الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
383 - ابن عميرة (580 - 658 هـ)(1184 - 1258 م)
أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عميرة (بفتح العين المهملة، والميم المكسورة بعدها ياء مثناة من تحت وبعدها راء مفتوحة وتاء تأنيث آخر الحروف) المخزومي الشهير بجده أبو العباس، أبو المطرّف، نزيل تونس، الفقيه العالم الأديب.
مولده في جزيرة شقر قرب بلنسية، وقيل ببلنسية في رمضان /580 ديسمبر 1184 وفي الأندلس، روى عن أبي الخطاب أحمد بن محمد بن واجب، وأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي، وأبي عبد الله بن نوح، وأبي علي عمر بن محمد الشلويين، وأبي عمر أحمد بن هارون بن عات، وأبي محمد سليمان بن حوط الله، لقيهم وقرأ عليهم وسمع وأجازوا له.
وصحب أبا بكر عزيز بن عبد الله بن عبد الملك بن خطاب قبل توليه ما تولى من رئاسة بلده مرسية، وسافر إلى المشرق حيث تلقى معارف واسعة في الحديث والفقه والأدب، وتلقى بعض شعب المعقول كالفلسفة والكلام ومن أجاز له من أهل المشرق أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري.
وبعد رجوعه استقر بعض الوقت بمسقط رأسه الذي أصبح من أعيانه. سمع منه ابن الابار وبالغ في الثناء عليه، وسمع منه غيره كابنه أبي القاسم، وأبي اسحاق التلمساني، وأبي جعفر بن الزبير، وأبي الحسن طاهر بن علي الشقري، وأبي بكر عبد الله بن خطاب وغيرهم.
وعقد مع ابن الأبار روابط صداقة، وبعد اقامته مدة قليلة بجزيرة
شقر سمي قاضيا بشاطبة، ثم نقل إلى قضاء ميورقة خلال سنة 627/ 1229 - 30 لأنه كان موجودا بالجزيرة عند ما احتلها جاقما الأول الفاتح ملك أرغون، وقد حكى الحادثة في كتابه الذي سماه بعضهم كتاب عن كائنة ميورقة وعنوانه الحقيقي غير معروف، ونقل عنه المقري في نفح الطيب، ثم رجع فيما بعد إلى بلنسية حيث كان شاهدا لسنواتها الأخيرة من تاريخها الإسلامي إلى أن سلمت إلى جاقما الأول نفسه تسع سنوات بعد ميورقة (17 صفر 636/ 29 سبتمبر 1238)، وبعد ذلك دخل المغرب الأقصى، وخدم أبا محمد عبد الواحد الرشيد عاشر خليفة موحدي (630 - 40/ 1232 - 42 الذي سماه كاتبا بديوان الانشاء، وبعد قليل سماه قاضيا لقبيلة بلد هيلانة من نظر مراكش الشرقي، وهي التي تعرف اليوم بكلاوة فتولاه قليلا ثم نقله إلى قضاء رباط الفتح، وسلا، وأقام يتولاه إلى أن توفي الرشيد، وولي مكانه أخوه المعتضد بالله أبو الحسن علي فأخره عنها مدة، ثم نقله إلى قضاء مكناسة الزيتون، ولما قتل المعتضد خرج من مكناسة قاصدا سبتة وفي عزمه الانتقال إلى البلاد الأفريقية، فلقيه هو ورفاقه جمع من بني مرين سلبوه وكل من كان معه، ثم ركب من سبتة متوجها إلى أفريقية فوصل بجاية سنة 645/ 1257 وقدم على أميرها ولي العهد أبي يحيى زكرياء ابن الأمير أبي زكرياء الحفصي، وهو منذ مبارحته الأندلس ينوي الالتحاق بالبلاد الأفريقية، ويهتبل الفرص للإشادة بأميرها، فعند ما بايع أهل مكناسة أبا زكرياء الحفصي سنة 643/ 1255 بعثوا إليه بمبايعتهم من انشاء قاضيهم صاحب الترجمة، وعند ما وصل بجاية سلم للأمير أبي يحيى رسالة وصف فيها رحلته ومدح أبا زكرياء، واستوطن بجاية مدة وأقرأ بها ودرس الذي استدعاه بعد مدة إلى تونس هو الأمير أبو زكرياء ولما قدم تونس مال إلى صحبة الصالحين والزهاد برهة، ثم نزع عن ذلك رغبة في خدمة الملوك فاستقضي بالأربس، ثم نقل منها إلى قابس ثم استدعاه المستنصر الحفصي وجعله من جملة جلسائه، قال ابن عبد الملك المراكشي: «فيذكر أنه داخله مداخلة أنكرها المستنصر وحاشيته عليه حتى ليؤثر من كلام المستنصر في حقه وقد سئل عنه: ذلك رجل رام إفساد دنيانا