الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيت الشرواني
" بيت الشرواني ". نسبة إلى مدينة شروان المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم إلى المدينة المنورة علي أفندي بن إبراهيم الشرواني الرومي. وكان وصوله إليها في سنة 1088. ثم في سنة 1090. وصل إليه أخوه يوسف أفندي. وكان أصغر منه سناً.
فأما علي أفندي فكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً على طريقة الصوفية. وكان بينه وبين جدنا الشيخ يوسف الأنصاري محبة شديدة ومودة أكيدة. وكان ساكناً في آخر زقاق العشرة ملازماً للمسجد النبوي. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وله تصانيف مفيدة. منها كتاب مفيد في آداب الزائر والمجاور. وكان من كتبي وأهديته إلى واحد من أصحابنا. وكانت وفاته سنة 1118. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة، زوجة محمد أفندي بن عبد الرحيم، مفتي شروان.
فأما صاحبنا محمد أفندي فمولده سنة 1112. ونشأ نشأة صالحة، وطلب العلم الشريف. وسافر إلى الديار الرومية، ورجع مسروراً مجبوراً، وعاش سعيداً ملازماً للمسجد الشريف. وصار إماماً في المحراب المصطفوي. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى دار الشيخ زين العابدين المنوفي
التي عمرها بسقيفة الرصاص، وبستانه الذي أنشأه بقرب البستان الشامي. وكانت وفاته سنة 1197. وأعقب من الأولاد صاحبنا: علي أفندي. ومولده سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده المرحوم. واشتغل بطلب العلوم، فبلغ منها ما يروم، وبرع في المنطوق والمفهوم. وصارت له وظيفة وعظ على الكرسي بالمسجد النبوي، فلهذا اشتهر بواعظ زاده. وصار إماماً بالروضة النبوية.
وتولى نائب القاضي، فأظهر الأحكام الشرعية فانتدب لإذايته من لا يخاف الله. وانتهك شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعزل بعد خمسة وثلاثين يوماً، ثم أرادوا إخراجه من المدينة المنورة فكتبوا إلى شريف مكة، فأرسل إليه بأن يصل إليه إلى مكة فتعذر إليه من الوصول. وكفاه الله شره ببركة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيننا وبينه محبة قديمة، ومودة مستقيمة. ولولا الحدة التي فيه لكان ماله شبيه. وله أولاد نجباء منهم: أبو السعود، وعبد الرحمان، وزينب، وفاطمة، ومريم.
فأما أبو السعود فمولده مكة المكرمة في سنة 1168. وطلب العلم الشريف، وباشر الإمامة بالمحراب النبوي المنيف. وفي سنة 1189 وردت له براءة سلطانية من الدولة العلية بتجديد وظيفة خطابة حسبية
بالمنبر النبوي وقيدت وباشرها. وباشرها. وباشر أخوه الإمامة وهما لا بأس بهما شابان كاملان.
أما عبد الرحمن المزبور فمولده سنة 1170 ونشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن وصلى به التراوييح في رمضان في دهليز بيتهم وتزوج بنت إسماعيل ببرقدار المصرلي.
وأما يوسف أفندي المزبور فكان رجلاً كاملاً، عالماً، عاملاً، فاضلاً. وصار خطيباً وإماماً، و " درس عام ". وتولى نيابة القاضي مراراً عديدة. وتولى نيابة المفتي. وتولى تدريس مدرسة محمد آغا دار السعادة بعد وفاة صهره فيض الله أفندي الرومي. ولم تزل في أولاده إلى أن انتزعها منهم بالفرمان السلطاني السيد جعفر البرزنجي محتجاً بأنها كانت لوالده السيد حسن البرزنجي. وهي في أيدي ورثته اليوم. ولنا فيها وظيفة طلب.
ولم يزل يوسف أفندي في سعة من الأولاد والمال، معززاً في الحال والمآل، ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة في سنة 1134. وله تصانيف كثيرة. أعظمها شرح كتاب المصابيح في ثلاثة مجلدات.
وأعقب من الأولاد: مصطفى، وأحمد، ومريم، زوجة محمد أفندي شيخ القراء، جدة ولدنا محفوظ الأنصاري، وزينب والدة صاحبنا ملا علي أفندي شرواني.
فأما مصطفى فمولده في سنة 1088. ونشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الروم، ومصر، والشام، ورجع مسروراً مجبوراً. واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم، وجمع كتباً مثيرة جداً. وصار خطيباً وإماماً ومدرساً. وتولى نيابة القاضي مراراً عديدة. وتولى مشيخة الخطباء. وصار صاحب أموال. ثم حصل " له " بعد ذلك إدبار بعد إقبال، ورفعت عنه المدرسة المزبورة أعلاه، فسافر في طلبها فلم ترد له، وعوض عنها بمائة غرش عن وظيفة تدريس مجددة، فرجع إلى مصر. وتوفي بها سنة 1164. وأعقب من الأولاد: محمد أبا الخير، وملكة، زوجة الشيخ محمد السمان، والدة ولده عبد الكريم السمان.
فأما محمد المزبور فمولده سنة 1118. ونشأ نشأة صالحة وطلب العلوم، واشتغل منها بعلم الفلك والنجوم. وتولى مشيخة الخطباء وكان صاحب سوداء عظيمة ملازماً للبيت لا يخرج إلا نادراً للمسجد الشريف. وحصلت عليه هضيمة عظيمة بسبب ولده إبراهيم فحبسوه في القلعة السلطانية ومعه ولده إبراهيم، وزين. ومكثوا فيها أياماً. ثم أطلقوا منها. وكل هذا من الأغراض والأمراض من القاضي وشيخ الحرم وغيرهم. وكانت وفاته سنة 1186. وأعقب من الأولاد: يوسف، وأحمد، وزيناً، وإبراهيم، ونعمان، وفاطمة، زوجة ملا علي الشرواني وطلقها. وماتت.
فأما يوسف فنشأ نشأة صالحة، وتعلم صنعة الساعات وغيرها. ثم حصل له في عقله بعض خلل. ويزعم أنه مسحور. والله أعلم بحقيقة الأمور، فصار ملازماً للمسجد الشريف النبوي ليلاً ونهاراً،
صائماً قائماً، ويقرأ القرآن وبعض الآيات المتعلقة بالسحر. ولا يذهب إلى بيته إلا أحياناً. ولا يتكلم مع أحد. ولا ندري عن حقيقة أحواله.
واختلف الناس فيه، فمن قائل، إنه رجل صالح مبارك، وقائل غير ذلك. والله أعلم به. وله من الأولاد: مصطفى، وعبد الرحمان، وعبد الرحيم.
" ف " أما مصطفى فمولده سنة 1168. وهو رجل كامل لا بأس به. سافر إلى الروم، وغاب مدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. ثم رجع مرة ثانية إلى الروم. ونرجو الله تعالى " أن " يبلغنا وإياه ما يروم.
وأما عبد الرحمان فقتل شهيداً بكورة مدفع أصابته في المناخة السلطانية، وهو سائر في قضاء حاجة أبيه، رماه بها جماعة الشريف من اليمن الذين تركهم في القلعة علم زيارته سنة 1194.
وعبد الرحيم صغير، موجود اليوم. ولهم عدة أخوات موجودات.
وأما أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة حتى أقامه جده مصطفى أفندي لما سافر إلى الروم شيخاً على الخطباء. وطلب العلم بجد واجتهاد. وسافر إلى اليمن، ومصر، والروم، وبغداد. وحاول رد المدرسة المزبورة فلم يتم. ولم يزل بإسلامبول إلى أن توفي بها سنة 1182. ولم يعقب.
وأما زين العابدين فنشأ نشأة صالحة. وسافر مع جده إلى الروم ولكنه مسكين قليل الحظ، وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو في الجملة