الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومع هذا كان ملازماً للمسجد الشريف، كثير الأوراد، والرواتب. وكان بينه وبين صاحبنا حماد أفندي مصاحبة ومكاتبة لما كان مجاوراً بمكة المكرمة، ويطلب منه أن يكتب له جميع أخبار المدينة المنورة، وما يقع فيها من الحوادث والكليات والجزئيات حتى سفاسف الأمور. وتوفي سنة 1176. وأعقب عبد الباقي الموجود اليوم في القلعة السلطانية.
بيت الحليبي
" بيت الحليبي " بالتصغير، نسبة إلى حلب الشهباء، والتصغير للتحبيب لا للتحقير عند العرب.
وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1000 الخواجة عبد الكريم الحليبي. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً، يتعاطى التجارة وكان صاحب ثروة عظيمة. وتوفي. وأعقب ولداً.
ومنهم عرفة الحليبي، فكان رجلاً كاملاً، توفي وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وحمزة، وجمالاً.
فأما محمد سعيد فنشأ نشأة صالحة، وصار في وجاق النوبجتية. وتولى أمانة بندر ينبع المحروس. وصارت له ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل، وعمرها أحسن عمارة، منها الحوش الكبير المعروف بحوش أحمد آغا بآخر زقاق خير الله.
والبيوت اللاتي في واجهة الحوش المزبور والحديقة المرجانية بجزع المراجين.
ويقال: إن سبب تحصيل هذه الأموال أن الحاج الشامي لما نبه عرب عنزة، جماعة دبيس، في سنة 1113 وأتوا بالأموال المنهوبة إلى المدينة المنورة وباعوها بأبخس قيمة، فكان من جملة المشترين محمد سعيد المذكور. ويقال: أنه وجد في أحمال البن أكياس من نقد المال. والله أعلم بحقيقة الحال. وقد ذهبت تلك الأموال اليوم. ولم يبق لأولاده لا دار ولا عقار. وقد قيل " المال كما يدخل يخرج ". وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: عبد الكريم، وعبد الرحمان، وحسناً، وعائشة، زوجة عبد القادر خشيم الهندي البزاز، والدة أولاده.
فأما عبد الكريم المزبور فنشأ على طريقة والده وصار في وجاق الإنقشارية. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة بسبب تعاطي البيع والشراء. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: عبد الله الموجود اليوم جوزبجياً في وجاق النوبجتية. وأمه فاطمة بنت عبد الله بالي. وعثمان الأخرس الخياط الموجود اليوم في محل والده. " وصار في وجاق النوبجتية " ولهما أولاد.
وأما عبد الرحمان المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية. وكان بيننا وبينه محبة وصحبة. وتوفي شاباً سنة 1160 عن غير ولد.
وأما حسن المزبور فنشأ على طريقة والده. " وصار في وجاق النوبجتية ". وتوفي شاباً سنة 1175.
وأما حمزة المزبور فكان رجلاً مباركاً، صالحاً، شيخاً لرباط السلطان قايتباي بباب الرحمة. وكان ساكناً بعلوه. وكان خياطاً. وكان بينه وبين والدنا محبة قديمة. وتوفي سنة 1142. وأعقب من الأولاد: محمد. ونشأ على طريقة والده. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: حمزة، وعثمان.
وأما جمال المزبور فكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: صاحبنا عبد القادر. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً وصار جوربجياً في النوبجتية. وأخرج من المدينة النبوية، وسكن العوالي. ثم رجع إلى المدينة. وتوفي بريق مكة راجعاً من الحج الشريف بالروحاء في سنة 1189. وأعقب من الأولاد: عثمان الموجود اليوم. وهو رجل لا بأس به. وصار جوربجياً في النوبجتية، ومشداً بالحجرة النبوية. وتزوج وله أولاد.