المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٨

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثامن والثلاثون (سنة 551- 560) ]

- ‌[الطبقة السادسة والخمسين]

- ‌حوادث سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

- ‌[دخول السلطان سُلَيْمَان شاه بغداد والخلعة عليه]

- ‌[هرب السلطان سنجر من يد الغُزّ]

- ‌[الزلازل بالشام]

- ‌[موادعة نور الدين للفرنج وغدرهم]

- ‌[الحريق ببغداد]

- ‌[سفر الخليفة إلى دُجَيل]

- ‌[المصافّ بين سُلَيْمَان شاه ومحمد شاه]

- ‌[تسلُّم نور الدِّين بعلبكّ]

- ‌سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة

- ‌[الحرب بين مُحَمَّد شاه والخليفة]

- ‌[غزو رستم الإسماعيلية]

- ‌[خروج الإسماعيلية على الحجَّاج]

- ‌[خراب خُراسان]

- ‌[سفر الخليفة إلى أوانا]

- ‌[انتصار نور الدِّين على الفرنج عند صفد]

- ‌[الزلازل بالشام]

- ‌[إنفاق الوزير ابن هبيرة للإفطار]

- ‌[استعادة غزَّة من الفرنج]

- ‌[تَسَلُّم بانياس]

- ‌[انقراض دولة الملثّمين]

- ‌[تسلُّم المريَّة من الفرنج]

- ‌[كتابة السلطان سَنْجَر إلى نور الدِّين بخلاصه من الغُزّ]

- ‌[هزيمة الفرنج عند بانياس]

- ‌[إنتصار نور الدِّين على الفرنج عند طبرية]

- ‌[الزلازل بالشام]

- ‌[مهادنة نور الدِّين للفرنج]

- ‌[خراب المدن بالزلازل]

- ‌[مرض نور الدِّين]

- ‌سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

- ‌[الاتفاق بين ملك شاه وأخيه]

- ‌[زيارة المقتفي مشهد الْحُسَيْن]

- ‌[إنفاق الوزير على مرضه]

- ‌[خروج الخليفة إلى المدائن]

- ‌[وقوع المطر]

- ‌[حروب الغُزّ]

- ‌[حجّ ابن الْجَوْزِيّ]

- ‌[مصرع الإسماعيلية الخُراسانية]

- ‌[غارة جيش مصر على غزَّة وعسقلان]

- ‌[غارة نور الدِّين على صيدا]

- ‌[السَّيْل الأحمر]

- ‌[نجاة نور الدِّين بعد انهزام عسكره]

- ‌[تحريض نور الدِّين على فرض الرسوم]

- ‌[خروج ملك القسطنطينية لقتال المسلمين]

- ‌سنة أربع وخمسين وخمسمائة

- ‌[الرضا عن ترشك]

- ‌[انتهاب الغُزّ نَيْسابور]

- ‌[وقوع الخليفة]

- ‌[وقوع البَرد]

- ‌[أخْذُ عَبْد المؤمن المهديَّة بالأمان]

- ‌[غرق الفرنج]

- ‌[القتال بين العلويَّة والشافعية]

- ‌[الخلاف بين قطب الدِّين مودود وأمير ميران]

- ‌[الزلازل بدمشق]

- ‌[مصالحة نور الدِّين ملك القسطنطينية]

- ‌[إقامة نور الدِّين سِماطًا لقطب الدِّين]

- ‌[تسليم حرّان لزين الدِّين]

- ‌[أسر ابن أخت ملك الروم]

- ‌[موت مُحَمَّد شاه]

- ‌[خروج عَبْد المؤمن إلى بلاد إفريقية]

- ‌سنة خمس وخمسين وخمسمائة

- ‌[سلطنة سُلَيْمَان شاه]

- ‌[منع المحدَثين من السماع بجامع القصر]

- ‌[وفاة المقتفي لأمر اللَّه]

- ‌[الخطبة لرسلان شاه] [1]

- ‌[العفو عن عليّ كَوْجَك]

- ‌[وفاة قاضي القضاة الثقفي]

- ‌[موت الفائز]

- ‌[عمارة المؤيِّد نَيْسابور]

- ‌سنة ستّ وخمسين وخمسمائة

- ‌[قطْع خطبة سُلَيْمَان شاه]

- ‌[الخطبة لأرسلان شاه]

- ‌[انهزام البَهْلَوان]

- ‌[النهب والإحراق بنيسابور]

- ‌[الخوف من الفتنة بين الرافضة والسُّنَّة]

- ‌[ركوب المستنجد للصيد]

- ‌[الرخص ببغداد]

- ‌[مقتل الصالح طلائع بْن رُزّيك]

- ‌سنة سبع وخمسين وخمسمائة

- ‌[رجوع الحاجّ العراقي]

- ‌[خروج الخليفة للصيد]

- ‌[الحريق ببغداد]

- ‌[انتصارُ المسلمين على الكُرج]

- ‌سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

- ‌[عودة الحجيج]

- ‌[بناء كشك الخليفة والوزير]

- ‌[ثورة بني خفاجة]

- ‌[قتل العادل بْن الصالح طلائع]

- ‌[استيلاء المؤيِّد على بسطام ودامغان]

- ‌[انتصار المؤيِّد على صاحب مازندران]

- ‌[الخِلَع للمؤيّد]

- ‌[مقتل صاحب الغور]

- ‌[نجاة نور الدِّين عند حصن الأكراد]

- ‌[القضاء على بني أسد]

- ‌سنة تسع وخمسين وخمسمائة

- ‌[مقتل بعض اللصوص]

- ‌[كسرة الفرنج]

- ‌[قتل الملك المنصور ضرغام]

- ‌[تمكّن شاور من مصر]

- ‌[استنجاد شاور بالفرنج]

- ‌[وقعة حارِم]

- ‌[فتح قلعة بانياس]

- ‌[مقتل الملك أيتكين]

- ‌[استيلاء ملك مازندران على قومس وبسطام]

- ‌[رجوع ملك القسطنطينية بالخيبة]

- ‌سنة ستين وخمسمائة

- ‌[القبض على الأمير ثوبة البدويّ]

- ‌[مولد أربعة توائم]

- ‌[طرد الغُزّ عن هَرَاة]

- ‌[الفتنة بأصبهان]

- ‌المتوفون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة أربع وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وخمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الضاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ستين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌المتوفون تقريبا

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الْيَاءِ

الفصل: ‌ حرف الميم

-‌

‌ حرف الكاف

-

172-

كريمة بِنْت أَحْمَد بْن عليّ الكوفيّ، الأبيورديّ [1] .

أمّ الحسين العابدة.

نزلت مَرْو، وسمعت مع السَّمْعانيّ [2] . وكانت صوَّامة، قوَّامة، متهجِّدة قانتة، عابدة.

-‌

‌ حرف الميم

-

173-

مُحَمَّد المقتفي لأمر الله [3] .

[1] انظر عن (كريمة بنت أحمد) في: ملحق التحبير 2/ 435، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 298 أ.

[2]

وهو زاد في نسبها: الغازي، الكوفني، من أهل أبيورد، وقال: سكنت مرو في دارنا، امرأة صالحة، كثيرة العبادة من الصوم والتهجّد، وأعمال الخير. تعلّمت قراءة القرآن على كبر السّنّ، وحفظت التواريخ، وكانت تديم التلاوة. سمعت: الإمام أبا يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، وأبا طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السخيمي

سمعت منهم بقراءتي عليهم كتبت عنها شيئا يسيرا

وكانت ولادتها سنة نيّف وثمانين وأربعمائة بكوفن أبيورد، وماتت بمرو ليلة الخميس الثامن والعشرين من صفر. (معجم الشيوخ) .

[3]

انظر عن (المقتفي لأمر الله) في: المنتظم 10/ 197 رقم 286 (18/ 144 رقم 4237) ، والتاريخ الباهر 114، والكامل في التاريخ 11/ 256، والنبراس 156، وتاريخ الفارقيّ (ملحق يذيل تاريخ دمشق) 360، 361، وزبدة التواريخ للحسيني 268، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 225، وكتاب الروضتين 1/ 310، ومفرّج الكروب 1/ 131، والفخري 310، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 228- 232، ومرآة الزمان 8/ 144، وخلاصة الذهب المسبوك 275، 276، وتاريخ الزمان لابن العبري 174، وتاريخ مختصر الدول، له 209، والمختصر في أخبار البشر 3/ 37، وبغية الطلب (التراجم الخاصة بتاريخ السلاجقة) 257، 259، 300، 301، والاعتبار لابن منقذ 173، 174، وخريدة القصر (قسم العراق) ج 1 ق 1/ 34، 35، وانظر فهرس الأعلام 403، ووفيات الأعيان (انظر فهرس الأعلام) 8/ 216، 217، وآثار البلاد وأخبار العباد 267، 472، والعبر 4/ 158، ودول الإسلام 2/ 71، وسير أعلام النبلاء 20/ 399- 411 رقم 273، والإعلام بوفيات الأعلام 228، 229، وتاريخ ابن الوردي 2/ 62، 63، وعيون التواريخ 12/ 521، ومرآة الجنان 3/ 310، والوافي بالوفيات 2/ 94، 95، والبداية والنهاية 12/ 241، والدرّ المطلوب (من كنز الدرر) 11، وتاريخ ابن خلدون 3/ 522، والجوهر الثمين 1/ 207-

ص: 171

أمير المؤمنين أبو عَبْد اللَّه بْن المستظهر باللَّه أَحْمَد بْن المقتدي باللَّه جَعْفَر بْن المعتضد الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، رضي الله عنه.

من سَرَوات الخلفاء، كان عالِمًا، ديَّنًا، شُجاعًا، حليما، دمِث الأخلاق، كامل السُّؤدُد، خليقا للإمامة، قليل المِثْل فِي الأئمَّة عليهم السلام، لا يجري في دولته أمرٌ وإن صَغُر إلّا بتوقيعه. وكتب فِي خلافته ثلاث رَبْعات منها رَبْعةٌ نُفّدت إلى بلاد فارس.

ووَزَرَ له عليّ بْن طِراد الزَّيْنَبيّ، ثُمَّ أبو نصر بْن جَهِير، ثُمَّ أبو القَاسِم عليّ بْن صَدَقة، ثُمَّ أبو المظفَّر يحيى بْن هُبَيْرة، وحَجَبَه أبو المعالي بْن الصّاحب، ثُمَّ كامل بْن مسافر، ثُمَّ أبو غالب بْن المعوّج، ثُمَّ أبو الفتح بْن الصُّيْقل، ثُمَّ أبو القَاسِم عليّ بْن الصّاحب.

وكان آدَمَ، مجدُور الوجه، مليح الشّيبة، له هَيْبة عظيمة، وأمّه حَبَشِيَّة.

ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة فِي الثّاني والعشرين من ربيع الأوّل، وبوُيع بالخلافة فِي السادس والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاثين وخمسمائة، وقد جاوز الأربعين.

وسمع من مؤدّبه أبي البَرَكات بْن أبي الفَرَج بْن السّيبيّ [1] .

قال ابن السَّمْعانيّ: وأظنّ أنّه سمع «جزء ابن عَرَفَة» من أبي القَاسِم بْن بيان، مع أخيه المسترشد باللَّه، واتَّفق أني كتبتُ قصَّةً إليه، وسألته الإنعام بالأحاديث، والإذن فِي السّماع منه، فأنعم وفتّش على الجزء ونفذه إليَّ على يد شيخنا أبي مَنْصُور بْن الجواليقيّ وكان يؤمّ به الصّلوات، فخرجت من بغداد

[ () ] 209، ومآثر الإنافة 2/ 35- 44، والكواكب الدرّية 157، وتاريخ الخميس 2/ 362، والنجوم الزاهرة 5/ 332، 333، وتاريخ الخلفاء 437- 442، وتاريخ ابن سباط 1/ 111، وشذرات الذهب 4/ 172- 174، وأخبار الدول 175، 176.

[1]

السّيبي: بالسين المهملة.

ص: 172

قبل أن أسمعه منه، غير أنّي سمعته من ابن الجواليقيّ، وكان قد قرأه عليه.

حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ، ثنا الْمُقْتَفِي لِأَمْرِ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، أَنَا الْمُخَلَّصُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ الْوَرَّاقُ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، نا أَبُو سُحَيْمٍ، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ» [1] . قلت: أَنَا أبو المعالي الهَمَذانِيّ، أَنَا أبو عليّ بْن الجواليقيّ، أَنَا أبو المظفَّر يحيى بْن مُحَمَّد الوزير قال: قرأت على مولانا المقتفي لأمر اللَّه سنة اثنتين وخمسين حدَّثكم السّيبيّ، فذكره.

وأجاز لنا جماعة سمعوه من الكِنْديّ، أَنَا أبو الفتح عَبْد اللَّه بْن البيضاويّ، أَنَا أبو محمد بن هزارمرد الصَّرِيفينيّ، فذكره.

وقد جدَّد المقتفي بابا، واتَّخذ من العتيق تابوتا لدفنه. وكان محمود السّيرة، مشكور الدّولة، يرجع إلى دين، وعقل، وفضل، ورأي، وسياسة، جدّد معالم الإمامة، ومهَّد رسوم الخلافة، وباشر الأمور بنفسه، وغزا غير مرَّةٍ في جنوده، وامتدّت أيّامه.

[1] إسناده ضعيف لضعف أبي سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب، وهو المبارك بن سحيم.

قال الشيخ شعيب الأرنئوط:

وفي الباب عن معاوية عند الطبراني في (المعجم الكبير) 19/ 357، والبيهقي في (بيان خطأ من أخطأ على الشافعيّ) ص 301، ورجاله ثقات.

وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد 8/ 14) وقال: رجاله رجال الصحيح.

وعن أبي أمامة عند الحاكم في (المستدرك على الصحيحين) 4/ 440، والطبراني في المعجم الكبير، رقم (7757) ، والبيهقي في (بيان خطأ من أخطأ على الشافعيّ) ص 302.

وفي سنده عندهم عبد الله كاتب الليث وهو سيّئ الحفظ، لكن قال البيهقي: تابعه معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، وباقي رجاله ثقات. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وله طريق آخر عند الطبراني في (المعجم الكبير) رقم (7894)، وانظر: مجمع الزوائد 7/ 285 والفقرة الأخيرة من الحديث أخرجها مسلم في صحيحه (2949) من حديث ابن مسعود.

ص: 173

وذكر أبو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّميع الهَاشِميّ فِي كتاب «المناقب الْعَبَّاسيَّة» المقتفي، فقال: كانت أيّامه نَضِرة بالعدْل، زَهِرة بفعل الخيرات، وكان على قَدَم من العبادة قبل إفضاء الأمر إليه ومعه.

وكان فِي أوّل عمره متشاغلا بالدِّين، ونسخ [ربعات] [1] وقرأ القرآن إلى أن قال: ولم يُر مع سماحته ولِين جانبه ورأفته بعد المعتصم خليفة فِي شهامته وصرامته وشجاعته، مع ما خُصَّ به من زُهده وورعه وعبادته. ولم تزل جيوشه منصورة حيث يمَّمت.

قال ابن الْجَوْزِيّ [2] : مات بالتَّرَاقي، وقيل: دُمّل فِي عُنُقه، فتُوُفّي ليلة الأحد ثاني ربيع الأوّل، عن ستٍّ وستِّين سنة [إلّا][3] ثمانيةٍ وعشرين يَوْمًا.

قال: ومن العجائب أنّهُ وافق أَبَاهُ فِي علَّة التّراقي، وماتا جميعا فِي ربيع الأوّل.

وتقدَّم موت شاه مُحَمَّد على موت المقتفي بثلاثة أشهر، وكذلك المستظهر مات قبله السّلطان محمد بن ملك شاه بثلاثة أشهر. ومات المقتفي بعد الغَرَق بسنة، وكذلك القائم مات بعد الغرق بسنة [4] .

وكان من سلاطين دولته السّلطان سَنْجَر صاحب خُرَاسَان، والسّلطان نور الدِّين صاحب الشَّام.

واستوزر عَوْنَ الدِّين يحيى بْن هُبَيْرة. وكان هُوَ الَّذِي قام بحشمة الدّولة العبّاسيَّة، وقطع عَنْهَا أطماع الملوك السّلجوقيّة وغيرهم من المتغلّبين. ومن

[1] في الأصل بياض.

[2]

في المنتظم 10/ 197 (18/ 144) .

[3]

في الأصل: «ست وستين سنة وثمانية» . والتصويب من (المنتظم) .

[4]

زاد ابن الجوزي: قال لنا عفيف الناسخ- وكان رجلا صالحا-: رأيت في المنام قبل دخول سنة خمس وخمسين قائلا يقول: إذا اجتمعت ثلاث خاءات كان آخر خلافته. قلت: خلافة من؟ قال: خلافة المقتفي. قلت: ما معنى اجتماع الخاءات؟ قال: سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

ص: 174

أيّام المقتفي عادت بغداد والعراق إلى يد الخلفاء، ولم يبق لهم فيها مُنَازع.

وقبل ذلك لعلّ من دولة المقتدر إلى وقته كان الحكم للمتغلّبين من الملوك، وليس للخليفة معهم إلّا اسم الخلافة.

وكان رضي الله عنه كريما، جوادا، محِبًا للحديث وسَمَاعه، معتنيا بالعِلم، مُكرِمًا لأهله.

وبُويع بعده ولده أبو المظفَّر يُوسُف، ولُقِّب بالمستنجد باللَّه.

174-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن الْحَسَن [1] .

أبو المظفَّر بْن التُّرَيْكيّ [2] ، الهاشميّ، الْعَبَّاسيّ، خطيب جامع المهتدي.

كان من كبار العُدول ببغداد، وله إسناد عال على قلّته [3] .

روى عن: أبي نصر الزَّيْنَبيّ، وعاصم، ورزق اللَّه.

ولد سنة سبعين وأربعمائة.

روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ، وعليّ بْن هارون الحِلّيّ النَّحْويّ، وأبو الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [4] ، والشّطّيّ التّاجر، وعبد السّلام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُكَيْنَة، ويحيى بْن أبي المظفّر الحنفيّ مدرّس النّفيسيّة،

[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في: المنتظم 10/ 197 رقم 287 (18/ 144 رقم 4238) ، والأنساب 10/ 197، واللباب 1/ 215، ومعجم الألقاب لابن الفوطي 1/ 289 و 599 و 2/ 843، والإعلام بوفيات الأعلام 229، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1790، والعبر 4/ 159، وسير أعلام النبلاء 20/ 359 رقم 249، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 238، وتبصير المنتبه 1/ 145، والنجوم الزاهرة 5/ 333، وشذرات الذهب 4/ 175، والدرّ المنضّد في رجال أحمد (مخطوط) ورقة 70 ب.

[2]

التّريكي: بلفظ تصغير الترك. وقد تحرّفت هذه النسبة في (ذيل طبقات الحنابلة) إلى:

«البرمكي» ، وفي (شذرات الذهب) إلى:«النويلي» .

[3]

وقال ابن رجب: وكان جليل القدر، وكان من رجالات الهاشميين. ذا أدب وعلم، وله نظم، وخطب بجامع له.

[4]

وهو قال: كان يخطب في الجمع والأعياد، وكان حسن الصورة، فاضلا. (المنتظم) .

ص: 175

وآخرون تُوُفّي فِي نصف ذي القعدة.

175-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُمَر.

الخطيب أبو بَكْر البُرُوجِرْديّ [1] .

قَدِمَ بغداد، وتفقّه على أسعد الميهَنيّ. وتفقّه بمَرْو مدَّة حَتَّى برع فِي المذهب، وصار من أئمَّة الشّافعيَّة. وانقطع إلى صُحبة يُوسُف بْن أيّوب الزَّاهد، وتعبَّد ولزِم الطّاعة، وحجّ.

روى عَنْهُ: أبو سَعْد السَّمْعانيّ أناشيد، وقال: يُعرف بالموفَّق، وأثنى عليه وروى عن: أبي منصور محمد بْن عليّ الكُرَاعيّ [2] ، والفقيه عمر بن مُحَمَّد السَّرْخَسِيّ، وجماعة.

وسمع الكثير، وقرأ بنفسه ببغداد على قاضي المَرِسْتان.

ومات فِي ربيع الأوّل وله 61 سنة.

176-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن علويّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن زَيْدِ بْن غَبَرَة [3] .

الهاشميّ، أبو الْحَسَن الحارثيّ، الكوفيّ، المعروف بابن المعلّم. أحد عُدُول الكوفة.

من وُلِدَ ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطّلب.

[1] البروجردي: بضمّ الباء والراء بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بروجرد وهي بلدة حسنة على ثمانية عشر فرسخا من همذان.

(الأنساب 2/ 174) .

[2]

الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة. هذه النسبة إلى بيع الأكارع والرءوس. (الأنساب 10/ 373، 374) .

[3]

انظر عن (محمد بن محمد بن محمد) في: سير أعلام النبلاء 20/ 333 رقم 225، والمشتبه في الرجال 2/ 482، وتبصير المنتبه 3/ 1038.

ص: 176

ولد سنة ثمان وستّين وأربعمائة، وسمع سنة خمسٍ وسبعين مِن العَدْل أبي الفَرَج مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن علّان، وأبي عليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمدان الخالديّ، وأبي القَاسِم الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الدَّهْقان، وأبي غالب بْن المنثور الجهنيّ، وجماعة.

وتفرّد بالرّواية عن بعضهم.

ورحل إليه الطّلبة إلى الكوفة.

قال ابن النّجّار: روى لنا عن جماعة سمعوا منه بالكوفة، وقد سمع منه: أبو الفضل أَحْمَد بْن صالح بْن شافع، وأبو الفَرَج بْن النَّقُّور.

وحدَّث ببغداد قديما.

مات بالكوفة فِي سلْخ ذي الحجَّة سنة خمس. قاله مَسْعُود بْن النّادر.

وقال أبو الفضل بْن شافع: تُوُفّي فِي أواخر محرّم سنة ستٍّ.

قال: وكان ثقة فِي روايته، سَمِعت عليه بقراءتي الأجزاء الّتي ظهرت له جميعها.

قلت: آخر من روى عَنْهُ بالإجازة كريمة الدّمشقيَّة.

177-

مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد [1] .

أبو الفُتُوح الطّائيّ، الهَمَذانِيّ، صاحب «الأربعين الطّائيَّة» .

ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة بهَمَذان.

وسمع: فَيْدَ بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّعْرانيّ، وعبد الرحمن بن حمد الدّونيّ،

[1] انظر عن (محمد بن أبي جعفر) في: العبر 4/ 159، وسير أعلام النبلاء 20/ 360، 361 رقم 251، والمعين في طبقات المحدّثين 166 رقم 1789، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 188، 189، والوافي بالوفيات 1/ 144، ومرآة الجنان 3/ 310، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 172، 173، والنجوم الزاهرة 5/ 333، وكشف الظنون 56، وشذرات الذهب 4/ 175، وهدية العارفين 2/ 93، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 247، ومعجم المؤلفين.

ص: 177

وظريف بْن مُحَمَّد، ومحمد بْن أبي الْعَبَّاس الأَبِيوَرْدِيّ الأديب، وإسماعيل بْن الْحَسَن الفرائضيّ، وعبد الغفّار الشَّيرُوييّ، وفخر الإسلام عَبْد الواحد بْن إِسْمَاعِيل الرُّويَانيّ، وتاج الإسلام أَبَا بَكْر السَّمْعانيّ، وشِيرُوَيّه الدَّيْلَميّ الحافظ، وابن طاهر المَقْدِسيّ، وأبا القَاسِم بْن بيان الرّزّاز.

وتفقّه بمرو على مُحيي السُّنَّة البَغَوَيّ، وعلى أَبِي بَكْر السَّمْعانيّ.

قال: أبو سَعْد بْن السَّمْعانيّ: يرجع إلى نصيب من العلوم، فقه، وحديث، وأدب، ووعظ.

حضرتُ وعْظه بهَمَذان فاستحسنته.

قلت: روى عَنْهُ: محمد بن عبد الله بن البنّاء الصُّوفيّ بْن الْحَسَن بْن الزَّبِيديّ، وأخوه الْحَسَن، وجماعة.

وتُوُفيّ فِي شوّال بهَمَذان، وآخر من روى عَنْهُ ابن اللَّتّيّ.

178-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم.

أبو المفضّل بْن زَنْبَقَة الواسطيّ، المعدّل [1] .

ولد سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وعدّل سنة خمسمائة.

وسمع: أَبَا تمّام، وأبا الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السُّواديّ [2] ، وأبي غالب مُحَمَّد بْن حمد.

وسمع «الْبُخَارِيّ» ببغداد من نور الهدى أبي طَالِب.

روى عَنْهُ: أبو يَعْلَى مُحَمَّد بْن عليّ بْن القارئ، وأبو طَالِب بْن عبد

[1] المعدّل: بضم الميم، وفتح العين، والدال المشدّدة المهملتين، وفي آخره اللام. هذا اسم لمن عدّل وزكّي وقبلت شهادته عند القضاة. (الأنساب 11/ 396) .

[2]

السّوادي: بضم السين المهملة وفتح الواو، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى سواديزه، وهي قرية من قرى نخشب، وكان أهل نسف ينسبون إليها، ويقولون: السوائي، والنسبة الصحيحة: السّوادي. (الأنساب 7/ 179) .

ص: 178

السّميع، وغيرهما.

وتُوُفيّ فِي ذي الحجَّة.

179-

مُحَمَّد بن بركة بن بكّا.

شيخ صالح سُنّيّ.

سمع: أَبَا غالب الباقِلانيّ، وأبا الْحُسَيْن بْن الطُّيُوريّ.

وعنه: ابن الأخضر.

180-

مُحَمَّد بْن يحيى بْن عليّ بْن مُسْلِم بْن مُوسَى بْن عِمْرَانَ [1] .

الْقُرَشِيّ، اليمنيّ، الزَّبِيديّ [2] ، الواعظ، أبو عَبْد اللَّه.

وُلِدَ فِي المُحَرَّم سنة ستّين وأربعمائة [3] ، وقدم دمشق في حدود سنة ستّ وخمسمائة فوعظ وأخذ يأمر بالمعروف ويَنْهَى عن المُنْكَر، فلم يحتمل طُغْتِكِين أتابَك له ذلك، وأخرجه عن دمشق، فذهب إلى العراق، ودخلها سنة تسع وخمسمائة [4] ، ووعظ. وكان له معرفة بالنَّحْو والأدب. وكان صَبُورًا على الفقر، متعفَّفًا.

ثُمَّ قَدِمَ دمشق رسولا من المسترشد باللَّه فِي أمر الباطنيّة وعاد. وكان حنفيّ المذهب، على طريقة السّلف في الأصول.

[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: الأنساب 6/ 247، 248، والمنتظم 10/ 197، 198 رقم 288 (18/ 145 رقم 4239) ، ومعجم الأدباء 19/ 106- 108، والكامل في التاريخ 11/ 264، ومرآة الزمان 8/ 235، 236، والمعين في طبقات المحدّثين 167 رقم 1791، وسير أعلام النبلاء 20/ 316- 319 رقم 211، والوافي بالوفيات 5/ 198، والبداية والنهاية، 12/ 243، والجواهر المضيّة 2/ 142، وفيه ورد «مسلمة» بدل «مسلم» ، وتبصير المنتبه 2/ 654، وبغية الوعاة 1/ 263، 264، وهدية العارفين 2/ 93، وذيل تاريخ الأدب العربيّ 1/ 764، ومعجم المؤلفين 12/ 106، 107.

[2]

الزّبيديّ: بفتح الزاي المشدّدة، وكسر الباء الموحّدة. نسبة إلى زبيد بلدة باليمن.

[3]

في المنتظم 10/ 197 (18/ 145) : «مولده على التقريب سنة ثمانين وأربعمائة» ، ومثله في:

مرآة الزمان 8/ 235.

[4]

في مرآة الزمان 8/ 235 «سنة 519» .

ص: 179

قال أبو الفَرَج بْن الْجَوْزِيّ: حَدَّثَني البراندسيّ [1] قال: جلستُ مع الزَّبِيديّ من بكرة إلى قريب الظُّهْر، وهو يلوك شيئا فِي فِيه، فسألته، فقال: لم يكن لي شيء، فأخذت نَواةً أتعلّل بها.

قال ابن الْجَوْزِيّ [2] : وكان يقول الحقّ وإن كان مرّا، ولا تأخذه فِي اللَّه لومةُ لائم. ولقد حُكي أنّه دخل على الوزير الزَّيْنَبيّ وقد خُلِعَتْ عليه خِلَع الوزارة، والنّاس يهنّونه بالخِلْعة، فقال هُوَ: هذا يوم عزاء لا يوم هناء. فقيل له، فقال: أهنّئُ [3] على لبْس الحرير!؟

قال أبو الفَرَج [4] : وحدّثني عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى الفقيه قال: سَمِعت مُحَمَّد بْن يحيى الزَّبِيديّ قال: خرجت إلى المدينة على الوحدة، فأواني اللّيل إلى جبلٍ، فصعدت ونادَيت: اللَّهمّ إنّي اللّيلة ضَيْفُك. ثُمَّ نزلت فتَوَارَيْت عند صخرة، فسمعت مناديا يُنادي: مرحبا يا ضيفَ اللَّه. لك [5] مع كلّ طلوع الشّمس تَمُرُّ بقومٍ [على][6] بئرٍ يأكلون خُبزًا وتمرا، فإذا دَعوْك فأجِبْ، فهذه ضيافتك.

فَلَمّا كان من الغد سِرْتُ، فَلَمّا طلعت الشّمسُ لاحت لي أهداف بئرٍ، فجئتُها، فوجدت عندها قوما يأكلون خُبزًا وتمرا، ودَعَوْني، فأجبت.

قال ابن السَّمْعانيّ: كان يعرف النَّحْو معرفة حَسَنة، ويعِظ، ويسمع معنا مِن غير قصْد من القاضي أبي بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وغيره. وكان فنّا عجيبا.

وكان فِي أيّام المسترشد يَخْضِب بالحِنّاء، ويركب حمارا مخضوبا بالحِنّاء، وكان يجلس ويجتمع عليه العوامّ، ثُمَّ فَتَر سوقه. ثُمَّ إنّ الوزير عَوْن الدِّين ابن هُبَيْرة نَفَقَ عليه الزَّبِيديّ ورِغب فِيهِ.

[1] في الأصل: «حدّثني الوزير ابن هبيرة» . والتحرير من (المنتظم) .

[2]

في المنتظم 10/ 198 (18/ 145) .

[3]

في المنتظم: «الهناء» .

[4]

في المنتظم.

[5]

في المنتظم: «إنك» .

[6]

إضافة من المنتظم.

ص: 180

وسمعت جماعة يحكون عَنْهُ أشياء السكُّوت عَنْهَا أَوْلَى.

ثُمَّ قال: وقيل لي إنّه يذهب إلى مذهب السّالميَّة، ويقول إنَّ الأموات يأكلون ويشربون وينكحون فِي قبورهم، والسّارق والشّارب للخمر والزّاني لا يُلام على فِعْله لأنّه يفعل بقضاء اللَّه.

وسمعت عليّ بْن عَبْد الملك الأندلسيّ يقول: زاد الزَّبِيديّ فِي أسماء اللَّه تعالى أسامي، ويقول: هُوَ المتمّم، والمبهم، والمظهر، والزّارع.

وقال أبو البركات عَبْد الوهّاب الأنماطيّ: حمل إليَّ الزَّبِيديّ جزءا صنَّفه وذكر فِيهِ أنّ لكلّ ميّتٍ بيتا فِي الجنَّة وبيتا فِي النّار، فإذا دخل الجنَّة هُدِم بيته الَّذِي فِي النّار، وإذا دخل النّار هُدِم بيته الَّذِي فِي الجنَّة.

قلت: وحفيداه اللذان رويا «الصّحيح» هما الْحَسَن والحسين ابنا المبارك بْن مُحَمَّد.

وقال ابن عساكر: قال ولده إِسْمَاعِيل: كان أبي فِي كلّ يومٍ وليلة من أيّام مرضه يقول: اللَّه اللَّه، قريبا من خمسة عشر ألف مرَّة، وما زال يَقُولُ اللَّه اللَّه حَتَّى لقي رحمة اللَّه. تُوُفّي فِي ربيع الآخر.

وقال أَحْمَد بْن صالح بْن شافع: كان له فِي علم الأصُول وعِلْم العربيَّة حظٌّ وافر، وقد صنَّف كُتُبًا فِي فنون العِلم تزيد على مائة مصنَّف. ولم يضيّع شيئا من عمره.

ثُمَّ بالغ الْجِيلي فِي تعظيمه وقال: كان يَخْضِب بالحنّاء ويعتمّ متلحّيا دائما. حُكيت لي عَنْهُ من جهاتٍ صحيحة غير كرامة، منها رؤيته للخَضِر وجماعة من الأولياء.

181-

مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بْن عثمان بْن محمد [1] .

[1] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: التحبير 2/ 258، 259، والأنساب 7/ 28، ومعجم البلدان 3/ 183، واللباب 2/ 99، وسير أعلام النبلاء 20/ 286 رقم 193، والمشتبه في

ص: 181

أبو طاهر السّبخيّ [1] ، البزدويّ، الْبُخَارِيّ، الصّابونيّ، الفقيه الزَّاهد.

سمّعه أَبُوهُ بقرية وَرْكي [2] أجزاء من الإمام المعمّر أبي مُحَمَّد عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن الزُّبَيْريّ.

وسمع القاضي: أَبَا اليُسْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحسين البَزْدَوِيّ، وعليّ بْن أَحْمَد بْن خدام، وأبا صادق أَحْمَد بْن الْحُسَيْن الزَّنْدي [3] ، وجماعة.

وُلِدَ بعد الثّمانين وأربعمائة. وكان فقيها صالحا صحِب يُوسُف الهَمَذانِيّ الزَّاهد، وإبراهيم الصّفّار الزّاهد واختصّ به [4] .

[ () ] الرجال 1/ 94 و 1/ 348، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 188، والجواهر المضيّة 2/ 35، وتبصير المنتبه 2/ 719، وتوضيح المشتبه 1/ 615 و 5/ 30.

[1]

السّبخيّ: بالسين المهملة، والباء الموحّدة المفتوحتين، والخاء المعجمة. (الأنساب، اللباب، الجواهر المضيّة تبصير المنتبه) .

وفي (المشتبه في الرجال) ضبطها المؤلّف- رحمه الله: «السّبحي» بضم السين المهملة وفتح الموحّدة وبالحاء المهملة. وقد علّق الحافظ ابن حجر على ذلك بقوله: ضبطه السمعاني بفتحتين وخاء معجمة، وهو أعرف بشيخه. (تبصير المنتبه) .

و «السّبخة» نسبة إلى الدباغة بالسبخة. وهي التراب المالح الّذي لا ينبت فيه النبات. وقد تصحّفت في (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي) إلى «السنجي» بالنون والجيم.

[2]

الوركي: بالفتح ثم السكون، وكاف، من قرى بخارى. (معجم البلدان 5/ 373) .

[3]

الزّندي: بفتح الزاي، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى قرية ببخارى. (الأنساب 6/ 315) .

[4]

وجاء في (توضيح المشتبه لابن ناصر الدين ج 5/ 30) في مادّة «السّبحيّ» ، وهو ينقل عن المؤلّف الذهبي- رحمه الله في كتابه «المشتبه 1/ 348» قال: «وأبو طاهر محمد بن أبي بكر عثمان البخاري الصوفي السّبحي الصابوني. يروي عن عبد الواحد الوركي، وعنه أبو سعيد السمعاني، وابنه عبد الرحيم، مات سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

قلت: كذا نقلته من خط المصنّف، وفيه وهمان:

أحدهما: أنه جعل والد أبي طاهر عثمان، وكنيته أبا بكر، وليس كذلك، بل هو ابن أبي بكر بن عثمان، فعثمان جدّه، ومحمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل البزدوي الصابوني، وكناه أبو العلاء الفرضيّ: أبا عبد الله.

والثاني: أن المصنف جعله السّبحي، بمهملتين، الأولى مضمومة، والحاء مكسورة، بينهما موحّدة مفتوحة، وإنما هو السّبخي، بفتح المهملة والموحّدة معا، وكسر الخاء المعجمة،

ص: 182

روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابنه.

أبو طاهر مُحَمَّد بْن أبي بَكْر المَرْوَزِيّ المؤذّن، ويشتبه بأبي طاهر مُحَمَّد بْن أبي بَكْر السّبخيّ هذا، فينبغي أن يتفطّن له [1] .

[ () ] ذكره كذلك ابن السمعاني، وهو أعرف بشيخه، وهي نسبة- عند ابن السمعاني على ما سمع- إلى الدّباغ بالسّبخة، ولم يجوّده ابن نقطة (في الإستدراك، باب السبحي والسبخي) ، فقاله السّنجي، بالمهملة المكسورة، ثم نون ساكنة، ثم جيم مكسورة، وقد ذكره المصنّف على الصواب في نسبه ونسبته في حرف الموحّدة، فقال في ترجمة الثيابي: ونسبة إلى حفظ الثياب في الحمّام، أبو بكر محمد بن عمر الثيابي البخاري، حدّث عنه محمد وعمر ابنا أبي بكر بن عثمان السّبخي البخاري. انتهى. كذا وجدته بخط المصنّف، وضبط السّبخي، وصحّح فوقه، وهو الصواب.

ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المؤلف الذهبي- رحمه الله قد أثبت اسم صاحب الترجمة «محمد بن أبي بكر بن عثمان» في تاريخه هنا، وفي (سير أعلام النبلاء) على الصحيح، فلعلّ لفظ «بن» بين «أبي بكر» و «عثمان» سقط سهوا من كتابه «المشتبه» ، والله أعلم.

[1]

وقال ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه 5/ 32- 34) معقّبا على قول المؤلّف الذهبي- رحمه الله في (المشتبه 1/ 349) في مادّة «السّنجي» :

قال: والحافظ محمد بن أبي بكر السّنجي، رحل وسمع نصر الله بن أحمد الخشنامي وخلقا، وعنه عبد الرحيم بن السمعاني.

قلت: هو الشيخ الفقيه الزاهد أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن أحمد بن إسماعيل السّنجي البزدوي الصابوني، من أهل مدينة بخارى، هكذا نسبه أبو سعد عبد الكريم بن السمعاني في «ثبت» ولده أبي المظفر عبد الرحيم، وقد ذكره المصنّف قبل مختصرا، فوهم في إعادته هنا ونسبته أيضا، وقد ذكره في ثلاثة مواضع من الكتاب، فالأول وهو الصواب قيّد نسبته في حرف الموحّدة: السّبخي، فتح السين المهملة والموحّدة معا، وذكره بخاء معجمة وصحّح فوقه، والثاني ذكره قريبا في ترجمة السّبحي، بضم السين المهملة، وفتح الموحّدة، تليها حاء مهملة، وهذا خطأ، وتقدّم التنبيه على ذلك قريبا، والثالث جعله هنا في ترجمة السّنجي بكسر السين المهملة، ثم نون ساكنة، ثم جيم، وهو خطأ أيضا، وقد نقلت نسبته مجوّدة كما ذكرها المصنّف على الصواب في حرف الموحّدة من خط الحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي في «ثبت» شيخه الإمام أبي المظفّر عبد الرحيم بن السمعاني فيما قرأه عليه في سنة تسع وست مائة بمرو، توفي أبو طاهر السّبخي هذا ببخارى في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وخمس مائة فيما ذكره أبو سعد ابن السمعاني، وقال: كان والده من الفقهاء الورعين، وكان يكتب مجالس الإملاء التي كانت

ص: 183

182-

الْمُبَارَك بْن الْمُبَارَك بْن هبة اللَّه بْن معطوش [1] .

أبو القَاسِم بْن أبي المعالي البغداديّ، التّاجر، السّفّار.

سمع: أَبَا العزّ مُحَمَّد بْن الْمُخْتَارِ، وحدَّث [2] .

قال أخوه أبو طاهر المبارك بن المعطوش: تُوُفّي أخي بدمشق سنة خمسٍ وخمسين.

قلت: وسمع من: ابن بيان أيضا.

روى عَنْهُ: دَاوُد بْن الفاخر.

183-

المبارك بْن هبة اللَّه بْن عليّ بْن العقّاد [3] .

أبو المعالي البغداديّ، المؤدِّب.

سمع من: طِراد الزَّيْنَبيّ، وأبي الْحَسَن الأنباريّ الأقطع، وابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ.

وقد سمّاه السَّمْعانيّ فِي «الذَّيل» : المبارك بْن الْحُسَيْن، وإنّما هُوَ ابن أبي الْحُسَيْن.

روى عَنْهُ: أبو الحسن الشّهرستانيّ، وأبو محمد بن الأخضر.

[ (-) ] للأئمة في وقته حسبة وديانة، وكان يحضر ولديه: محمدا هذا، وأخاه عمر في أكثر المجالس، انتهى.

وأما أبو طاهر السّنجي بكسر السين المهملة، وسكون النون تليها جيم مكسورة، فهو أول شيخ ذكره أبو سعد ابن السمعاني في «ثبت» ابنه أبي المظفّر، وهو أبو طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سهل بن أبي طلحة المؤذّن الخطيب، ولد في سنة اثنتين أو سنة ثلاث وستين وأربع مائة بقرية سنج، وتوفي بمرو في شوال سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، وكان فيما ذكره أبو سعد ابن السمعاني ديّنا ثقة مكثرا متواضعا قانعا بما هو فيه، رحمه الله.

[1]

انظر عن (المبارك بن المبارك) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 176 رقم 1151.

[2]

سمع منه: عمر القرشي.

[3]

ترجمة (المبارك بن هبة الله) في: الذيل على تاريخ بغداد لابن السمعاني، وهو ضائع.

ص: 184

مات فِي صَفَر سنة خمس، وله خمسٌ وثمانون سنة.

184-

المبارك بْن أبي الفضل [1] .

البغداديّ، الطّبّاخ، المؤدِّب.

سمع: أَبَا الفضل بْن خَيْرُون.

وتُوُفيّ فِي ذي القعدة.

روى عَنْهُ: عُمَر الْقُرَشِيّ الدّمشقيّ، وغيره.

185-

مجاهد الدِّين [2] .

واقف المدرسة المجاهديَّة. واسمه بُزَان. وقد ذُكِر.

186-

مَسْعُود بْن عَبْد الواحد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْن الْعَبَّاس بْن الحُصَين [3] .

أبو مَنْصُور بْن أبي الفَرَج الشَّيْبَانيّ، الكاتب.

بغداديّ جليل. حَدَّث عن: أبي الخَطَّاب بْن البطِر، وطبقته.

قال ابن السَّمْعانيّ: كتبتُ عَنْهُ. ولا أعرف من حاله شيئا. وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة سبع وستّين وأربعمائة. وتُوُفيّ فِي أواخر ذي الحجَّة.

قلت: وأخبرونا عن ابن المُقَيّر أنّ مَسْعُود بْن الحُصَيْن أجاز له. أَنَا أبو الخَطَّاب عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن الجرّاح.

وقد سمع أيضا من: رزق اللَّه، وأبي الْحَسَن الأنباريّ، وطِرَاد [4] .

[1] انظر عن (المبارك بن أبي الفضل) في: المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي 3/ 180 رقم 1163.

[2]

تقدّمت ترجمته باسم «بزان بن مامين» رقم (155) .

[3]

انظر عن (مسعود بن عبد الواحد) في: الإعلام بوفيات الأعلام 229 وفيه: «مسعود بن الحصين» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 362 (دون ترجمة) ، ومعرفة القراء الكبار 2/ 519، 520 رقم 462.

[4]

وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله في (معرفة القراء) : روى عنه ابن الأخضر، وأحمد بن صدقة، وداود بن يونس الأنصاري، وعبد الرحمن بن عمر الغزال.

ص: 185

وقرأ القراءات على أَبِي مَنْصُور الخيّاط. وطلب، وكتب ما لا يوصف.

وكان ثقة.

187-

ملك شاه بْن السّلطان محمود بْن مُحَمَّد السَّلْجُوقيّ [1] .

تُوُفّي بأصبهان في ربيع الأوّل. قاله ابن الْجَوْزِيّ [2] . فقيل إنّه سُمّ، وسبب ذلك أنّه لمّا كثُر جَمْعُه بأصبهان فِي السَّنَة الماضية أرسل إلى بغداد وطلب أن تُقْطَع خطْبة عمّه سُلَيْمَان شاه بْن مُحَمَّد، وتُقام له الخطْبة، ويعيدوا [3] القواعد القديمة. فوضع ابن هبيرة الوزير خادما اسمه غلبك [4] الكوهرائيّ [5] فمضى واشترى جارية بألف دينار، وباعها لملِكْشاه، وقرَّر معها أنْ تسُمَّه، ووعدها أمورا عظيمة، فسمّته فِي لحمٍ مَشْويّ، فأصبح ميّتا، فضُرِبتْ فأقَرَّت. وملك أصبهان بعده عمُّه سُلَيْمَان شاه، فلم تطل مدّته، ومات بعد سنة [6] .

[ (-) ] وقال أحمد بن شافع: كان قديما للتلاوة، قرأ بالروايات العالية، وسمع ما لا يدخل تحت الحصر، إلّا أنّ أكثره على كبر السّنّ، وتفقّه وتميّز، وهو من بيت الكتابة والحديث، ما أظنّ أنّ أحدا من أهل بيته مثله زهادة وخيرا ودينا، وكان ثقة، فهما.

[1]

انظر عن (ملك شاه) في: المنتظم 10/ 198 رقم 289 (18/ 145 رقم 4240) ، والكامل في التاريخ 11/ 263، وتاريخ دولة آل سلجوق 262 و 269، 270، والبداية والنهاية 12/ 242، ومآثر الإنافة 2/ 37، 38.

[2]

في المنتظم.

[3]

في الأصل: «يعيدون» ، وهو غلط نحوي.

[4]

في الكامل: «أغلبك» .

[5]

في الأصل: «اللوهراني» .

[6]

الخبر في الكامل 11/ 263. وقال العماد باختصار البنداري: وكان مغرورا بالشباب مشبوب الغرار، مقدار للآمن آمنا من الأقدار، فلم ينقض عليه شهر حتى اشتهر أنه قضى ومضى، وأن برقه ويومه مضى، وذلك في يوم الإثنين الحادي عشر من شهر ربيع الأول من غير مرض سبق، ولا عرض عرض. بل كانت له مغنيّة قد استهوته واستغوته، وخبلت خلبه، وسلبت لبّه، فصار يأكل من يدها ويشرب، ويجيء بحبّها ويذهب. وقيل إنها بغت موته فمات بغتة. وقيل: بل أصابه سكتة، وأنها قد رغّبت حتى سقته سمّا، وكان قدرا حتما، قد أحاط الله به علما. (تاريخ دولة آل سلجوق 270) .

ص: 186