الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثير الاشتغال بالفلاحة والزراعة. وله قصيدة فريدة في ذم الدخان وشربه. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: محمدا، وإبراهيم، وسعدا.
فأما محمد فتوفي سنة 1145.
وأما إبراهيم فاشتغل بعلم الفرائض حتى فاق والده، وصار لا نظير له في المدينة بل في الدنيا. وكانت ترد إليه الأسئلة بكثرة من جميع الأقاليم فيجيب عليها بلا كلفة، وشرح منظومة كبيرة في هذا العلم على المذاهب الأربعة. وتوفي سنة 1192. وله أولاد ما منهم طلع مثل أبيه.
وأما سعد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتعلم صنعة الطارة، ويقال له السوجني، وصنعة الكوافي البيض المنقوشة. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة 1193 عن ولد يدعى بمحمد علي. وهو مثل أبيه في صنعته. وأيضاً هو شاب لا بأس به.
بيت فنقو
" بيت فنقو ". أصلهم صاحبنا الحاج علي المغربي الشهير بنقو. وهو لقب لوالدته. قدم المدينة المنورة معها سنة 1140. وكان شديد سواد اللون، وفقير الحال، لا يملك شيئاً من المال. فسافر إلى الدولة العلية والديار الرومية فحصل له قبول وإقبال وحصل جملة
أموال، ورجع إلى المدينة المنورة وتزوج بها. ثم عاد مرة ثانية إلى الروم فما رجع منها إلا بكل ما يروم. وصار صاحب ثروة عظيمة. وحصل له من العثامنة المصرية والعثامنة الشامية والجرايات والجامكية شيء كثير. وكان كثير المزاح والمجون والانشراح، ذا وجه وقاح. ولله در من قال:
ليس للحاجات إلا
…
من له وجه وقاح
وذهاب وإياب
…
وغدو ورواح
واشترى داراً عظيمة في آخر حوش الجمال، وعمرها وزخرفها وجعل لها طياقاً ورواشن مطلة على الحديقة العينية. أخبرني أنه صرف على عمارتها نحو 16000 غرش. وتوفي سنة 1176. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز، وباشا، وعبد الله، وملكة.
فأما عبد العزيز فبلغ سفيهاً فأضاع جميع ما خصه من والده في أقل مدة حتى صار في زي الفقراء. ثم سافر إلى حدة وجعل فيها خادم فران بطعامه. ثم رجع إلى المدينة المنورة وستره الله بالموت.
وأما باشا فبلغ رشيداً وحفظ جميع ما هو له حتى اشترى من أخيه بعض شركاته من البيت ونحوه.
وأما عبد الله فطلع مثل أخيه الأكبر وزيادة عليه. وسافر إلى الشام ثم رجع إلى المدينة فباع جميع ماله من الشركات. وتوجه مع الحاج الشامي. وأظنه بها الآن. نسأل الله العافية والرشد.