الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
246 - ابن سلاّم (124 - 200 هـ)(742 - 815 م)
يحيى بن سلاّم بن أبي ثعلبة التيمي ولاء من تيم ربيعة البصري ثم الافريقي القيرواني، أبو زكرياء المفسر، المحدث، الفقيه.
ولد بالكوفة وكان والده من أهلها، ثم سكن البصرة فنشأ بها ونسب إليها، ورحل إلى مصر، ومنها إلى أفريقية فاستوطنها، وحج في آخر عمره فتوفي عند عودته من الحج بمصر، ودفن بالمقّطم بجوار قبر عبد الله بن فرّوخ.
وفي «طبقات أبي العرب التميمي» : «وكان ما سمع شيئا إلا حفظه حتى انه كان إذا مرّ بمن يتغنى سد أذنيه لئلا يسمعه فيحفظ» روى عن جماعة بالمشرق، وكان يقول:«أحصيت بقلبي من لقيت من العلماء فعددت ثلاثمائة وستين عالما سوى التابعين وهم أربعة وعشرون وامرأة تحدث عن عائشة رضي الله عنها» ولقي ابن الجارود الكوفي وروى عنه جماعة بالمشرق وبالمغرب، وكان يقول:«كل من رويت عنه العلم فقد روى عني إلا القليل منهم» .وذكر أنه «يروي عني من العلماء أربعة: مالك والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة» ونسي الرابع وقال: «كتب عني مالك ابن أنس ثمانية عشر حديثا» وروى عن الحسن بن دينار، وحماد بن سلمة، وهمّام بن يحيى، وسعيد بن أبي عروبة، وسفيان الثوري. وروى عن الضعفاء كالحارث بن نبهان، وبحر بن كثير السقاء، كما روى عن أصحاب الأهواء المتهمين أمثال ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى، والكلبي، ونافع بن الازرق الخارجي.
قدم أفريقية ما بين سنة 180 - 183 فسمع من البهلول بن راشد المتوفي سنة 183/ 799 حديثا واحدا، كما سمع من عبد الله بن فرّوخ.
قال الحافظ المقرئ أبو عمرو الداني: «ويقال انه أدرك من التابعين نحوا من عشرين رجلا وسمع منهم وروى عنهم» .روى عنه من أهل مصر أصبغ بن الفرج، وعبد الله بن وهب. وغيرهما، وروى عنه بالقيروان ابنه محمد وأبو داود أحمد بن موسى بن جرير الازدي العطّار، وهما اللذان وصل إلينا تفسيره عن طريقهما، وروى القراءات عن أصحاب الحسن البصري عن الحسن بن دينار وغيره. وله اختيار في القراءة من طريق الآثار، ويشير إلى هذا الاختيار في تفسيره بقوله:«وهذا الذي في مصحفنا» وذكره القاضي عياض في «ترتيب المدارك» في عداد الرواة عن مالك.
ورماه سحنون بالإرجاء لكن ذلك لم يثبت عنه وكان يراه بدعة، قال ابن الجزري:«وكان ثقة ثبتا ذا علم بالكتاب والسنة ومعرفة باللغة العربية» وقال الحافظ بن حجر في «لسان الميزان» : «ضعفه الدارقطني في الحديث، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: ربما أخطأ وقال ابن عدي: «يكتب حديثه مع ضعفه» .
وسمع الناس منه بالقيروان كتابه في التفسير وكتابه «الجامع» .وسبب خروجه إلى الشرق في طريقه إلى الحج ما ذكره ابن الابار في «الحلة السيراء» في ترجمة عمران بن مجالد بن يزيد الريعي الثائر على ابراهيم بن الاغلب «ذلك أن عمران بقي بالزاب إلى وفاة ابراهيم بن الاغلب ومصير الأمر إلى ابنه أبي العباس عبد الله، فكتب إليه عمران يسأله تجديد الامان فأمنه وأسكنه القصر معه، وكان يغدو إليه ويروح إلى أن سعي به وقيل لعبد الله: «هذا ثائر على أبيك وحاله حاله» فبعث إليه في الظهيرة فلم يشك في الشر. وكان عبد الله قد قال لمولى له: «إذا ورد إلي وهو مشتغل بالنظر فلا يستقر إلا وقد رميت برأسه» .فكان ذلك على ما حدّه. وكان يحيى بن سلام الفقيه صاحب التفسير قد سفر بينهما في الأمان على ماله ونفسه وولده، فلما