الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيت السمهودي
" بيت السمهودي " نسبة إلى سمهود، مدينة مشهورة بالصعيد السعيد.
وأول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 880 العلامة الفهامة السيد علي بن أحمد بن عبد الله الحسني السمهودي الشافعي مؤرخ المدينة المنورة بأربعة تواريخ مشهورة منها: الوفاء، وقد احترق في حريق المسجد النبوي، ومختصره وفاء الوفاء، وخلاصة الوفاء وذروة الوفاء مخصوص بعمارة المسجد الشريف. ولله در الشيخ إبراهيم بن أبي الحرم الشافعي حيث يقول:
من رام يستقصي معالم طيبة
…
ويشاهد المعدوم كالموجود
فعليه باستخلاص تاريخ الوفا
…
تأليف عالم طيبة السمهودي
وله تآليف كثيرة وتصانيف شهيرة. وقد ترجمه الحافظ السخاوي بنحو كراس. وكان صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة
من العقارات من بيوت ونخيل منها الدارالكبرى التي بقرب باب الرحمة، والحديقة السمهودية بخط الصاغة، والدار التي تحت المنارة السليمانية. وقد استبدلت بدارهم في سنة 1182. واستبدلها محمد جلبي القمقمجي، والحديقة المعروفة بالأخوين، والمزرعة المعروفة بالشقيفات، والمزرعة المعروفة بالسمهودية وغير ذلك.
وقد أوقف جميع هذه العقارات المسطورة على ثلاثة أشخاص من السماهدة، كبير ووسط وصغير. وعين لكل واحد منهم مواضع معلومة مرسومة في كتاب الوقف المؤرخ سنة
…
وكان فيه حدة شديدة. وهي باقية فيهم إلى اليوم. وتوفي السيد المذكور سنة 911. عن غير ولد. وورثه إخوانه في سمهود.
فوصل منهم إلى المدينة المنورة بعد وفاته أخوه السيد عبد الكريم. وأقام بها إلى أن توفي وأعقب: السيد عبد الله، والسيد عبد الرحمان، والسيد محمداً، والسيد عبد الرحيم. وهم جميعهم بيت علم وفضل، وسيادة وعلاء، وصلاح وسعادة. اجتمع فيهم بالمدينة المنورة من الوظائف العلية التدريس والإفتاء والخطابة بالمنبر النبوي والإمامة بالمحراب المصطفوي. وقد بسط ذكرهم السيد محمد السمرقندي. وممن أدركناه منهم المدينة المنورة العلامة الفاضل السيد عمر السمهودي. ومولده سنة 1085. ونشأ نشأة صالحة واشتغل
بطلب العلوم من منطوق ومفهوم، ودرس بالروضة النبوية. وصار مفتي الشافعية. وخطب وأم، وألف وصنف، ونثر ونظم. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة بالفرماني السلطاني وسكن الحجاز مدة مديدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان السلطاني. وكان صاحب ثروة. وكان صاحب سوداء عظيمة. وتوفي سنة 1158. ووالدته خيرة بنت الشيخ علي القشاشي. وكذلك أدركنا أخاه الفاضل السيد عبد الرحمان.
وكان رجلاً عاقلاً، كاملاً. وكان خطيباً وإماماً. وتولى إفتاء الشافعية. وسافر إلى الديار اليمنية. واجتمع بالإمام المهدي الكبير صاحب المواهب، وأكرمه. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وكان بيننا وبينه محبة عظيمة. وتوفي سنة 1157. وأعقب من الأولاد: السيد حسناً، والسيد علياً، أمهما رقيقة صارت أم ولد.
فأما السيد حسن فمولده سنة 1142. ونشأ نشأة صالحة لكنه بديهي مغفل جداً في جميع الأمور الدراهم والدنانير فإنه أصحى وباشر اإمامة بالمحراب النبوي ولم يباشر الخطابة، وتزوج حفصة بنت عمر البسناطي وله منها ولد سماه محمداً وأما السيد علي فمولده في سنة 1144 ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف. وباشر المحراب المنيف. وتولى إفتاء الشافعية مدة. ثم سعى في عزله بعض أهل الأغراض فعزل. ثم رجع إليه حتى مات سنة 1195. وهو رجل من الشهامة والمروءة والكرامة.
وجميل الذات، ظريف الصفات، ذو هيئة حسنة، وأخلاق رضية مستحسنة. وبيننا وبينه صحبة شديدة، ومحبة ومودة أكيدة. وله بنت سماها علوية موجودة اليوم.
وممن أدركناه منهم بالمدينة المنورة السيد عبد الرحيم. وكان رجلاً فاضلاً، كاملاً عاقلاً، ذا هيئة حسنة وأخلاق مستحسنة، باشر الخطابة والإمامة بالإعزاز والكرامة. وولد له ولد في آخر عمره من جارية سوداء سماه عبد الله، فنشأ سفيهاً غير رشد. وكان أسود اللون، فأضاع جميع المال وصار في أسوء حال. نسأل الله العافية. وتوفي السيد عبد الرحيم سنة 1140. وتوفي عبد الله المذكور سنة 1168. وأعقب من الأولاد: عبد الرحيم، مات مقتولاً سنة 1176، وإبراهيم، ومحسناً، والدتهما رابعة بنت الحاج علي النحاس.
فأما إبراهيم فنشأ نشأة غير صالحة، يتعاطى شرب الخمور في مجالس اللهو والزمور، ويلقي الفتن بين الناس. وهذه هي خصال الخناس. نسأل الله الخلاص.
وأخوه محسن توفي سنة 1188. وكان يتعاطى صنعة الصياغة في دكانه مشتغلاً بشأنه. وله ولد موجود اليوم.
وممن ينتسب إلى هذا البيت السيد عبد الرحمان بن السيد عبد الكريم، أخي السيد زين العابدين. وكان سيداً جليلاً، وسنداً أصيلاً. سكن مكة المكرمة. وتوفي بها. وأعقب بنتاً زوجها من السيد أحمد عقيل. وتوفيت، ولم تعقي.