الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
362 - ابن عزوز (- 1288 هـ)(- 1866 م)
مصطفى بن محمد بن عزوز الحسني الإدريسي، البرجي ثم النفطي، أبو النخبة، الفقيه الصوفي. ولد بالبرج وهو بلدة صغيرة تابعة لبسكرة بالزاب جنوبي القطر الجزائري، ولأسلافه بها زاوية لنشر الطريقة الرحمانية (1) الخلوتية، وهو ينحدر من عائلة صوفية هاجرت إلى نفطة ابان الاحتلال الفرنسي لبسكرة سنة 1843 مع عائلة الشيخ محمد الخضر حسين.
أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن عمر صاحب زاوية طولقة، وهو عن محمد بن عزوز والد المترجم، وهو عن الشيخ عبد الرحمن الأزهري الزواوي، وهو عن الشيخ محمد الحفناوي المصري الشافعي الخلوتي.
وانتقلت وراثة الطريقة إلى صاحب الترجمة سنة 1842، وأخذ عنه الطريقة ابنه الشيخ محمد المكي. وانشأ المترجم زاوية بنفطة انفصلت عن الطريقة الرحمانية الخلوتية بالجزائر انشأها لنشر الطريقة بالقطر التونسي، وفيها تخفيف كثير من قيود الخلوتية ترغيبا للناس حتى يقبل أكبر عدد ممكن ونجح في اجتذاب عدد كبير إلى الطريقة، وانتشر صيته. وكان المشير الأول أحمد باشا باي يعتقده ويعظم شأنه، وكذلك المشير الثالث محمد الصادق باشا باي ومدحه الشيخ إبراهيم الرياحي بمدائح شعرية ونثرية.
وكان صاحب شخصية جذابة بما له من فصاحة، وبيان وتمكن في العلم وديانة وذوق صوفي وصدق في ممارسة طقوسه، قال ابن أبي الضياف:
(1) نسبة إلى الشيخ عبد الرحمن بو قبرين الكشطولي الزواوي الأزهري المولود ما بين 1126 - 133/ 1714 - 1721 في آيت اسماعيل، وكان من تلامذة الشيخ محمد بن سالم الحفناوي (ت 1181/ 1768) الذي تلقى عنه أصول الطريقة الخلوتية أيام مجاورته بالأزهر.
وكان للطرق الصوفية ورجالها مكانة لدى سائر الطبقات، وقد مر أن صاحب الترجمة حاز مكانة في القصر ولدى بعض العلماء الطرقيين، لذا استغله ثعلب الحكومة التونسية إذ ذاك الوزير الأكبر مصطفى خزنة دار لبذل الوعود والتطمينات للقائمين بثورة علي بن غذاهم تمهيدا للانتقام الشرس الوحشي من الأشخاص والقبائل وسكان البلدان الذين تعاطفوا مع هذه الثورة وأيدوها. وقام صاحب الترجمة بجولة في مناطق القبائل وفي البلدان، ونجح في مهمته نجاحا مؤزرا. وغاية ما يعذر به أنه كان على حسن نية غير عالم بما يبيته محمد الصادق باي ووزيره مصطفى خزنة دار من غدر ونكث للعهد ويبدو أن صلات ابن غذاهم المريبة مع القنصلية الفرنسية وعطفها عليه هي التي أوحت إلى خزنة دار استخدام نفوذ المترجم ومكانته لدى القبائل وعداوته لفرنسا للقيام بدور التهدئة بالرغم من أن محمد الصادق باي تيجاني الطريقة، ومثله علي بن غذاهم، من أتباع زاوية تماسين بالجنوب الجزائري، وشيخها من أخلص الصنائع لفرنسا.
وقد سبق ان ذكرنا أن مما امتازت به الطريقة العزوزية هو التخفيف من قيود الخلوتية وشكلياتها في تسليك التابع الجديد، ونضيف إلى ذلك ان اتباع الطريقة العزوزية يميزون أنفسهم بسبحة بيضاء في أعناقهم وبتسليمهم على بعض بتشابك أيديهم مرتين بكيفية مختلفة، وكانت هذه الطريقة واسعة الانتشار بالجنوب التونسي والجزائري.
توفي في آخر ذي الحجة سنة 1282/ 14 ماي 1866.