الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفي فِي ذي القعدة.
-
حرف الميم
-
352-
مُحَمَّد بْن أبي سعد أحمد بن محمد بن البروديّ.
أبو الفُتُوح الصُّوفيّ.
سمع: الزَّيْنَبيّ، وابن البَطِر.
وعنه: ابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر.
مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة تسع.
353-
مُحَمَّد بْن حمزة بْن الْحَسَن بْن المفرّج.
أبو عَبْد اللَّه بْن أبي يَعْلَى الْأَزْدِيّ، الدّمشقيّ، الشُّرُوطيّ.
سمع: أَبَاهُ، وعليّ بْن طاهر النَّحْويّ، وسُبَيْع ابن المقرئ.
مات فِي شعبان، وله إحدى وسبعون سنة.
354-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المسلم بْن أبي سُرَاقة [1] .
أبو المجد الهَمَذانِيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ.
سمع: أبا الحسين بن المَوَازِينيّ، وعبد المنعم بْن الغَمْر الكِلابيّ، وحَيْدَرة بْن أَحْمَد.
سمع منه: أبو الفتح.
وتولّى عمالة الجامع [2] ، ثمّ عمالة الحشريّة.
[ () ] موتى فأخرجوا وبيعت، وكان المسجد الأول مما يلي على الباب والمنارة. وتوفي يوم الإثنين ثامن عشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن من على باب الجامع بعيدا من حائطه ثم نبش بعد أيام وأخرج فدفن ملاصقا لحائط الجامع ليشتهر ذكره بأنه باني الجامع، فتعجّب من هذا من له فطنة وقال: هذا رجل سعى في نبش خلق من الموتى وأخرجهم وجعل تربتهم مسجدا فقضي عليه بأن نبش بعد دفنه.
[1]
أنظره عن (محمد بن عبد الله بن المسلم) في: تاريخ دمشق، ومختصره لابن منظور 22/ 330 رقم 388.
[2]
في تاريخ دمشق: عمالة أوقاف الجامع، وتولّى عمالة المواريث الحشرية والجزية بدمشق.
مات في شعبان أو رمضان.
روى عَنْهُ: أَبُو المواهب، وأبو القاسم ابنا صَصْرَى.
355-
مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الحميد المُعَدَّل [1] .
أبو عَبْد اللَّه الحرَّانيّ، ثُمَّ البغداديّ [2] . أحد العُدُول الكبار.
كيَّس، متودّد.
سمع: هبة اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق الْأَنْصَارِيّ، ورِزق اللَّه التّميميّ، وطِراد بْن مُحَمَّد الزَّيْنَبيّ، وأبا الفتح أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحدّاد، وأبا سَعْد المطرِّز، ويحيى بْن مَنْدَهْ الحافظ، وغيرهم.
ورحل إلى أصبهان.
روى عَنْهُ: أبو سعد السمعاني، وَقَالَ: سَأَلْتُهُ عن مولده فَقَالَ: سنة أربعٍ وثمانين وأربعمائة.
قلت: وروى عَنْهُ ابن الْجَوْزِيّ [3] وقال: كان لطيفا ظريفا، جمع كتابا سمّاه «روضة الأدباء» [4] ، وهو آخر من مات من شهود القاضي أبي الْحَسَن الدّامَغَانيّ [5] .
وروى عَنْهُ: ابنته خديجة، وعبد اللّطيف بْن مُحَمَّد القُبَّيْطي.
وله شِعرٌ حسن [6] .
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن العباس) في: المنتظم 10/ 212، 213 رقم 303 (18/ 165 رقم 4254) ، والعبر 4/ 171، وسير أعلام النبلاء 20/ 352، 353 رقم 241، والمعين في طبقات المحدّثين 168 رقم 1803، والوافي بالوفيات 3/ 330، 340، 341، والبداية والنهاية 12/ 249، 250، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 250 رقم 130، والنجوم الزاهرة 5/ 368، 369، وكشف الظنون 916، وشذرات الذهب 4/ 189، وهدية العارفين 2/ 94.
[2]
زاد ابن رجب في نسبته: «الأزجي» .
[3]
في المنتظم 10/ 212 (18/ 165) .
[4]
وزاد: «فيه نتف حسنة» .
[5]
شهد عند الدامغانيّ في سنة 504 هـ. (المنتظم) .
[6]
قال ابن الجوزي: زكّاه أبو سعد المخرمي، وأبو الخطّاب الكلوذاني.. وسمعت منه أشياء، ولي منه إجازة. وزرته يوما فأطلت الجلوس عنده فقلت: قد ثقّلت. فأنشدني: -
تُوُفّي فِي ثاني عَشْر جُمَادَى الأولى [1] .
وآخر من روى عنه بالإجازة: الرشيد أحمد بن سَلَمَةَ [2] .
356-
مُحَمَّد بْن عَبْد الْجَبَّار بْن جُوريَّة.
الأصبهاني.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
357-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن العلّاف.
أبو طاهر بْن أبي الْحُسَيْن ابن حجاب الدّيوان ومن بيت العلم.
سمع: أَبَاهُ، وابن طَلْحَةَ النَّعَاليّ، وابن البَطِر.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، وغيره.
وتفرَّد بإجازته الرشيد بْن مَسْلَمَة.
وتُوُفيّ فِي ثاني عَشْر شعبان، ولم يكن مَرْضيًا.
358-
مُحَمَّد بْن أبي خازم مُحَمَّد بْن القاضي أبي يَعْلَى مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفَرّاء [3] .
القاضي أبو يَعْلَى الصّغير، شيخ الحنابلة.
تفقَّه على: أبيه، وعمّه القاضي أبي الحسين.
[ () ]
لأن سمّيت إبراما وثقلا
…
زيارات رفعت بهنّ قدري
فما أبرمت إلا حبل ودّي
…
ولا ثقّلت إلّا ظهر شكري
[1]
في المنتظم: «جمادى الآخرة» .
[2]
وسمع منه ابن القطيعي وقال: كان ثقة مأمونا، عالما، لطيفا، صاحب نادرة، حسن المعاشرة، (الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 250) .
[3]
انظر عن (محمد بن أبي خازم) في: المنتظم 10/ 213 رقم 304 (18/ 165، 166 رقم 4255) والعبر 4/ 171، 172، وسير أعلام النبلاء 20/ 353، 354، رقم 242، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 244- 250 رقم 129، ومرآة الجنان 3/ 344، والنجوم الزاهرة 5/ 370، والدرّ المنضّد في رجال أحمد ورقة 71 أ، وشذرات الذهب 4/ 190، وهدية العارفين 2/ 94، ومعجم المؤلفين.
وكان من أنبل الفُقَهاء وأنظرهم وأفصحهم.
وفي سنة ثمانٍ وعشرين زُكّيَ، ثُمَّ بعد ذلك ولي قضاء واسط، فبقي بها مدَّة، ثُمَّ عزل عن القضاء والعدالة، ولزم العلم والمقام بمنزلة إلى أن تُوُفّي وقد أَسَنّ [1] .
سمع: الْحَسَن بْن مُحَمَّد التككيّ، وأبا الْحَسَن بْن العلّاف، وأبا الغنائم بْن النَّرْسيّ.
روى عَنْهُ: أبو الفتح المَنْدائيّ، وأبو مُحَمَّد بْن الأخضر، وغيرهما [2] .
وتُوُفيّ في ربيع الآخر ببغداد، وله ستّ وستّون سنة. والأصحّ أنّه تُوُفّي فِي خامس جُمَادَى الأولى، وقد درّس وأفتى وأفاد وتخرَّج به خلْق. وكانت جنازته مشهودة.
359-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن [قُرطف][3] .
أبو الفتح النُّعمانيّ، الشّاعر المشهور، يعرف بابن الأديب.
[1] قال ابن الجوزي: ولد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.. وأفتى ودرّس، وكان له ذكاء وفهم جيّد، وتولّى القضاء بباب الأزج وبواسط، ثم أشهد قاضي القضاة أبو الحسن ابن الدامغانيّ على نفسه ببغداد أنه قد عزله عن القضاء فذكر عنه أنه لم يلتفت إلى العزل، ثم خاف من حكمه بعد العزل فتشفّع بابن أبي الخير صاحب البطيحة إلى الخليفة حتى أمنه، فقدم بعد إحدى عشرة سنة وقد ذهب بصره، فلازم بيته، فلما مرض طلب أن يدفن في دكة أحمد بن حنبل. قال لي عبد المغيث: بعث بي إلى الوزير فقال: في الدكة جدّي لأمّي. فأنكر الوزير هذا وقال: كيف تنبش عظام الموتى؟
[2]
وقال ابن القطيعي: قرأت عليه شيئا من المذهب، وحضرت درسه، ولم ير مثله في حسن عبارته، وعذوبة محاورته، وحسن سمته، ولطافة طبع، ولين معاشرة، ولطف تفهيم. عطر بالرياسة، خليق بالتصدر، جدّ واجتهد حتى صار انظر أهل زمانه، وأوحد أقرانه، ذو خاطر عاطر، وفطنة ناشئة. أعرف الناس باختلاف أقوال الفقهاء. ظهر علمه في الآفاق. ورأى من تلاميذه من ناظر ودرّس وأفتى في حياته. وصنّف القاضي أبو يعلى تصانيف كثيرة منها:
«التعليقة» في مسائل الخلاف، كبيرة، و «المفردات» ، وكتاب «شرح المذهب» وهو مما صنفه في شبيبته، وكتاب «النكت والإشارات في المسائل المفردات» (الذيل على طبقات الحنابلة) .
[3]
انظر عن (محمد بن محمد بن عمر) في: الوافي بالوفيات 1/ 126 رقم 38، والمستدرك منه، وفي الأصل بياض. وقد جوّد الصفدي ضبطه فقال: قرطف بالقاف والراء والطاء المهملة والفاء على وزن قطرب.
ولد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ببغداد، ومات فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى الآخرة.
وكان من ظُرَفاء البغداديّين وشُعرائهم. وله مع براعته فِي النَّظْم كتابةٌ فِي غاية الحُسْن.
روى عَنْهُ من شِعْره: أَبُو سَعْد السَّمْعانيّ، وأبو أَحْمَد بْن سُكَيْنَة، وأحمد بْن طارق الكَرْكيّ [1] .
أنبأنا جماعة، عن ابن سُكَيْنَة: أنشدنا أبو الفتح ابن الأديب لنفسه:
عاطل وهو بالمناقب خالي
…
نَسَبُ المجدِ غيرُ عمَّ وخالِ
شبهُ قربِ الشّخوصِ وفي
…
نقْد المعاني تبايُن الأشكالِ
ما استطال القنا بطُول الأنابيب
…
ولكنْ بالصبر يوم النِّزال
رُبّ حُسْنٍ يعود قُبْحًا إذا لم
…
تُرْوَ عَنْهُ مما حسُن الأفعال
يوجد التِّبْرُ فِي التُّراب كَمَا
…
يُسْتَخْرَجُ المِسْكُ من [دم][2] الغزال
وبالإسناد له:
طليقُ دمْعٍ أسير القلب عاينه
…
كل بعينك فانظر ما يعانيهِ
تنام عن سهرٍ لا تلتقي قصّر
…
أجفانه كلّما طَالِب بلياليهِ
تحيى على زَفَرات الشَّوق أَضْلُعُه
…
وأنت فِي غفلةٍ عمّا يُلاقيهِ
منها:
سهمٌ على القلب قُبَيْل السَّمْع موقفُهُ
…
قد أَتْبَعتْهُ بسهمٍ كفُّ راميهِ
وليلةُ الجزع لمّا بات يرشقني
…
ثغرَ الزُّجاجة والصَّهْبَاءَ مَن فِيهِ
شربتُ كأسَ مُدامٍ من سُلافتِهِ
…
فبُحتُ بكاس عِتابٍ من تجنّيه
[1] تقرأ في الأصل: «التركي» ، وهو من الكرك بالبقاع من أصل جبل لبنان. وقد تقدّم التعريف بهذه النسبة.
[2]
في الأصل بياض.
وبه له:
لم يبق بعد المَفْرِق الأشْيبِ
…
لدَيْك من مَلْهى ولا ملعبِ
أنذرت الخمسينُ أنيابَهَا
…
بعد ذَهاب العُمر المذهبِ
أُنْسِيتَ ما فات كأنّ الَّذِي
…
مضى من الأيّام لم يُحْسَبِ
هَلْ هُوَ إلّا أَمَدٌ مُنْتَهَى
…
إلى بعيد الدّار لم يعقبِ
مسافةٌ قد تطمعُ فِي قَطْعها
…
بغير زادٍ وبلا مركبِ
يا وَيْحَ من أنفق أيّامَهُ
…
فِي طلب المَتْجَرِ والمَكْسَبِ
ما هُوَ آتٍ غيرُ مُسْتَبْعَدٍ
…
قد آن وضْع الحامِل المقربِ
وكلّ عام يرتجي المنى
…
وهنّ قد سوّفن الوعد بي
وليس لي همٌّ سوى وَقْفةٍ
…
فِي حَرَم المدفون فِي يَثْرِبِ [1]
360-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن زَيْدٍ [2] .
الشّريف أَبُو طَالِب العَلوَيّ، الْحُسَيْنيّ، الْبَصْرِيّ، النّقيب، نقيب الطّالبيّين بالبصرة ثُمَّ عُزل من النّقابة.
قال ابن السَّمْعانيّ: قَدِمَ بغداد عدّة نُوَب، وانحدَرْتُ فِي صُحبته إلى البصرة واجتمعتُ به. وكان ظريفا مطبوعا.
[1] وأورد له ابن النجار من قصيدة:
كلا السّوادين من قلبي ومن بصري
…
فداء ما بيّض الفودين من شعري
صبغ على الرأس موقوف قضيت به
…
ما شئت من لذة تلهى ومن وطر
مرّ الجديد به حينا فأخلقه
…
وإنّما ذلك الأخلاق للعمر
ما ساعد تنقضي إلّا وقد أخذت
…
شطرا من السمع أو شطرا من البصر
لو فكّر المرء في أطوار خلقته
…
ما كان في غيرها يوما بمقبر
[2]
انظر عن (محمد بن محمد بن محمد العلويّ) في: التقييد 107، 108 رقم 120، والعبر 4/ 172، وسير أعلام النبلاء 20/ 423- 425 رقم 281، والمعين في طبقات المحدّثين 168 رقم 1804، والإعلام بوفيات الأعلام 231، ومرآة الجنان 3/ 344، والنجوم الزاهرة 5/ 370، وشذرات الذهب 4/ 190.
وكان أصحابنا البصْرييّن يقولون إنّه يكذب كثيرا، فاحشا في أحاديث النّاس.
وروى ببغداد عن أبي علي البُسْريّ.
قال: وسمع منه، ومن: جَعْفَر العّبَّادانيّ، وأبي عُمَر الْحَسَن بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن غسّان النَّحْويّ، ومحمد بْن عليّ بْن العلّاف المؤدِّب.
قال ابن نقطة [1] : قدم بغداد سنة خمس وخمسين، وحدَّث بها على أَبِي عليّ بكتاب «السُّنَن» لأبي دَاوُد الجزء الأوّل بالسّماع المتّصل، والباقي إجازة، إن لم يكن سماعا.
ثنا عَنْهُ: أبو طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّميع، وسماعه من التُّسْتَريّ سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وقال عُمَر بْن عليّ الْقُرَشِيّ فِي «معجمه» : أَنَا الشّريف أبو طَالِب مُحَمَّد بْن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عليّ بْن ماعز [2] ابن الأمير عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن الْحُسَيْن بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ [3] بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشميّ، العَلوَيّ، ويعرف بابن أبي زيد، وسألته عن مولده فقال: في ربيع الأول سنة إحدى وستّين وأربعمائة.
وتُوُفيّ فِي ربيع الأوّل سنة ستّين.
قلت: وقال ابن السَّمْعانيّ: وُلِدَ سنة تسعٍ وستِّين وأربعمائة.
وقال ابن النّجّار: سَأَلت النّقيب أَبَا جَعْفَر يحيى بن محمد بن محمد،
[1] في التقييد 107.
[2]
في الأصل: «ياعز» ، والتصحيح من: التقييد.
[3]
هكذا في الأصل، وفي التقييد 107 «جعفر بن الحسن بن علي» ، وفي سير أعلام النبلاء 20/ 424 «جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي» .
عن والده مَتَى وُلِدَ؟ قال: سنة تسعٍ وستِّين.
قلت: وروى أبو طَالِب ببغداد كتاب «السُّنَن» . استقدمه الوزير ابن هُبَيْرة وألزمه، وسمع منه الكتاب.
وقد حدُّث أبو الفتوح بْن الحصْريّ عَنْهُ بالسّماع المتّصل، وقال:
أُخبرت أنّ سماعه ظهر بعد ذلك [1] .
قال ابن نُقْطة [2] : وهذا القول عندي فِيهِ نَظَر، لأنّا لم نسمع أحدا قاله غير ابن الحصْريّ، والصّحيح عندي ما قيّده أبو المحاسن الْقُرَشِيّ، يعني الجزء الأول فقط، وآخره عند كراهة مسِّه الذَّكَر فِي الاستبراء.
قال ابن نُقْطة: وحدَّثني أبو مَسْعُود [3] مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْبَصْرِيّ الفقيه قال:
قال لي عليّ بْن الْحَسَن ابن المعلَّمة: لمّا ورد [إلى بغداد][4] وأقرأنا «السُّنَن» على أبي زَيْدٍ النّقيب، كتب لي أبو المحاسن الْقُرَشِيّ [5] يطلب منّا سماع الشّيخ في «سنن أبي داود» ، فطلبت [6] فلم أجد سماعه إلا فِي جزءٍ واحد [7] .
[1] قال ابن نقطة: حدّث عنه بالسنن شيخنا أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري البغدادي المجاور بمكّة، ورأيت بمصر بعض طلبة الحديث قد كتب من مصر إلى مكة استجازة إلى ابن الحصري وسأله أن يبين عنه إسناده بالسنن: هل فيه إجازة أم لا؟ فكتب إليه: أنه بالسماع المتصل، وكذلك حدّث بها بمكة، وقال: أُخبرت أنّ سماعه ظهر بعد ذلك، (التقييد) .
[2]
في التقييد 108 وهو تعقيب على ما تقدّم.
[3]
في التقييد 108 «أبو السعود» .
[4]
ما بين الحاصرتين إضافة يقتضيها السياق للتوضيح.
[5]
في التقييد 108 «الدمشقيّ» .
[6]
في التقييد: «فطفت» .
[7]
زاد ابن نقطة: وسألت شيخنا أبا طَالِب عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّميع الهاشمي الواسطي بها في الرحلة الثانية عن كتاب «السنن» وسماع ابن أبي زيد فيه، فقال لي: سمعت منه أشياء في أول الكتاب وسمعت الناس يتكلمون في روايته، فما أخرجت في مشيختي عنه
قلت: عاش ستَّا وتسعين سنة، وقد رَوَاهُ المقداد بْن أبي القَاسِم القَيْسيّ بدمشق، أعني «السُّنَن» كلَّه، عن ابن الحصْريّ، بسماعه عن العَلوَيّ، عن التُّسْتَريّ لجميع الكتاب سَماعا، فاللَّه أعلم بحقيقة الأمر.
أنبئونا عن أَحْمَد بْن طارق: أنشدنا أبو طَالِب العَلوَيّ لنفسه:
لا تشكون دهرا [سَطَا][1]
…
شَكْوَاكُهُ عينُ الخَطَا
واصْبِر على حَدَثَانهِ
…
إن جارَ يَوْمًا وامتطى [2]
الدَّهْرُ دهرٌ قُلَّبٌ
…
يوماهُ بؤسٌ أو عَطَا [3]
361-
مُحَمَّد بْن سعود بْن عَبْد الملك بْن خُنَيْس [4] .
أبو الكَرَم الغسّال، البزّار. بغداديٌّ، مطبوعٌ، صاحب نوادر، وحكايات، وأشعار، وله بضاعة يتّجر فيها إلى الحجاز والرّيّ.
سمع من: جَعْفَر السّرّاج، وأبي القَاسِم الزَّيْلعيّ، وجماعة.
قال ابن السمعاني: كتبت عنه، وقال لي: ولدت سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
وقال ابن مَشِّق: تُوُفّي فِي سابع عَشْر ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ: ابن الأخضر، وابن الحصريّ [5] .
[ () ] شيئا خيفة أن يكون إسناده لا يصحّ، فقلت له: إنّ سماعه بالجزء الأول صحيح متصل، ثم قرأت عليه منه.
[1]
في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء.
[2]
في الأصل: «امتطا» .
[3]
سير أعلام النبلاء 20/ 425.
[4]
انظر عن (محمد بن سعود) في: الكامل في التاريخ 11/ 321 وفيه «محمد بن سعد» .
[5]
قال ابن الأثير: وله شعر حسن، فمن قوله:
أفدي الّذي وكّلني حبّه
…
بطول إعلال وإمراض
ولست أدري بعد ذا كلّه
…
أساخط مولاي أم راض
362-
[مُرْجان][1] الخادم [2] .
قال ابن الْجَوْزِيّ: كان يقرأ القرآن، ويعرف شيئا من مذهب الشّافعيّ، وتعصب على الحنابلة فوق الحدّ. [حتّى أنّ الحطيم الَّذِي كان برسْم الوزير ابن هُبَيْرة بمكة يصلّي فِيهِ ابن الطيّاخ الحنبلي مضى مرجان وأزاله من غير تقدّم بُغضًا للقوم، وناصبني][3] دون الكُلّ، وبلغني أنّه كان يقول: مقصودي [قلْع هذا][4] المذهب، ولمّا مات الوزير ابن هُبَيْرة سعى بي إلى الخليفة فقال: عنده كُتُبٌ مثل كتب الحريريّ [5]، فقال الخليفة: هذا مُحال، فإنّ فلانا كان عنده أحد عشر دينار [ألأبي حكيم وكان حشريّا][6] فما فعل لها شيئا حَتَّى [طالَعَنا][7] . فدفع عنّي شرّه [8] .
ومات فِي ذي القعدة.
363-
[
…
] [9] بْن عَبْد اللَّه بْن عزيزة.
أبو الغنائم الأصبهانيّ.
تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
[1] في الأصل بياض.
[2]
انظر عن (مرجان الخادم) في: المنتظم 10/ 213 رقم 305 (18/ 166 رقم 4256) ، ومرآة الزمان 8/ 255، والبداية والنهاية 12/ 250.
[3]
ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم.
[4]
في الأصل بياض. والمستدرك من المنتظم.
[5]
في المنتظم: «عنده كتب من كتب الوزير» .
[6]
إضافة من المنتظم.
[7]
في الأصل بياض. والمستدرك من المنتظم.
[8]
وزاد ابن الجوزي: ولقد حدّثني سعد الله البصري وكان رجلا صالحا، وكان مرجان حينئذ في عافية، قال: رأيت مرجان في المنام ومعه اثنان قد أخذا بيده، فقلت: إلى أين؟ قالا: إلى النار. قلت: لماذا؟ قالا: كان يبغض ابن الجوزي. ولما قويت عصبيّته لجأت إلى الله سبحانه ليكفيني شرّه فما مضت إلّا أيام حتى أخذه السّدّ فمات يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة من هذه السنة ودفن بالترب.
[9]
في الأصل بياض، لم أتبيّنه.