الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
357 - أبو العرب التميمي (ما بين 250 - 260 - 333 هـ)(864 - 879 - 945 م)
محمد بن أحمد بن تميم بن تمام التميمي القيرواني أبو العرب، المحدث الفقيه المؤرخ الأديب.
كان جده تمام بن تميم أمير مدينة تونس، وهو الذي ثار على محمد بن مقاتل العكي بالقيروان سنة 183/ 799 وكان أبوه أحمد ممن سمع من شجرة بن عيسى، وسليمان بن عمران، وغيرهما، وأسرته عريقة في تقاليد الامارة حديث العهد بتقاليد العلم، وهي لا تريد أن تضحي بهذه في سبيل تلك، وقد صور لنا أبو العرب بدايته في طلب العلم، وما لاقاه من عنت في سبيل المحافظة على التقليدين تصويرا طريفا فيه بيان لزي طلبة العلم وزي أبناء الأمراء قال «أتيت يوما وأنا حدث دار محمد بن يحيى بن سلاّم فرأيت عنده الطلبة، ورأيت أمرا أعجبني وركنت إليه نفسي فعاودت الموضع، وكنت آتي إليه والطرطور على رأسي، ونعلي أحمر في رجلي في زي أبناء السلاطين، وكان الطلبة ينقبضون مني من أجل ذلك الزي، فقال لي رجل يوما بجواري: لا تتزيّ بهذا الزي فليس هو زي طلبة العلم وأهله فرجعت إلى أمي فقلت: نلبس الرداء وثيابا تشاكل أهل العلم والتجار فأبت علي وقالت: إنما تكون مثل آبائك وأعمامك، فاحتلت حتى اشتريت ثيابا وجعلتها عند صباغ في باب أبي الربيع فكنت إذا أتيت من القصر القديم أتيت بذلك الزي الذي تحبه أمي ووالدي، فإذا وصلت إلى باب أبي الربيع ودخلت حانوت الصباغ خلعتها ولبست الثياب الأخرى، فكنت كلما ترددت فعلت ذلك، ثم قال لي رجل من أصحابي: أراك تأتي في هذا
المجلس فتسمع فيه العلم ولا تكتب شيئا مما تسمع يكون عندك ما هذا حقيقة طلب العلم.
- فقلت له، والدي راغب عن هذا وعن المعونة عليه وما مكنني من شيء اشتري به الرق.
- فقال لي: أنا أعطيك جلدا تكتب لنفسك وتكتب لي جلدا عوضا عنه، فرضيت له بذلك فكنت أكتب لنفسي ما شئت، واكتب له في جلوده ما يحب حتى يسرّ الله عز وجل ما اشتريت به الرق وما قويت به على طلب العلم».
سمع أبو العرب من جماعة من أصحاب سحنون واكثر علماء القيروان كأبي داود العطار، وعيسى ومحمد ابني مسكين، وابن طالب، وعبد الجبار بن خالد، وغيرهم.
قال أبو عبد الله الخراط: كان صالحا ثقة عالما بالسنن والرجال من أبصر أهل وقته بها، كثير الكتب، حسن التقييد، كريم النفس والخلق، كتب بخطه كثيرا في الحديث والفقه، ويقال إنه كتب بخطه ثلاثة آلاف كتاب وخمسمائة وشيوخه تنيف على العشرين ومائة شيخ.
وقال ابن أبي دليم: كان حافظا للمذهب معتنيا به وغلب عليه الحديث والرجال وتصنيف الكتب والرواية والأسماع.
وقال تلميذه محمد بن حارث الخشني: يغلب عليه الرواية والجمع، ولم أحس عنده علما ولا فقها. أما غلبة الرواية والجمع فقد مر ما يؤيده، أما تجريده من العلم والفقه فقد مر ما يناقضه، ولا ندري ما هو الباعث للخشني على التحامل على شيخه، ومن ترك مؤلفات متعددة لا يوصف بأنه غير عالم ولا فقيه. سمع عليه خلق كثير منهم ابناه أبو العباس تمام، وأبو جعفر تميم، والحسن بن سعيد، وابن أبي يزيد، والشذوني، وغيرهم.