الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماعته، فسافر بهم إلى مكة ثم حبسهم في القنفذة. ثم عفا عنهم وأطلقهم.
آغوات الحرم النبوي
الساداة الآغوات خدام سيد السادات عليه أفضل الصلاة والتسليمات. جمع آغا. ومعناه بالتركية الرجل العظيم. كيف وحصل لهم غاية التعظيم ونهاية التكريم بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أطلق الآغا بالمدينة " المنورة " فالمراد به شيخ الحرم النبوي الكريم؛ لأنه صار عليه علماً بالغلبة لا يطلق على غيره.
وأول من استخدم الخصيان في الإسلام سيدنا معاوية رضي الله عنه وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خادم خصي. والله أعلم أن خصاه كان خلقياً. وقد صرح الجمهور من العلماء كراهة الخصا. وأحكامهم مذكورة في كتب الفقه. فلتراجع هناك. وقد حررها العلامة عبد القادر الطبري المكي، في كتابه " نشأة السلافة بمنشأة الخلافة " وأطال فيهم المقال فراجعه إن أردته فإنه كتاب مفيد جداً.
وأول من استخدمهم في المسجد النبوي والمسجد المكي بالحرمين الشريفين صلاح الدين يوسف بن أيوب الكردي في أيام ولايته. ورأيت
في رسالة " تحفة المحبين للمحبوب في تنزيه مسجد رسول الله من كل خصي ومجبوب " للعلامة الشيخ جمال الدين القطان ما نصه بعد كلام طويل "
…
وإنما كان القائم بخدمة الكعبة الشريفة والحجرة المنيفة في أيام الخلفاء والدولة العباسية الفقهاء والصوفية وأهل العلم والفضل. وهؤلاء الطواشية حادثون في آخر دولة الأكراد بني أيوب في أيما نور الدين الشهيد بواسطة بعض الخدام الطواشية الذين في خدمته. سعى في ذلك واستعان ببعض الوزراء فأجابه السلطان إلى ذلك وجعل اثني عشر طواشياً لا غير. وشرط أن يكونوا حفاظاً للقرآن العظيم وربع العبادات، وأن يكونوا حبوشاً، وإن لم يكن فأرواماً، فإن لم يكن وعدموا فتكاررة، وإن لم يوجد فهنود. واستروا مدة ثم صار الشرط باطلاً حتى صار غالبهم من أخس الأجناس الهنود. "
ورأيت في " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " للحافظ السخاوي ما نصه: ".. والخدام، وهم الآن أربعون وأزيد ما بين حبشي ورومي وتكروري وهندي، وهو الأكثر. ولم يزل مشيختهم عليهم إلا في هذه الأزمان المتأخرة فكان يلي المشيخة الفحول. وأول من علمته من الفحول المولوي ابن قاسم المحلي. استقر به الأشراف بعد بشير التيمي بسؤال منه. ثم صرف بفارس الأشرف الرومي. ثم عزل بفيروز البركتي. ثم بعد موته استقر جوهر التمرازي فلم يلبث إلا قليلاً حتى " مات ف " أعيد فارس. ثم عزل بسرور الطربراي. ثم بعد موته بمرجان
النقوي. وكلهم طواشيون. ثم انفصل بإينال الإسحاقي فكان أول تركي فحل ولي بها. ثم بعد موته قاسم الفقيه، ثم بعد موته الشجاعي شاهين الجمالي. ثم انفصل قليلاً بالطواشي إلياس الأشرفي الأبيض. ثم بعد موته أعيد شاهين، وهو أشبههم طريقة ولم يلها مثله فضلاً وعقلاً وذرية، ولذا طالت مدته، واختص عمن قبله بوضع مفتاح حاصل الحرم تحت يده دون القضاء ".
وقد وصفهم العلامة ابن جبير في رحلته بالسدنة الحارسين للمسجد، وأنهم فتيان أحابيش، وصقالبة ظراف الهيئات، نظاف الملابس. " ثم رأيت في تاريخ ابن فرحون قال: "
…
إن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب هو الذي ثبت قاعدة الخدام في الحرم النبوي وأوقف عليهم من الأوقاف. وكتاب الوقف موجود عندهم إلى يومه. وكان الموقوف عليهم نحو عشرين خادماً معينين ثم من بعدهم على خدام الحرم النبوي. ثم أوقف عليهم الصالح والناصر محمد بن قلاوون وقفاً آخر فلهم تقريباً في الحرم في الجامكية نحو مائتين " يعني من تاريخه.
ومن وظائفهم حفظ المسجد النبوي نهاراً، وقفل أبوابه والمبيت فيه لحراسته كما هو الأصل في ابتكارهم، وتنزيل القناديل وتعليقها للتعمير والوقود، ومسحها وإسراج ما يوقد منها سحرا، والدوران بعد صلاة العشاء بالفوانيس لتفقد من يخشى من مبيته،
ويرجعون عليه بالمنع، ولا يبيت فيه إلا الفراش ليطفئ القناديل، وفتح الباب للمؤذن، وكنس المسجد والروضة والحجرة كل جمعة، وعلوة خاصة مع شيخ الخدام في كل عام، وفرش بساط أمير المدينة، والبخور بالمسجد أيام الجمع خادم خاص نيابة عن صاحب الوظيفة. وكذلك البخور عقب إطفاء القناديل صوناً لتلك الرائجة الكريهة " انتهى كلام الحافظ السخاوي.
يقول كاتبه - لطف الله به - وهم اليوم - أعني الخدام - لا يطلق عليهم إلا لفظ الآغوات كأنه علم عليهم بالغلبة. وعدتهم نحو أربعين خبزياً منهم ستة عشر بواباً للحجرة المطهرة ونحو أربعين بطالاً كلما مات واحد من الأربعين الخبزية طلع محله واحد من الأربعين البطالين. وهلم جرا. وهم في غاية النظام، ونهاية الانتظام. ويرد لهم من طرف الدولة العلية ثلاثة آغوات: شيخ المحرم، وواحد نائب الحرم، وواحد خزين دار الحرم.
فأما شيخ الحرم فله جميع أحكام السياسة بالمدينة المنورة.
وأما نائب الحرم فيقوم مقام شيخ الحرم إذا مرض أو مات حتى يأتي الجواب من الدولة العلية. وله النظر على كثير من الأوقاف بالمدينة المنورة. فمن أعظمها النظر على التكية المرادية.
وأما خزين دار الحرم فعليه حفظ خزائن الحرم وما يتعلق بها والنظر على عين الزرقاء. ومستسلم الحرم له جميع أحكام الآغوات وأتباعهم وبعده نقيب الحرم. وجميع ما ذكر السخاوي من وظائفهم فهو باق فيهم إلى الآن. إلا بعض وظائف مثل الكناسة والبخور يوم الجمعة. ولا حاجة إلى ذكر أسماء الآغوات. وسنذكر أسماء من ولي مشيخة الحرم النبوي.
ورأيت في تاريخ العلامة ابن فرحون المالكي " المدني " ما نصه بالاختصار: وأول " من أدركته " من خدام الحرم الشريف العزيزي عزيز الدولة. وفي أيامه غرس كثير من النخل الذي بالمسجد اليوم. وكانت وفاته سنة 700.
ثم تولى بعده شبل الدولة كافور الصفي الحريري. وفي أيامه عمرت منارة باب السلام. ومن آثاره الحسنة تبطيل الطواف بالشعل من العشاء الآخرة بجريد النخل وتبديلها بالفوانيس التي يطوفون بها اليوم كل ليلة بعد صلاة العشاء ووفاته سنة 710.
ثم ولي بعده المشيخة سعد الدين الزهادي. وعزل في سنة 719.
ثم ولي بعده المشيخة ظهير الدين الأشرفي. ووفاته في سنة 722.
ثم ولي بعده المشيخة ناصر الدين نصر عطاء الله. ووفاته في سنة 727.
ثم ولي بعده المشيخة عز الدين دينار ومات فجأة في سنة 747.
ثم ولي بعده شرف الدين مختص الديري. ووفاته سنة 749.
ثم ولي المشيخة شرف الدين الخازانداري، وكان فحلاً حاذقاً.
وكانت خدمته سنتين. ثم سعى عليه شرف الدين الديري. وجاء إلى المدينة وعزل بعد سنة
…
ثم ولي المشيخة بعده ياقوت بن عبد الله الرسولي الخازنداري. وذلك في سنة 758. وهو من المشايخ الرؤساء. لم يقم أحد بخدمة المنصب مثله. وكان يتأدب مع الشيخ عز الدين لما كان معزولاً. وتوفي عز الدين المزبور في أيامه سنة 761 " انتهى كلام ابن فرحون.
ثم ولي من بعدهم مشيخة الحرم الجماعة الذين سبق ذكرهم من تاريخ السخاوي. وكان آخرهم الأمير شاهين الجمالي. وكان في أيام المرحوم السلطان قايتباي.
ثم ولي بعده المشيخة الحرم أخوه الأمير سنقر. وفي أيامه كان زوال دولة الجراكسة.
وتولى على الحرمين الشريفين السلطان سليم خان وذلك في سنة 923.
ثم في سنة 929 تولى مشيخة الحرم الأمير الزيني صندل السليمي من الروم. ورأيت كتاب منشور ولايته بالعربي. وهو من إنشاء الأديب
البارع السيد عبد الرحيم صاحب " معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص ".
ثم ولي مشيخة الحرم محمود جلبي. وفي أيامه عمر سور المدينة المنورة في سنة 946.
ثم ولي مشيخة الحرم العلامة الفاضل محمد أفندي المنشي صاحب التصانيف العديدة والتآليف المفيدة منها: تفسير القرآن العظيم، وشرح البردة، ومقامات ورسائل متعددة، وتهليل الأسبوع في التذكير بالمسجد النبوي، لكل يوم منها تهليل مخصوص وعليه العمل إلى يومنا هذا. وكان يدرس في الروضة المطهرة في جميع العلوم. وقد تولى مشيخة الحرم المكي والحرم المدني مرتين وفاز بالسعادتين في الدارين وذلك في حدود سنة 970.
ثم تولى مشيخة الحرم الأمير محمد بيك بن مراد في حدود سنة 974.
ثم تولى مشيخة الحرم سنان آغا نائب الحرم سابقاً في حدود سنة 974. وهو صاحب الرباط الذي في زقاق البدور، والبيت الملاصق له، والسبيل المقابل لباب النساء، والدورتين والبيت الذي بقرب زقاق الأنصاري. والحوش المقابل للقعلة بقرب الباب الشامي. وشرط
النظر على هذه الأوقاف المسطورة لشيخ الحرم كائناً من كان. والجباية لكتخدا نوبجتيان قديم. وتصرف غلتها بعد عمارتها لملء السبيل والقراء والمداحين وغير ذلك مما هو مشروح في شرط الواقف المؤرخ في 972. وقد صارت هذه الأوقاف اليوم في أيدي النوبجتية. ويزعمون أنها موقوفة عليهم. وأبطلوا ما فعله الواقف. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم تولى مشيخة الحرم العلامة الفاضل يوسف بن يعقوب الخلوتي الملقب سنان آغا في حدود سنة 980 صاحب الرباط الذي في سقيفة الرصاص. وقد ترجمه السيد محمد السمرقندي في تاريخه وأطال فيه.
ثم تولى مشيخة الحرم مصطفى بيك. وكان في أيام المرحوم السلطان مراد خان. وكان بأسباب هذه الخيرات التي جددها السلطان مراد بالمدينة المنورة أعظمها عمارة العمارة المرادية، التكية المشهورة كما هو مشروح في محله وذلك في سنة 992. وهو صاحب الحديقة العريضية المقابلة للمصلى الشريف. والحديقة الجعفرية بجزع قبا. وقد أوقفهما على أولاده الخ
…
" كما هو مشروح في كتاب وقفه " المؤرخ في سنة 1000. ومن أولاد بناته، بيت عثمان جعفر الأسباهي، وغيرهم.
ثم تولى مشيخة الحرم بعد والد والده محمد جلبي في حدود سنة 1000.
ثم تولى مشيخة الحرم حسين أفندي في سنة 1005.
ثم تولى مشيخة الحرم السيد عبد الكريم أفندي في حدود سنة 1010.
ثم تولى مشيخة الحرم إبراهيم آغا نائب الحرم سابقاً. وذلك في حدود سنة 1020. وهو صاحب الأوقاف والخيرات على زاوية الشيخ أحمد بن علوان - نفعنا الله به - وهو الذي أنشأها وعمرها.
ثم تولى مشيخة الحرم مصطفى آغا المظلوم. وذلك في حدود سنة 1030 ثم تولى مشيخة الحرم عبد الكريم آغا المصاحب، صاحب بئر ودي. وذلك في حدود سنة 1035، وصاحب البيت الكبير الذي بذروان وقد أوقفهما على عتقائه الخ.
ثم تولى مشيخة الحرم محمد ياقوت آغا. وذلك في حدود سنة 1038. وهو الذي عمر بيت حمودة الكبير بذروان الملاصق لرباط إسكندر آغا. ثم باعه في محاسبة عليه الفقراء.
ثم تولى مشيخة الحرم محمد آغا مجر وذلك في سنة 1040. وهو صاحب الوقف البيت الكبير الذي في البلاط، وحوش التجار، وغير ذلك أوقفها على عتقائه، ثم من بعدهم على أولادهم النصف، ووجوه خيرات النصف على طائفة الجبرت.
ثم تولى مشيخة الحرم بشير آغا الحبشي المصاحب وذلك في حدود سنة 1045. وقد فوضت إليه الدولة العلية جميع أحكام السياسة بالمدينة النبوية ".
ثم تولى مشيخة الحرم محمود آغا الرومي وذلك في حدود سنة 1060. والله أعلم. وقد أوقف الحوش المشهور على وجوه خيرات منها: تدريس الشمائل النبوية بالروضة المطهرة يوم الاثنين ويم الخميس. وهذه الوظيفة اليوم لمؤلفه - لطف الله به - ومعلومها 8 سكة.
ثم تولى مشيخة الحرم فروخ آغا نائب الحرم سابقاً وذلك في حدود سنة 1070.
ثم تولى مشيخة الحرم علي آغا دار السعادة سابقاً في حدود سنة 1075. وهو صاحب الوقف الذي تحت نظر صاحبنا علي أفندي الشرواني.
ثم تولى مشيخة الحرم مسعود آغا وذلك في سنة 1077. وعزل وتوفي بمصر المحروسة في سنة 1114.
ثم تولى مشيخة الحرم دولار آغا وعزل في سنة 1079 وتوجه للدولة العلية لأجل الدعوى عليه. ورجع من الروم نائباً للحرم النبوي. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1102.
" ثم تولى عبد الحليم آغا. وعزل في سنة 1084.
ثم تولى داود آغا. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1102 ".
وكان عالماً فاضلاً رأيت له مجموعة علية بخطه وضبطه. وأوقف جميع كتبه على طلبه العلم بالمدينة المنورة. وجعل النظر عليها لصاحبنا محمد أفندي الشرواني. وهو تحت يد أولاده إلى اليوم.
ثم تولى يوسف آغا دار السعادة سابقاً. وذلك في حدود سنة 1103. وهو الذي عمر السبيل الذي بالمناخة السلطانية شرقي مسجد المصلى النبوي. وجعل لمئله وملء الحوض عثامنة من دفتر التقاعد المصرية. وهو اليوم تحت نظر أولاد إسماعيل أفندي البلطجي.
ثم تولى أبو بكر آغا. وذلك في حدود سنة 1105.
ثم تولى شاهين أحمد آغا. وذلك في حدود سنة 1108 وعزل بسبب قضية فتنة بني علي مع أهل المدينة المنورة في حرة بني قريظة، وذلك في سنة 1111.
ثم تولى نور أحمد آغا وتوفي بالمدينة سنة 1117.
ثم تولى حافظ محمد آغا. وفي أيامه كانت قضية الشمامة العجمية في سنة 1118.
ثم تولى أيوب آغا. وعزله نصوح باشا في سنة 1124.
ثم تولى مشيخة الحرام الحاج بشير آغا. وعزل في سنة 1128. وهو صاحب الأوقاف والخيرات والحسنات.
ثم تولى مشيخة الحرم ثانياً أيوب آغا. وعزل في سنة 1135. وتوفي بمصر المحروسة.
ثم تولى محمد آغا دار السعادة سابقاً. وذلك في سنة 1136 وهو الذي عمر قبة مسجد الثنية بقرب سيدنا حمزة، وقبة مسجد الخضر، وقبة سبيل عمر أفندي قره باش بالمناخة.
ثم تولى حافظ محمد آغا ثانياً وذلك في حدود سنة 1142. وتوفي بالمدينة في سنة 1144.
ثم تولى بيك بشير آغا. وذلك في سنة 1145 وعزل عنها في سنة 1148.
ثم تولى مصطفى آغا الطرودي، نائب الحرم سابقاً، وذلك في سنة 1148. " وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1150 ".
ثم تولى عبد الرحمان آغا الكبير، وذلك في سنة 1151. وعزل في سنة 1156 وتوفي بمصر 1163.
ثم تولى عبد الرحمن أنا الصغير ثائب الحرم سابعاً سنة 1156 وعزل في سنة 1168 ثم تولى مصطفى آغا بربر. وذلك في ذي الحجة سنة 1168 وتوفي بالمدينة سنة 1170.