الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
" وأعتدنا لها رزقاً كريماً " ووطأة العالم الفاضل السيد عبد الله أسعد المفتي بالمدينة بيتين لطيفين:
لقد حلت جنان الخلد من قد
…
حوت من ربها أجراً عظيماً
ببشرى من كتاب لله أرخ
…
" وأعتدنا لها رزقاً كريماً "
وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وأبا البركات، ويوسف، وعبد الرحمان، وعلياً، وستيت، ورقية. وقد سبق ذكرهم في بيت الأنصاري من حرف الهمزة.
وأما صفية بنت محمد سعيد المزبور، زوجة السيد أحمد أبا سهل العلوي، والدة السيد سهل، فكانت امرأة كاملة. وتزوجها بكراً الخطيب محمد مكي الأنصاري. ومات عنها سنة 1118. وكانت لا تخلو من سوداء. وتوفيت سنة 1168 وكانت دائماً في بيتها وخدرها. وبابها مصكوك عليها لا تفتحه إلا عند الحاجة. ولا تزور أقارب ولا أباعد.
بيت السمان
" بيت السمان " أصلهم أحمد بن عبد الله الحجازي الثقفي الشهير بالسمان. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى صنعة السمانة بالديانة والأمانة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً.
فأما محمد فكان رجلاً صالحاً على طريقة والده، فوسع الله عليه في الدنيا، واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل. وتعاطى مع
السمانة صنعة الفلاحة في حديقته المعروفة بأم هانئ بجزع السيح وغيرها. وكان محباً للسادة والعلماء والمشايخ. وأوقف جملة كتب معتبرة على الطلبة بالمدينة المنورة. ولم يزل مواظباً على الطاعات وحضور الجماعات إلى أن أدركته الوفاة. وأعقب من الأولاد: سالماً، وأحمد، وعائشة، زوجة ابن عمها عبد الكريم بن حسن المزبور، والدة أولاده.
فأما سالم فكان رجلاً صالحاً على طريقة أبيه وجده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً، وآمنة.
فأما محمد فكان رجلاً كاملاً، وسافر إلى الديار الهندية. وتوفي بها عن غير ولد.
وأما حسن فكان رجلاً متحركاً. سافر مراراً عديدة إلى الديار الرومية. وكان صاحب ثروة. وصار خطيباً وإماماً. توفي بمكة المكرمة خفية. ويقال: إن الشريف مساعداً أمر بقتله - والله أعلم - سنة 1172. وأعقب من الأولاد سالماً فكان شاباً صالحاً نشأ على طلب العلم وحفظ القرآن، وصلى به المحراب النبوي التراوييح في شهر رمضان وتزوج وتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1188.
وأما أحمد بن محمد المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، يصب الشمع ويبيعه. وكان ملازماً للصلوات مع الجماعات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد. وصار في وجاق الإنقشارية. وهو رجل لا بأس به. وتوفي عن بنت تزوجها مصطفى بن سليمان يلمز. وهي معه الآن.
وأما حسن بن أحمد المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، على طريقة والده وزيادة، مواظباً على الطاعات والجمع والجماعات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وعبد الكريم، وأحمد، وعبد الرحمان، وفاطمة، زوجة يحي القرشي والدة أولاده.
فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، صالحاً، مباركاً. خاله الشهاب أحمد المجذوب المشهور بالولاية. وكان محمد سعيد المزبور يبيع السمن في دكانه في السوق. وكان ملازماً للمسجد الشريف إلى أن توفي سنة 1190 وأعقب من الأولاد: إبراهيم.
فأما إبراهيم. فكان رجلاً كاملاً، مباركاً، شجاعاً. وصار جربجياً في القلعة السلطانية. وتوفي شهيداً يوم الجمعة من جملة المدعوسين بالأرجل بباب الرحمة في 17 ربيع الثاني سنة 1189. ولم يعقب. ومات في حياة أبيه المزبور.
وأما عبد الكريم فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، انسلخ من السمانة وتزيا بزي أهل الديانة فصار في عظمة. ولقبه الناس بسارق الحشمة إلى أن استحوذ على الشيخ محمود شيخ الزاوية القادرية بباب النساء عن أبيه وجده، فصار يسلفه الدراهم والحب والتمر والسمن إلى أن بلغ عنده من الدين " 500غ " فشدد عليه الطلب حتى أساء الأدب فلم ينفك عنه حتى فرغ له بوظيفة مشيخة الزاوية المزبورة فراغاً معاداً. وسافر الشيخ محمود إلى جهة بغداد فلم يتحصل على المراد. وتوفي بها سنة 1136. وتمت الزاوية لعبد الكريم المزبور، فلبس الخرقة وتصدى للمشيخة، وعمر الزاوية وأوقفها واتخذها سكناً، وغير معالمها ومراسمها حتى أنه تجرأ وهدم قبر واقفها، لأنه دفن فيها. ولم يتحاشى منه. وجعل موضعه مجلساً له. فلم يتفق أنه جلس فيه أبداً، لأن الله
" تعالى " أغير. وتوفي في سنة 1153. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة زوجة الشيخ محمد سعيد طاهر الكردي والدة ولده عبد القادر. وطلقها فتزوجها محمد كتخدا قمقمجي، والدة ولده جعفر. وهي موجودة اليوم.
فأما محمد فمولده في سنة 1130. ونشأ نشأة صالحة في غاية من الرفاهية والدلال، وكان في غاية الكمال، يلبس الثياب الفاخرة، مقبلاً على الدنيا، معرضاً عن الآخرة إلى أن توفي والده المزبور فانسلخ من تلك الأمور، ولبس الثوب الخشن والعمامة الخشنة والعباء والصوف، وصار بالعزلة معروف. وحقيقته رجل صالح مقبل على شأنه، وخير الناس من سلم المسلمون من يده ولسانه. وعمر الزاوية بالذكر لا سيما بعد العشاء والعصر. واشتهر ذكره في الأقطار حتى وصل إلى السودان والمشرق والمغرب ومصر والشام واليمن وبلاد نعمان. وتوفي الشيخ محمد المذكور يوم الأربعاء في 2 ذي الحجة الحرام سنة 1189. ودفن تجاه " قبة الأزواج ". وأعقب من الأولاد: عبد الكريم، وآمنة، زوجة سالم سابقاً، وعثمان، وهي موجودة الآن.
فأما عبد الكريم فمولده في سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة كأبيه " ومن يشابه أبه فما ظلم " فلما توفي والده الممزبور انسلخ مما انسلخ أبوه من جميع تلك الأمور وتخلل بالعباء ودخل الخباء. ولما توفي والده كان مجاوراً بمكة المكرمة بأهله وعمه وأولاد عمه أحمد وجميع الرواتب التي كانت في أيام والده جارية في الزاوية.
ووالدة عبد الكريم المزبور ملكة بنت مصطفى الشرواني. يقال: إن أباها كان يحبه فزوجه إياها. وقد اعترض عليه كثير من الأعيان في تزويجها لولد السمان.
وأما أحمد بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق الإنقشارية. ثم خرج من المدينة المنورة بالفرمان السلطاني. وسكن قبا في الفتنة الواقعة في سنة 1156. ثم رجع إلى المدينة المنورة وصار بيرقدار القلعة السلطانية. وكان في بدايته فقير الحال. ثم صار صاحب أموال عظيمة يقال: إنه خلف نحو 30. 000 " غرش ". وكان يتعاطى بيع التمر والفلاحة. واشترى جملة عقارات من نحيل وبيوت وتعلقات. وتوفي سنة 1175. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وحامداً، وحسناً، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، ومحمداً، وزبيدة، زوجة عبد الكريم، والدة أولاده. وكلهم موجودون بقيد الحياة على طريقة والدهم من البيع والشراء والفلاحة ماعدا أبا بكر فإنه مشغول بطلب العلم الشريف الأنور. ورام أن يصير خطيباً وإماماً فلم يرض به الخطباء والأئمة. وكادت أن تكون فتنة بسبب ذلك على الأمة.
وأما عبد الرحمان بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، يحفظ القرآن، ويدارسه في شهر رمضان. وكان يحب الصالحين والفقراء والمساكين. وكان يواسي سادات بن علوي ويكرمهم ويرفع قدرهم ويعظمهم. وكان ابتدأ فقير الحال. وبسبب البيع والشراء صار يعد من أصحاب الأموال. واشترى جملة من العقارات، لا سيما من الدكاكين والصرر والجرايات. وأعتق عدة من العبيد لوجه الحميد " المجيد " وتزوج واقتنى الإماء. ولم يولد له فلعله عقيم. وتوفي سنة 1192. والله تعالى أعلم.