الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشمائل، والمواهب اللدنية، والتفسير، وكبرى السنوسي، والأشموني، وغيرها من الكتب، وقالوا في ختمها قصائد في مدحه.
وأخذ عنه الشيخ العلاّمة محمد بن صالح بن محمد الفلاني السوداني نزيل المدينة المنورة عند ما جاور بتونس طلبا للعلم، وأجاز للحافظ مرتضى الزبيدي بما حوته فهرسته، وذكره مرتضى الزبيدي في ألفية السند، وغيرها، ولم يذكر في المعجم المختص الذي أهمل فيه ذكر كثير من شيوخه وأجاز لعبد القادر بن مصطفى بن عبد القادر المشرقي الراشدي المعسكري دفين مكناسة الزيتون.
كان يقرئ بجامع الزيتونة الفقه، وعلوم اللسان وغيرهما كعلم الفرائض، والمنطق، والبيان، وهو أول من تولّى التدريس بالمدرسة السليمانية التي أسّسها علي باشا الأول باسم ابنه سليمان.
تآليفه:
1) حاشية على شرح الجنبصي على التهذيب في المنطق.
2) رسالة في الخنثى المشكل.
3) فهرسة حافلة جمع فيها إجازات مشايخه المصريين والحجازيين وذكر فيها التآليف التي رواها عن شيوخه في سائر العلوم بسنده إلى مؤلفيها.
4) فيض الخلاق في الصلاة على راكب البراق.
المصادر والمراجع:
- أعلام ليبيا 290، شجرة النور الزكية 349، فهرس الفهارس 1/ 410 (في ترجمة مرتضى الزبيدي) 2/ 252 - 3، مفاتيح النصر في التعريف بعلماء العصر لمختار العياضي، تحقيق تقديم محمد الحبيب الهيلة، المنشور بالنشرة العلمية للكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين ع 4 س 4، 1976 - 7، ص 189.
392 -
الغساني (
…
- 668 هـ) (1) (
…
- 1269 م)
أحمد بن ابراهيم بن عبد الحق الغساني، التونسي المولد، الأندلسي الأصل أبو العباس، الفقيه الأديب الشاعر، كاتب علامة أبي زكرياء الحفصي، وابنه المستنصر بعده، قال ابن الأحمر:«قدم للرئاسة، وهو صبي، ولزم النفاسة إذ هو أبي، ونال من السلطان من الأثر، ما اتضح من حديثه الأثر، وكانت أدوات الرياسة متوفرة لديه، وإمارات الكتابة مستقرة في يديه» .
قال ابن سعيد في «القدح المعلّى» اختصار محمد بن عبد الله بن خليل: «كاتب مذكور وشاعر مشهور، وبدر الملك، ونادرة الفلك، والبحر الزاخر في الرواية، والروض الناضر في المعرفة والدراية، إن أخذ في الإيراد والإنشاء فكأنما ردّ الحياة إلى حياد، فارس ميدان الارتجال في أي نوع طلب من أنواع المقال، قد انقادت إليه أزمة البيان، وكلامه يشتمل على الحسن والإحسان، وهو الآن لسان الدولة العلية، وكاتب سرها، والمعول عليه في نظمها ونثرها، قد اختصّه الملك بالعلامة، وهي النهاية في الكرامة، تصرف في أنواع البلاغة وسائر فنونها، وأتى بإبكار المعاني المخترعة ومنتخب عيونها يفتح من خطه الرائق أزهار الرياض، ويأتي وشيه المبهج بين السواد والبياض ونظمه ونثره شاهدان على ما قلت فيه .. » .
كان يكتب بالخط المشرقي أحسن خط، وعرضت له جفوة من المستنصر أخر بسببها، وقدم للعلاّمة الفقيه أبو علي الحسن بن موسى بن
(1) اعتمدت ما في «تاريخ الدولتين» وفي «الفارسية» وفاته سنة 658.
معمّر الطرابلسي، ثم وقع الرضا عنه وأعيد للعلامة حتى توفي، وجلّ عند المستنصر حتى بلغ الغاية لأنه كان من ظرفاء الأدباء.
كان مولعا بجنة له في الجزيرة، وتزهد في آخر عمره، وحبس داره على الضعفاء من أقاربه.
ويبدو أنه كان مترفها في لباسه وعيشه، ذكر ابن الشماع في الأدلة البينة النورانية حكاية له مع أبي زكرياء الحفصي أراه ما هو عليه من التقشف في المأكل والملبس، وعدم الاستنكاف عن ممارسة صناعة يدوية بسيطة وهي الخياطة تواضعا وبعدا عن الكبرياء، قال ابن الشماع:
«استدعاه يوما السلطان أبو زكرياء الحفصي بمحضر وزرائه من باب الصرف بعد انفصال المجلس، والعادة أن من استدعاه من باب الصرف إنما يستدعيه للعقوبة.
قال: فلما استدعيت أدخل بي بابا بابا حتى انتهيت إلى قبة الخليفة، فوجدته جالسا على كرسي من خشب وبيده إبرة وهو يرقع ثوبا فسلمت عليه، أمرني بالجلوس، وإذا بالخادم أتاني بمائدة مغطاة وأتى بطست، ورفع عن المائدة فإذا فيها غذاء واحد، وخبز غير نقي، فأكل وأكلت، فلما فرغ قال:«انصرف بسلام» فخرجت، وما كدت أخرج حتى وقعت عندي حيرة فعرّفت بذلك ابن أبي الحسين فقال لي «ماذا صنعت؟ » .
- قلت: «لا شيء إلا أني لما دخلت عليه نظرني شزرا» .
- فقال لي: «دخلت عليه بثيابك هذه» .
- فقلت له: «نعم» .
وبعد وفاته قدم للعلاّمة أبو عبد الله محمد بن الحسين، وللإنشاء محمد بن الرائس الربعي.