
16-
عَبْد السّميع بْن أبي تمام عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّميع.
الهاشميّ، أبو المظفَّر الواسطيّ. من ذُرّية جَعْفَر بْن سُلَيْمَان الأمير.
قرأ القرآن على: المبارك بْن مُحَمَّد بْن الرّوّاس، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن العُكُبَرِيّ، والقلانسي.
ورحل إلى بغداد فقرأ على: أبي الخَطَّاب الجرّاح، وثابت بْن بُنْدار.
وسمع من: جَعْفَر السّرّاج.
قرأ عليه بحرف أبي عَمْرو أبو مُحَمَّد بْن سُكّيْنَة.
وأخذ عَنْهُ: السَّمْعانيّ.
وُلِدَ سنة ستٍّ وستِّين وأربعمائة. وكان عابدا، صوّاما، مات رحمه الله فِي ذي القعدة.
17-
عَبْد القاهر بْن عَبْد اللَّه بْن حُسَيْنِ [1] .
أبو الفَرَج الشَّيْبَانيّ، الحلبيّ، الشاعر المعروف بالوأواء.
له ديوان مشهور. تردَّد إلى دمشق غير مرَّة، وأقرأ بها النَّحْو. وكان حاذقا به. وصنف «شرح المتنبّي» ، ومدح جماعة من الأكابر.
تُوُفّي فِي شوّال بحلب. وكان مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ.
18-
عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بن هشام بن سعد [2] .
[1] انظر عن (عبد القاهر بن عبد الله) في: ديوان ابن منير (جمعنا) 71، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 298، وإنباه الرواة 2/ 186، 187، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 76، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 169، 170 رقم 162، والكامل في التاريخ 11/ 217) ، والوافي بالوفيات (مصوّر) 19/ 41، والنجوم الزاهرة 5/ 262، وعيون التواريخ 12/ 492، وبغية الوعاة 1/ 310، وشذرات الذهب 4/ 158.
[2]
انظر عن (عبد الملك بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1715، ومعجم شيوخ الصدفي 251 رقم 232، وبغية الملتمس للضبيّ 374 رقم 1055، والذيل والتكملة لكتابي
الْإِمَام أبو الْحَسَن بْن الطلّاء، القَيْسيّ، الشِّلْبيّ. من كبار أئمَّة الأندلس.
كان أَبُوهُ طلّاء فِي اللّجم.
وسمع أبو الْحَسَن من: أبي عَبْد اللَّه بْن شبرين [1] ، وأبي الْحُسَيْن [2] بْن الأخضر، وأبي مُحَمَّد بْن عتّاب، وأبي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي بحر بْن العاص، وأبي الوليد بْن ظريف، وخلْق كثير.
أجاز له: أبو عبد الله بن الطلاع، وأبو علي الغساني، وأبو القَاسِم الهَوْزنيّ.
وأجاز له من بغداد أبو الفضل بْن خَيْرُون، وغيره.
قال أبو عَبْد اللَّه الأبّار [3] : وكان من أهل العلم بالحديث والعُكُوف عليه، مع المعرفة باللّغة والآداب والنَّسَب والمشاركة فِي الأُصُول.
ولي خطابة مدينة شِلْب [4] مدَّةً.
وتُوُفيّ فِي صَفَر.
وكان مولده في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
قال: وأجاز روايته لجميع المسلمين قبل موته بيومين [5] .
[ () ] الموصول والصلة، السفر 5 ق 1/ 42- 44 رقم 92.
[1]
أخذ عنه علم الكلام وأصول الفقه.
[2]
في الذيل 43 «أبو الحسن» ، واختلف إليه كثيرا في علوم اللسان وعليه معوّله فيها.
[3]
في تكملة الصلة.
[4]
شلب: بكسر أوله وسكون ثانيه، وآخره باء موحّدة. قال ياقوت: هكذا سمعت جماعة من أهل الأندلس يتلفّظون بها، وقد وجدت بخط بعض أدبائها: شلب. بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس يتلفّظون بها، وقد وجدت بخط بعض أدبائها: شلب. بفتح الشين. وهي مدينة بغربي الأندلس بينها وبين باجة ثلاثة أيام، وهي غربي قرطبة، وهي قاعدة ولاية أشكونية.
(معجم الأدباء 3/ 357) .
[5]
وقال المراكشي: وكان محدّثا حافظا، متّسع الرواية، حسن الخط، ضابطا، متقنا، بصيرا بالحديث، عاكفا عليه، عارفا بالفقه وأصوله، وعلم الكلام. وافر الحظ من علوم اللسان نحوا وأدبا ولغة ونسبا، معروف الفضل، كريم الخلق، جميل العشرة، واستقضي بحصن مرجيق في فتنة ابن قسيّ، وشوور ببلده وخطب به، ثم صرف عنهما معا، واستمرّ على إمامة الفريضة بجامع بلده إلى أن توفي به ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقين من صفر. (الذيل والتكملة 44) .
19-
عَبْد الواسع بْن المؤمن بْن أميرك.
أبو مُحَمَّد الْهَرَوِيَّ الصَّيْرَفيّ.
شيخ صالحٌ، عابدٌ، قانت.
سمع الكثير من: شيخ الإسلام عَبْد اللَّه الأنطاكيّ، وأبي عطاء عَبْد الرَّحْمَن الجوهريّ، وأبي عامر الْأَزْدِيّ، وجماعة.
قال عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ: سَمِعتُ منه قدْر خمسة عشر جزءا من أمالي الْأَنْصَارِيّ.
وتُوُفيّ رحمه الله فِي خامس رمضان.
20-
عتيق بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] .
أبو بَكْر الْأَزْدِيّ، الأندلسيّ، الأُوُرْيُوليّ [2] .
حجّ سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ولقي بمكَّة أَبَا الفوارس طِراد الزَّيْنَبيّ فسمع منه، وطال عمره، وتفرَّد عَنْهُ فِي الأندلس بالرواية.
وقد حجّ سنة عشرين وخمسمائة أيضا، وجاور.
وسمع من: أَبِي عَبْد اللَّه الرَّازِيّ صاحب «السُّدَاسيّات» ، وزين العَبْدَرِيّ، وزاهر الشّحّاميّ، وجماعة من القادمين للحجّ.
قال الأَبّار [3] : وكان ثقة، مُعْتنيًا بالرّواية.
روى عَنْهُ: أبو طاهر السّلَفيّ، وأبو القَاسِم بْن بَشْكُوال، وأبو عُمَر بْن عيّاد، وأبو بَكْر بْن أبي ليلى، وغيرهم.
[1] انظر عن (عتيق بن أحمد) في: صلة الصلة 55، وتكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1936، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر 5 ق 1/ 114، 115 رقم 221، والعبر 4/ 343، وشذرات الذهب 4/ 147.
[2]
الأوريولي: بضم الأول وسكون الراء ثم ياء مضمومة ولام، نسبة إلى أوريولة مدينة بالأندلس قريبة من مرسية. (معجم البلدان) .
[3]
في تكملة الصلة.
وكان مولده بأوريولة سنة 467 وبها توفّي.
قلت: رواية السِّلَفيّ عَنْهُ فِي «الوجيز» له.
وسمع منه السَّمْعانيّ بمكَّة مجلسا.
21-
العزيز بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صاعد بْن مُحَمَّد.
القاضي أبو المفاخر الصّاعديّ، النَّيْسَابُوريّ. قاضي نيسابور.
ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر بن خَلَف، وأبا القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن الواحديّ، وعليّ بْن مُحَمَّد الجوزجانيّ [1] ، وغيرهم.
وبكّروا به وسمّعوه حضورا.
روى عَنْهُ: عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ، وقال: تُوُفّي فِي صَفَر.
22-
عليّ بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن مَحْمُوَيْه [2] .
الْإِمَام أبو الْحَسَن اليَزْديّ، الشّافعيّ، المُقرئ، المحدّث، الزّاهد، نزيل بغداد.
ولد بيزد [3] في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ظنّا.
وسمع: الحسين بن الحسن بن جوان شير، وأبا المكارم مُحَمَّد بْن عليّ الفَسَويّ [4] ، ومحمد بن الحسين بن بلّوك.
[1] الجوزجاني: نسبة إلى مدينة بخراسان مما يلي بلخ يقال لها: الجوزجان. (الأنساب 3/ 361) .
[2]
انظر عن (علي بن أحمد) في: الأنساب 12/ 400، والمعين في طبقات المحدّثين 165 رقم 1775، والعبر 4/ 143، 144، وسير أعلام النبلاء 20/ 334- 336 رقم 226، والإعلام بوفيات الأعلام 227 وفيه:«علي بن محمويه» ، ومعرفة القراء الكبار 2/ 531، 532، رقم 475، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 211، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 564، 565، وفيه:«علي بن الحسين بن أحمد» ، ومرآة الجنان 3/ 298، وغاية النهاية 1/ 517، والفلاكة والمفلوكين 124، 125، والنجوم الزاهرة 5/ 324، وشذرات الذهب 4/ 159، وهدية العارفين 1/ 698.
[3]
يزد: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة. مدينة من كور إصطخر فارس بين أصبهان وكرمان. (الأنساب 12/ 399) .
[4]
تحرّفت هذه النسبة في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 211 إلى: «الفوي» . وهي:
ورحل إلى أصبهان فقرأ بها على: أَبِي الفتح أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحدّاد، وأبي سَعْد المطرّز، وأبي عليّ الحدّاد.
وسمع من: أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحافظ أبي بَكْر بْن مَرْدُوَيْه.
وسمع بهَمَذان من: ناصر بْن مهدي المشطبيّ، وبالدُّون [1] من عَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْد الدّوني.
ودخل بغداد سنة خمسمائة فسمع بها: الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ، وأبا القَاسِم عليّ بْن الْحُسَيْن الرَّبَعيّ، وأبا سَعْد بْن خشيش، وأبا الْحَسَن العلّاف، وجماعة.
وتفقّه على الإمام أبي بَكْر الشاشيّ. ورحل إلى واسط، وتفقّه على قاضيها أَبِي عليّ الفارقيّ.
وسمع بالكوفة، والبصرة، والحجاز. وصنَّف فِي الفقه، والحديث، والزُّهْد.
وحدَّث «بسُنَن النَّسَائيّ» ، عن الدُّونيّ.
قال أبو سَعد السَّمْعانيّ: فقيه، فاضل، زاهد، حَسَن السّيرة، عزيز النَّفسْ، سخيّ بما يملك، قانع بما هُوَ فِيهِ، كثير الصَّوم والعبادة. صنَّف تصانيفا فِي الفقه، وأورد فيها أحاديث بأسانيده. سَمِعت منه وسمع منّي.
وكان حسن الأخلاق دائم البشر، متواضعا. وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه، إذا خرَج ذاك قعد ذا، وإذا خرج ذا قعد الآخر [2] .
[ () ] بفتح الفاء والسين. نسبة إلى نساء وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها: بسا. (الأنساب 90/ 305) .
[1]
الدّون: بضم أوله، وآخره نون. قرية من أعمال دينور، (معجم البلدان 2/ 490) .
[2]
وقال ابن السمعاني: الأخوان الإمامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه اليزديان، نزلا بغداد، وكانا من الدين والعلم بمكان. سمعت منهما. وكان عليّ يقول: أنا وأخي نحيي الليل، أنا أطالع النصف الأول، ومحمد أخي يصلّي النصف الأخير. كتبت عنهما ببغداد. (الأنساب 12/ 400) .
وقال ابن النّجّار فِي «تاريخه» : كان من أعيان الفُقهاء مشهوري العُبّاد.
سَمِعت أَبَا يَعْلَى حمزة بْن عليّ يقول: كان شيخنا أبو الْحَسَن اليَزْديّ يقول لنا: إذا مِتُّ فلا تدفنوني إلّا بعد ثلاثٍ، فإنّي أخاف أَن يكون بي سكْتَة.
وكان جَثِيثًا صاحب بَلْغَم. وكان يصوم رجب، فَلَمّا كان سنة موته قبل رجب بأيّام قال: قد رجعت عن وصيّتي، ادفنوني فِي الحال، فإنّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوم وهو يقول: يا عليّ، صُمْ رجب عندنا.
قال: فمات ليلة رجب.
قال: وقرأت بخطّ أَحْمَد بْن شافع وفاته فِي تاسع عشر جُمادى الآخرة، وقال: زادت مصنَّفاته على خمسين مصنَّفًا.
قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعبد الخالق بْن أسد، وعبد الملك بْن ياسين الدَّوْلَعيّ الخطيب، وعليّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد الواسطيّ الدّبّاس وقرأ عليه القراءات، وأبو أَحْمَد عَبْد الوهاب بن سكينة، وعبد العزيز بن الأخضر، وآخرون.
23-
عليّ بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه [1] .
أبو الْحُسَيْن الغَرْنويّ [2] الواعظ، نزيل بغداد.
سمع بغزنة من حمزة بن الحسين القائنيّ «صحيح البخاريّ» بروايته عن العيّار.
[1] انظر عن (علي بن الحسين) في: المنتظم 10/ 166- 168 رقم 258 (18/ 108- 110 رقم 4208) ، والكامل في التاريخ 11/ 216، 217، وتاريخ إربل 1/ 197 وفيه:«أبو الحسن النوري» ، ومرآة الزمان وخريدة القصر (قسم شعراء العراق) 2/ 282، وسير أعلام النبلاء 20/ 324، 325 رقم 217، والوافي بالوفيات 21/ 29، 30 رقم 11، وعيون التواريخ 12/ 493، 494، والبداية والنهاية 12/ 234، 235، والنجوم الزاهرة 5/ 323، 324، وشذرات الذهب 4/ 159.
[2]
الغزنويّ: بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة المعجمة، وفي آخرها النون المفتوحة. هذه النسبة إلى غزنة وهي بلدة أول بلاد الهند. (الأنساب 9/ 142) .
وسمع ببغداد [1] : أَبَا سَعْد بْن الطُّيُوريّ، وابن الْحُسَيْن.
قال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ [2] : كان مليح الإيراد، لطيف الحركات، بَنَت له زَوْجَة المستظهر باللَّه رباطا بباب الأزَج [3] أوقفت عليه الوقوف، وصار له جاهٌ عظيم لمَيْل الأعاجم إليه.
وكان السّلطان يأتيه يزوره والأمراء والأكابر. وكَثُرَت عنده المحتشمون والقُرّاء، واستعبد كثيرا من العلماء والفقراء بنواله وعطائه. وكان محفوظُه قليلا [4] .
وسمعته يقول: حزمة حزن خيرٌ من أعدال أعمال.
وقال ابن السَّمْعانيّ: سمعته يقول: رُبَّ طالبٍ غير واجد، وواجد غير طَالِب.
وقال: نشاط القائل على قدْر فَهْمِ المستمع.
وقال ابن الْجَوْزِيّ: كان يميل إلى التّشيُّع ويدلّ بمحبَّة الأعاجم له، ولا يعظّم بيتَ الخلافة كَمَا ينبغي، فسمعته يقول: تتولّانا وتغفل عنّا، فما تصنع بالسّيف إذا لم تكن قتّالا، فغيّر حلية السيف وضعها لك خلخالا. ثُمَّ قال:
تُوَلّي اليهودَ فيسُبُّون نبيَّك يوم السّبت، ويجلسون عن يمينك يوم الأحد. ثُمَّ صاح: اللَّهمّ هَلْ بلّغت.
قال: فبقيَتْ هذه الأشياء فِي النُّفوس حَتَّى مُنِع من الوعظ. ثُمَّ قدِم السّلطان مَسْعُود، فجلس بجامع السّلطان، فحدّثني فقيه أنّه لمّا جلس قال لمّا
[1] وكان قدم إليها سنة 516.
[2]
في المنتظم.
[3]
بالتحريك. محلّة معروفة ببغداد.
[4]
في المنتظم زيادة: فكان يردّد ما يحفظه.
قال ابن الجوزي: وحدّثني جماعة من الفقراء أنه كان يعيّن لهم ما يقرءون بين يديه ويتحفّظ الكلام عليه.
سمعته يوما يقول في مجلس وعظه: الحكمة في المعراج لرَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ رأى ما في الجنة والنار ليكون يوم القيامة على سكون لا انزعاج فيه فلا يزعجه ما يرى لتقدّم الرؤية، ولهذا المعنى قلبت العصا حيّة يوم التكليم لئلا ينزعج موسى عند إلقائها بين يدي فرعون.
حضر السّلطان: يا سُلطان العالم، مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أمرني أن أجلس، ومحمد أبو عَبْد اللَّه منعني أن أجلس، يعني المقتفي.
وكان إذا نبغ واعظٌ سعى فِي قطْع مجلسه. وكان يلقّب بالبرهان. فَلَمّا مات السّلطان أُهين الغَزْنَويّ، وكان معه قريةٌ فأُخِذَت منه، وطولب بمُغَلِّها عند القاضي. وحُبِس ثُمَّ أُطلق، ومنع من الوعظ.
وتشفّع في أمر القرية، فقال المقتفي: ألا ترضى أن نحقن دمه [1] ؟
ما زال الغَزْنَويّ يلقى الذُّلّ بعد العزّ الوافر [2] .
وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم.
وهو والد المُسْنِد أبي الفتح أَحْمَد بْن عليّ الغَزْنَويّ، راوي التّرمذيّ [3] .
[1] وقال ابن الجوزي: وحدثني عبد الله بن نصر البيع قال: أخذت من الغزنوي القرية التي كانت وقفت عليه، فاستدعاني وسألني أن أقول لابن طلحة صاحب المخزن أن يسأل فيه وقال:
هذه القرية اشترتها خاتون من الخليفة والّذي وقع عليه الشهادة صاحب المخزن فهو أعرف الخلق بالحال. قال: فجئت فأخبرته، فقال: أنا رجل منقطع عن الأشغال، وكان قد تزهد وترك العمل فعدت إليه فأخبرته فقال: لا بدّ من إنعامه في هذا، فكتب صاحب المخزن إلى المقتفي: هذا رجل قد أوى إلى بلدكم، وهو منسوب إلى العلم، فقال المقتفي: أو لا يرضى أن يحقن دمه؟
[2]
وقال أبو بكر بن الحصري: سمعته يقول: من الناس من الموت أحبّ إليه من الحياة، وعنى نفسه، وكان لا يحتمل الذلّ، فمرض، فحكى الطبيب الداخل عليه أنه قد ألقى كبده، وكان مرضه في المحرّم هذه السنة، فبلغني أنه كان يعرق في مرضه ويفيق ويقول: رضا وتسليم.
وقال ابن الأثير: وكان له قبول عظيم عند السلاطين والعامّة والخلفاء، إلّا أنّ المقتفي أعرض عنه بعد موت السلطان مسعود لإقبال السلطان عليه. (الكامل)
[3]
ومن شعره:
كم حسرة لي في الحشا
…
من ولد إذا نشا
وكم أردت رشده
…
فما نشا كما أشا
وله:
يحسدني قومي على صنعتي
…
لأنني في صنعتي فارس
سهرت في ليلي واستنعسوا
…
هل يستوي الساهر والناعس؟
24-
عليّ بْن حَيْدَرة بْن جَعْفَر بْن المحسن [1] .
أبو طَالِب الحسينيّ، العَلوَيّ، الشريف الدّمشقيّ، نقيب العَلَوييّن.
سمع: أَبَا القَاسِم بْن أبي العلاء المصِّيصيّ، والفقيه نصر بْن إِبْرَاهِيم.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وولده القَاسِم، وأبو المواهب، وأبو القَاسِم ابنها صَصَرَى، وغيرهم.
وهو راوي السّابع من «فضائل الصّحابة» لخيثمة [2] .
[ () ] وله:
فما تصنع بالسيف
…
إذا لم تك قتّالا
فغيّر حلية السيف
…
وضعه لك خلخالا
ولما مال الناس إلى ابن العبادي قلّ زبونه فكان يبالغ في ذمّه، فقام بعض أذكياء بغداد في مجلس العبادي فأنشده:
للَّه قطب الدين من واعظ
…
طبّ بأدواء الورى آس
مذ ظهرت حجّته في الورى
…
قام بها البرهان في الناس
(المنتظم) وورد في (تاريخ إربل 1/ 197) : الشيخ أبو الحسن النوري، والمرجّح أنه هو «أبو الحسين الغزنوي» ، قال: أنشدنا ابن الجواليقيّ:
ذهب المبرّد وانقضت أيامه
…
وسينقضي بعد المبرّد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه
…
خربا وباقي بيتها فسيخرب
فابكوا لما سلب الزمان ووطنوا
…
للدهر أنفسكم على ما يسلب
وتزوّدوا من ثعلب فبكأس ما
…
شرب المبرّد من قليل يشرب
وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه
…
إن كانت الأنفاس مما يكتسب
[1]
انظر عن (علي بن حيدرة) في: مشيخة ابن عساكر (مخطوط) 1/ ورقة 143، وتاريخ دمشق، له، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/ 277 رقم 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 250، 251 رقم 168.
[2]
فضائل الصحابة، كتاب في الحديث، وضعه المسند الحافظ خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي، المتوفى سنة 343 هـ. ولم يصلنا منه سوى الجزء الثالث، منه نسخة خطّية ضمن مجموع رقم 110 قسم 3 في المكتبة الظاهرية، ونسخة أخرى ضمن مجموع رقم 92/ 8 قسم 3 بالظاهرية أيضا، وقد قمت بتحقيقهما ونشرتهما في كتاب بعنوان «من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي» ، وأصدرته دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ/ 1980 م.