الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما السيد محمد سعيد المزبور فتولى تدريس المدرسة الجديدة التي بباب السلام بعد وفاة مدرسها محمد أفندي الكركوكي سنة 1175. وصار صاحب ثروة عظيمة. وصارت له تعلقات بالمدينة المنورة نحو 5000 غرش في كل عام. وكان حريصاً على الدنيا شديد البخل. لم تعرف له مكرمة أبداً مع المجاورين أو غيرهم، نسأل الله العافية. وقد ورد في الحديث " لا داء أدوأ من البخل " وكل حين يسافر إلى الروم، ويجمع من الحطام ما يزيده عل ما عنده. وهو الآن مسافر هنالك. وله ولد صغير موجود اليوم بالمدينة المنورة.
بيت ملا إبراهيم الكردي
" بيت ملا إبراهيم الكردي ". وهو بيت كبير بالفضل شهير؛ وكان أحق بالتقديم في حرف الألف لا في حرف الميم.
أصلهم العلامة الفهامة الملا إبراهيم بن حسن شهاب الدين الكردي الشهرزوري الكوراني وترجمته مشهورة. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1063. ولازم الشيخ أحمد القشاشي وتربى به، وزوجه بنته وأقامه خليفة بعده. ولم يزل مشتغلاً بالعلم والعمل. والتأليف والتصنيف إلى أن توفي سنة 1103. وكان مولده في سنة 1025. وأعقب من الأولاد: أبا الحسن، وأبا طاهر.
فأما أبو الحسن " ف " أعقب من الأولاد: أبو الطيب. وكان رجلاً شجاعاً، وامتحن في قضية فتنة العهد المشهورة. ونفي بالفرمان من المدينة إلى دمشق الشام. ومكث فيها نحو اثنين وعشرين عاماً. ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان أيضاً سنة 1160. وأقام بها إلى أن توفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أبا الحسن، وأبا البركات.
فأما أبو الحسن فوالدته أمة الكافي. وحصل له الغنى منها. وقد ضاع منه شذر وذر. ويقال: إن والده كان يدعو عليه فأصابت الدعوة، فسافر إلى الديار الرومية. ورجع إلى مصر. وتوفي بها على حالة رثة سنة 1173.
وأما أبو البركات فكان رجلاً شهماً. وكان حسن الخط. ونسخ كثيراً من الكتب العلمية للناس بالأجرة. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أبا السعود. وسافر إلى الروم، وتوفي شاباً سنة 1178. ولم يعقب.
وأما محمد سعيد فوالدته وهبة بنت الشيخ أحمد القشاشي. وكان رجلاً شجاعاً. واستشهد في جبل سلع في 22 شوال سنة 1134. ودفن عند باب سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق داخل السور السلطاني. وقبره ظاهر يزار. وأعقب من الأولاد: أحمد أبا الفرج، وحسناً.
فأما أحمد فكان رجلاً صالحاً، فاضلاً. وكان بيننا وبينه وبين
أخيه حسن عداوة شديدة إلى الممات. وقد تعب كثير من الناس في الصلح بيننا فلم يمكن أبداً. وسافر إلى الديار الهندية وحصل له قبول وإقبال، وتحصل على جملة من الأموال، وصحبته ولداه حسين وأبو الحسن. ثم رجعوا إلى المدينة المنورة. وتوفي سنة 1167. وأعقب من الأولاد المزبورين أعلاه.
فأما حسين فكان رجلاً فاضلاً، صالحاً، مباركاً.
وأما أبو الحسن فهو رجل كامل، صالح، من أصحاب المروءات. وله من الأولاد: أبو الفرج، وأم الحسن، زوجة الخطيب عبد الله الخليفتي المفتي.
وأما أبو الفتوح فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن، وصلى به جماعة التراويح في شهر رمضان. وتوفي في حياة والده سنة 1190.
وأما حسن أبو الفضل فمولده في سنة 1100. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلوم، وبلغ منها ما يروم. ودرس بالمسجد الشريف. وسافر إلى الديار الهندية، ثم إلى الديار الرومية، وحصل له فيها قبول وإقبال، وتحصل على جملة من الأموال. وكان صحبته ولده أحمد. وذهب بصره في آخر عمره. وكان عالماً فاضلاً متكلماً. وتوفي سنة 1180 وكان لا يرضى عمن كان يسأله عن عمره.
وأعقب من الأولاد: محسناً. وتوفي شاباً. وأعقب من الأولاد: محي الدين الموجود اليوم.
وكذلك أعقب الشيخ حسن أبو الفضل: أحمد، ومحمد سعيد، وإبراهيم، وعائشة وفاطمة، والدتهم رقية بنت الشيخ علي القشاشي الموجودة اليوم.
فأما أحمد فكان رجلاً لطيف الذات، وظريف الصفات. وتوفي شاباً سنة 1183. وأعقب من الأولاد: محمد أبو الفرج الموجود اليوم والدته رابعة المرعشية.
وأما محمد سعيد فكان رجلاً كاملاً. وتوفي شاباً سنة 1185. وأعقب من الأولاد: خديجة وهي موجودة مقعدة في الأرض، والدتها فاطمة بنت الحاج أبي جيدة المغربي الفاسي.
وأما إبراهيم فهو رجل كامل، عاقل يحب الجمالة في كل حالة. وهو موجود اليوم. وله الأولاد: وأما عائشة " ف " زوجة أبي الحسن والدة بنته أو الحسن، زوجة الخليفتي.
وأما محمد أبو الطاهر فمولده في سنة 1085. وكان رجلاً كاملاً، فاضلاً. وهو من أعظم مشايخنا الذين أخذنا عنهم العلم. وأجازنا بجميع مروياته من والده وغيره. ولم يزل مشتغلاً بالعلم والتدريس إلى أن توفي سنة 1145. وعمر عدة أماكن وبيوت منها: الحديقة وبيتها وديوانها المعروفة بسكناه الكائنة بجزع العريضية. ومنها البيت الكبير الملاصق للمقبرة البرانية. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وفاطمة، زوجة السيد عبد الله عباس البخاري، والدة أولاده. وأعقب أيضاً آمنة، زوجة أبي البركات، والدة أبي السعود المتوفى بالروم.
فأما إبراهيم فمولده سنة 1114. ونشأ نشأة صالحة، وكان مشتغلاً بالعلوم ومطالعة الكتب. وكانت له حافظة عظيمة في حفظ الشواهد وإيرادها في مواردها مع كمال الفضيلة. ودرس بالمسجد الشريف النبوي، ومسجد قبا، وفي بيته على طريقة والده وجده. وكان صاحب كرامة وشهامة لا يكاد يمنع أحداً من عارية كتاب أو نحاس أو فراش أو غير ذلك مما ينتفع به الناس. وكان مستعداً لذلك غاية الاستعداد لأجل نفع العباد. ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة 1188. وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وجمال الدين.
فأما محمد سعيد فمولده سنة 1134. وهو أشبه الناس بأبيه في أقواله وأفعاله " ومن يشابه أباه فما ظلم ". وبيننا وبينه محبة عظيمة ومودة قديمة. وتوفي سنة 1196. ورزقه الله عدة أولاد نجباء: أكبرهم عبد القادر، والدته فاطمة بنت عبد الكريم السمان. ومحمد أسعد، وزين العابدين، والدتهم أم كلثوم بنت ملا جامي الكردي المدرس.
فأما عبد القادر فمولده في سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلم الشريف، وحفظ القرآن المنيف. وسافر إلى الديار الرومية مرتين ورجع إلى المدينة المنورة ملآن اليدين. وله عدة أولاد من الشريفة خديجة بنت السيد أحمد الساكت الهندي.
وأما محمد أسعد المزبور فنشأ على طلب العلوم من منطوق ومفهوم. وتزوج على رقية بنت السيد يحي الأزهري وتوفيت " سنة 1196 ".