الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا يمشي على الأرض حافيا فقال «لا اتركها ولا في المسجد» وأول مرة رقي المنبر قال أيها الناس:
يرفع الدهر أناسا
…
بعد أن كانوا سفاله
من له في الغيب شيء
…
لم يمت حتى يناله
وله نظم وسط.
توفي في الرابع والعشرين من جمادى الأولى وقيل في 27 رجب 6/ اكتوبر ودفن بالزلاج تحت جبانة أبي الحسن المنتصر على مقربة من مقام أبي الحسن الشاذلي المعروف بالمغارة السفلية.
له مؤلفات كثيرة والغالب على كتبه الاختصار والميل إلى جمع المسائل في اللفظ القليل الموجز، وهي طريقة شاعت قبل عصره ويمثلها خير تمثيل مختصر خليل بن اسحاق المصري في الفقه المالكي، قال تلميذه الرصاع «وألف رضي الله عنه تآليف عجيبة ومصنفات غريبة منها تأليفه الفقهي لم يسبق إليه في تحقيقه وتهذيبه وجمعه ..
وتأليفه المنطقي فيه من القواعد والفوائد ما يعجز عنه كبار الفحول على صغر حجمه وكثرة علمه».
مؤلفاته:
1) تفسير، ختم تفسير الكتاب الكريم عدة ختمات، وكان تلاميذه يدونون ما يلقي عليهم، واشتهر من هؤلاء المدونين ثلاثة، البسيلي، والأبي، والسلاوي، والموجود الآن ما دونه البسيلي والأبيّ، والمخطوط والمخطوطات الموجودة عندنا هي من رواية الأبي، أما رواية البسيلي فمنها مخطوطة مبتورة الأول، في حين تعددت نسخ الأبي مع نقص عدد كبير من السور.
واعتمد في التفسير على ابن عطية والزمخشري إلى جانب
بقية المفسرين وعلماء اللغة والأصول والمنطق، وهذه النقول لم تطغ عليه، وبدت آراؤه واضحة معبرة عن شخصيته.
2) تساعيات في الحديث.
3) عشاريات في الحديث.
4) شرح مختصر الحوفي في الفرائض ويسمى مختصر الفرائض، والحوفي هو أبو القاسم محمد بن محمد بن خلف الأشبيلي (ت 580/ 1185) وذكر في أوله أنه لما تكرر إقراؤه لكتاب الحوفي، وكان يلقي لطلبته مسائله الجزئية بضوابط كلية، وكثيرا ما التمسوا منه تكريرها اختصره مع زيادة وتنبيهات على مواضع مشكلة وهو في 58 ورقة من القطع المتوسط يوجد بالمكتبة الوطنية (وأصله من المكتبة العبدلية).
5) المبسوط في الفقه، 9 أسفار.
6) المختصر الشامل في التوحيد أوله: الحمد لله المنفرد بصفات التقديس والكمال والعزة والجلال قال في ديباجته «لمّا كان علم الكلام هو الموصل لإدراك حقيقة الإيمان، بواضح الأدلة والبرهان رأيت أن أجمع فيه مختصرا شاملا لأصول طريقتي الأقدمين والمتأخرين، ورتبته على منوال طوالع الأنوار للشيخ القاضي ناصر الدين البيضاوي رحمه الله ليكون معينا على فهمه وعلمه، كاشفا عما اختص به وما هو لغيره عن تراجمه بلفظه، وعن مباحثه بلفظ المسائل، وعن ضروري لم يذكر بلفظ التتميم، فرتبته على ثلاثة كتب ومقدمة فيها فصول» .
أتمّ تأليفه يوم الجمعة 27 رمضان سنة 789/ 1387، وهو في 198 ورقة من القطع المتوسط مخطوط بالمكتبة الوطنية (أصله من المكتبة العبدلية).
7) مختصر المذهب، جامع لمسائل المذهب، وأقوال أصحابه، وفروع
مسائله ويذكر في بعض المسائل خمسين قولا منسوبة لقائلها (1) اعتمد فيه بالدرجة الأولى المدونة، وأورد كثيرا من أقوال ابن الحاجب وشارحه شيخه ابن عبد السلام وبقية أقوال أهل المذهب منسوبة لأصحابها، ومشفوعة بمناقشات وتكميلات وتوضيحات، قال ابن عقاب متحدثا عن هذا المختصر «مختصره الفقهي لم يسبق به في تهذيبه وجمعه وأبحاثه الرشيقة، وحدوده الأنيقة» وقال فيه العلامة المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: «بحث فيه الأنظار المهجورة والأقوال المتروكة منذ القرن السادس، ووضعها بين الأقوال المصطلح بين الفقهاء على الأخذ بها تشهيرا وترجيحا واختيارا على بساط واحد من النقد والتحقيق والمقارنة والاستدلال والكشف عما ارتبطت به تلك الأقوال من اعتبارات باقية وزائلة، وما ارتبط بها اختيارها وتشهيرها من اعتبار لظروف واقعية أو اعمال لأصول نظرية قد يكون وجه ذلك الاختبار قائما ومقبولا وقد يكون زائلا ومحل نظر» .
واعتنى ابن عرفة بضبط حدود الحقائق الفقهية في مختصره، شرح هذه الحدود تلميذه الرصاع، ومن المعلوم أن الفقه والنحو وغيرهما يصعب وضع حدود لهما جامعة مانعة، ولذلك تكثر الإيرادات والاعتراضات على حدودها بينما يكفي فيها الرسم المقرب للحقيقة إلى الأذهان، لكن التشبث الحرفي بمنطق أرسطو على ما فيه من خلل دعا الكثيرين إلى التقيد بقواعده، ويظنون أنهم بذلك يسدون خدمة جلّى للعلم، بينما هو في الواقع افساد للعلم وضياع للوقت فيما لا يجدي ولا نفع وراءه، ماذا ينتفع المتتبع الذي يكد ذهنه لمعرفة الحدود، وما عليها من إيراد واعتراض. لا شيء. ولا يكتسب بها معرفة جديدة تنمي عقله، وتقوّم فكره، وقد كنت منذ عهد الطلب أكره هذه المباحث إلاّ ما تدعو إليه الحاجة الملحة، وكان الجو السائد أن الإحاطة بمثل هذا هو من الأشياء اللازمة، سمعت مرة مدرسا يتحدث عن الوقت الذي
(1) فهرس الفهارس 2/ 446 - 7 في ترجمة يحيى الشاوي، وذكر انه في ستة أسفار كبار.