الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
378 - علي باشا الأول (
…
- 1169 هـ) (
…
- 1756 م)
علي باشا الأول ابن محمد بن علي ابن أخي حسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية كان مرشحا لولاية العهد، ولما صار لعمه ولد (محمد الرشيد باي) أخره وقدم ابنه فلم تتحمل نفسه هذا التأخير، وذهب مغاضبا إلى جبل وسلات في سنة 1140/ 1728 متأهبا للثورة، ولم تفد شيئا محاولات الصلح التي بذلها عمه، ودارت معركة في جبل وسلات، كاد ينهزم فيها، ثم أعاد الكرة ودارت الحرب سجالا. وبعد حصار جبل وسلات أكثر من ثلاثة أشهر رجع عمه حسين بن علي باي إلى مدينة تونس. ونزل علي باشا من جبل وسلات في فوشانة بعد انهزام أتباعه، وهاجم جيش عمه بمرما جنة قرب الكاف، ولم تسفر المعركة عن انتصار أحد الفريقين، فاتجه علي باشا نحو القيروان فحاصرها ثلاثة أيام، ثم ارتحل إلى الساحل وقطع زياتينه وحرقها، وطوع كثيرا من بلدانه، وامتنعت عليه القلعة الكبرى فحاصرها فجاء عمه وفك عنها الحصار، وهزم علي باشا ففر إلى الحامة فامتنعت قلعتها عليه بقيادة آغة زواوة، ففر مخترقا الصحراء إلى أن وصل إلى صحراء الجزائر، ودخل مدينة الجزائر فاعتقله داي الجزائر عبدي باشا، وجعله تحت الإقامة الجبرية، ولهذا الداي صداقة مع الباي حسين بن علي، ولما مات الداي عبدي باشا تولى مكانه إبراهيم باشا فأفرج عنه، ووسع عليه، وبدأ علي باشا في الاستعداد للعودة إلى تونس وأعانه داي الجزائر بالجيش، وذلك في ذي الحجة /1147 أفريل ماي 1735 وزحف علي باشا صحبة الجيش الجزائري إلى أن وصل إلى ضواحي الحاضرة وعسكر حسين بن علي باي بسمنجة، وبعد نحو 16 يوما التحم القتال في 11 ربيع الثاني 1148/ 4 سبتمبر 1735،
وانتصر حسين بن علي في الجولة الأولى، ثم هجم فرسان الجزائر من خلف واستولوا على المحلة (القتال وقع ليلا) وانهزم حسين بن علي، وأصابته رصاصة في فخذه وفر إلى القيروان، واستولى علي باشا على العاصمة، وبعث ابنه يونس لحصار القيروان 1149/ 1736 - 1737، وحاصرها أشهرا فلم ينل منها مراده، وأعاد حصارها في سنة 1151/ 1738 - 39 مدة تسعة أشهر، ثم أعاد الكرة في شعبان /1152 نوفمبر 1739، وغيّر خطته بما يحقق له النصر فاحتلها في 16 صفر 1153/ 13 ماي 1740.وقتل عم والده حسين بن علي باي، وكان محمد الرشيد باي ابن حسين بن علي باي قد التجأ إلى الجزائر بعد قتل والده، وبعث مركبا لنقل أخيه محمود من سوسة، ثم زحفت جيوش الجزائر صحبة محمد الرشيد وعلي ابني حسين بن علي باي، واحتلوا الحصون والبلدان في طريقهم إلى أن وصلوا إلى العاصمة، وألقوا القبض على علي باشا، وتوفي قتيلا في اخر ليلة من ذي الحجة 25/ سبتمبر.
كان عالما وشيخه الذي تخرج به هو محمد الخضراوي: قال ابن أبي الضياف في وصفه: «كان عالما شجاعا حازما مهيبا وقور المجلس، أبي النفس، عالي الهمة، مرهوب الحد، شديدا على العمال، محترسا من عسفهم، رادعا لعدواتهم، يحب أن يظلم وحده، ولا يحب أن يشاركه غيره فيه، جريئا على سفك الدماء لا سيما فيما يتعلق بالطاعة» .ومن جسارته على سفك الدماء أنه لما استولى على الإمارة أشاع الرعب والخوف لأنه كان يسجن أو يقتل كل من اتهم بأن له صلة بأبناء عمه في الجزائر ولو مجرد سلام فضلا عن المراسلة، وقتل من كان متعاونا مع عمه من العلماء.
وعمل على نشر التعليم، وقد جمع من غرائب المؤلفات ما لم يجتمع لغيره من امراء تونس، ومن عنايته بذلك أنه بعث الشيخ أبا محمد حسن البارودي إلى استانبول، وأتاه بما لم يصل إلى المغرب من تآليف علماء الأتراك وعلماء الفرس كحواشي الكشاف وغيرها.
له دفع الملم عن قراء التسهيل بجلب المهم مما يقع به التحصيل،