الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الهمزة
بيت الأنصاري
" بيت الأنصاري " نسبة الأنصار الذين نصروا النبي صلى الله عليه وسلم وإليهم ينتسب كثير. ولكن هذا البيت مخصوص بهذه النسبة وشهير بها. وإذا وجد منهم أحد في بلد فيكون في غاية القلة. وهو على صحة نسبهم الشريف من أقوى الأدلة. لقوله عليه الصلاة والسلام: " الناس يكثرون والأنصار يقلون حتى يصيروا كالملح في الطعام ".
ويعرف قديماً ببيت الزرندي نسبة إلى زرند، قال المجد في تاريخه للمدينة المنورة المسمى ب " المغانم المستطابة في معالم طابه " ما نصه: وزرند قرية من أعمال المدينة المنورة من جهة الشام بقرب وادي القرى. أخبرني بها شيخنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الزرندي الأنصاري محدث حرم رسوله الله صلى الله عليه وسلم وهو ثقة.
وذكر أيضاً في القاموس: أن زرند اسم موضع في المدينة.
وقد ذكرهم كثير من مؤرخي المدينة المنورة: أجلهم الحافظ أبو الخير محمد السخاوي في تاريخه الكبير والمعجم المسمى ب " الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع " و " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " وأطال وأطاب فيهم جزاه الله خيراً.
وقد جمعت لهم تأليفاً لطيفاً يشتمل على كثير من الفوائد والصلات والعوائد المتعلقة بالسادة الأنصار، وذكر ما لهم من الفخار، وجاءني مجلد عظيم المقدار نحو عشرين كراساً. وسميته " نشر كمائم الأزهار المستطابة في نشر تراجم الأنصار طابه ".
وذكر السخاوي في تاريخه ما نصه: بيت الزرندي بيت كبير وبالعلم والدين شهير. أصلهم يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود ابن الحسن. وله من الأولاد: أحمد وعلي وكمال محمد قادر.
" أما أحمد ف " فهو والد موفق الدين أبي الخير محمد، وجلال الدين أبي اليمن عبد الله.
وعلي هو صاحب " المفاخرة بين الحرمين " وله من الأولاد: عبد الرحمن وعبد الوهاب " وفتح الدين أبو الفتح - ويقال له محمد - ومحب الدين محمد " وخديجة وعائشة.
ومحمد بن يوسف له من الأولاد: السراج عبد اللطيف ومحمد ولهما من الأولاد: الشمس محمد، وأحمد، والكمال أبو الفضل محمد، وأبو طاهر " و " أبو الفرج وعبد الله الدشطي الذي هو بالمشرق واستوطنه. وله به بنون منهم " فضل ".
فأما عبد الرحمن بن علي فلم أقف له على عقب.
وأما عبد الوهاب فله فتح الدين أبو الفتح محمد.
وأما أخوهما أبو الفتح فله: حسن ويوسف وعلي والطيب وأبو السعود.
وأما محب الدين فكان شافعياً، وله التاج عبد الوهاب، والسراج عمر والبهاء محمد.
ثم إن لأبي الفتح محمد بن عبد الوهاب: أحمد، وسعداً، وسعيداً، وعبد الله، ومحمداً، وسارة، وعائشة، وفاطمة.
فالأولان ومحمد لم أقف لهم على ذكور. نعم كان لسعد ولد يدعى أبا السعادات توفي عن نحو عشر سنين.
وسعيد له النور علي وأبو الفتح محمد.
وعبد الله له ثلاثة: أفضلهم مجد الدين ونجم الدين، وشمس الدين.
وعائشة وسارة زوجه " ما " عبد العزيز بن عبد السلام الآتي ذكره واحدة بعد أخرى.
فله من سارة: عمر، وعائشة، وزينب، فعائشة هي زوجة القاضي خير الدين السخاوي بن القصبي، وقبله الخطيب شمس الدين الريس وقبله أبو الفضل بن المحب المطري
…
وأولدها آمنة. والآن هي تحت المحب بن القصبي.
وزينب تزوج بها أبو الفرج بن المراغي وفارقها واستمرت أيما.
وأما فاطمة ثالثة بنات أبي الفتح، فتزوجها أبو الفضل محمد المراغي المقتول. وماتت هي أيضاً بعده بقليل.
ثم حسن بن أبي الفتح محمد بن علي لم أقف له على ولد.
ثم أخوه علي وهو القاضي نور الدين له: فتح الدين محمد المدفون في رحاب سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه " وأخوهما يوسف، وله علي " توفي سنة 1092.
وأخوهم أبو الطيب له أحمد مات بمكة. وله ولد يدعى زين الدين، سافر إلى العجم ثم المغرب.
وأخوهم أبو السعود، ولم أقف له " على عقب ".
وأما عبد الوهاب بن المحب فله من الأولاد معاذ، وعبد السلام، وعبد الواحد، ومحمد، وكلهم أشقاء إلا الأول.
والسراج عمر بن محب الدين له: عبد الوهاب ومحمد ورقية. ماتوا عن آخرهم. وليس لهم ذكر.
وأخوهما البهاء محمد: وله عبد الباسط وعبد الرحمن
وأبو الفضل. ماتوا عن غير ذكر. إلا أبا الفضل فخلف ولداً " محمداً " مات مطعوناً بمصر.
ثم إن أحمد بن عبد اللطيف له: عبد الله، ومحمد.
ولأخيه الكمال محمد، عبد اللطيف وعبد الملك وأبو الفرج.
ولأخيهما أبي الطاهر من الأولاد: محمد، والد عبد العزيز.
ولأخيهم أبي الفرج من الأولاد: عبد الرحمان، وعبد السلام.
ولأولهما: أحمد، والد عبد الرحمان ومحمد، وهما في الأحياء.
وست الجميع بنت أحمد. وأيضاً هي تحت علي بن سليمان الطحان.
ولثانيهما عبد العزيز، والد عمر وإخوته.. انتهى كلام الحافظ السخاوي.
وقد ترجم غالب من ذكره من هذه الأصول والفروع. وقد أهمل كثيراً من فروع هذا المجموع. وذلك من قلة العلم بأصولهم وعدم تفصيلهم. وسنتبع - إن شاء الله تعالى - ما أهمله ونلحقه ما أجمله. وأيضاً نلحق من ولد وحدث بعد وفاته إلى تاريخ هذا الكتاب، وإثباته على نمط حسن وضبط مستحسن.
وأول من ترجمه السخاوي من أهل هذا البيت الذي ليس في شرفه " لو " ولا " ليت " أصلهم الأصيل بما نصه: " الشيخ يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الإمام عز الدين أبو المظفر وأبو محمد وأبو يعقوب بن الشمس أبي علي بن الجمال الأنصاري الخزرجي المدني الحنفي يعرف بالزرندي. ولد سنة 606 وتوفي بطريق العراق ذاهباً سنة 712. وقد رآه الشيخ محمد العصامي في المنام. وقال له: سلم على أولادي وقل لهم: لقد حملت إليكم، ودفنت في البقيع عند قبة العباس رضي الله عنه فإذا أرادوا زيارتي فليقفوا هناك ويسلموا علي ويدعوا إلي. ".
وقد ذكره المجد الفيروز أبادي في تاريخه للمدينة المنورة. " وذكره الشيخ ابن فرحون في تاريخه للمدينة المنورة " أيضاً
وذكره الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. وذكره الشيخ الصالح محمد بن صالح في تاريخه للمدينة المنورة. وكثير من المؤرخين المحققين. وقد ترجم جده محمد بن محمود ووالده العلامة الشيخ تاج الدين السبكي في طبقاته الثلاث: الكبرى والوسطى والصغرى بما صورته: "
…
محمد بن محمود ابن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم " يقول كاتبه - لطف الله به - توفي الحافظ السخاوي المؤرخ المذكور بالمدينة المنورة سنة 911 وترك من المترجمين المذكورين في قيد الحياة الشيخ عمر بن عبد العزيز والد سالم وعمر، المعروف بالأشهل. وقد ماتا ولم يعقبا في حدود سنة 982، ومنهم القاضي محمد شمس الدين بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي ابن يوسف.
ومنهم ولده الأمجد شهاب الدين أحمد، والد عبد الرحمن الأحمدي، ومحمد، ومريم، وزينب.
فأما الشيخ وجيه الدين عبد الرحمان بن شهاب الدين أحمد ابن
القاضي شمس الدين محمد المذكور أعلاه فمولده في حدود سنة 915. وتوفي في حدود سنة 992 بالمدينة المنورة بعد أن كف بصره. وكان فقيهاً عالماً، فاضلاً عاملاً. وأعقب من الأولاد ثلاثة: أحمد، وعبد الرحيم، ومحمداً. وأعقب من البنات ثلاثاً: أم الحسين فاطمة، وأمة الرحمان، وزينب. وقد انقرض عقبهن.
فأما محمد فأعقب: محمد سعيد، والد ستيت، وفاطمة المتوفاة في سنة 1116، والدة العلامة أحمد أفندي شيخي زاده المدرس المتوفى سنة 1124، والد صاحبنا الفاضل الأمجد محمد أفندي شيخي زاده المتوفى في حدود 1168. ومولده في سنة 1113.
وأعقب محمد أفندي المذكور بنتين أعقبت إحداهما ولدين ذكوراً، وبنتاً، اسمها فاطمة تزوجها السيد خليفة الأدنوي، وأما الولدان: محمد وحسن " ف " من الخطيب أبي اللطيف البري. وهما في قيد الحياة. وقد ذكرتهم في محلهم في بيت " شيخي ".
وأما عبد الرحيم فأعقب: حسناً، المتوفى في المغرب في حدود سنة 1088 عن بنت تسمى زينب، وتزوجها العم الخطيب أحمد الأنصاري وتوفيت في حدود سنة 1114 عن غير ولد. ومن بعد وفاتها آل إلينا وقف " الحديقة المكارمية " الكائنة بقرب الباب الشامي، والبيت الكبير الكائن برأس زقاق " عانقاي " بموجب شرط الواقفة والدة حسن
المزبور وهي المرأة الصالحة الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد مكارم الشافعي، وكانت صاحبة ثروة. وورثها الجد يوسف والعم أحمد.
وأما أحمد فأعقب: عبد الله - مات صغيراً - وعبد الكريم، مولده في حدود سنة 993 ووفاته بالمدينة المنورة في حدود سنة 1068 وأعقب من الأولاد: عبد القادر، والد آمنة المتوفاة عن غير ولد. وكان بصيراً، ومحمد مكي، ويوسف، وعبد الرحيم.
فأما محمد مكي فمولده بمكة المكرمة سنة 1033 ونشأ على طلب العلم. وتأدب حتى بلغ إلى أعلى المراتب. وكان حسن الخط والحظ. ورحل إلى الروم سنة 1063، وتقرر بالفرمان في وظيفتي خطابة وإمامة بالمسجد النبوي. ثم رحل مرة أخرى إلى الروم وبلغ ما يروم. وذلك في سنة 1080 صحبة صاحبه الأديب البارع الخطيب إبراهيم الخياري. وقد ذكره في رحلته المشهورة وذكر وفاته بطريق مصر المحروسة مطعوناً مبطوناً. ودفن بمقبرة قرية العقبة، - رحمه الله تعالى -. وذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1081.
وأعقب من الأولاد: سليمان، وتوفي بمصر مطعوناً أيضاً عن غير ولد في سنة 1089.
وعبد الله مات عن غير ولد.
ومحمد نشأ على طريقة والده. وكان خطيباً أديباً رحل إلى الروم في حدود سنة 1106، وتوفي بالمدينة المنورة عن غير ولد - رحمه الله تعالى - في سنة 1118، ومولده في سنة 1078. وكان متزوجاً على الخالة صفية بنت محمد سعيد سيدون.
وبديعة بنت محمد مكي المذكور مولدها في سنة 1079 ووفاتها في حدود سنة 1143 في محرم الحرام. وكانت امرأة كاملة، عاقلة مشهورة، تزوجها الريس أبو العز الحنبلي ولم تعقب. وفرغت في سنة 1140 من تعلقاتها من الرومية القديمة في سنة 1140 وكتبها في الدفاتر الأربعة مرتب خيرات بديعة الأنصارية وذلك عن قراءة قرآن عظيم الشأن بحرم سيد ولد عدنان، وسبيل ماء، وغير ذلك مما هو مشروح في الحجة المؤرخة سنة 1140. وشرطت النظر للمرحوم سيدي الوالد. ثم من بعده لأولاده وأولاد أولاده الخ
…
وأما عبد الرحيم بن عبد الكريم فأعقب من بنتاً ماتت صغيرة. وكانت وفاته سنة 1085.
وأما يوسف بن عبد الكريم فمولده بالمدينة المنورة في حدود سنة 1052؛ فنشأ على العلم والعمل والعبادة والصلاح، وحج نحو أربعين حجة. وتوفي بعرفة ملبياً يوم الاثنين سنة 1118؛ ودفن بها. وقبره بها ظاهر يزار. وعليه ما شاء الله من الأنوار. وقد شرح مقدمة الشيخ الدلجي في مصطلح الحديث سماه " فتح الكريم المنجي في شرح مقدمة الدلجي " وجمع مجاميع كثيرة في كل فن بخطه الحسن.
وأعقب من الأولاد الأمجاد: أحمد، وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وخديجة.
فأما أحمد فمولده في حدود سنة 1080 وأمه كفاية بنت الريس عبد الرحمن العباسي ونشأ على طلب العلم الشريف حتى برع فيه، ودرس بالمسجد النبوي، وخطب وأم بالمحراب المصطفوي، وتوفي سنة 1126. وأعقب من الأولاد: حسنا أبا المكارم، وعبد الله، وزينب.
فأما حسن فمولده سنة 1121، فنشأ في حجر والدنا المرحوم، وزوجه من بنته ستيت في سنة 1140 وولدت له عدة الأولاد: محمدا، وأحمد، وأبا السعود، وزينب، وفاطمة. وقد ماتوا صغاراً ما عدا أحمد فإنه كبر، وطلب العلم، وتزوج خديجة بنت الأخ محمد أبي البركات. وولدت له ولداً سماه حسنا، وتوفي بعده صغيراً. وتوفي هو شهيداً مع الأخ يوسف في قلة القلعة في جمادى الأولى سنة 1177.
وأما عبد الله فتوفي شهيداً مطعوناً في إسلامبول سنة 1148، ومولده في سنة 1126.
وأما زينب فمولدها سنة 1115 وتزوجت من الأخ محمد سعيد. وولدت له ولداً اسمه أحمد، وبنتاً اسمها عائشة. وماتا صغيرين. وتوفيت هي نفساء شهيدة في سنة 1138.
وأما عبد الرحيم بن يوسف فمولده تقريباً في حدود سنة 1090 ونشأ في طلب العلم الشريف، وأم بالمحراب المنيف. وله من
الأولاد: محمد، وأم الحسن، ماتا صغيرين في حياته. ثم ارتحل في سنة 1128 إلى اليمن الميمون. ثم ارتحل منه إلى الهند، وحصل له قبول عظيم عند سلطانه ووزرائه وأركان دولته وغيرهم. وأقام بها معززاً مكرماً إلى أن توفي به في سنة 1144 ودفن في بندر " سورت ".
وأما خديجة بنت يوسف فمولدها تقريباً في سنة 1092، وتوفيت بكرا سنة 1133.
وأما والدنا المرحوم المبرور عبد الكريم فمولده تقريباً في حدود سنة 1085 في شوال، فنشأ في طلب العلوم الشريفة ودرس بالروضة المنيفة. ثم ارتحل إلى مصر وبيت المقدس والشام والروم وبلغ ما يروم. وأخذ عمن بها من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام. وتزوج والدتنا المرحومة أم هانئ بنت محمد سعيد " أفندي " سيدون كاتب شيخ الحرم. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد: محمد سعيد، ومحمد أبو البركات، ويوسف، وعبد الرحمن، وعلياً وستيت ورقية " وتوفي بمكة المكرمة سنة 1162 ودفن بالمعلاة ".
فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1115. ونشأ على طلب العلم حتى برع فيه، ونظم ونثر. وتزوج بنت عمه زينب بنت أحمد كما سبق قريباً. ثم تزوج بعدها الشريفة زينب بنت السيد إبراهيم فيض الله
الأزبكي البخاري. وولدت له عدة أولاد وبنات ماتوا صغاراً، ما عدا أم الفرج الموجودة اليوم. ومولدها في سنة 1144. وتزوجت محمد أبا الفرج ابن عمها يوسف ولدت له عدة أولاد. وسيأتي ذكرهم في محله. وتزوج محمد سعيد المذكور عدة زوجات، وولدن له بنات وأولاداً ذكوراً؛ فمنهن: فاطمة قادين بنت محمد حسن أفندي شيخ القراء. وولدت له ولداً سماه أبا بكر محفوظ. ومولده في سنة 1151. وتزوج أم الهدى بنت الأخ محمد أبي البركات. ثم حصل له بعد وفاتها بعض اختلال أضاع به ما في يده من المال حتى مال على مال أولاد الأخ محمد أبي البركات. وأخباره يطول شرحها، وليس هذا محلها. وقد تزوج الشريفة علوية بنت السيد زين الأزهري، وولدت له بنتاً سماها " ست الأهل " ومولدها في شعبان سنة 1179. وقد تزوج بنتنا عائشة، ومات عنها في ربيع الثاني سنة 1181. وتوفي والده محمد سعيد في 7 رجب سنة 1163.
وأما محمد أبو البركات فمولده في سنة 1118. ونشأ على طلب العلم الشريف خصوصاً علم الفقه فإنه برع فيه. واشتغل بجمع الدنيا فحصل منها جانباً عظيماً حتى بلغ معلومه في كل سنة ثلاثة آلاف غرش.
ومن الجرايات نحو اثني عشر جراية. وتزوج آمنة بنت محمد أفندي القونوي، أمين الفتوى سابقاً، وولدت له عدة بنات متن صغاراً، ما عدا أم الهدى، كبرت وتزوجت من ابن عمها محفوظ. ومولدها في سنة 1138. وتوفيت 17 في ذي القعدة الحرام سنة 1174، شهيدة بالنفاس - رحمها الله تعالى - وتزوج عدة من الزوجات وولدن
له عدة أولاد وبنات منهن سعيدة تابعة محمد أفندي القونوي. وولدت له: عمر، وخديجة، وعبد الكريم، وبديعة.
ومنهن الشريفة زينب بنت السيد علي المهدلي، ولدت له عدة أولاد ماتوا صغاراً.
فأما عمر فمولده سنة 1156 ونشأ نشأة غير صالحة. فلما توفي والده تزوج فاطمة بنت الريس فتح الله. وولدت له عدة أولاد ماتوا صغاراً. وعاش منهم زين الدين العابدين الموجود اليوم. ونسأل الله تعالى أن يهديه وينشئه نشأة صالحة. وقد أضاع عمره في سفاهة جميع ما تركه له والده من المعلوم والجراية والوظائف حتى صار ما يتحصل له شيء إلا من الوقف والصدقات لا غير. وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فرحل من الحاج المصري قاصداً الروم ليبلغ منها ما يروم. فلما وصل إلى مصر مرض فتوفي بها في سنة 1184. ودفن بالقرافة. وكان له مشهد عظيم رحمه الله وتجاوز عنا وعنه.
وأما عبد الكريم فمولده في سنة 1166 وتوفي غريقاً في بركة الحديقة الكركية في سنة 1177.
وأما خديجة فمولدها في مكة المكرمة في سنة 1158. ونشأت نشأة صالحة. وتزوجت ابن عمتها أحمد بن حسن، وقد سبق ذكره. ثم تزوجت على الخطيب أبي بكر الحميداني، وولدت له ولداً سماه
عبد الرحمان. ثم مات صغيراً، وتوفيت هي أيضاً عن غير ولد في جمادى الأولى سنة 1194.
وأما بديعة فمولدها في صفر سنة 1168. ونشأت نشأة صالحة وتزوجت حيدر ابن عمها " علي " وولدت له ولداً سماه " علياً ". ومات صغيراً. ثم ولدت له بنتاً سماها " طاهرة " في صفر سنة 1190. ثم ولدت له ولداً سماه أحمد، مات صغيراً بعدها بقليل، ثم توفيت بديعة المذكورة في جمادى الأولى سنة 1194.
وأما يوسف فمولده في حدود سنة 1121. ونشأ ودأب، وبرع في العلم والأدب، وأم، وخطب، وألف الرسائل والخطب، وبلغ أعلى الرتب. وامتحن بالأعداء، والأضداد بالخروج من البلاد فارتحل سنة 1172 إلى مدينة دار السلام. واجتمع بمن فيها من العلماء الأعلام، وحصل لها من متوليها سليمان باشا غاية الإكرام، ومن زوجته عادلة خانم. ثم إلى الشام. ثم إلى الروم، وبلغ منها ما يروم، وامتدح الوزير الكبير راغب محمد باشا بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وتقلد منصب إفتاء المدينة المنورة. فلم يتم له ذلك بسبب بغض بعض الأعداء، ثم توجه إلى مصر القاهرة ثم توجه إلى الصعيد وركب البحر إلى ينبع ثم المدينة المنورة وأقام بالعالية مدة فعرضوا فيه المدينة إلى الدولة العلية بالكذب والزور
والبهتان فورد بعكس القضية الفرمان. ثم توجه إلى مكة المكرمة وأقام بها مدة ".. فخرج منها خائفاً يترقب قال: رب نجني من القوم الظالمين " فوصل إلى المدينة وأقام بالعالية أياماً، فورد من الشريف مساعد كتاب مضمونه بأنه يدخل المدينة وعليه الأمان؛ فأرسل إليه شيخ الحرم أحمد آغا ومحمد صالح الطيار، كتخداي القلعة، كتاباً يتضمن الأمان.
وفيه من الأيمان التي ما تصدر من ذي إيمان، والأمور مبنية على الغرور؛ فنزل إلى المدينة، فلما وصل إلى الباب الصغير أخذوه وجروه إلى جهة باب القلعة وأدخلوه فيها في حبس القلعة ومعه ولده محمد أبو الفرج وأحمد ولد أخته. وأقاموا مدة في الخشب والحديد والعذاب الشديد. ثم قتلوهم في ليلة واحدة واحداً بعد واحد صبراً وغيلة. وكتبت لهم الشهادة والحسنى وزيادة. ودفنوهم خفية في القلعة. ولم يظهر ذلك إلا بعد مدة. وجميع ما صدر بتدبير اللعين الخبيث محمد صالح الطيار. وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلماً وزرواً. ثم بعد خمس سنين وصل إلى المدينة المنورة شاهين أحمد باشا متولياً أمورها فأمر بإخراجهم من القلعة فأخرجوا منها، ولم يتغير منهم، بكلومهم ودمائهم؛ فأمر بغسلهم وتكفينهم والصلاة عليهم. وباشر كله ذلك بنفسه، ودفنوا بمقبرة أسلافهم ببقيع الغرقد،
وبنى عليهم قبة لطيفة في قبلي قبة سيدنا إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم وقتل الطيار بالسم - لا رحمه الله ولا رضي عنه - ورتب على أهل القلعة دعوى القسامة بمحله العالي بحضور جمع من المسلمين: القاضي، والمفتي الحنفي، والشافعي، وشيخ الحرم أحمد آغا. وكان كاتبه هم الوكيل في هذه الدعوى. ورتب عليهم الدية الشرعية واليمين على خمسين رجلاً منهم يختارهم الوكيل، فترجوا عندنا بالعلماء والسادات بترك اليمين وتسليم الدية ثلاث آلاف دينار مقسطة على ثلاث سنين فاستلمنا منهم 400 غرش والباقي عندهم 2000 إلى اليوم. وعند الله تجتمع الخصوم. وكانت وفاة الشهداء المذكورين بطريق التتبع ليلة الأربعاء 2 في جمادى الأولى سنة 1177. وكان إخراجهم في 25 جمادى الأولى سنة 1182 رحمهم الله رحمة واسعة -.
وتزوج يوسف عدة زوجات وولد له عدة أولاد وبنات.
أولهن الشريفة علوية بنت السيد هاشم، كاتب الشرع الشريف.
وولدت له محمداً أبا الفرج في جمادى الأولى سنة 1146.
ومنهن فاطمة بنت الشيخ إبراهيم الفيومي الفقيه، وولدت له بنتاً اسمها بديعة. مولدها في سنة 1148. ووفاتها في سنة 1148.
ومنهن حبيبة بنت الشيخ محمد سعيد الحيدري، وولدت ولداً اسمه أحمد توفي صغيراً في سنة 1175.
ومنهن صالحة بنت محمد سعيد كتخداي القلعة السلطانية الشهير بالإنقشاري الشهيد هو وولده حسين وأخوه حمزة في سور القلعة ليلة الأحد 21 جمادى سنة 1156. وذلك في الفتنة المشهورة. وولدت له عدة أولاد ذكور وإناث لم يعش منهن إلا رقية. وكانت ولادتها في محرم سنة 1163. وتزوجت من السيد عمر السقاف باعلوي. وولدت له ولدين: أحمد الموجود في محرم " سنة 1182 " ويوسف في ذي الحجة الحرام 1185. وتوفي في ذي الحجة الحرام سنة 1187. وتوفيت عن ولدها أحمد جمادى الثانية سنة 1194.
وسلمى بنت يوسف من صالحة المزبورة مولدها في سنة 1166 وتوفيت سنة 1178، وتزوجت من ابن عمها حسين بن علي. ولم تعقب.
ومحمد أبو الفرج المذكور نشأ نشأة صالحة حسنة. وطلب العلم على والده. ونظم الشعر الحسن. وتزوج أم الفرج بنت محمد سعيد المزبور، وولدت له: عمر، وعلياً، وعثمان، وعلوية، وسعدية.
فأما عمر فمولده في سنة 1169. وتوفي مراهقاً سنة 1182.
وأما علي فمولده في سنة 1173. وهو موجود.
وأما عثمان فمولده في سنة 1175. وهو موجود اليوم.
وأما علوية فمولدها في سنة 1171. وتوفيت غريقة في بركة الحديقة القمقمجية يوم عيد الفطر سنة 1173.
وأما سعدية فمولدها في سنة 1177 بعد وفاة والدها فتزوجت على ابن عم أبيها عباس بن علي. ثم ماتت عن غير ولد سنة 1194. وترجمة الأخ يوسف تحتمل كراريس. وقد بسطنا بعضها في كتابنا " نشر كمائم الأزهار " فراجعه.
وأما كاتبه، الفقير الحقير عبد الرحمان بن عبد الكريم ابن يوسف بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد " ابن محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد " بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مولده بالمدينة المنورة 12 في رجب الحرام سنة 1124. ونشأ بها على أحسن حال وأزين منوال، وجد واجتهد في طلب العلوم من منطوق ومفهوم. وحفظ القرآن، وصلى به التراويح في روضة سيد ولد عدنان، وأم بها وخطب، وألف الرسائل والخطب، ودرس،
بها ورقي إلى أعلى الرتب. وتلقن الذكر، ولبس الخرقة وأخذ الطريق من مشايخ عدهم عند الشدائد عدة، أجلهم والده المرحوم. وأقام بمكة المكرمة نحو سبعة عشر سنة، مجاوراً بها على العبادة الطاعة بحسب الاستطاعة. وحج نحو اثنتين وعشرين حجة. وارتحل إلى اليمن الميمون في سنة 1172. وزار من بها من العلماء والأولياء الأموات والأحياء، وحصلت له بركتهم، ونالته كرامتهم.
واجتمع بالإمام المهدي العباسي بن الهمام المنصوري الإمام المتوكل على الله، وحصل له من هذا الإمام غاية الإعزاز والإكرام. وامتدحه بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وامتدح وزيره الفقيه أحمد النهمي، ونقيبه الأمير الماس المهدي. ومدح غيرهم من الأمراء والكبراء. وجمع رحلة لطيفة تشتمل على كل ظريفة سماها " قرة العيون في الرحلة إلى اليمن الميمون " وغيرها من الرسائل والمجاميع. وقد حفظ في أيام الصبى عدة متون في عدة فنون.
وتزوج خديجة بنت الشيخ سعيد عبد العال المالكي. وولدت له محمداً جمال الدين سنة 1149 وتوفي صغيراً. وفاطمة، وعبد الرحيم، وعباساً، ماتوا صغاراً. وتوفيت بالطائف.
ثم تزوج بعدها فاطمة بنت علي جلبي دياربكرلي. وولدت له رقية الكبرى في صفر سنة 1163. وتوفيت صغيرة في سنة 1166. وعائشة ومولدها 29 في رجب سنة 1164 وتزوجت من ابن عمها محفوظ في شوال 1176، ومات عنها. وتزوجت الشيخ عبد الله الخاجقجي وولدت له بنتاً. ثم أحمد، ومصطفى وذلك في شوال 1188. وهما موجودان الآن. وولدت له ولداً سماه عبد الرحمان في شهر رمضان 1190. ثم توفي صغيراً.
وأسماء بنت عبد الرحمان المذكور مولدها في ربيع أول سنة 1166. وتزوجت على الخطيب أبي الفتح الخليفتي العباسي. وولدت له بنتاً سماها أم الحسن. وتوفيت صغيرة في سنة 1185. ثم ولدت له ولداً " سماه محمد عبد الكريم المتوكل على الله في يوم عيد الأضحى سنة 1186. وولدت له ولداً أيضاً " سماه أحمد المتوكل في محرم الحرام سنة 1190.
وسلمى بنت عبد الرحمان المزبور مولدها بمكة المكرمة 6 في صفر سنة 1168، وأعطيناها للمراضع من عرب هذيل وادي نعمان. وأقامت عندهم نحو أربع سنين. وتزوجت على موسى أفندي المرعشي شيخ الفراشين ولد زوجتي. وولدت له محمداً عبد الله 8 في صفر سنة 1190. ثم ولدت له مصطفى سنة 1194. وهو موجود.
ورقية بنت عبد الرحمان المزبور مولدها بمكة المكرمة 22 في رجب سنة 1196. وتزوجت على ابن عمها حسين بن علي، وولدت له ولداً سماه يوسف في سنة 1190. وتوفي بعد أيام. ثم ولدت له ولداً سماه عبد القادر. ثم توفي صغيراً. ثم ولدت له فاطمة في جمادى الأولى سنة 1194. وهي موجودة الآن.
وأحمد صفي الدين بن عبد الرحمان المزبور مولده بمكة المكرمة في محرم سنة 1174. وتوفي بالمدينة المنورة 27 في ذي الحجة الحرام سنة 1178.
وعلي العلواني بن عبد الرحمان المزبور مولده بالمدينة المنورة 2 في جمادى الأولى 1177. وهو موجود بها الآن.
ثم توفيت زوجته فاطمة الدياربكرلية ليلة الجمعة 26 في ذي القعدة سنة 1179. ثم تزوج بعدها فاطمة بنت موسى أفندي الطرنوي الإمام الحنفي المجاور سنة 1182. " ثم تزوج بعدها فاطمة بنت عبد الخالق القبيطي 12 في ذي الحجة سنة 1182. " وولدت له بنتاً وولداً. وماتا صغيرين.
وأما علي العياشي بن عبد الكريم المذكور أعلاه " فقد " سماه الشيخ محمد العياشي الولي المشهور نفعنا الله به. وظهرت عليه آثار بركاته فكان محفوظاً ملحوظاً. مولده في رجب سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة، وتزوج في سنة 1155 أم كلثوم بنت حسين أفندي، كاتب السلطان بالمدينة المنورة. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد:
أولهم حسن. وكان مولده في 1151 ونشأ نشأة صالحة. واستشهد عند الباب المصري في بعض الفتن الواقعة بالمدينة المنورة في ليلة 25 رجب سنة 1173.
وبعده حسين، جعله الله قرة عين. كان مولده في محرم سنة 1158. وحفظ القرآن العظيم. واشتغل بطلب العلم الشريف. وأم وخطب بالمنبر النبوي المنيف. وتزوج سلمى بنت عمه يوسف، وتوفيت. وقد ذكرناه سابقاً. ثم تزوج رقية بنت عمه عبد الرحمان، وقد سبق ذكره. وتوفي علي المذكور أعلاه بمصر القاهرة مطعوناً 6 شوال 1173 بعد أن حصل له من أهلها غاية الإكرام. ثم ولد له محمد سعيد، وعبد الكريم. وماتا صغيرين.
ثم عباس الموجود الآن - أطال الله بقاءه مدى الأزمان - مولده في محرم سنة 1167. ونشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. وحفظ القرآن العظيم، وصلى به التراويح في شهر رمضان بتوفيق العزيز العليم. ثم اشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. وأم في المحراب الشريف، وخطب في المنبر العالي المنيف. وتزوج على ابنة محمد أبي الفرج بن يوسف المسماة بسعدية. وماتت عنده في ربيع الثاني سنة 1194. ثم تزوج بعدها مريم ابنة الشيخ مصطفى الشامي، أمين الفتوى. وولد له منها بنت سماها سلمى، سلمها الله من جميع الآفات، وجعلها من النساء الصالحات. ثم ماتت نفساء بعد عشرة أيام في ذي الحجة الحرام سنة 1195. ثم تزوج المصونة سعدية بنت المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مفتي المدينة المنورة سابقاً.
وأما حيدر ابن علي فمولده في جمادى الأولى سنة 1168. وأمه الشريفة طاهرة بنت السيد إبراهيم فيض الله البخاري السابق ذكره، نشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة؛ فحفظ القرآن، وصلى به التراويح في شهر رمضان. وقد باشر الخطابة والإمامة بالمنبر النبوي والمحراب المصطفوي. وتوفي 12 في ربيع الثاني سنة 1194. وتزوج بديعة بنت عمه محمد أبي البركات. وولدت له ولداً سماه علياً مات صغيراً. ثم ولدت له بنتاً سماها طاهرة في صفر 1190. ثم ولد له ولد سماه أحمد مات بعد أبيه بقليل.
وأما ستيت " أم سليم " بنت عبد الكريم المزبور أعلاه فمولدها في جمادى الأولى 1126. وكانت تكنى أم سليم تبركاً بكنية جدتنا أم سليم بنت ملحان الأنصارية أم جدنا الأكبر أنس بن مالك الأنصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت امرأة صالحة، ولوائح الخير عليها لائحة. وتزوجت على ابن عمها حسن بن أحمد. وولدت له عدة أولاد وبنات. وتوفيت إلى رحمة الله تعالى يوم السبت 15 جمادى الأولى سنة 1186. وقد سبق ذكرهم في ترجمة والدهم المزبور. ولله عاقبة الأمور.
وأما أم الخير رقية بنت عبد الكريم المزبور فمولدها في شوال سنة 1132. ونشأت نشأة صالحة وتوفيت بمكة المكرمة بكراً في ربيع الأول سنة 1159 وصلي عليها عند باب الكعبة الشريفة. وكان لها مشهد عظيم. ودفنت بالمعلاة في مقبرة الأنصار قريباً من مشهد السيدة خديجة -
رضي الله عنها - وقد بسطنا تراجم جميع من سلف من السلف في كتابنا " نشر خمائل الأزهار المستطابة في نشر فضائل أنصار طابه " فراجعه إن أردته.
ومنهم أبو الفرج ابن القاضي شمس الدين محمد بن عبد الله. وله من الأولاد محمد والد أبي الفرج، وعبد القادر.
فأما أبو الفرج فأعقب محمداً، وأمه مريم أخت عبد الرحمان الأحمدي.
وأما عبد القادر فأعقب عبد اللطيف والد الفقيه محمد، ومات ولم يعقب. ومحي الدين، والد خديجة زوجة عبد العزيز بن محمد أبي عمر المراكشي، واقف الدار علينا التي في رأس زقاق الزرندي من جهة ذروان كما هو مشروح في كتاب وقفه المؤرخ في 1030. وآمنة وسيدة، والدتهما " سيدة الكل " بنت الشيخ عبد الرحمان الأحمدي.
ومنهم محمد بن يوسف، وأخوه أبو الفرج، وعلي والد خديجة، وعبد الله، ومحمد. ولم أقف لهما على عقب.
ورأيت في تاريخ أعيان القرن العاشر للعلامة السيد محمد السمرقندي المدني، ومن خطه نقلت ذكر في ترجمته الشيخ علي بن سعد الدين اللاري ما صورته: إن الشيخ محمد بن يوسف الأنصاري أكبر الأنصار
سناً ودينا، طلبه طلباً حثيثا أن يحضر بين يدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه إلى ذلك. فقال الشيخ محمد الأنصاري المذكور: يا رسول الله، أنت أمرتني بتزويج ابنه ولد أخي المصونة ستيت بنت أبي الفرج ولد بنت محمد سلطان الأنصاري لهذا الرجل. يعني الشيخ علياً المذكور. فكان جواب الشيخ علي المذكور القبول السمع والطاعة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك من أعظم الأسباب إلى زواجه عليها. فتزوجها في سنة 1176، فأعقب منها من الذكور: محمد سلطان، ويحي، ومن الإناث: بديعة، وفاطمة، ومريم، وعائشة.
فأما بديعة فهي والدة جد والدي الشيخ عبد الكريم بن أحمد الأحمدي الأنصاري. وتوفيت في حدود سنة 1032. وكانت امرأة كاملة، صاحبة ثروة عظيمة.
وأما فاطمة فهي والدة الشيخ أحمد الحنبلي الكبير. وهو جد بيت الحنبلي المشهورين.
وأما مريم فهي والدة الريس جد الريس أبي النور المعروف قديماً بالمسكين.
وأما عائشة فلم أقف لها على عقب.
وأما الذكور فقد انقرضوا جميعاً. وإلى الله عاقبة الأمور.