الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لما كنا مجاورين بمكة المكرمة. وكان حسن الصوت له معرفة تامة بالغناء. وله عدة أولاد. وكذلك أخوه السيد عبد الوهاب ركن كانت بيننا وبينه بمكة المكرمة صحبة ومحبة. وكان رجلاً كاملاً، فاضلاً، حسن الخط.
ولهما أخ ثالث يسمى السيد عبيد فأدركناه. وكان رجلاً شاعراً ماهراً. وقفت له على كثير من القصائد النبوية وغيرها. ومن شعره البيتان المشهوران:
أخا الرأي لا يغررك قول ملبس
…
يكيف آراء الورى بقياسه
تزيا بزي الآدمي، وإنه
…
حمار. ولكن رحله فوق رأسه
بيت رشيد
" بيت رشيد ". أصلهم رشيد الشرقي من بلاد المشرق. قدم المدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان ملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة سنة 1135. وأعقب من الأولاد: عبد النبي. فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده وزيادة، ولاحت عليه لوائح السعادة إلى أن حال حاله وكثرت أمواله، فاشترى بيتاً كبيراً في آخر زقاق العاصي، ونخلاً بجزع السيح وغيرهما. وأوقفهما على أولاده. وهما بأيديهم " إلى " اليوم. توفي سنة 1130. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الله، وعمر، وفاطمة.
فأما محمد فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وكان صائغاً. وجميع إخوانه كذلك. وصار في وجاق الإنقشارية. وتوفي شاباً سنة 1148. وأعقب من الأولاد: عمر. فنشأ نشأة صالحة مثل والده. وصار صائغاً من أهل الديانة والأمانة. وهو في وجاق النوبجتية. وصار جاوشاً وبيرقداراً وجروبجياً. وتولى الحبسة. وصار كتخدا نوبجتيان عاماً كاملاً إلى أن قبض عليه محمد باشا. وسار إلى الشام بمزيد العز والإكرام. ثم أعاده إلى بلده ووطنه. وله ولد وبنات موجودون بقيد الحياة.
وأما عبد الله فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، قتله في دكانه محمد صالح المكي النوبجتي غيلة فمسك وحبس في القلعة ثلاثة أيام. وحاولوهم على أخذ الدية فلم يقبل أولياؤه فقتلوه في الحبس سراً في سنة 1140. ومن غريب الاتفاق أن الثلاثة الأيام التي كان محبوساً فيها ولم يؤخذ للقتيل بقود لم تطلع فيها شمس أبداً ولا ظهرت من كثرة الغيوم والهموم " والغموم " بسبب الظلم الغشوم.