الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والإكرام. وصار خطيباً وإماماً ثم تركهما. وكف بصره فاشتغل في بالتدريس. وله شعر رائق ونثر فائق. وبيني وبينه صحبة ومحبة وخلة ومودة. وكان شريكنا في الدرس والطلب. وتوفي سنة 1194. وقد مات له ولدان كبيران في حياته: محمد أمين، وعبد الرحمان. وأعقب بعد مماته: أحمد، وعلياً، ومصطفى، وإسماعيل.
فأما أحمد فمولده في سنة 1158. ونشأ نشأة صالحة، واشتغل بطلب العلم الشريف. وصار إماماً حنفياً. ثم فرغ بها لأولاده، وتقلد بمذهب الإمام أحمد بن حنبل. وسافر إلى الروم ومصر والشام وبغداد واليمن الميمون. وكان قليل حظ. وصار يدرس. وله نظم ونثر. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة 1194. قبل والده بقليل. وله ولد سماه أبا بكر، موجود اليوم.
بيت سفر الشامي
" بيت سفر الشامي ". أصلهم الحاج سفر الشامي الدمشقي نزيل المدينة المنورة. " قدمها ": في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة في البيع والشراء إلى أن صارت له ثروة عظيمة. وكان حريصاُ على الدنيا، شديد البخل بها، يقال: إن سبب وفاته أن بعض قضاة المدينة طلب منه أن يصارفه ريالات، ويأخذ منه " الطرلية " لأجل
خفتها في الطريق فحلف " له " بالله العظيم أن ما عنده منها شيء. فلما خرج من عند القاضي وأراد النزول من المحكمة سقط من أعلاها إلى أسفلها فانكب على وجهه فمات في الحال.
وقد ورد في الحديث: إن اليمين المغموس تدع الديار بلاقع. - نسأل الله العافية - فجهز من ساعته، ودفن وختم على بيته لأن أولاده صغار. ثم فتح بيته فلم يوجد فيه شيء من الدراهم فتعجب الحاضرون من ذلك. فقال لهم أصغر أولاده: أنا أدلكم على ذلك. افتحوا هذه الطاقة المسدودة بالطين، ففتحوها فوجدوها ملآنة بالأكياس المملوءة، وغالبها طرلية. فقال: إن الذي خص القاضي من قسمة ذلك المال هو القدر الذي طلبه منه مصارفة. وبلغني أن الذي خص كل ولد 32. 000 غرش. وقد أضاع أولاده هذا المال وصاروا إلى أسوأ حال. وكانت وفاته سنة 1128. وأعقب من الأولاد: محمداً، ورجباً، وشعبان.
فأما محمد فطلع مثل أبيه في البخل والشح. وتوفي بعد والده في سنة 1138. وأعقب من الأولاد: سفر. ووالدته صالحة بنت الشيخ عبد الرحمان القشاشي. وتزوجت على السيد أحمد الأزهري. وسلمته مال الأيتام. فكان هذا سبب ضياعه، فنشأ سفر المذكور في حجر السيد أحمد المذكور. وصار عسكرياً في وجاق النوبجتية إلى أن توفي فجأة سنة 1178.