الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
348 - عبد الوهاب (1301 - 1388 هـ)(1884 - 1968 م)
حسن حسني بن صالح بن عبد الوهاب بن يوسف الصمادحي، جده الأعلى المعتصم الصمادحي (محمد بن معن التجيبي الأندلسي) العالم البحاثة المؤرخ.
ولد في تونس في آخر شعبان 21/ جويلية، وتعلم في الكتاب قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية بالمهدية ثم دخل المدرسة الفرنسية نهج السويد بتونس حيث أحرز على الشهادة الابتدائية سنة 1317/ 1899، وتابع دراسته الثانوية بالمدرسة الصادقية، وكانت باريس هي خاتمة المطاف بالنسبة لتعليمه حيث التحق بمدرسة العلوم السياسية.
ولما توفي والده سنة 1323/ 1904 عاد إلى تونس، وعين متوظفا بإدارة الفلاحة والتجارة في قسم أملاك الدولة سنة 1324/ 1905، ثم سمي رئيسا لادارة الغابات بالشمال التونسي سنة 1328/ 1910، وعين سنة 1335/ 1916 بإدارة المصالح الاقتصادية، وفي سنة 1340/ 1920 سمي رئيسا لخزينة المحفوظات التونسية، وقال عن وظيفته في هذه المصلحة:
وفي سنة 1925 سمي عاملا على المثاليث ومقر الإدارة جبنيانة فسعى جهده لاقرار أهاليها بالأرض لتعميرها، واحداث عدة مكاتب ابتدائية، واحداث طرق معبدة، وتزويد القرى بالماء الصالح للشراب وتنوير مركز العمل ليلا.
وفي سنة 1928 نقل واليا على المهدية، فاجتهد في نشر التعليم في القرى، وكان يلقي كل أسبوع محاضرات في التاريخ الإسلامي وبخاصة في أحداث تلك الجهة في ناديها ونادي الشبيبة المدرسية، واوقف كتبا كثيرة على مكتبات المدينة.
وفي سنة 1935 سمي عاملا على الوطن القبلي (نابل وناحيتها) فاهتم بمصالحها العمومية، وأوقف كثيرا من الكتب العربية على مركز الولاية وعلى القرى الكبيرة والصغيرة.
وفي سنة 1939 عاد إلى العاصمة بصفة وكيل الإدارة المحلية والجهوية يعني شؤون الادارة الداخلية للبلاد. وتحدث عن هذه الفترة فقال: «وفي أثناء مباشرتي لهذا المنصب احلت على التقاعد لبلوغي السن القانوني بعد أربعة وثلاثين عاما من العمل المنهك لكن الإدارة المركزية أبت إلا أن تعينني رئيسا لمصلحة الأوقاف (وذلك سنة 1361/ 1942) فاجتهدت في الذب عن مصالحها ومنع أيدي الطمع والاستبداد إلى أملاك الأوقاف وأراضيها الخصبة» .
وفي أواخر الحرب العالمية الثانية وانتهائها من البلاد التونسية انتخب وزيرا للقلم (3 ماي 1943 جويلية 1947) وهو وظيف الاشراف على الشئون الداخلية للبلاد والقيام بتحرير المهم من المكاتيب الدولية ومخاطبة ملوك الخارج.
ولما تخلى عن هذا المنصب أقبل على العمل في تأليفه الكبير «كتاب العمر» وكذلك السفر إلى الأقطار الشرقية والغربية.
ولما نالت البلاد التونسية الاستقلال، وفارق المتوظفون الفرنسيون المصالح الإدارية دعي من جانب الحكومة التونسية الجديدة لرئاسة «المعهد القومي للآثار والفنون» في سنة 1957، وفي تلك الفترة نقلت مصلحة الآثار من محلها القديم «ساباط سوق الفكة» إلى دار الفريق (الجنرال) حسين الذي كان مقرا لقائد الجيش الفرنسي ولأركان الحرب بساحة القصر (أي قصر بني خراسان)، وبعد ترميم الدار جعلت مكاتب الإدارة بقسمها الأعلى، وقسمها الأسفل متحفا للفنون الاسلامية.
وفي مدة رئاسته للآثار تأسست خمسة متاحف أربعة منها للآثار الإسلامية «متحف علي بورقيبة» في رباط المنستير، ومتحف أسد «ابن الفرات» برباط سوسة، ومتحف «ابراهيم بن الأغلب» في القيروان، ومتحف دار حسين المتقدم الذكر، ثم مستودع الآثار الكلاسيكية القرطاجنية في بيت أحد أعيان الرومان بقرطاجنة واهدى لهذه المتاحف ما يملك من آثار وتحف.
وفي تلك المدة نشر فصولا كثيرة في مختلف الجرائد والمجلات العلمية عن الآثار بتونس، وحث أهل الاختصاص في هذا الشان لاخراج ما كتبوه بالعربية والفرنسية، كما كتب تمهيدات لنحو عشرة مؤلفات في شتى الأغراض الأثرية طلب منه مؤلفوها أن يقدمها للقراء.
ومن نشاطه التدريسي أنه درس من سنة 1905 إلى 1924 التاريخ بالمدرسة الخلدونية، ودرس نفس المادة بالمدرسة العليا للغة والآداب العربية بسوق العطارين بين سنتي 1923 و 24.
ونشر فصولا في مجلة «الجامعة» بتونس - السنة الأولى - عنوانها «نقل الحبيب إلى الأديب» ذكر في حواشيها تراجم كثير من أدباء أفريقية وغيرها كما نشر فصولا في التراجم عنوانها «صدور الأفارقة» من كتابه الكبير في الموضوع «كتاب العمر» شارك في مؤتمرات المستشرقين ابتداء من عام 1905 في عاصمة الجزائر، وقدم بحثا عن الاستيلاء العربي بصقلية، وتعرف
هناك بثلة من العلماء المشاركين عربا كانوا أو إفرنجا منهم محمد فريد رئيس الحزب الوطني المصري، والشيخ عبد العزيز جاريش، وجورج براون، وآمر دوز، وفولارس، ونولدكي، وكوديرا، وريبيرا وميشال آسين بالاثيوس، وليويس ماسينيون، وولييم مرسي، ومحمد بن أبي الشنب، وغيرهم.
وفي عام 1908 شارك في مؤتمر كوبنهاكن عاصمة الدنمارك، وفي هذا المؤتمر قدم الأب لامنس والأب لويس شيخو اليسوعيان كلاهما بحثا في وصف النبي - ص - بما لا يليق وافتريا عليه، فقام لمعارضتهما فيما قدما، وكان هو المسلم الوحيد الحاضر في هذا المؤتمر، وكان لمعارضته صدى كبير لدى المؤتمرين وتأييد جانب عظيم منهم.
وفي عام 1922 شارك في مؤتمر باريس للمستشرقين الفرنسيين، ثم في المؤتمر المنعقد برباط الفتح بالمغرب الأقصى سنة 1927، ثم في مؤتمر كمبريدج واستانبول ومونيخ، وفي جميعها كان الممثل للحكومة التونسية.
ودعي لحضور الندوات العلمية التي دارت بالبندقية في معهد كونت تشيني Comte Cini، وكذلك ملتقى فيورنسة بايطاليا للتقارب بين الحضارات والأديان برئاسة الأمير الحسن المغربي الشرفية.
ومثل الحكومة التونسية في مؤتمر الموسيقى الشرقية المنعقد بالقاهرة في افريل 1932، وكان قد تعرف قبل ذلك في سنة 1914، بالأمير أحمد فؤاد نجل الخديوي اسماعيل في نابلي بايطاليا قبل أن يصير ملكا لمصر، والملك أحمد فؤاد هو الذي عينه عضوا دائما في مجمع اللغة العربية لأول تأسيسه آخر سنة 1932، وقد شارك بقدر الاستطاعة في الأبحاث والمناقشات الدائرة في المجمع منذ التأسيس لا سيما عند ما أثيرت الدعوى لابدال الحروف العربية باللاتينية، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق، وبغداد والمجمع الفرنسي للنقوش والأدب.
وهو يجيد الفرنسية وقليلا من الايطالية والتركية.